د. عبد المنعم الشيخ لـ«الشرق الاوسط»: الكشف المبكر واستخدام المعينات السمعية
أهم وسائل الوقاية
جدة: «الشرق الاوسط»
يحدث ضعف السمع نتيجة التعرض لعدد من العوامل التي تؤثر على الأذن الخارجية أو
الوسطى أو الداخلية، فمن أسباب ضعف السمع المرتبطة بالأذن الداخلية تكوين سوائل
داخل الأذن الداخلية وتصلب عظام الأذن الداخلية أو حدوث ثقب في طبلة الأذن أو تضخم
في تجويفها وهو ما يعرف بفقدان السمع التوصيلي. وقد يحدث نوع آخر من فقدان السمع
جراء التعرض لصوت عال، أو بسبب مرض معين أو فيروس أو كبر السن ويعرف بفقدان السمع
الحسي. وقد يعود فقدان السمع لأسباب وراثية.
ويفقد الإنسان قدرته على السمع حينما تعجز الأذن عن التقاط الذبذبات الصوتية
الطبيعية، وعندما تتراوح شدة الصوت لها بين الصفر و25 ديسيبل عند البالغين ومن صفر
إلى 20 ديسيبل عند الأطفال. وتتراوح درجة فقدان السمع من بسيط إلى شديد وقد يحدث
لإحدى أو كلتا الأذنين.
* حاسة السمع
* في حديث لـ«الشرق الأوسط» قال استشاري ومدير مركز الأنف والأذن والحنجرة
والسمعيات بجدة الدكتور عبد المنعم حسن الشيخ، إن ضعف السمع يعتمد على درجة الضعف
ونوعه. ومن ذلك ضعف السمع التوصيلي، ضعف السمع الحسي العصبي، وضعف السمع المركب.
وعن ضعف السمع التوصيلي يقول د. الشيخ إنه يحدث عند حصول خلل في قناة الأذن
الخارجية بعيداً عن الخط الفاصل بين الأذن الوسطى والأذن الداخلية، وفرص معالجته
إيجابية، فهناك عمليات جراحية تعيد السمع إلى حالته الطبيعية أو على الأقل تحسن
القدرة على السمع وذلك لأن الإصابة بضعف السمع التوصيلي لا تؤثر في أعصاب السمع
الحسية وتبقى طبيعية وتؤدي مهامها ووظائفها بصورة طبيعية ويكون الإهتمام بآلية
توصيل الصوت إلى الأذن الداخلية. وقد يحدث هذا النوع من ضعف السمع التوصيلي منذ
الولادة، فبعض الأطفال يولدون وهم مصابون بتشوه في شكل الأذن الخارجية ويظهر من هذا
العيب أيضاً خلل عضوي يتمثل في عدم اكتمال نضج القناة السمعية الخارجية أو عظيمات
الأذن نفسها، وإذا كانت قوقعة الأذن الداخلية تعمل بصورة طبيعية فيمكن إجراء عملية
جراحية للمصاب وذلك بفتح القناة الخارجية بعملية دقيقة واستبدال العظمات المعطلة في
الأذن الوسطى… وهذه العملية يجب ألا تجرى للأطفال قبل بلوغهم السنة الثانية أو
الثالثة من العمر. وقد يحدث ضعف السمع التوصيلي نتيجة التهابات الأذن الوسطى
المزمنة مع وجود ثقب بطبلة الأذن أو تآكل بعض عظيمات السمع. وفي هذه الحالة يمكن
إجراء عملية ترقيع طبلة الأذن وعملية زرع عظيمات صناعية لتحسين السمع إذا لزم
الأمر. ومن أسباب ضعف السمع التوصيلي أيضاً تصلب عظمة الركاب والذي يمكن إصلاحه
بإجراء عملية استئصال عظمة الركاب وتركيب عظمة صناعية.
ويواصل د. الشيخ حديثه إلى «الشرق الأوسط»، مشيراً إلى النوع الثاني من أنواع ضعف
السمع وهو ضعف السمع الحسي العصبي الذي يتضح من عدم تجاوب السمع مع الصوت القادم
بالذبذبة المرتفعة وله أسباب عديدة مثل الوراثة والحصبة الألمانية والولادة المبكرة
ونتيجة استخدام بعض العقاقير الطبية والتعرض للضوضاء وتقدم العمر.
ان وجود حالات كثيرة من ضعف السمع عند الولادة في أي عائلة يؤكد وجود أسباب وراثية،
وقد لا يظهر ضعف السمع الوراثي في الأب والأم ويكون عند جيل سابق لهما، ويمكن
لخبراء الوراثة أن يعرفوا كل تفاصيل ضعف السمع وإصدار الأحكام فيها.
