التصنيفات
الغذاء والتغذية

الهليون، هيليون Asparagus


إن كان هناك من بقلة توصف وتحاط بكل مظاهر الرفاهية والدلال فهي بالتأكيد الهليون، وهذا ليس بجديد فالهليون كان دوما البقلة المفضلة لدى العائلة المالكة والطبقة الأرستقراطية الفرنسية في القرن السابع عشر وذلك ليس فقط بسبب لذة طعمه بل لما كان ينسب إليه من قدرات مقويّة ومنشّطة للبدن.
وبغضّ النظر عما إذا كان للهليون هذه القدرات أم لا، فإنّ الهليون هو من المصادر الغنية بالفيتامينات والمعادن والحوامض الأمينية الأساسية وكذلك المواد الكيميائية الدوائية «الفيتوكيميكال»، فليس غريبا إذا أن تنسب إليه هذه الصفات بل ليس غريبا أن يوضع في هذه المرتبة المهمّة ويعطى ما يعطى من الدلال والعناية.
فالهليون هو من المصادر الغنية بالغلوتاتيون (Glutathione) الطبيعي، ولهذا فهو دواء طبيعي مضادّ للأكسدة (antioxidant) مضادّ للسرطان، مضادّ للالتهابات ومقوّ لمناعة الجسم إضافة إلى أنّه نافع جدا في التخلّص من السموم كافة وبشكل خاص سموم الأدوية كما إنّ له دورا بارزا في حفظ الكبد ووظائفه. ومن فوائد الغلوتاتيون أيضا أنّه يقوي وينشّط حركة الحيوانات المنوية الذكرية، وتشير الدراسات إلى أنّه قد يكون ذو منفعة في معالجة العقم لدى الرجال ولعلّ في هذا تأييد لما كان ينسب للهليون من قدرات مقوّية.
وليس هذا فقط ما يميّز الهليون بل إنّ فيه من المركّبات الكيميائية ما يجعل منه غذاء مثاليا ودواء ممتازا بكل ما في الكلمة من معنى.

والهليون هو من النباتات الجميلة ذات الشكل المتميّز حتى إنّ البعض قد يزرعها لأجل الزينة في المرتبة الأولى.
لها ساق خشبية رفيعة ممتدة كالعصا تتفرع منها أغصان أسطوانية ملساء الشكل عارية من الأوراق، فيها خطوط طولية، هذه الغصينات هي ما يؤكل من الهليون.
أوراقها صغيرة جدا ملتصقة بالغصن شبيهة نوعا ما بفلس السمك، أزهارها خضراء مائلة إلى الاصفرار تظهر في فصل الربيع وأوائل فصل الصيف. أمّا ثمارها فكرزية الشكل صغيرة بحجم حبة البازلاء، لونها أحمر قرمزيّ.
وخلاصة القول إنّها من النباتات الجميلة جدا والتي تصلح للزينة كما للأكل.
تنمو هذه النبتة بشكل برّي في عدد من الدول الأوروبية وفي منطقة الشرق الأوسط، سيبيريا وشمال أفريقيا كما تزرع حاليا في جميع دول العالم.

في الطب الحديث
حاليا يستخرج من الهليون أدوية عديدة حصّل بعضها موافقة جهات رسمية دوائية في عدد من الدول الأوروبية منها أدوية تستعمل لعلاج التهابات المسالك البولية وإذابة الحصى في الكلية والمثانة. ويستفاد بشكل خاص من جذور وبذور النبتة في صناعة أدوية مدرّة للبول، مليّنة، وأدوية أخرى تستعمل لمعالجة الالتهابات العصبية والروماتيزم ولتسكين وجع الأسنان وتحفيز نمو شعر الرأس وتقويته كما يدخل الهليون في تركيب بعض الأدوية المستعملة لمعالجة مرضى السرطان.
ثم هل تعلم عزيزي القارئ أنّ بذور الهليون هي بديل جيد لحبّات البن المستعملة في تحضير القهوة اللذيذة.

فوائد الهليون

•    الأغنى بالغلوتاتيون (Glutathione) المقوي
•    المحارب القوي للسرطان
•    مضاد للتسمم، مطهّر للجهاز الهضمي
•    مدرّ للبول، مفتّت للحصى البولية
•    مقوّ للحيوانات المنوية والإخصاب
•    غني بالفسفور المقوي والمنشّط
•    لحماية القلب، ويخفّض ضغط الدم الشرياني

المركّبات الدوائية الفعّالة

Glutathione
Flavonoids
Inulin
Folic acid
Fructo oligo-
Beta carotene
saccharides FOS
Sulphur-containing
Vitamin E
aspartic acid
3-mercapto-butyric
B-complex
acid
vitamins
Steroid Saponins
Zink
Asparagosides
Phosphorus
A، B، D، F، G، H، I
Potassium

