يكثر السفر بالسيارة خلال الصيف، فالأسرة تبقى مجتمعة لساعات خلال الطرق
الطويلة، وهي فرصة لاستغلال الوقت في السيارة لتزويد الصغار بعادات غذائية صحيحة.
ولتحقيق ذلك يجب أن تتضافر جهود الأم والأب لتثقيف أبنائهم وتوعيتهم بأهمية التغذية
الصحيحة. ولا أقصد هنا الوجبات الرئيسية التي من حق الأم أن ترتاح من تحضيرها خلال
السفر ولكني أقصد المأكولات الخفيفة التي تتناولها العائلة بين الوجبات فبدلاً من
التوقف في البقالات عند تعبئة السيارة بالوقود وترك الصغار يجمعون مايحلو لهم من
مأكولات مصنعة خاوية غذائياً.
يجب على الأب أن يكون حازماً في منع الأطفال من دخول البقالات التي تنتشر على الطرق
السريعة، ويجب على الأم أن تستعد مسبقاً للسفر بمأكولات طبيعية خفيفة لاتحتاج إلى
تبريد أو تسخين مثل المكسرات فهي غنية بالطاقة والبروتينات والدهون، ولكن يجب
الانتباه لعدة أمور عند شراء المكسرات وهي شراؤها غير محمصة ولامقلية ولامملحة
فالتحميص يؤدي إلى تأكسد الدهون الطبيعية الموجودة في المكسرات. وقلي المكسرات
الغنية بالدهون أصلاً وإضافة الملح إليها يجعل ضررها أكبر من نفعها، كما يجعل من
الصعب اكتشاف تزنخها إذا كانت غير طازجة.
فالدهون المتزرنخة شديدة الضرر حيث تولد الجذور الحرة التي تؤدي إلى تدمير الخلايا.
كما أن تعويد الصغار على مذاق الأطعمة بلا قلي أو تحميص أو تمليح يجعلهم ينفرون من
كثرة الدهن والملح في الطعام بشكل عام. وهناك أنواع كثيرة من المكسرات المفيدة
للكبار والصغار مثل اللوز والجوز والفول السوداني وحب القضامى (القريض) والفستق
والكاجو الصنوبر وغيرها. وعلى الوالدين معرفة النوع أو الأنواع التي يفضلها أبناءهم
ليكون إقبالهم عليها أكبر.
ومن أنواع الأطعمة المناسبة للسفر الفواكه الطازجة مثل التفاح والموز والكرز
وغيرها، أو المجففة مثل التين والتمر والمشمش وشرائح الموز والأناناس والبابايا
وغيرها. وكلها على شرط أن تكون طازجة ولايكون قد أضيف إليها السكر أو المواد
الملونة أو الحافظة.
ويمكن للأم أن تستعد خلال الرحلات القصيرة بغسل وتحضير بعض الخضر مثل أوراق الخس
وشرائح من الخيار والجزر وحتى حبات من الطماطم الناضجة وتشجع الأولاد على الاستمتاع
بتناولها.
كما يمكن للوالدين أن يقوما باختيار أنواع من البسكويت المصنوعة من حبوب كاملة
ودهون غير مهدرجة والقليل من السكر والملح وخالية من المواد الملونة والحافظة. أو
أنواع من الشكولاتة الجيدة التي تخضع لنفس معايير اختيار البسكويت السابقة تقريباً.
وهي مناسبة لكي يشجع الوالدان أولادهم على قراءة معلومات التغذية على جميع عبوات
الأطعمة ويعرفوا مايضعونه في أفواهم لأن اعتياد قراءة معلومات التغذية ينمي الوعي
الغذائي ويؤدي إلى نتائج طيبة في ترسيخ المفاهيم الغذائية الصحيحة.
وقد يقول قائل: ولكن الأطفال ينفرون من الأطعمة المذكورة أعلاه. ونقول إن وجودهم في
السيارة لفترة طويلة بدون مشروبات غازية أو تشيبس أو غيرها من الأطعمة الخاوية
يجعلهم يشعرون بالجوع ويدفعهم إلى تجربة مايتناوله والداهم وقد يعتادون عليه.