إن ارتفاع ضغط الدم معروف عند البالغين أكثر من الأطفال، وأن خطورة المرض تكمن
في أنه إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه فإن ذلك سوف يؤدي إلى جلطة قلبية وفشل في عمل
الكلى، ولأخذ الحيطة يجب أن يقاس الضغط في كل مرة يراجع فيها الطفل لأي عيادة، حتى
يُكتشف ويبحث في سببه ويُعمل له العلاج المناسب.
لذلك يجب أن يُقاس بدقة ويتم الاستفسار من تاريخ العائلة هل هناك أحد مصاب بمرض
ارتفاع ضغط الدم.
وضغط الدم هو عبارة حاصل المقاومة في مجاري الدم وكمية ضخ الدم من القلب. وللقياس
الدقيق يجب أن يكون الطفل مرتاحاً والجهاز مناسباً لعمر الطفل ووزنه.
وخصوصاً في الأطفال الصغار يجب الانتباه إلى حجم الجهاز الذي يلف على اليد أثناء
قياس ضغط الدم، ويجب أن يُغطي مساحة ثلثي الطرف بين الكتف والمرفق.
ولا يُقال إن الطفل عنده ارتفاع ضغط الدم إلا بعد قياسه عدة مرات وفي حالات متعددة
للطفل (مرتاحاً، جالساً، لم يأخذ أدوية ترفع الضغط)، وضغط الدم يتكون من قراءين:
ضغط الدم الانقباضي (Systolic) وضغط الدم الانبساطي (Diastohi).
والضغط الانقباضي يزيد تدريجياً مع العمر ومع الوزن، ويوجد هناك جداول طبية لمعرفة
مناسبة العمر والوزن لقياس ضغط الدم وضغط الدم المستمر أكثر من 59٪ بالنسبة للعمر
والوزن يكون غير طبيعي ويحتاج فحوصات بالإضافة إلى دراسة تاريخ المرض.
ومن الضروري جداً أن يقاس ضغط الدم في أطراف الجسم الأربعة (اليدين، والرجلين)، لأن
هناك بعض الحالات المرضية مثل تضيق الشريان الأبهر الخارج من القلب المغذي للجسم،
يكون فيها الضغط مرتفعاً في اليدين وعادياً أو منخفضاً في الرجلين.
الأسباب الطبية لارتفاع ضغط الدم:
هناك نوعان من ارتفاع ضغط الدم فقد يكون أولياً Essential Hypertension)، أو
ثانوياً (Secondary Hypertenison)، ففي النوع الأول لا يكون هناك سبب طبي للمرض
ويوجد غالباً في البالغين والأكبر سناً وعادة يوجد تاريخ للعائلة لهذا المرض فأغلب
المصابين يكون آباؤهم عندهم نفس المرض، وقد وجد في الدراسات الطبية وأبحاث أجريت
على عدد من المرضى أنهم حساسون للملح، فإذا تناولوا الملح فإن الضغط يرتفع.
أما ضغط الدم الثانوي فهو أكثر شيوعاً في الأطفال وقد يكون وقتياً أو مزمناً، وهو
ثانوي لمرض أو نتيجة أخذ العلاجات، ومن أهم أسبابه: أمراض الكلى وتشمل التهاب حوض
الكلى، التهاب الكلى المصاب بالطفح الجلدي، كدمة أو ضربة للكلى، مرض الذئبة
الحمراء، مرض سرطان الدم المؤثر للكلى، انسداد في مجاري الكلى، وجود ورم في الكلى،
توسيع في حوض الكلى، تشوهات خلقية في الكلى.
وأيضاً استعمال بعض الأدوية مثل الكورتيزون أو زيادة أخذ فيتامين دال، بعض أمراض
الجهاز العصبي مثل التهاب أنسجة المخ ومرض ستيفن جونسون، وأمراض أخرى متعددة مثل
ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم.
في بعض أمراض الأوعية الدموية تؤثر على ضغط الدم مثل تضيق الشريان الأورطي، وتضيق
في الشريان المغذي للكلية.
بعض أمراض الغدد مثل زيادة إفراز الغدة الدرقية، والغدة الكظرية ومرض السكري قد
يؤثر على الكلى ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتعتبر أمراض الكلى هي أهم سبب لارتفاع
ضغط الدم فهي تمثل حوالي 08٪ من الأسباب.
٭ ما هي أعراض المرض؟
– إن الأعراض تعتمد على المسبب ولكن أغلب الأطفال المصابين يشتكون من صداع ودوخة
وأحياناً تشنج. وإذا كان الطفل يعاني من فشل في عمل الكلى فسوف يؤدي هذا إلى تأخر
في النمو ونقص في الوزن.
بعض الأطفال الصغار لا يستطيعون التعبير عن الصداع، ولكن أي طفل عنده نقص في النمو
يجب قياس ضغط الدم له. ولمعرفة الأسباب يجب أخذ قصة المرض كاملة وأخذ تاريخ العائلة
والأعراض المصاحبة، ومن ثم الكشف الكامل السريري على المريض شاملاً قياس ضغط الدم
في الأطراف الأربعة، والتحليل المبدئي للبول، وإرسال تحاليل للدم شاملة وظائف الكلى
وكريات الدم ونسبة الهيموجلوبين وإرسال عينة من البول للزراعة في المختبر لمعرفة ما
إذا كان هناك ميكروب في المسالك البولية، ويجب عمل أشعة سينية للصور وتخطيط للقلب
وأشعة صوتية للقلب، وأشعة صوتية للكلى والمسالك البولية، وفي بعض الأحيان وحسب
الحالة يمكن طلب أشعة ملونة للجهاز البولي. وعلى ضوء ذلك يمكن طلب بعض أنواع
الإشعات أو التحاليل.
* استشاري طب الأطفال – تخصص دقيق طب القلب – مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز
الأبحاث – الرياض – مركز الملك فيصل للقلب