مكوّنات الهليون

يحتوي الهليون على مجموعة مهمة من المركّبات الكيميائية (الفيتوكيميكال) الفعالة في الوقاية بل وعلاج عدد لا بأس به من الأمراض الشائعة. من أهمّ هذه المركّبات الإينولين (Inulin) إضافة إلى ثمانية أنواع أخرى على الأقل من الفروكتوأوليغوساكاريد (Fructooligosaccharides) أو بشكل مختصر (FOS)، هذه المواد التي تعرف أيضا باسم البريبيوتيك (prebiotics) وهي موجودة في الصيدليات كأقراص دوائية، بودرة (powder) أو بشكل مضاف إلى الحليب أو بعض أنواع الأطعمة الجاهزة للأطفال والرضع.

ويستفاد من الإينولين وال FOS في صناعة الدواء لأسباب عدّة أهمها أنّ هذه السكريات لا تهضم بتاتا في المعدة والأمعاء الدقيقة بل هي تمرّ من دون أيّ تغيير إلى القولون حيث تختمر بمساعدة بعض أنواع الباكتيريا المفيدة الموجودة أصلا في القولون. وهذا يؤدّي إلى إيجاد محيط مناسب لنمو الباكتيريا النافعة وأهمها البيفيدوباكتيريا (bifidobacteria) التي تأخذ مكانها في القولون وتمنع نمو الباكتيريا الضارة المسبّبة للتسمّم والإسهال كالإيشرشياكولي (Escherichia coli) والكلوسترديوم (Clostridium perfringens).

هذه واحدة من فوائد الإينولين وال FOS الموجودة بوفرة في الهليون إلاّ إنّ لهما فوائد أخرى كثيرة فهي تلعب دورا مهما في محاربة السرطان وخصوصا سرطان القولون وذلك بسبب مفعول حامض البيوتريك (butyric acid) المضاد للسرطان، هذا الحامض المتولد نتيجة اختمار الإينولين وال FOS في القولون.
كما إنّ لهما فوائد محتملة على تخفيض نسبة الدهون الثلاثية (Triglycerides) والكوليسترول في الدم وخصوصا لدى مرضى السكري وللإينولين وال FOS قدرة كبيرة على جذب الكالسيوم والمغنيزيوم من الكانال الهضمي ولذا فهما مفيدان في الوقاية من الإصابة بترقّق العظام (Osteoporosis) لدى الكبار ومرض الكساح (Osteopenia) لدى الأطفال.

ويحتوي الهليون على نسبة كبيرة من السابونين (Steroid saponins) وأهمها الأسباراغوزيدات (Asparagosides A، B، D، F، G، H، I)، وتعمل هذه السابونينات كالمغنطيس تماما فهي تجذب إليها ذرات الكوليسترول وتدفعها إلى خارج الجسم من هنا فإنّ لها دورا مهما في الوقاية من أمراض القلب وتصلّب الشرايين.

وتعمل هذه السابونينات أيضا على محاربة السرطان من عدّة طرق فهي أولا تتصل بالحوامض الصفراوية التي قد تتحول بمرور الوقت إلى مواد مسبّبة للسرطان دافعة إياها إلى خارج الجسم.
ثانيا، إنّ لهذه المركّبات القدرة على تحديد ومعرفة الخلايا السرطانية والالتصاق بها ومن ثم التخلّص منها. فهذه الخلايا بالذات فيها نسب أكبر من الكوليسترول في أغشيتها مقارنة بالخلايا الطبيعية وقد يكون هذا هو السبب في جذب السابونينات إليها والاتصال بها دون سواها.
ويحتوي الهليون أيضا على نسبة مهمة من الحوامض الأمينية الأساسية كالأسبارتيك أسيد الحاوي للكبريت (Sulphur-containing aspartic acid) وحامض البيوتريك (3-mercapto-butyric acid)، وهو – أيّ الهليون – واحد من المصادر الغنية بالغلوتاتيون (Glutathione) الطبيعي، وللغلوتاتيون دور مهم وأساسي في حفظ سلامة الجسم وتوازنه (Functions as a redox buffer)، ويؤدي نقص الغلوتاتيون في الجسم إلى مشاكل صحيّة كبيرة قد تكون خطيرة أحيانا.

