المتابعة الدائمة لمستويات سكر الدم ضرورة حتمية من أجل شباب بصحة أطول. الأمر أسهل مما قد تتصور؛ إنه يقتصر على إجراء بعض التغييرات الجوهرية القليلة في أسلوب حياتك.
داء السكري يمكن أن يتسبب في شيخوخة جسدك من الداخل للخارج. ولكن إشارات الخطر عادة ما يتم تفسيرها بصورة خاطئة على أنها إرهاق أو نفاد طاقة؛ ويمكن تجاهل الكثير من أعراض المرض باعتبارها آثاراً جانبية لأسلوب حياة مضغوط.
ويمكن تفسير أعراض أخرى – مثل تدهور حالة البصر، أو الاضطرار للذهاب إلى الحمام مرات أكثر أثناء الليل – على أنها شيء طبيعي مصاحب للتقدم في السن.
وفي العديد من الحالات، تكون المرة الأولى التي يدرك فيها الناس أنهم يعانون من ارتفاع مستوى سكر الدم هي التي يذهبون فيها إلى إحدى المستشفيات بسبب مشكلة قلبية. العديد من الناس يعيشون بهذا المرض لمدة تصل إلى ستة عشر عاماً قبل أن يتم تشخيصه والبدء في علاجه، وتلك فترة كافية جداً لحدوث أضرار غير قابلة للإصلاح.
كانت هناك الكثير من الدعاية حول موضوع معدلات البدانة المتزايدة، واجتمعت الآراء على أن زيادة الوزن تزيد احتمالات الإصابة بداء السكري. ولكن لا تظن أنك في مأمن إذا كان وزنك طبيعياً؛ فليس جميع أصحاب الوزن الزائد يعانون من السكر، وليس جميع المصابين بالسكر لديهم زيادة في الوزن. كيف تعرف إذن أنك في خطر، وما الذي تستطيع فعله حيال ذلك؟
هناك اعتقاد بأن نقص معدن الكروم يساهم في إصابة الناس بداء السكري في سنوات العمر المتأخرة. إنه معدن مهم من أجل تنظيم مستويات سكر الدم وإنتاج الأنسولين، ولكن النظام الغذائي الغربي المعتاد يفتقر إلى الكروم. تأكد من أنك لا تعاني نقصاً في معدن الكروم عن طريق تناول مكمل من الفيتامينات المتعددة يحتوي على الكروم، وكذلك تعزيز استهلاكك للكروم بتناول البيض، والبروكلي، وقشر البطاطا.
داء السكري هو اضطراب أيضي يحدث عندما يصبح الجسد غير قادر على استخدام المواد الكربوهيدراتية (الجلوكوز) كطاقة. والجلوكوز هو وقود ضروري للمخ والعضلات. ولكن قبل أن يمكنك استخدامه، يحتاج جسدك لهرمون الأنسولين، الذي تنتجه خلايا معينة في البنكرياس، وذلك لفتح بوابات الدخول (المستقبلات) لبلايين الخلايا في جسدك، والسماح للجلوكوز بالدخول إليها. فإذا لم يكن هناك قدر كافٍ من الأنسولين للقيام بتلك المهمة، يحدث أمران: لا تحصل خلايا جسمك على الجلوكوز الكافي للعمل بصورة ملائمة، وتظل كمية كبيرة جداً من الجلوكوز باقية في مجرى الدم. ومع مرور الوقت، يتسبب هذا في تدهور حالة الكلى، والأعصاب، والبصر، والجهاز المناعي، والشرايين؛ فالمصابون بداء السكري أكثر عرضة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية من غير المصابين به.
ولكن ليست جميع أنواع السكري سواء. فالنوع الأول أو السكري المعتمد على الأنسولين، عادة ما يبدأ عند نقطة ما بين الطفولة وسن 35 عاماً. ويحدث هذا النوع عندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين تماماً، وعادة ما يكون سبب ذلك هو أن الجهاز المناعي للجسم قام بمهاجمة وقتل 85% أو أكثر من خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.
نصيحة: إن الحياة لا تنتهي لمجرد إصابة المرء بالسكري. حقق أقصى استفادة مما تمتلكه بالفعل، وكن ممتناً.
حوالي 25% من المصابين بداء السكري مصابون بالنوع 1. والنسبة الباقية من المصابين بالنوع 2، أو النوع غير المعتمد على الأنسولين. وفي النوع 2، يظل الجسم ينتج الأنسولين، ولكنه إما يكون غير كافٍ وإما لا يتم إفرازه بسرعة كافية بعد تناول الطعام لمعالجة كل كمية الجلوكوز. وغالباً ما يتم إفراز قدر كافٍ من الأنسولين، ولكن مستقبلات الأنسولين في الخلايا لا تستجيب له بصورة طبيعية، وهي حالة تعرف بحالة “مقاومة الأنسولين”.
