التصنيفات
الصحة العامة

انتانات الأذن والأنف والحنجرة

1. التهابات اللوزات الحادة

الأشكال التي تكون فيها اللوزتين محمرتين أو فيهما بقع احمرارية، هي الأكثر مصادفة، أغلبها يعود إلى انتان فيروسي (بما فيها الإنتان العائد إلى فيروس إيبشتاين – بار أحياناً). فقط الالتهابات العائدة إلى المكورات العقدية الحالة للدم من زمرة A يجب أن تعالج بالصادات الحيوية. هذه الجرثومة تكون مسؤولة عن الالتهاب في 10 – 25% من الحالات فقط عند البالغ و30 – 40% من الحالات عند الطفل. الأسباب هي نفسها سواء كان الالتهاب أولي أو متكرر مما يتطلب المعالجة نفسها للحالتين. التشخيص يوجه بصورة جيدة بواسطة تحقيق اختبار تشخيصي سريع للمكورات العقدية الحالة للدم B من زمرة A.

1. المعالجة العرضية:

الحرارة وألم الحنجرة: باراسيتامول.

مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية والكورتيزونات: فائدتها لم تثبت.

2. المعالجة المضادة للإنتان:

1. الالتهابات أو الخناقات الاحمرارية:

آخذين بعين الاعتبار الحساسية الممتازة للاختبار التشخيصي السريع وندرة الحمة الرثوية الحادة في فرنسا، فإنه لا يوجد استطباب للمعالجة بالصادات الحيوية في حال كون هذا الاختبار سلبياً. ولكن عند وجود عوامل خطر لحدوث الحمى الرثوية الحادة (عمر ما بين 4 – 25 عاماً، سوابق شخصية للإصابة بالحمى الرثوية الحادة، عوامل بيئية، تكرار الإصابات بالخناقات العائدة للمكورات العقدية أو الإقامة في بلاد يوجد فيها إصابات شائعة بالحمى الرثوية الحادة)، فإنه في حال وجود اختبار سلبي يمكن اللجوء عندها إلى الزرع.

في حال كون الاختبار التشخيصي السريع إيجابياً، فإن المعالجة الفعالة بالصادات الحيوية الموجهة ضد المكورات العقدية A موصى بها (جدول 1)، مفضلين البيتالاكتامين.

جدول 1 – المعالجة بالصادات الحيوية ذات الخيار الأول للخناقات الحادة العائدة للمكورات العقدية: الجرعة وعدد مرات الإعطاء اليومية، مدة المعالجة بالأيام

الدواء البالغ الطفل عدد مرات الإعطاء المدة
بنيسيللين V (معالجة تاريخية مرجعية) 2 – 4 مليون وحدة عالمية 500000 – 1000000

وحدة عالمية/كغ

3 – 4 10 أيام
أموكسيسيللين 2 غ 50 مغ/كغ 2 6 أيام
سيفوروكسيم أكسيتيل 500 مغ 20 مغ/كغ 2 4 أيام
سيفبودوكسيم بروكسيتيل 200 مغ 10 مغ/كغ 2 5 أيام
سيفوتيام هيكسيتيل 400 مغ 2 5 أيام

نظراً لوجود خطر توليد زمر جرثومية مقاومة (6 – 9%)، فإنه يجب الاحتفاظ بالماكروليد للاستعمال كخيار بالدرجة الثانية بعد البيتالاكتامين وذلك عند المرضى الذين يبدون تحسساً على البيتالاكتامين. هذه التوصيات أيضاً تكون نحو تفضيل الأدوية التي أثبتت فعاليتها لمعالجة قصيرة المدة (جدول 2).

جدول 2 – المعالجة البديلة (في حال تحسس المريض على البيتالاكتامين) للخناقات الحادة العائدة للمكورات العقدية: الجرعة، عدد مرات الإعطاء اليومية، مدة المعالجة بالأيام

الدواء البالغ الطفل عدد مرات الإعطاء المدة
أزيتروميسين 0.5 غ 20 مغ/كغ* 1 3 أيام
كلارينتروميسين 0.5 غ 15 مغ/كغ 2 5 أيام
جوزاميسين 1 – 2 غ 50 مغ/كغ 2 5 أيام

* اعتباراً من عمر الـ 3 سنوات وحتى عمر الـ 25 عاماً.