ومن المهم معرفة أنّ الغلوتاتيون يصنّع أيضا في الجسم من الحوامض الأمينية السيستئين والغلوتامات والغلايسين (Glycine) إلاّ أنّه موجود أيضا في بعض المصادر الغذائية وأهمها الهليون.
من هنا، فإنّ الهليون بمحتواه من الغلوتاتيون هو دواء مهم مضاد للأكسدة (antioxidant)، مضادّ للشيخوخة، مضادّ للسموم، مضادّ للسرطان، مضادّ للالتهابات، مقوّ للمناعة وحام للكبد ووظائفه. وهناك دراسات حديثة أجريت على الإنسان تبيّن أنّ للغلوتاتيون تأثير مهم في زيادة قدرة الحيوانات المنوية على الحركة (improve sperm motility) وقد يكون هذا بسبب تأثيراته المضادّة للتأكسد، ولأجل هذا ينصح بالإكثار من تناول الهليون كمصدر غني بالغلوتاتيون لكل من يشكو من العقم من الرجال، وذلك مضافا إلى الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب طبعا.
ويحتوي الهليون أيضا على الفلافونوئيدات (Flavonoids) كالكيرسيتين (Quercetin) والكامفرول (Kaempherol).

هذا بعض مما يحتويه الهليون إلاّ أنّه حاو أيضا لنسب مهمة من الفيتامينات والمعادن الضرورية لسلامة الجسم وصحته، فالهليون هو من أغنى منابع الفوليك أسيد (Folic acid) بل هو أغنى الخضار بهذا الفيتامين الضروري لحماية القلب وكذلك لسلامة الجنين في بطن أمه.

كما يحتوي على نسب جيدة من البيتاكاروتين (Betacarotene) والفيتامين E ومجموعة الفيتامين B.
أما من المعادن فالهليون غنيّ بالزنك (Zink) إذ يحتوي على 0.9 ملغ في الحصّة الواحدة منه والفوسفور (90 ملغ في الحصّة) والبوتاسيوم (325 ملغ / الحصّة)، كما يحتوي على كمية لا بأس بها من الحديد والمنغنيز والمغنيزيوم والنحاس.

الهليون: الأغنى بالغلوتاتيون (Glutathione)

إنّ الهليون هو من المصادر القليلة الغنية بالغلوتاتيون الطبيعي، والغلوتاتيون عبارة عن الكلمة التي تطلق غالبا على المركّب الأميني المسمّى (L-gama-glutamyl-L cystinyl glycine) وهو مركّب موجود في كل أشكال الحياة، وهو يلعب دورا أساسيا في صحة وسلامة المخلوقات ومنها الإنسان حيث يعمل كعامل توازن (redox buffer) في الجسم إضافة إلى عمله كمضادّ للأكسدة (antioxidant)، مضادّ للسموم (detoxification)، مضادّ للالتهابات، مضادّ للسرطان ومضاعفاته ومقوّ للمناعة. وللغلوتاتيون أيضا دور رئيسي في حفظ الكبد ووظائفه كما إنّ له دورا في زيادة حركة الحيوانات المنوية (Sperm motility) وذلك بحسب تجارب أجريت على الإنسان ومن المتوقّع أن يكون له دور مهم في معالجة العقم الذكوري في القريب العاجل.

والغلوتاتيون هو دواء مقوّ  (orphan drug) يوصف خصيصا لمرضى نقص المناعة (AIDS) المصابين بالوهن (AIDS-associated cachexia).
من هنا، فإنّ من المفيد دوما تناول الهليون كمصدر مهم للغلوتاتيون المقوي للجسم، للصغار وللكبار، للمرضى ولسليمي الجسم على حدّ سواء.
ومن المهم معرفة أنّ الهليون هو الأغنى بالغلوتاتيون ففي دراسة قارنت محتوى 38 نوعا من الخضروات بالغلوتاتيون، جاء الهليون الطازج والمطبوخ في رأس اللائحة من حيث محتواه من هذه المادّة المهمة.

الهليون: محارب قوي للسرطان

يحتوي الهليون على مجموعة مهمة من المركّبات الكيميائية (الفيتوكيميكال) المحاربة للسرطان. من هذه المركّبات السابونينات (Steroid saponins) الموجودة في الهليون بوفرة.
وتشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون أغذية غنية بالسابونينات (Saponin-rich diets) لديهم نسب أقل للابتلاء بالسرطان من غيرهم وخصوصا سرطان الثدي، البروستات والقولون.
وتعمل السابونينات من عدّة طرق على محاربة السرطان، إحدى هذه الطرق أنّها أيّ ال (Saponins) تتصل بالحوامض الصفراوية الموجودة أصلا في الجهاز الهضمي والتي يمكن أن تتحول بمرور الوقت إلى مواد مسرطنة أو مسبّبة للسرطان فتدفعها معها إلى خارج الجسم.
والأبرز أنّ للسابونين القدرة على استهداف الكوليسترول الموجود في غشاء الخلايا السرطانية ومن ثم تدمير هذه الخلايا. وتتميز الخلية السرطانية بأنها تحتوي على مقادير أكبر من الكوليسترول في غشائها الخارجي ما يسهّل عملية التعرّف عليها واستهدافها من قبل مركّبات السابونين.

