الهندباء هي من النباتات المعروفة في منطقتنا بقدرتها المغذية والمقوّية. وكثيرا ما تنصح الجدات كل من لديه فقر في الدم بالإكثار من تناول الهندباء وهذا الأمر فيه الكثير من الصحة. فالهندباء هي من المصادر الغنية بالحديد اللازم لتوليد خلايا الدم الحمراء.
والهندباء هي واحدة من ألذّ الأطباق وأطيبها على المائدة اللبنانية المشهورة في العالم أجمع، فهي تقدم كمقبلات أو كطبق مكمّل على أيّ مائدة وإن كانت بفوائدها أهمّ من الكثير من الأطباق المسمّاة رئيسية.
الهندباء هي من النباتات البرية بمعنى أنّها تنمو وحدها، وهذا الأمر فيه الكثير من الحسنات ليس أقلّها عدم تدخل الإنسان في كيفية زراعتها، والأهم خلوّها بالكامل من المواد الكيميائية والمبيدات التي تستخدم بكثرة في أيامنا هذه.
وتنمو هذه النبتة في البراري بصورة عشوائية وهي موجودة بوفرة في جبالنا وودياننا المليئة بالخضرة إلى جانب العديد من النباتات البرية كالزعتر البري وقرّة العين وغيرها.
هذا بالنسبة إلى الهندباء البرية وهي الأفضل والأغنى، إلاّ أنّ الهندباء متوفّرة حاليا أينما كان وهي تزرع في العديد من دول العالم ويستفاد منها كاملة أيّ من أوراقها وجذورها في صناعة الدواء. وهي من النباتات التي حصّلت تأييد جمعية الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
فوائد الهندباء
• لمعالجة فقر الدم
• لتنشيط عمل الكبد
• مطهّر ومقوّي للجهاز الهضمي
• لحماية القلب والشرايين
• بديل لمسكّنات الألم
• بديل ممتاز للقهوة
المركّبات الدوائية الفعّالة
Sesquiterpenes
Inulin
Lactocin
Flavonoids
Lactucopicrin
Iron
Guaianolid
Potassium
glucoside
Calcium
Chicoroides B-C
Phosphorus
Chicoric acid
Folic acid
Chlorgenic acid
B-complex
Tartaric acid
vitamins
Beta carotene
مكوّنات الهندباء
تحتوي الهندباء البرية على ثروة مهمة من الفيتامينات والمعادن الأساسية فهي من المصادر الغنية بالحديد حيث تحتوي على 2.8 مليغرام منه في الحصّة الواحدة، من هنا ينصح بالإكثار من تناولها لكل من يعاني من فقر في الدم.
وفي الهندباء أيضا نسب عالية من البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور، أمّا من الفيتامينات فهي تحتوي على ثروة مهمة من حمض الفوليك (Folic acid) (140 ميكروغراما في الحصّة الواحدة) كما تحوي نسبا مهمة من مجموعة فيتامينات B المركّبة (B-complex vitamins) والبيتاكاروتين.
وتحتوي الهندباء أيضا على مجموعة مهمة من المركّبات الكيميائية الدوائية (phytochemicals)، ومن المهم معرفة أنّ الهندباء هي واحدة من النباتات التي حصّلت موافقة جمعية الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). ومن المركّبات الدوائية التي تحتوي عليها الهندباء مجموعة السيسكيتربينات (Sesquiterpenes) وأهمها اللاكتوسين (Lactocin) واللاكتوكوبيكرين (Lactucopicrin) وكلوكوزيدات الغويانوليد (guaianolid glucoside) وأهمها (chicoroides BC)، وهذه المركّبات يعود لها الفضل في تسكين آلام المعدة والجهاز الهضمي عموما. وتحتوي الهندباء على نسبة مهمة من حامض الشيكوريك (chicoric acid) وحامض الكلوروجنيك (chlorogenic acid) وحامض التارتاريك (Tartaric acid)، وفيها أيضا نسبة مرتفعة من الفلافونوئيدات (Flavonoids) وكذلك من الإينولين (Inulin)، هذا الأخير قد تصل نسبته في جذور الهندباء حتى 8%.