إن مرافقة الأموكسيسيللين – حمض الكلافولينيك مع السيفيكسيم لم يعد مسموح بإعطائها لهذا الاستطباب. معالجة الحمى القرمزية هي نفسها تلك المطبقة على الخناق العائد للمكورات العقدية؛ وعودة قبول الطفل المصاب في المدرسة ممكن في حال حصوله على شهادة طبية تؤكد حصوله على معالجة مناسبة. معالجة وقائية بالبنيسيللين V أو بالماكروليد يجب أن تقترح على الأشخاص الذين هم بتماس مع المريض وذلك لمدة 7 أيام.

استئصال اللوزات يقرّر حسب عدد مرات تكرر الالتهاب والاختلاطات؛ إعاقة للحياة المدرسية أو المهنية، إعاقة التنفس وذلك نتيجة سد عال للحنجرة عند الطفل، تكرر الالتهاب بكثرة بالرغم من معالجة طبية جيدة.

2. الخناقات الحويصلية:

فيروسية حصراً (وهي تتضمن الخناق الحلأي العائد لفيروس كوكساكي) وهي لا تتطلب إلا معالجة عرضية. التهاب اللثة الحلأي للإنتان الأولي في أشكاله الأكثر حدة يشكل استطباباً للمعالجة بمضادات الفيروس: آسيكلوفير عن طريق الفم (5 حبات عيار 200 مغ/يوم عند البالغ والطفل الذي عمره > سنتين)، أو عن طريق الوريد (يجب وضع المريض في المشفى) لمدة 5 أيام وذلك حسب شدة الأعراض.

3. الخناق ذو الغشاء الكاذب:

= داء وحيدات النوى الإنتاني هو السبب الوحيد في فرنسا. في حالة حصول عسرة تنفس هامة أو اختلاطات دموية، فإن المعالجة الكورتيزونية تكون مستطبة. فقط حالات الإنتان الإضافي (زمر مختلطة هوائية ولاهوائية) تتطلب المعالجة المناسبة بالصادات الحيوية. يجب تجنب استعمال الأمينوسيللين إذا كان ذلك ممكناً، وذلك لأنها تكون مسؤولة عن حصول طفح سمي جلدي في 70 – 95% من الحالات.

= الدفتيريا حصولها استثنائي في فرنسا. الشك بها (عند الإقامة في بلاد منتشر فيها هذا المرض) (أفريقيا، أوروبا الشرقية) يتطلب وضع المريض في المشفى للتأكد من التشخيص، وإعطاء المعالجة المصلية (20000 – 40000 وحدة) والمعالجة بالصادات الحيوية (بنيسيللين أو ماكروليد). الإعلان عن الإصابة هنا إجباري.

4. الخناقات القرحية النخرية:

إنها تتطلب تحقيق فحوص مكملة: عينات من البلعوم، تعداد وصيغة، خناق فانسان (وحيد الجانب مع رائحة نتنة) يعالج بالبنيسيللين V أو G (3 – 5 مليون وحدة/يوم) أو ميترونيدازول (1.5 – 2 غ/يوم) لمدة 10 أيام. القرحة الزهرية المتوضعة على اللوزة تعالج بالبنزاثين بنيسيللين (2.4 مليون وحدة حقنة واحدة داخل العضل)، أو في حالة التحسس، يعطى الدوكسيسيكلين (100 مغ مرتين باليوم لمدة 15 يوماً). الخناقات المرافقة لأمراض الدم (والعائدة إلى جراثيم مختلطة) تتطلب معالجة مرافقة للأموكسيسيللين مع مثبطات البيتالاكتاماز داخل الوريد.