نصيحة: الحفاظ على شباب القلب من أهم عوامل الصحة.
من المرجح بشدة أن تصاب بالنوع 2 من داء السكري إذا كنت زائد الوزن، لأن الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد بحاجة إلى إنتاج المزيد من الأنسولين بشكل متناسب مع وزنهم للتعامل مع الجلوكوز، كما أن الدهون الزائدة في الجسم تؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين. وتضم عوامل الخطر الأخرى أن تكون فوق سن 40 سنة، أو أن يكون أحد أفراد الأسرة مصاباً بالمرض، أو أن تكون من سلالة أفريقية كاريبية أو من جنوب شرق آسيا.
أحد أعظم المخاطر المترتبة على عدم علاج داء السكري هو الإصابة بمرض قلبي. فبالإضافة إلى التحكم في سكر الدم، تشتمل وظائف الأنسولين الأخرى على المساعدة في تخزين الدهون. فإذا لم يكن هناك قدر كافٍ من الأنسولين للقيام بهذه المهمة، أو كانت الخلايا تقاوم الأنسولين، فإن الدهون تظل باقية في مجرى الدم، مما يؤدي لزيادة مستويات تريجلسريدات الكوليسترول، وهو ما يرفع ضغط الدم، ويعوق تدفق الدم عبر الشرايين.
إذا كنت تشك في احتمال إصابتك بداء السكري، فإن أفضل شيء يمكنك القيام به هو أن تقطع الشك باليقين. يتطلب الاختبار أخذ عينة صغيرة من الدم من إحدى أصابع يديك، ويستطيع طبيبك القيام به. بتلك الطريقة، إذا كنت مصاباً بالسكر، يمكنك بدء العلاج على الفور. وإذا لم تكن مصاباً به، فإن إجراء بعض التغييرات البسيطة على أسلوب حياتك يمكن أن يمنع الإصابة بالمرض.
نصيحة: داء السكري يتطلب التحكم في أسلوب حياتك تماماً بقدر ما يتطلب الاهتمام بصحتك.
كيف يمكنني أن أعرف أنني بحاجة لإجراء اختبار السكر؟
سجل أعراضك على مدار أسبوعين وانتبه لأي مما يلي. هل تذهب إلى الحمام أكثر من مرة واحدة كل ليلة؟ هل تصاب بالتهاب الحلق أو التهاب المثانة، أو تشعر بالحكة في أعضائك التناسلية؟ هل تشعر بالظمأ دائماً؟ هل بشرتك جافة أو تستثير الحكة؟ هل تلتئم جروحك ببطء؟ هل رؤيتك ضبابية غير واضحة؟ هل تشعر بالإرهاق دائماً؟ هل تفقد وزنك بلا سبب واضح؟ هل تشعر بالوخز أو الخدر في يديك أو قدميك؟ إذا كانت لديك أي من الأعراض السابقة، فقم بزيارة طبيبك لإجراء اختبار. وبدلاً من ذلك، فإن العديد من الصيدليات الآن تعرض إجراء اختبارات السكر مجاناً، ويمكنك أن تشتري اختبار بول لاستخدامه في المنزل (ولكن، إذا كان الاختبار إيجابياً، يجب أن تزور طبيبك لإجراء اختبار آخر).
ما أفضل وسيلة للتأكد من عدم إصابتي بداء السكري مطلقاً؟
فقد الوزن، إذا كنت بحاجة له، يساعد في عودة مستويات سكر الدم إلى المستوى الطبيعي. التمرينات الرياضية تزيد حساسية جسمك للأنسولين وتجبر عضلاتك على سحب المزيد من الجلوكوز من مجرى الدم ولمدة تصل لساعتين بعد التمرين. وتقليل مستويات الضغط أمر مهم لأن هرمونات الضغط تثير استجابة القتال أو الفرار، مما يرفع مستويات سكر الدم استعداداً للعمل. يمكنك أن تجرب النظام الغذائي الذي يتحكم في مستويات السكر لدى الأشخاص المصابين بداء السكري. القدر الأكبر من هذا النظام يتكون من أطعمة تعطي دفقات طاقة بطيئة – مثل البقول والحبوب، والخبز والمكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، ونخالة القمح والأرز البني – لتجنب ارتفاعات وانخفاضات مستويات سكر الدم. يجب عليك أيضاً أن تتجنب الكميات الزائدة من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والأطعمة التي تحتوي على السكر مثل الكعك والحلوى.