ويحتوي الهليون أيضا على مركّبات كيميائية أخرى لا تقل أهمية من حيث قدرتها على محاربة مرض السرطان عن السابونين إن لم تكن أكثر منها قدرة وقوة. فعلى سبيل المثال، هناك الإينولين (Inulin) الذي يحمي من الإصابة بسرطان القولون بشكل خاص وذلك بسبب مادّة البيوتيرات (butyrate) المحاربة للسرطان والمتولّدة في القولون نتيجة تخمّر الإينولين بمساعدة من أنواع معينة من الباكتيريا النافعة وأهمها البيفيدوباكتيريا المتواجدة عادة في القولون.

وتشير بعض الدراسات إلى أنّ للبيوتيرات القدرة على وقف نمو وتزايد الخلايا السرطانية.
كما يساعد الإينولين على زيادة جذب الكالسوم والمغنيزيوم من الجهاز الهضمي فهو يعمل كالألياف تماما، ملتصقا بهذه الأملاح مساعدا على جذبها مجددا وهناك أدلة كثيرة تشير إلى دور الكالسيوم في الحماية من الإصابة بسرطان القولون (colorectal cancer) بشكل خاص.

ويتميز الهليون أيضا بغناه بالغلوتاتيون (Glutathione) والفوليك أسيد (Folic acid) وكلاهما محارب قوي للسرطان، فالأول، أيّ الغلوتاتيون، مضاد قويّ للأكسدة (antioxidant) وهو يعمل على حماية الخلايا السليمة في الجسم من التأثيرات الضارة والمخربة للراديكالات الضارة (free radicals) هذه التأثيرات التي قد تؤدي إلى تخريب أو إيجاد ثقوب في جدران هذه الخلايا بعد مهاجمتها ما يتسبب في تحوّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية.

ويستفاد من الغلوتاتيون في معالجة مرضى السرطان لعدة أسباب، أولا، لقدرته على محاربة السرطان ذاتيا، وثانيا، كدواء مرافق لأدوية السرطان الأخرى يخفف ويحمي من آثارها الجانبية ومضاعفاتها على الجسم.
وهناك دراسات كثيرة تشير إلى قدرة الغلوتاتيون على التخفيف من الآثار الجانبية للدواء المسمّى سيسبلاتين (Cisplatin) على الجهاز العصبي (neurotoxicity) وهو يستعمل كثيرا في هذا المجال.
أما الفوليك أسيد، والهليون من أغنى مصادره، فهناك إحصائيات وبحوث كثيرة تشير إلى أنّ نقصه في الغذاء يترافق مع زيادة في نسبة الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان كسرطان القولون والرئة والمريء والدماغ والثدي.
والنتيجة هي أنّ الهليون بغناه بهذه العناصر مجتمعة هو من أقوى مضادات السرطان، لذا ينصح بالإكثار من تناوله وبشكل يوميّ إن أمكن للإفادة من خواصه وفوائده هذه.

الهليون: مضادّ للتسمّم، مطهّر للجهاز الهضمي

من أهمّ المركّبات الدوائية المتوفرة في الهليون الإينولين (Inulins) والفركتو أوليغو ساكاريدات (Fructo oligosaccharides) أو باختصار (FOS)، ويطلق على هذه المركّبات اسم البريبيوتيك (Prebiotics) أحيانا.
والبريبيوتيك (Prebiotic) عبارة عن أنواع معينة من السكريات التي لا تهضم بتاتا في أثناء مرورها في الكانال الهضمي بل تصل كما هي من دون أيّ تغيير إلى القولون حيث تختمر هناك نتيجة تعرّضها لبعض أنواع الميكروبات النافعة الموجودة أصلا في القولون وأهمها الباكتيريا المعروفة باسم البيفيدو باكتيريا (Bifidobacteria) ما يخلق بيئة ملائمة لنمو أجناس معينة من الباكتيريا المفيدة للإنسان وفي طليعتها البيفيدو باكتيريا بالذات التي تتخذ مكانا لها في المعي الغليظة وتمنع نمو الميكروبات الضارة المسبّبة للإسهال والتسمّم كالايشيرشياكولي (E. coli) والكلوستريديوم (Closteridium perfringens). ويستفاد من هذه المركّبات أيّ الإينولين والفروكتو أوليغو ساكاريدات (FOS) بكثرة في أيامنا هذه فهي تضاف إلى بعض أنواع الحليب المخصّص للرضّع وكذلك الأغذية الجاهزة المخصّصة للأطفال والرضّع.

كما توجد في الصيدليات ومراكز بيع الأدوية على صورة أقراص دوائية أو بودرة (powder) وهي توصف بكثرة لعلاج أمراض الجهاز الهضمي من قبيل الإسهالات الجرثومية والتسمّم وغيرها.
ويمكن بالطبع تناول هذه الأدوية من مصادرها الطبيعية وأهمها الهليون والأرضي شوكي والموز فذلك يفيد في تطهير الجهاز الهضمي من الميكروبات المسبّبة للإسهال هذا مضافا إلى المساعدة على تكوين المادّة المخاطية (Mucin) المغلّفة لسطح القناة المعدية المعوية وترميمها من الداخل والتي قد تكون تأذت بفعل العوامل المخربة والجراثيم المهاجمة.

