الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية تنمو على جدران الرحم. ومن شأنها أن تكون بحجم النقطة أو أكبر من حبة العنب. وتتراوح أعدادها من ورم واحد إلى عشرات الأورام.
ومن الممكن ألا تسبب الأورام الليفية الرّحمية أية أعراض، ولكنها قد تؤدي أيضا إلى مشاكل، ككثافة النزف أثناء العادة الشهرية، نزف بين فترات الحيض، ألم متواصل أو ضغط في البطن أو الحوض (أو كليهما)، تبول متكرر (نتيجة لضغط الورم الليفي على المثانة)، ألم أثناء الجماع، وألم في أسفل الظهر.
وهذه الحالة شائعة جدا – 25 إلى 50 بالمئة من النساء يصبن بها في وقت لاحق من حياتهن.
فهل يتوجب عليهن إجراء عملية استئصال للرحم؟ طبعا، ليس على الفور، برأي جايسون إلياس، مزاول للطب الصيني التقليدي في نيو بالتز، نيويورك.
ويقول: “ما لم تنزف المرأة بكثافة بحيث تهدد صحتها أو حياتها، أعتقد بأن عليها أن تطلب من الجراح الانتظار لمدة 3 أشهر، وأثناء ذلك عليها تجربة الطرق الطبيعية لمحاولة تقليص الأورام الليفية أو إزالتها”.
وقد شاهد إلياس عشرات الحالات التي توقفت فيها الأورام الليفية عن النمو أو اختفت بفعل العلاجات البديلة. وفي ما يلي بعض العلاجات الذاتية التي يقترحها.
دليل العناية الطبية
عليك إجراء فحص لدى طبيب نسائي لكشف الأورام الليفية الرّحمية إن عانيت من نزف غير طبيعي أثناء الدورة الشهرية، كتلة في أسفل البطن، صعوبة في التبول، أو ضغط مزمن أو ألم في أسفل البطن أو الحوض.
ولكن في حال أثبت التشخيص وجود أورام ليفية، لا توافقي فورا على إجراء استئصال للرحم، كما ينصح هربرت غولدفارب، دكتور في الطب، مدير Montclair Reproductive Center في نيو جيرسي وMinimally Invasive Gynecology في نيويورك.
“فحين ينتقل الطبيب النسائي من تشخيص الأورام الليفية إلى جراحة استئصال الرحم من دون أي اعتبار آخر، فإنه يسيء إلى مرضاه”، كما يشير د. غولدفارب.
عوضا عن ذلك، يتحتم على النساء اللواتي أثبت التشخيص إصابتهن بالأورام الليفية أن يخضعن برأيه إلى مجموعة من فحوصات التشخيص الإضافية، بما في ذلك تنظير الرحم، حيث يتم إدخال منظار من الألياف البصرية في الرحم لتحديد موقع الأورام وحجمها بدقة. ويوصي د. غولدفارب أيضا بصورة بالصوت ما فوق السمعي عبر المهبل، لكشف وجود الأورام الليفية.
وعند تحديد مدى امتداد المشكلة، يمكن للطبيب النسائي أن يتعاون مع المريضة لتقرير العلاج المناسب، والذي قد لا يكون، ثانية، بالضرورة جراحة استئصال للرحم. وتشتمل العلاجات المتوفرة على عدم اتخاذ أية تدابير فورية بل إجراء فحوصات دورية لمراقبة نمو الأورام، هورمونات اصطناعية، استئصال الورم العضلي (ويتم فيها استئصال الأورام مع الإبقاء على الرحم)، انحلال عضلي (يتم فيه تدمير الأورام الليفية بالليزر أو بإبرة كهربائية خاصة).
الطعام: تجنب الإستروجين
يعمل الإستروجين على “تغذية” الأورام الليفية، كما يقول إلياس، وهذا ما يجعلها تختفي مع انقطاع الطمث، حين ينخفض مستوى الإستروجين. ولكنك تستهلكين الإستروجين أيضا من خلال مأكولات كاللحم الأحمر والدجاج ومستخرجات الألبان والبيض، وهي تحتوي على الإستروجين الصناعي الذي يعطى بشكل روتيني للحيوانات التي تربى للسوق.