2. التهاب الأنف والحنجرة

إنها الحقل الخاص للطفل الصغير، وهي دائماً فيروسية، على الأقل في مرحلتها الأولى. التهاب أذن احتقاني بسيط متميز باحتقان أحمر لغشاء الطبل يرافق غالباً التهاب الأنف والحنجرة. حالة سيلان الأنف المنعزلة لا تعود إطلاقاً إلى انتان جرثومي. التطور الطبيعي هو غالباً نحو الشفاء العفوي خلال 7 – 10 أيام. المعالجة عرضية. الحمى يجب أن تعالج بالطرق الفيزيائية (حمامات فاترة، تناول سوائل بكثرة…) ومضادات الحرارة (حمض الأسيتيل ساليسيليك: 15 مغ/كغ 4 – 5 مرات باليوم، أو الباراسيتامول: 15 مغ/كغ 3 مرات/يوم).

معالجة انسداد الأنف وسيلانه أساسية، ومن هنا تكمن أهمية غسل الفوهات بواسطة السيروم الفيزيولوجي وأهمية تعليم التمخيط أبكر ما يمكن. المعالجة بالصادات الحيوية غير مبررة إلا لمعالجة الاختلاطات المفترض أنها جرثومية: التهاب الأذن الوسطى القيحي، التهاب الجيوب. هذه المعالجة غير ضرورية لتجنب الاختلاطات.

أهل الطفل الذي عنده عوامل خطر (التهاب أذن وسطى متكرر، وجود التهاب أذن مصلي، نقص مناعة) يجب أن يُنَبَّهوا إلى ضرورة الاستشارة الطبية في حال وجود علامات تثير الشك بوجود اختلاطات جرثومية (حمى أكثر من 3 أيام، استمرار وجود الأعراض لمدة أكثر من 10 أيام، ضيق نفس، التهاب ملتحمة قيحي، وذمة الأجفان، اضطرابات هضمية، طفح جلدي).

الوقاية تكون بواسطة تغيير بعض الشروط الحياتية للطفل، بتشجيع الإرضاع من الأم، عدم التدخين في العائلة، تغيير طرق الحضانة يجب التفكير به في حال فشل الطرق الوقائية الأخرى.

3. التهاب الأذن الوسطى الحاد

غشاء طبل غير مرئي أو مرئي بشكل سيئ: في حالة وجود صعوبة في تنظيف الطرق السمعية فإن اللجوء إلى الأخصائي ضروري:

– بعد عمر السنتين، في حال غياب الألم الأذني، فإن وضع تشخيص التهاب الأذن الوسطى الحاد قليل الاحتمال جداً.

– قبل عمر السنتين، رؤية غشاء الطبل من قبل الأخصائي ضروري في حال الأشكال العرضية.

في 70 – 80% من الحالات الالتهاب يعود إلى وجود الهيموفيلوس أنفلونزا والمكورات العقدية الرئوية وحيدة أو مترافقة مع جراثيم أخرى. الميكوباكتيريام كاتاراليس تكون السبب في أقل من 10% من الحالات عند الطفل هذا وإن شيوع المقاومة يفسر التوصيات للصادات الحيوية:

– الهيموفيلوس أنفلونزا تولد بيتالاكتاماز في 30 – 45% من الحالات.

– أكثر من 50 – 80% من المكورات الرئوية، وذلك حسب المنطقة الجغرافية هي ذات حساسية ناقصة للبنيسيلين. هذا النوع من المقاومة غير مرتبط بإفراز البيتالاكتامين، لذلك فإن استعمال صاد حيوي مثبط للبيتالاكتاماز غير مفيد.

– من أجل هذين الجرثومين، المقاومة تكون ضد الماكروليدات والكوتريموكسازول أيضاً.

1. المعالجة لالتهاب الأذن الوسطى الحاد:

الباراسيتامول عن الطريق العام هو مضاد الألم ومضاد الحرارة المرجعي. مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية والكورتيزونات لم تثبت فائدتها. الصادات الحيوية الأذنية الموضعية غير مفيدة ومضادة استطباب في حالة كون غشاء الطبل مفتوحاً. التهاب الأنف والحنجرة المرافق عادة لالتهاب الأذن الوسطى الحاد عند الطفل، يتطلب غسل أنفي بواسطة السيروم الفيزيولوجي.