الهليون: ثروة من الفوليك أسيد

إنّ اكتشاف الفوليك أسيد (Folic acid) وما له من دور وقائي في عدد من الأمراض الخطيرة كأمراض القلب والشرايين والسرطان والأهم من ذلك دوره الأساس في الوقاية من ولادة أطفال ذوي عاهات خلقية وأهمها الحالة المسماة (Spina bifida)، هذا الاكتشاف هو بحق من أهمّ الاكتشافات العلمية في عصرنا الحالي. ولتوضيح الأمر، فإنّ هذه الحالة المرضية أو ما يسمّى علميا (Neural tube defects) هي عبارة عن ولادة الطفل مع وجود فتحة في عموده الفقري وذلك نتيجة عدم اكتمال انغلاق الكانال العصبي لديه في مرحلة التطور الجنيني وهذا ما يؤدّي إلى ظهور الخلايا العصبية وبروزها للعيان من خلال تلك الفتحة إن في الظهر أو في الرأس.
وقد ثبت بالدليل القاطع أنّ للفوليك أسيد الدور الأبرز في الوقاية من ولادة أطفال ذوي عيوب خلقية إذ أنّ نسبة الإصابة بهذه الحالات تنخفض إلى النصف إذا ما زادت المرأة الحامل من استهلاكها للفوليك أسيد حتى حدود 400 ميكروغراما في اليوم الواحد.

من هنا، ينصح بالإكثار من تناول المصادر الغنية بالفوليك أسيد كالهليون والسبانخ والخضار المورقة الأخرى لكل امرأة تخطط للحمل والإنجاب ومع أنّ الحاجة اليومية للفولات هي 400 ميكروغراما في اليوم إلاّ أن العلماء ينصحون بأن تتناول المرأة الحامل مقادير أكبر من الفوليك أسيد أيّ ما مقداره 600 ميكروغراما منه أمّا المرأة المرضعة فتحتاج إلى 500 ميكروغراما من الفوليك أسيد يوميا.

ويحتوي الهليون على ثروة من الفولات فالحصّة الواحدة منه، أي ما يوازي خمسة أصابع، تحتوي على ما يقارب 219 ميكروغراما من الفولات أيّ ما يساوي نصف حاجة الجسم اليومية منه (400 ميكروغرام)، وبحسب بعض المصادر تحتوي الحصّة على 110 ميكروغرامات من حامض الفوليك وفي كلتا الحالتين فهو من أغنى المصادر بالفولات ولذا ينصح بالإكثار من تناول الهليون كمصدر غني بهذا الفيتامين الضروري للمرأة الحامل والمرضع ولكل امرأة تخطط للإنجاب. والفوليك أسيد دواء طبيعي يقي من ولادة أطفال بعيوب خلقية في الدماغ والنخاع الشوكي إضافة إلى أنّه أيّ الفوليك أسيد يقي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين وذلك عبر تأثيره في خفض نسبة الهموسيستئين (homocysteine) في الدم، هذا الحمض الأميني الذي إذا ما زادت نسبته في الدم سبّب ذلك ارتفاعا ملحوظا في نسبة الابتلاء بأمراض القلب والشرايين.

وقد بيّنت الدراسات أنّ زيادة نسبة استهلاك الفولات هو في نفس أهمية خفض مستويات الكوليسترول في الدم وذلك لتحقيق هدف الوقاية من الابتلاء بأمراض القلب والسكتات القلبية والدماغية الخطيرة.
ومن المهم جدا التوعية لهذا الأمر، خاصة إذا ما عرفنا أنّ نسبة قليلة من الناس أيّ ما يقارب 12% فقط منهم يستهلك كمية كافية من الفولات (Folate).

وخلاصة الأمر، أنّه ينصح دوما بالعودة إلى العادات الغذائية السليمة التي كانت متّبعة من قبل جدودنا والتي ما زالت لحسن الحظ موجودة في كثير من بيوتنا، وهي بالإكثار من تناول الخضار المورقة الغنية بالفولات وفي مقدمتها الهليون والسبانخ كمصدر غني بالفولات أو الفوليك أسيد، فلهذا الأخير تأثيرات لا تطال فقط الجنين في بطن أمه بل إنّ له دورا بارزا في الحماية من الابتلاء بأمراض القلب والشرايين والسرطان وبشكل خاص سرطان القولون والرئة والمريء والثدي والدماغ.