“أعتقد بأنه يجب تجنب الأطعمة الغنية بالإستروجين لمدة العلاج الممتدة على ثلاثة أشهر، وحتى في ما بعد إن أمكن”، كما ينصح إلياس. ومن طرق تحقيق ذلك استهلاك منتجات حيوانية، من ألبان وبيض ولحوم ودجاج، خالية من الهورمون.
كما يطلب إلياس من مرضاه اللواتي يعانين من الأورام الليفية تجنب السكر المكرر والدقيق الأبيض والكحول والكافيين والسجائر، وجميعها تسبب إجهاد الجسد وتعيق الشفاء لأنها تجهد الكبد وتسبب الركود وتساعد الأورام الليفية على النمو.
الطعام: أكثر من الألياف والصويا
تساعد الألياف الكبد على معالجة فائض الإستروجين وإفرازه، لذا ينصح إلياس بالتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف، كالحنطة الكاملة وحبوب الفول والفاصولياء والخضار والفاكهة. ركزي أيضا على منتجات فول الصويا، كحليب الصويا والتوفو وصلصة الصويا وصلصلة فول الصويا المطيبة (miso) (عجينة صويا منكّهة). فالصويا غنية بالإستروجين الطبيعي المعروف بالإستروجين النباتي، وهي مركبات أضعف 100 مرة من الإستروجين الصناعي بحيث لا تؤذي الجسم. ولكنها ترتبط بمواقع مستقبلة للإستروجين تمنع الإستروجين الصناعي المؤذي من إتلاف الجسم، كما يقول إلياس.
الماغنيزيوم: لتغذية العضلات
إن النقص في معدن الماغنيزيوم شائع بين الأميركيين، وغالبا ما يؤدي إلى ركود في نسيج العضل، كجدران الرحم مثلا، كما يشير إلياس. ولكن حصول الجسم على كميات مناسبة من المعدن يريح نسيج العضلات، متيحا جريان دم جديد في المنطقة. وهو يوصي بتناول 1.000 إلى 1.500 ملغ من مكمل الماغنيزيوم في اليوم.
الفيتامين ب6 وزيت زهرة المساء (أخدرية محولة): لمعالجة الإستروجين
يقترح إلياس على النساء المصابات بأورام ليفية تناول 100 ملغ في اليوم من الفيتامين ب6 و1.000 ملغ في اليوم من زيت زهرة المساء، الذي يؤمن الحمض الدهني الأساسي، حمض اللينولينيك – غاما. ويساعد كلا هذين المكملين الجسد على معالجة الإستروجين، كما يقول.
مكمل معدني/عديد الفيتامينات: للمساعدة على الشفاء
يوصي إلياس أيضا باستعمال مكمل معدني عديد الفيتامينات عالي الفاعلية للتأكد من حصولك على جميع المغذيات التي يحتاج إليها الجسد للشفاء. اتبعي التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
البروجسترون: جاهز للمساعدة
يحتوي كريم البروجسترون على بروجسترون طبيعي. كما أن تزويد الجسم بكمية أكبر من البروجسترون بحيث لا يكون الإستروجين هو الغالب يساعد على شفاء الأورام، برأي إلياس. ابحث عن كريم يذكر من ضمن محتوياته الإستروجين نفسه وليس اليام البري (البطاطا الحلوة).
“إنني أصف هذا العلاج لمرضاي منذ عشر سنوات، وهو آمن تماما”، كما يؤكد. استعملي الكريم مرتين في اليوم لمدة 15 يوما في الشهر، من موعد الإباضة إلى بدء العادة الشهرية. ادهني صباحا ومساء ½ ملعقة صغيرة من الكريم على مناطق الجلد الناعم، كباطن الفخذين أو أسفل البطن. وتابعي العلاج لمدة 3 أشهر على الأقل. وفي حال أكد الطبيب تقلص الأورام أو اختفاءها بعد هذه المدة، تابعي استعمال الكريم كتدبير وقائي.