خزع غشاء الطبل مستطب في الحالات التالية:

– التهاب الأذن عند الرضيع ذو العمر <3 أشهر، وفي حالة التهاب الأذن المتكرر وذلك لأخذ عينة ومعرفة الجرثوم المسبب.

– التهاب الأذن المؤلم جداً.

– التهاب الأذن القيحي والغير متحسن بعد 4 أيام من المعالجة الاحتمالية.

2. المعالجة بالصادات الحيوية لالتهاب الأذن الوسطى الحاد:

1. الاستطبابات

= معالجة بالصادات الحيوية موصى بها منذ البدء:

– طفل عمره أقل من سنتين.

– طفل عمره أكثر من سنتين مع أعراض قوية، حرارة مرتفعة، ألم أذني شديد.

= عدم البدء الفوري بالمعالجة بالصادات الحيوية:

– طفل عمره أقل من سنتين، قليل الأعراض، بشرط إعادة تقويم الحالة بعد 48 – 72 ساعة من معالجة عرضية.

– غشاء طبل محتقن ولكن مع احترام التعرجات الطبيعية، ومن دون أن يكون منتفخاً، وذلك في اليوم الأول من التهاب الأنف والحنجرة: الطفل يجب أن يعاد فحصه في حال استمرار الأعراض بعد 3 أيام.

2. المعالجة بالصادات الحيوية (الخيار الأول):

المعالجات الموصى بها في حالة التهاب الأذن الوسطى القيحي هي (جدول 3):

– أموكسيسيللين – حمض كلافولينيك.

– سيبودوكسيم بروكسيتيل.

– سيفوروكسيم أكسيتيل.

هذا ولا يقترح إعطاء السيفيكسيم إلا في حال شك كبير بانتان عائد للهيموفيلوس أنفلونزا (التهاب أذن وسطى قيحي مترافق مع التهاب ملتحمة قيحي).

مرافقة الإيريثروميسين مع السولفافورازول يكون بديلاً في حالة التحسس على البيتالاكتامين. المعالجة بالصادات الحيوية يجب أن توصف لمدة قدرها من 8 – 10 أيام عند الطفل ذو العمر أقل من سنتين. في حالة العمر أكثر من سنتين، يجب تفضيل المعالجة القصيرة المدة. اللجوء إلى السيفترياكسون حقناً داخل العضل يجب أن يبقى استثنائياً: عند الرضع الذين عمرهم أقل من 30 شهراً كبديل للمعالجة عن طريق الفم أو في حال عدم إمكانية إعطاء المعالجة عن طريق الفم بشكل خاص في حالة التهاب الأذن الوسطى الحاد المشكوك أنه مسبب من قبل المكورات الرئوية المقاومة للبنيسيللين (50 مغ/كغ جرعة وحيدة).

3. التطور:

في أغلب الحالات منذ اليوم الثاني يبدأ الشفاء، واعتباراً من اليوم الثامن يصبح غشاء الطبل طبيعياً. في حال غياب التحسن بعد 48 ساعة من بدء المعالجة فإنه يجب إعادة فحص الطفل وغالباً يجب طلب استشارة أخصائية.

الاختلاطات الممكن حصولها: التهاب سحايا، التهاب عظمي خشائي، التهاب الوريد الخثري الدماغي.

التهابات الأذن المتكررة، والتي يجب أن تعالج من قبل أخصائي، تتظاهر بعدة أشكال:

– تكرر التهاب الأذن الوسطى الحاد مع عودة غشاء الطبل إلى مظهره الطبيعي خلال الفترة الفاصلة ما بين الالتهابات.

– التهاب أذن مصلي مخاطي مع حدوث هجمات حادة.

– انثقاب غشاء الطبل مع حدوث سيلان أذن مزمن وتفاعل خشائي مزمن.