* الحصبة الألمانية
* ولقد أثبت العلم منذ فترة طويلة أن الجرثومة المسببة لمرض الحصبة الألمانية تؤثر
في عمل الأذن والعين لدى الجنين إذا كانت الأم الحامل مصابة بالحصبة الألمانية،
وخصوصاً في الأسبوع السادس والثاني عشر من الحمل، وهذا يعني أن الطفل سوف يولد
مصاباً بضعف السمع أو بمشاكل في عينيه، ويمكن تجنب الإصابة بالحصبة الألمانية كسبب
لضعف السمع إذا أُعطي تطعيم الحصبة الألمانية للفتيات في سن النضوج باللقاح المضاد
للحصبة الألمانية تلافيا لاحتمال إصابتهن بها عند الزواج والحمل.
* الولادة المبكرة
* قد تتعرض أُذن الطفل للخلل في الأيام أو الأسابيع الأولى من عمره حيث تتعطل قوقعة
الأذن، وهي عضو حساس جداً لعدم توفر الأوكسجـين المطلـوب لنمـو الطفل بجانب وجود
كمية كبيرة من مادة «البيليروبين Bilirubin» أو المادة الصفراء في الدم. وبفضل
التقدم العلمي والطبي الهائل في مجال إنتاج الأدوية أصبح من الممكن الآن تقليل
تأثير تلك الأدوية المعروفة بتسببها في الصمم العصبي الحسي. مثل دواء
الأستريبتومايسين الذي كان سابقاً العلاج الوحيد لمرض الدرن أو السل.
* تقدم السن
* عندما تبدأ أعراض الشيخوخة تزحف على الإنسان وتبدأ أعضاء جسمه في الانحلال
والضعف، وقد تظهر هذه الأعراض مبكراً أو قد تتأخر حسب الحالة الصحية للشخص، وقد
أًجريت عدة دراسات على الجنود الأميركيين المحاربين في فيتنام وأظهرت الدراسة أن
القوقعة بالأذن تبدأ في الاضمحلال بعد سن 21 سنة، وأيضاً يختلف ذلك باختلاف الأشخاص
ولا تبدأ حالة الانحلال المبكر هذه إلا إذا كان في تاريخ عائلة الشخص حالات من
الإصابة المبكرة لانحلال الأذن، ويصعب على الإنسان المتقدم في السن سماع الكلمات
المليئة بالحروف الساكنة وقد تزداد الحالة سوءاً عند التعرض للطنين في الأذنين، ومن
الصعب حتى الآن التغلب على تلك المشكلة طبياً وعلى المسن تقبل الأمر الواقع ومحاولة
التعايش معه.
* الوقاية من ضعف السمع الحسي العصبي
* أفضل طريقة لعلاج هذا النوع من الصمم تجنب الإصابة بقدر المستطاع، وذلك بتناول
اللقاح المضاد للحصبة الألمانية، والمرأة الحامل عليها أن تتجنب تناول الأدوية
أثناء الحمل، وتحسين وسائل العناية بالأطفال الذين يولدون غير مكتملي النمو…
وتخفيض نسبة الضوضاء في المجتمع والوقاية في المصانع بالسماعات الواقية الحديثة.
والمعالجة الوحيدة في حالة الصمم لتقدم السن هي استعمال الوسائل السمعية المساعدة
ما لم يكن صمماً حسياً عصبياً كاملاً بكلتا الأذنين فهناك إمكانية زراعة القوقعة
الصناعية.
* ازدياد حالات الصمم الناتج عن الضوضاء
* ظهرت في البلدان الصناعية الكبرى مشكلة إصابات بعض العاملين فيها بالصمم، بسبب
إصابة قوقعة الأذن نتيجة الضجيج العالي، ففي المراحل الأولى ينخفض النطاق السمعي
إلى الترددات حوالي 4000 هيرتز (ذبذبة في الثانية)، وإذا استمر العطل بالأذنين
ينخفض إلى 3000 هيرتز، ويمكن أن يصل إلى 1000 هيرتز.
وبظهور وسائل الأمن الصناعي تم فرض مستوى ضوضاء لا يزيد عن 85 ديسبل لفترة 8 ساعات
عمل، وتقلل فترة ساعات العمل كلما زاد مستوى الضوضاء عن 85 ديسبل مع توفير سماعات
واقية للأذنين خلال العمل وفرض إرتدائها، وقد تطورت هذه السماعات الأن وأصبح من
الممكن التخاطب بين العاملين بعضهم البعض أو بينهم وبين الإدارة لوجود ميكروفونات
دقيقة جداً تدعم التواصل وتلقي المعلومات أو التعليمات بين جميع الأطراف.
وأكثر حالات الصمم الناتج عن الضوضاء في المهن الصناعية والتي يكثر بها الضجيج إلى
درجة كبيرة كصناعة وبناء السفن، وصناعات التقطير والتخمير، وكذلك نوادي الموسيقى
الصاخبة… فإن من يعمل بها أو يرتادها بصورة متكررة معرض للإصابة بالصمم، والعلاج
هو تجنب التردد على تلك الأماكن