والإينولين هو نوع من السكريات المتعددة النافعة للجسم التي يستفاد منها على نطاق واسع وذلك بإضافتها إلى عدد لا بأس به من المنتجات الغذائية والدوائية من قبيل الحليب المخصّص للرضّع وكذلك الأغذية المنوّعة المخصّصة للأطفال كما للكبار وهي كثيرا ما تذكر باسمها الإينولين (Inulin)، وقد يطلق عليها أحيانا اسم البريبيوتيك (prebiotic).
في الطب القديم
عرفت الهندباء منذ القدم كدواء مفيد للكبد حيث كان يستفاد منها لعلاج مشاكل وأمراض الكبد والآلام الناتجة عنها، كما كانت توصف في حالات كسل الكبد والمرارة واليرقان كونها منشّطة لإفراز الصفراء.
وكثيرا ما كان الناس يستفيدون منها بوضعها على المنطقة المصابة لمعالجة مشاكل الكبد وأمراضه، كما كانوا يستعملونها أيضا لتسكين آلام الحلق والمعدة والبواسير.
الهندباء: لمعالجة فقر الدم
تحتوي الهندباء على ثروة مهمة من الحديد والفوليك أسيد وكلاهما يوصفان من قبل الأطباء لمعالجة الأنيميا (Anemia) أيّ فقر الدم الناتج عن نقص عنصر الحديد في الجسم.
والأخير، أيّ الحديد، موجود في الهندباء بنسبة 2.8 ملغ في كل مئة غرام منه وهي نسبة مرتفعة تضاهي أغنى مصادره. أمّا حامض الفوليك فتعتبر الهندباء من أهمّ مصادره حيث تحتوي على 240 ميكروغراما في الحصّة الواحدة.
من هنا، تعتبر الهندباء بديلا ممتازا لأقراص الحديد، فهي أغنى من السبانخ بهذا العنصر المهم وخصوصا إذا ما قدّمت على الطريقة اللبنانية منكّهة بعصير الحامض. وطبق الهندباء اللبناني معروف في العالم أجمع كمقبلات قد لا تخلو منها مائدة أو وليمة، وهي طريقة مثالية لرفع نسبة الحديد في الدم ومكافحة الأنيميا (Anemia) الشائعة جدا عند الكبار والصغار.
الهندباء: لتنشيط عمل الكبد
اشتهرت الهندباء على مرّ العصور على أنّها دواء من أهمّ الأدوية لمعالجة آفات الكبد ومشاكله فهي كثيرا ما كانت توصف لتنشيط عمل الكبد وزيادة نسبة إفرازاته من الحوامض الصفراوية (Bile acids).
وما زالت الهندباء حتى يومنا هذا توصف لمعالجة مشاكل الكبد وأمراضه وتصنّع منها منتجات دوائية كثيرة، من أوراقها وجذورها، إلاّ أن المفيد في الهندباء هو المركّبات الثقيلة الموجودة فيه وهي ليست موجودة في الأسانس المستخرج منه، من هنا ينصح للإفادة من خواصه المفيدة للكبد أن تؤخذ الهندباء كما هي أو أن تغلى ويؤخذ ماؤها مرة أو مرتين في اليوم.
الأدلة كثيرة على أنّ الهندباء إذا ما أخذت بهذه الطريقة تنشّط عمل الكبد وتعالج الكثير من مشاكله فهي تزيد من إفراز الحوامض الصفراوية (Bile) وتنشّط حركة عبورها في الكانال الصفراوي.
ولعلّ أهمّ ما ينصح به المريض الذي يعاني من كسل الكبد أو مرض ما في الكبد والمرارة هو تناول القليل من الهندباء أو تناول مغلي الهندباء مرة إلى مرتين يوميا فهذا وحده كفيل برفع معاناة المريض تلقائيا وبسرعة.
الهندباء: مطهّر ومقوّي للجهاز الهضمي
من أهمّ ما تحتوي عليه الهندباء مادّة الإينولين (Inulin)، وهي نوع طبيعي مما يسمى في أيامنا هذه بالبريبيوتيك (prebiotic) الذي يضاف إلى أنواع عديدة من المنتجات الغذائية والدوائية كالحليب المخصّص للأطفال الرضّع والأغذية المنوعة المخصّصة للأطفال. كما أنّ هذه المادّة موجودة في الصيدليات على صورة أقراص دوائية أو بودرة (powder) كثيرا ما توصف لمعالجة الأمراض المعوية الجرثومية.