جدول 3 – المعالجة بالصادات الحيوية لالتهاب الأذن الوسطى الحاد – الجرعة وعدد مرات أخذ الدواء باليوم

الدواء* البالغ الطفل عدد مرات أخذ الدواء
أموكسيسيللين + حمض الكلافولينيك 3 غ 80 – 100 مغ/كغ 3
سيفوروكسيم أكسيتيل 0.5 غ 3 مغ/كغ 2
سيفيكسيم 0.4 غ 8 مغ/كغ 2
سيفبودوكسيم بروكسيتيل 0.4 غ 8 مغ/كغ 2
سيفوبتام هيكزيتيل 0.4 غ 8 مغ/كغ 2
سيفترياكسون 1 غ 50 مغ/كغ 1 – 3 حقن داخل العضل
إيريثروميسين + سولفافورازول مضاد استطباب <2 شهر 3**

* بحسب توجيه الفحوص الجرثومية.

** حقنة وحيدة كبديل للمعالجة عن طريق الفم؛ حقنة وحيدة 3 أيام متتابعة في حال فشل المعالجة المثبتة.

4. معالجة الحالات التي فشلت فيها المعالجة الدوائية:

فشل المعالجة يعرف بتدهور أو استمرار أو عودة ظهور العلامات الوظيفية أو العامة 48 ساعة بعد بدء المعالجة بالصادات الحيوية، أو خلال الأيام التالية لانتهاء المعالجة مترافقة مع علامات على تنظير الأذن لالتهاب أذن وسطى حاد قيحي.

هذه الحالة تتطلب عزل الجرثوم المسبب، إما بواسطة خزع غشاء الطبل أو أخذ عينة للسيلان الأذني، خاصة عند الأطفال <2 سنة.

إذا كان الزرع إيجابياً والجرثوم حساس للمعالجة البدئية، فإنه يجب التحقق من كيفية أخذ المعالجة.

الخيارات التالية ممكنة:

– إذا كان الأمر يتعلق بالمكورات الرئوية التي التركيز المثبط الأصغر للبنيسيللين هو £0.12 مغ/ل و³1 مغ/ل: أموكسيسيللين بجرعة قوية: 15 مغ/كغ/يوم، 3 جرعات لمدة 10 أيام.

– إذا كان الأمر يتعلق بالمكورات الرئوية التي التركيز المثبط الأصغر للبنيسيللين هو >1 مغ/ل: سيفترياكسون (50 مغ/كغ/يوم لمدة 3 أيام).

– إذا كان الأمر يتعلق بالهيموفيلوس أنفلونزا المولدة للبيتالاكتاماز: فإنه يجب إعطاء الأموكسيسيللين – حمض الكلافولينيك، سيفيكسيم، سيفبودوكسيم بروكسيتيل، سيفوروكسيم أكسيتيل، سيفوتيام هيكسيتيل، كوتريموكسازول.

5. التهاب الأذن الخطر:

في حال وجود اختلاطات موضعية، أو انتشار الالتهاب، فإن إعطاء السيفترياكسون منصوح به.

4. التهاب الجيوب

من المفضل معرفة الجرثوم المسبب وذلك في حالة التهاب الجيوب الحاصل في المشفى (نوزوكوميالي)، التهاب الجيب الوتدي، التهاب الجيوب الشامل، وعند ناقص المناعة بسبب عدم إمكانية التكهن بالجرثوم المسبب.

= عند البالغ:

– المعالجة بالصادات الحيوية غير مستطبة عند وجود أعراض رشح منتشرة، ثنائية الجانب، ذات شدة معتدلة وفي حالة وجود قصة وباء.

– يوصى بالمعالجة بالصادات الحيوية في حال الشك القوي بانتان جرثومي. هذا يعني في حال وجود 2 – 3 على الأقل من الخصائص التالية:

* استمرار أو ازدياد الآلام تحت الحجاجية وذلك بعد 48 ساعة من المعالجة العرضية.

* ألم وحيد الجانب يزداد عند حني الرأس إلى الأمام، نابض، ويزداد مساءً أو ليلاً.

* ازدياد سيلان الأنف، سيلان قيحي، لا سيما عندما يكون وحيد الجانب.

= عند الطفل (بعد 3 سنوات):

– يوصى بالمعالجة بالصادات الحيوية مباشرة:

* في الحالات الحادة الشديدة (حرارة >39°، صداع، سيلان أنفي قيحي ± وذمة حول الحجاج).

* في الحالات تحت الحادة، وفي حالة وجود عوامل خطر (ربو، اعتلال قلبي، وجود الخلايا المنجلية).

