يبدو أنك لا تستطيع أن تطالع أية مجلة، أو أن تدير مؤشر التلفاز دون أن يطالعك أحد النجوم الشعبين أو أحد المشاهير يؤكد على مزايا وفضائل اليوجا. ولكن، بعيدا عن كونها نوعا جديدا من النشاط الصحى ؛ فلقد تمت ممارسة اليوجا لمدة لا تقل عن خمسة آلاف عام. والشىء الرائع حقا هو أن أي شخص في أي عمر يمكنه أن يمارسها شريطة أن يتوافر لديه مكان هادئ، وبعض الوقت.
وهدف اليوجا هو استعادة العقل والجسم لحالتهما الصحية الطبيعية وهى تحقق ذلك مستخدمة ثلاثة أنظمة انضباط مترابطة هى: التأمل، وأساليب التنفس، وحركات للجسم.
إن التأمل (التفكير العميق) وهو الهدوء العميق للعقل، واستئصال كل الأفكار السلبية يقلل مستوى التوتر وثبت أنه يخفض من ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب، ويحسن من أداء العقل لوظيفته، وله القدرة على التعامل مع التوتر.
والتنفس في اليوجا يركز على أنماط التنفس العميق، والبطىء، والمركز الذي يرتبط بحركات الجسم. ويختلف هذا النوع عن النمط السطحى للتنفس الذي نمارسه أثناء حركتنا اليومية. وهو يعزز عملية الأكسجة في الجسم (زيادة الأكسجين) وأيضا تقليل التوتر.
أما حركات اليوجا المحددة، أو أوضاعها فإنها تفيد في تناسق وقوة العضلات من خلال تحسين المرونة، والتوازن، والوضعية، وبذلك تسمح بتحرير التوتر العضلى وتعزز من الاسترخاء. ويذهب بعض مؤيدى اليوجا إلى أبعد من ذلك، فيقولون إن الوضعيات التي تؤدى بطريقة صحيحة تفيد في إزالة المعوقات في الجسم، وبهذا تزيل التوكسينات (السموم)، والشوائب من الجسم.
لا يمكن إنكار بعض الآثار الملحوظة لليوجا على جسم الشخص، إلا أنها ليست بديلا أو تعويضا عن العلاج الطبي، ولكنها إذا تمت ممارستها بانتظام تفيد في كثير من الاضطرابات التي تشمل:
▪ الاكتئاب
▪ القلق
▪ الإجهاد المزمن
▪ التهاب المفاصل
▪ الاضطرابات المرتبطة بالتوتر
من الواضح أن الجمع بين استرخاء المخ، والتنفس بطريقة صحيحة وتمارين إطالة الجسم والفائدة وراء ذلك تجعلنا نتساءل لماذا لا يمارس كل الناس تمارين اليوجا. حتى الأطفال يمكنهم أن يستفيدوا من ممارستها ؛ لأننا جميعا نواجه زيادة مستوى التوتر في حياتنا اليومية. وربما تصبح هذه الطريقة الآمنة في خلق عقل سليم صحيا وجسم معافى أكثر شهرة وشعبية.
تعتبر اليوجا واحدة من أقدم أنواع التمارين لكل من الجسم والعقل. ويمكن ممارسة اليوجا في أي عمر، منفردا، أو مع مجموعة، وهى لها فوائد للكثير من الأشخاص بدون شك.