والإينولين هو نوع من السكريات التي لا تهضم أبدا في أثناء عبورها في الكانال الهضمي بل تصل كما هي من دون أدنى تغيير إلى المعي الغليظة حيث تختمر بمساعدة بعض أنواع الباكتيريا النافعة وأهمها تلك المسماة بيفيدو باكتيريا (Bifidobacteria) الموجودة بشكل طبيعي في القولون. عملية التخمّر هذه تساعد على إيجاد بيئة مناسبة لنمو أنواع معينة من الباكتيريا المفيدة للإنسان وفي طليعتها البيفيدو باكتيريا نفسها التي تحتل مكانا لها في المعي الغليظة وتمنع نمو الميكروبات الضارة المسبّبة للتسمّم والإسهال كالإيشرشياكولي
(E. coli) والكلوستريديوم (Closteridium perfringens).
هذا مضافا إلى احتواء الهندباء على مركّبات الغويانوليد (Guaianolid glucosides) التي يعود لها الفضل عموما في تسكين آلام المعدة والجهاز الهضمي.
من هنا، ينصح بالإكثار من تناول الهندباء لكل شخص يشكو آلاما في الجهاز الهضمي، فهو مسكّن ومهدّئ فعّال للألم إضافة إلى كونه مطهّرا ممتازا للجهاز الهضمي. ومن المهم هنا التذكير بأنّ الهندباء هي من النباتات التي حصّلت موافقة جمعية الغذاء والدواء الأمريكية (FDA approval) كما أنّها حصّلت أيضا موافقة الجمعية الألمانية للأدوية النباتية (Approved by commission E) وذلك لمعالجة مشاكل الجهاز الهضمي (Dyspeptic complaints) وفقدان الشهية.
ونحن بدورنا ننصح بالاستفادة من خواصّ الهندباء هذه وذلك بجعل الهندباء طبقا يوميا، أو شبه يوميّ، كما كان جدودنا يفعلون. وهل هناك ألذّ من طبق الهندباء اللبناني كمشهّ وطبق مرافق يؤكل قبل الوجبات الرئيسية.
الهندباء: بديل ممتاز للقهوة
هل تعرف عزيزي القارئ أنّ جذور الهندباء تستعمل في بعض المناطق كبديل للقهوة المعروفة واللذيذة. كيف ذلك؟
من أهمّ ميزات جذور نبتة الهندباء أنّها إذا تعرضت للحرارة أو بشكل أصحّ شويت أصبحت رائحتها مشابهة للقهوة، وسبب ذلك أنّ الإينولين الموجود بوفرة في تلك الجذور يتحول بتأثير الحرارة إلى مادّة الأوكسي متيل فوفورول، وهي مادّة رائحتها تشبه رائحة القهوة إلى حدّ كبير، إلى حد لا يمكن التفريق بينهما.
وبالنظر إلى الفوائد الكبيرة الموجودة في الهندباء ينصح بالإكثار من تناول الهندباء أو الاستفادة من مغلي أوراقه أو حتى شرب القهوة المصنوعة من جذوره من حين إلى آخر.
فقهوة الهندباء لها آثار مسكّنة ومقوّية للقلب وللأعصاب وكذلك للجهاز الهضمي وبخاصة الكبد والمعدة، كما تفيد في خفض مستوى الكوليسترول والسكر في الدم وذلك يعود إلى غناها بالإينولين (Inulin) النافع أيضا في محاربة الإمساك الشديد، وكمطهّر ممتاز للمعدة والجهاز الهضمي عموما.
الهندباء: بديل للمسكنّات
إنّ الهندباء على خلاف القهوة المحفّزة للجهاز العصبي لها آثار مسكّنة للألم، ومن خواصّها أنّها تعمل على تسكين الجهاز العصبي المركزي، بعكس القهوة تماما. ويعود الفضل في ذلك إلى مادّة اللاكتوسين (Lactucin) والمشتقّات الأخرى المرتبطة بها كاللاكتوكوبيكرين i (Lactucopicrin) وغلوكوزيدات الغويانوليد (guaianolid glucosides)، وهذه الأخيرة لها أثر فعّال في تسكين آلام مغص المعدة وآلام الجهاز الهضمي ككل.