كما إنّه يلعب دورا في حفظ الخلايا العصبية والدماغية (neuro-protective effect) وتقوية الذاكرة ورفع مستوى الإدراك، وهناك دراسات حديثة تشير إلى أنّ انخفاض نسبة الفولات في الدم قد يكون عاملا نسبيا لفقدان الذاكرة وضعف الإدراك وكذلك مرض الخرف المبكر (الزهايمر). وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات وهي دراسة سمّيت Nun study أنّ نقص الفولات في الدم كان مترافقا مع ضمور الخلايا العصبية في المنطقة القشرية (الخارجية) للدماغ (atrophy of the cerebral cortex). وهذا إنما يؤكد على دور الفوليك أسيد في الحفاظ على الخلايا الدماغية سليمة ومنع تلف هذه الخلايا (neurodegeneration) نتيجة الكرب (Stress) أو عوامل أخرى.

الهليون: مدرّ للبول، مفتّت للحصى البولية

من أهمّ استعمالات الهليون الدوائية في وقتنا الحاضر الاستفادة منه وبالتحديد من جذور الهليون (roots) كدواء مدر للبول (diuretic) وكذلك كدواء فعال في معالجة التهابات المسالك البولية ولتفتيت الحصى في الكلى والمسالك البولية، وهو متوفّر في مراكز بيع الأدوية على صورة أقراص (tablets) أو قطرات (drops) تؤخذ مرتين أو ثلاث مرات يوميا، أو بشكل حقن تزريقية (injections) تحقن مرتين في الأسبوع.

كما يمكن الإفادة منه بشكله الأصلي المجفّف أيّ نفس الجذور مجففة أو يصنع منه مغلي يشرب مرتين أو ثلاث مرات يوميا حتى زوال العوارض، ومن الضروري التنبه إلى الإكثار من شرب الماء في أثناء فترة العلاج هذه (irrigation therapy). هذا العلاج متبع ومفيد جدا في التخلّص من الحصى وتذويبها بالكامل إذا كانت صغيرة وذلك يعود إلى خصائص الهليون أو بالتحديد جذور الهليون المدرّة للبول (diuretic effect) والتي توصف بكثرة في عدد من الدول المتطورة لتفتيت الحصى في الكلى والمسالك البولية وكذلك كعلاج مساعد في بعض حالات احتباس الماء المرافق لضعف القلب (cardiac failure) فهو نافع في التخلّص من السوائل المتجمعة في الجسم بسبب حالة ضعف القلب هذه.

الهليون: مقوّ للحيوانات المنوية

قد يكون العقم واحدا من أهمّ المشاكل التي يعاني منها عدد غير قليل من الناس في أيامنا هذه ولعلّ السؤال الذي يسأل دائما: ما هي الأغذية المقوّية التي يمكن تناولها في هذه الحالة إضافة إلى الأدوية؟ نحن لا ندّعي السحر هنا، ولا نقول كما يقول بعض المشعوذين بأن كل كذا وكذا وسوف تحلّ مشاكلك في أسرع وقت إنّما يمكن القول إنّ هناك أغذية حاوية لعدد من المركّبات الكيميائية التي أثبتت الدراسات أنّ لها القدرة على زيادة تعداد وقدرة وحركة الحيوانات المنويّة. ويأتي الهليون في طليعة هذه الأغذية، فهو يحتوي على نسبة مهمة من الغلوتاتيون (Glutathione) الطبيعي، هذا المركّب الأميني الذي يعمل كمضاد قوي للأكسدة (antioxidant)، مضادّ للالتهابات، ومضاد للسموم ومقوّ للمناعة والأهم أنّ له دورا مهما في زيادة حركة الحيوانات المنوية وذلك حسبما بينته بعض الدراسات التي أجريت على الإنسان.

من هنا، يتوقع أن يكون للغلوتاتيون دور مهم في معالجة بعض حالات العقم الذكوري في القريب العاجل.
والهليون لا يحتوي فقط على هذا المركّب المهم بل إنّه واحد من المصادر الغنية بالزنك (Zink) حيث يحتوي على 0.9 مليغرام من هذا العنصر المفيد بشكل خاص في زيادة توليد الحيوانات المنوية (Sperm formation).
ومعروف أنّ نقص الزنك يؤدّي إلى العقم بسبب نقص تعداد الحيوانات المنوية لدى الرجل وهي الحالة التي تدعى طبيا Oligospermia وفيها يكون تعداد الحيوانات المنوية أقل من الطبيعي ما قد يتسبب بالعقم لدى الرجال. وتأتي اللحوم والكبد والأجبان والبزورات والعدس والحمّص في مقدّمة الأغذية الغنية بالزنك أمّا الهليون فهو الأول بين الخضار من حيث غناه بالزنك.

من هنا، ينصح بالإكثار من تناول الهليون كدواء طبيعي مقوّ لكل من يعاني من العقم مضافا إلى المصادر الأخرى الغنية بالزنك ومضافا طبعا إلى الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص.

الهليون: الغني بالفوسفور المقوي

من منا لم يسمع يوما أنّ رياضيا معروفا أو غير معروف أقصي عن إحدى المباريات لسبب وحيد فقط ألا وهو إثبات تناوله أقراصا منشّطة ما قبيل المباراة. هذه الأقراص المحظور تناولها دوليا منها أنواع كثيرة وهي تعمل بطرق عدّة على تحفيز البدن وتقويته.
ومن الأدوية التي يلجأ إليها الرياضيون عادة لرفع مستوى أدائهم الرياضي وكسب الدرجات والمراتب العليا، أقراص الفوسفور إن على صورة كالسيوم الفوسفات أو بوتاسيوم الفوسفات أو ملح الفوسفات، والتي تؤخذ بجرعات كبيرة قبل بدء المسابقات بأيام عدّة، وقد أثبتت الدراسات الكثيرة صحة هذا الأمر وأنّ للفوسفور القدرة على تنشيط ورفع قدرة البدن على الأداء الرياضي. وفي غالبية هذه الدراسات كان الرياضيون يتناولون جرعات عالية من الفوسفور بحدود (1000 ملغ) 4 مرات في اليوم لمدة 3-6 أيام قبل المسابقات.

وقد أكدت بعض هذه الدراسات على أفضلية تناول الأغذية الغنية بالفوسفور بدلا عن أقراص الفوسفور لما لهذه الأخيرة من عوارض جانبية جدية وخطيرة على الصحة إذا ما أخذت لفترات طويلة، لذا يجب أن لا تؤخذ إلاّ تحت إشراف الطبيب المختص. ومن عوارض هذه الأقراص الإسهال والتقيؤ وآلام المعدة أمّا العارض الأكثر خطورة فهو نقص الكالسيوم (hypocalcemia) الذي تسبّبه أقراص ملح أو بوتاسيوم الفوسفات حتى للأشخاص الطبيعيين الذين لا يشكون من أية مشاكل في الكلى.
هذا في حين أنّ الأغذية الغنية بالفوسفور ليس لها أية عوارض جانبية وهي تفيد في تأدية نفس الغرض من تقوية الجسم وتنشيطه.

والهليون هو من المصادر الغنية بالفوسفور فهو يحتوي على 90 مليغراما منه في الحصّة الواحدة أيّ ما يوازي 5 أصابع. والأهم من هذا أنه يمكن مضاعفة هذه الكمية من دون الخوف من السعرات الحرارية الزائدة فهذه الكمية تؤمن 31 وحدة حرارية فقط.

الهليون: والفيتامين E الحامي للقلب

يحتوي الهليون من ضمن ما يحتويه من ثروات وعناصر غذائية ودوائية على نسبة مهمة من الفيتامين E النادر، والفيتامين E متوفّر بشكل أساس في الزيوت والبزورات وهذه الأخيرة لا يمكن الإكثار من تناولها على عكس الهليون الذي يحتوي على 1.5 مليغرام من الفيتامين E في الحصّة الواحدة ويمكن تناوله من دون الخوف من السمنة ومشاكل الزيادة في الوزن وهي كثيرة وقد تكون خطيرة في أحيان كثيرة.
وتحتوي الحصّة الواحدة من الهليون (5 أصابع) على 1.5 ملغ من الفيتامين E وهو المضاد القوي للأكسدة (antioxidant) الذي يقوي جدران الخلايا ويحميها من الآثار المخرّبة للراديكارت الحرة (Free radicals). كما يلعب الفيتامين E أيضا دورا مهما وأساس في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين وكذلك بعض أنواع السرطان.

من هنا، ينصح بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بالفيتامين E وأغناها البزورات والنقل على أنواعها مضافا إلى الزيوت النباتية، إلاّ أنّ هذه جميعها لا يمكن تناولها كيفما شاء لغناها بالسعرات الحرارية على عكس الهليون والسبانخ الذين يحويان نسبة جيدة من الفيتامين E إنما من دون السعرات الحرارية المرافقة لتلك.
ولا ننسى أنّ في الهليون عناصر أخرى لها قدرات كبيرة في حماية القلب كالبوتاسيوم والفوليك أسيد الموجودين في الهليون بنسبة كبيرة، وكلاهما يلعبان دورا مهما في محاربة أمراض القلب والشرايين ومشاكلهما. فالبوتاسيوم وهو الشهير أيضا بلقب الحامي الأول للقلب يعمل على خفض مستويات ضغط الدم الشرياني عن طريق التخلّص من ملح السديم ودفعه إلى خارج الجسم.