الهندباء: لحماية القلب والشرايين
تحتوي الهندباء على مركّبات عديدة تفيد في الحماية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين، من أهمّ هذه المركّبات البوتاسيوم الموجود في الهندباء بوفرة (380 ملغ في الحصّة الواحدة)، والبوتاسيوم الملقّب بالحامي الأول للقلب وللشرايين، يعمل على خفض مستوى الضغط الشرياني كما يخفّض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) ويرفع نسبة الكوليسترول النافع (HDL)، ومن أهمّ ما ينصح به الأطباء الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم لحماية القلب وتقويته.
إضافة إلى البوتاسيوم، تحتوي الهندباء على حامض الفوليك (Folic acid) بل هي من أغنى المصادر بهذا الفيتامين الحياتي من مجموعة فيتامينات B.
ويعمل حامض الفوليك على خفض نسبة الهموسيستئين (homocysteine) في الدم، والهموسيستئين هو حامض أميني بيّنت الدراسات والبحوث العديدة أنّ هناك رابطا بين زيادة نسبته في الدم أو ما يدعى (homocysteinemia) وبين ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين المميتة.
وتشير الدراسات أيضا إلى أنّ زيادة استهلاك الأغذية الغنية بالفولات هو في نفس أهمية خفض نسبة الكوليسترول في الدم، وذلك لأجل الحماية من الابتلاء بأمراض القلب والشرايين وعوارضها المميتة كالذبحة الصدرية والسكتة الدماغية.
من هنا، ينصح الأطباء دائما بالإكثار من تناول الخضار المورقة ومنها الهندباء كمصدر مهم للفولات والبوتاسيوم وكذلك الفيتامينات والألياف، وهذه جميعها لها دور أساس في حماية القلب ومنع تجلّط الدم وتصلّب الشرايين.
كيف تحصل على أفضل النتائج؟
● كل الهندباء يوميا
للإفادة من الهندباء النافعة بشكل خاص للكبد وللجهاز الهضمي ينصح بتناولها بشكل يوميّ أو شبه يومي. ولا يكفي أبدا تناول الأسانس الموجود عادة في مراكز بيع الأدوية، بل يجب تناولها كما هي أو غلي أوراقها وشرب المغلي مرة أو مرتين يوميا.
ومن المفيد حقا جعل طبق الهندباء اللبناني طبقا يوميا فهو يفيد في تنشيط عمل الكبد والمرارة وتطهير الجهاز الهضمي، وهو نافع أيضا كمشهّ يؤكل قبل الطبق الرئيسي.
● اسلقها بقليل من الماء فقط
عند تحضير الهندباء لا يجب بأيّ حال من الأحوال رمي ماء السلق، ففيه الكثير من العناصر المفيدة. ولهذا يفضّل سلق الهندباء بكميّة قليلة من المياه للحفاظ على أكبر كميّة ممكنة من العناصر فيه، وبعد تعصير الهندباء وهي طريقة متبعة لصنع طبق الهندباء اللبناني ينبغي إضافة هذه المياه إلى ماء السلق وشرب القليل منها على دفعتين يوميا لتنشيط عمل الكبد.
● تمتّع بالقهوة اللذيذة متى شئت
عزيزي القارئ، إذا كنت من محبّي القهوة، يمكنك دائما أن تستفيد من جذور الهندباء كبديل ممتاز للبنّ. ويصنع من هذه الجذور بعد تحميصها قهوة شبيهة من حيث الرائحة بالقهوة العادية إلاّ أن فوائدها تفوق ما في الأخيرة. فهي أيّ قهوة الهندباء لها آثار مسكّنة للألم ومقوّية للجهاز العصبي إضافة إلى أنّها تقوّي القلب وتخفّض نسبة الكوليسترول والسكر في الدم، وذلك بسبب غناها بالإينولين (Inulin) (8% في الجذور). وفي هذا الخصوص فقد أجريت دراسة حديثا على مجموعة مؤلّفة من اثني عشر شخصا أعطي كلّ منهم إفطارا مؤلّفا من الحبوب والعناصر التي تحتوي 18% من الإينولين لعدّة أسابيع متتالية، وقد أظهرت النتيجة انخفاضا واضحا في نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية (التريغليسيريد) في الدم.