أما الفولات (Folate) والهليون من أغنى مصادره فهو يعمل على حماية القلب عن طريق خفض نسبة الهموسيستين (homocystein) في الدم، والهموسيستئين هو حمض أميني تعلو نسبته في الدم إذا ما انخفضت نسبة الفوليك أسيد وبالعكس. وإذا ارتفعت نسبة الهموسيستئين في الدم أدّى ذلك إلى تخريب بطانة جدران العروق والشرايين المغذية للقلب والدماغ وكذلك إلى زيادة تجلّط الدم نتيجة ازدياد ميل الصفائح الدموية إلى الالتصاق ببعضها البعض ما يؤدّي إلى تشكل الجلطات في القلب والدماغ أو ما يسمى بالسكتة القلبية والدماغية.
من هنا، فإنّ الإكثار من تناول الهليون كمصدر غني بالفولات إضافة إلى البوتاسيوم والفيتامين E هو من أهمّ الأدوية الطبيعية الفعالة في حماية القلب والوقاية من الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية القاتلة.

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

● اختر الهليون الطازج
عند شرائك الهليون يجب النظر إلى رأس (زهرة) الهليون فإذا كان جامدا ومتماسكا فهو طازج وجيد ينبغي الاستفادة منه وعلى العكس فإذا كان ذابلا ومائلا إلى الصفرة فهذا إنما يدل على قدمه وعدم جودته وينبغي عدم شرائه.

● احفظه في البراد
يحتوي الهليون على ثروة من حمض الفوليك (Folic acid) الضروري للوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين وأنواع السرطان المميتة، واللازم أيضا لسلامة المرأة الحامل والجنين، والفوليك أسيد سريع التأثر بالضوء والهواء وكذلك بالحرارة ولأجل هذا ينصح بحفظ الهليون وجميع المصادر الغنية بالفولات في مكان بارد وجاف بعيدا عن الضوء والحرارة، والأنسب هنا أن توضع أصابع الهليون في كيس ورقي مغلق تماما ويوضع هذا الكيس في الجرار المخصص للخضار في البراد، وبهذه الطريقة يمكن حفظه لعدة أيام.

● اطبخه قليلا فقط
الهليون نبتة حساسة بمعنى أنّها سريعة العطب وتهرس بسهولة ويستحسن طبخها بأناة ودقة، كما إنّها لا تحتاج إلى وقت طويل لكي تطبخ بل يكفي وضعها في المايكروويف لثوان حتى تجهز. وهذه هي الطريقة المثلى للاستفادة منها وبنفس الوقت للحفاظ على محتواها من الفيتامينات والمعادن، وهي أفضل من سلقها بالماء أو حتى من طهيها على البخار.

● اطبخه ورأسه إلى الأعلى.
إذا أردت سلق الهليون، فلا تفعل كما يفعل غالبية الناس بأن تضع أصابع الهليون في قعر الطنجرة وتغمرها بالماء وتنتظر إلى أن تسلق بل إنّ الطريقة الأفضل هي بأن تصفّ أصابع الهليون واقفة ورؤسها (أي أزهارها) إلى الأعلى في وعاء صغير طويل نوعا ما بحيث يوضع فيه الماء من دون أن يغمرها بل تبقى رؤوسها جافة، ومن ثم يغطّى الوعاء ويوضع على النار إلى أن تنضج، وبهذه الطريقة لا يحتفظ الهليون بخواصه فقط بل إنه يطهى بوقت أقل.

● استفد منه كاملا
صحيح أنّه يمكن الاستفادة من الهليون كاملا من الرأس والساق أيضا إلاّ أنّه ينبغي التخلّص من الساق الخشبية لقساوتها وعدم إمكانية الاستفادة منها في الطهي.
وأفضل طريقة لمعرفة مكان تحول الساق إلى خشبية هي بأن تحنى عيدان الهليون فتنقطع تلقائيا في هذا المحل بالذات.
أما في حال كانت عيدان الهليون عريضة ولكيلا ترمى العيدان الطرية سدى يفضّل تقشير أسفل العيدان ومن ثم استعمال السكين لمعرفة محل تحوّل العيدان إلى خشبية.

● رائحة كريهة؟ لا داعي للقلق
من الملاحظ أنّه عند تناول الهليون ولو بمقادير قليلة فإنّ رائحة البول ستتبدّل تلقائيا وقد تتحول إلى رائحة كريهة جدا. هذا الأمر لا ينبغي أن يكون مصدرا للقلق ولا يجب أبدا أن تبادر – عزيزي القارئ – مسرعا إلى دخول المشفى أو زيارة الطبيب.
ففي الهليون حمض أميني يدعى أسبارتيك أسيد (aspartic acid) وكثير من الناس يفتقدون الأنزيم المحلّل له. وفي النتيجة، عندما تتناول الهليون يتراكم هذا الحمض الأميني في الجسم حيث يتحول إلى مركّب آخر له هذه الرائحة الكبريتية الكريهة.
وبما أنّ هذا ليس له أيّ تأثيرات سلبية على الإطلاق، لذلك تناول ما تشاء من الهليون وتجاهل الرائحة تماما.