– هذا ولا يوصى باستعمال الصادات الحيوية مباشرة في الحالات تحت الحادة (ترفع حروري بسيط، سعال، سيلان أنفي قيحي مع انسداد أنف مستمر منذ أكثر من 10 أيام).

1. المعالجة العرضية:

الكورتيزونات مستطبة في الحالات الشديدة الإيلام (التهاب الجيب الساد) وذلك لمدة 4 – 6 أيام. فائدة مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية لم تثبت.

بزل الجيب من أجل تفجيره وغسله مستطب بعد اليوم الخامس من المعالجة وذلك في حال فشل هذه الأخيرة أو في الحالات الشديدة الإيلام.

2. المعالجة بالصادات الحيوية لالتهابات الجيوب الحادة (جدول 4):

عند البالغ المعالجة بالصادات الحيوية ذات الخيار الأول لإنتان جرثومي للجيوب الفكية الحاد يرتكز على استعمال الأموكسيسيللين – حمض الكلافولينيك، السيفوروكسيم – أكسيتيل، السيفيودوكسيم بروكسيتيل أو السيفوتيام هيكسيتيل، البريستيناميسين والتيليتروميسين يستعملان كبديل خصوصاً في حالة التحسس على البيتالاكتامين. استعمال الفلووروكينولون المضاد للمكورات الرئوية يجب أن يحتفظ به لكي يستعمل في حالة التهاب الجيوب الجبهية أو الوتدية (وذلك كبديل للمعالجة المذكورة سابقاً) أو بعد فشل المعالجة الأولية لالتهاب الجيوب الفكية الحادة وذلك بعد التأكد من المعطيات الجرثومية والشعاعية.

عند الطفل، الصادات الحيوية الموصى بها كخيار أول هي الأموكسيسيللين – حمض الكلافولينيك، والسيفودوكسيم بروكسيتيل.

المدة المتوسطة للمعالجة هي من 7 – 10 أيام (إلا في حالة استعمال التيليتروميسين حيث تكون المدة 5 أيام).

جدول 4 – المعالجة بالصادات الحيوية لالتهابات الجيوب الحادة – العيار وعدد الجرعات اليومية

الدواء البالغ الطفل عدد الجرعات اليومية
أموكسيسيللين حمض الكلافولينيك 2 – 3غ 8 مغ/كغ 2 – 3
سيفوروكسيم أكسيتيل 0.5غ 2
سيفوتيام هيكسيتيل 0.4غ 2
سيفبودوكسيم بروكسيتيل 0.4غ 8 مغ/كغ 2
بريستيناميسين 2 – 3غ 50 مغ/كغ/يوم 2 – 3
ليفوفلوكساسين 0.5غ 1
مولسيفلوكساسين 0.4غ 1
تيليتروميسين 0.8غ 1

5. التهاب الجيب الغربالي

قبل سن الـ 5 سنوات، التهاب الجيب الوحيد الممكن هو التهاب الجيب الغربالي. وهو يصادف أيضاً عند البالغ. هذا الالتهاب نادر الحدوث وهو خطير جداً بسبب اختلاطاته: التهاب الخلايا خلف الحجاج، التهاب الوريد الخثري الدماغي، خراج الدماغ، التهاب السحايا القيحي.

يشك بحصول هذا الالتهاب أمام صورة سريرية لإنتان حاد مترافق مع وذمة التهابية متوضعة على الزاوية الأنسية للحجاجين والأجفان، وقد يحصل في بعض الأحيان خروج للكرة العينية من الحجاج، التشخيص يؤكد بالتصوير الطبقي المحوري.

المعالجة عن طريق الوريد أو العضل تكون موجهة ضد المكورات العنقودية المذهبة والهيموفيلوس أنفلونزا سبيسيا. هذا وإن مرافقة السيفالوسبورين جيل 3 مع الفوسفوميسين له أفضلية بحيث أنه يمكن أن يكون فعالاً أيضاً على توضع جرثومي دماغي سحائي محتمل.

6. التهاب العظم الخشائي

الوبائية الجرثومية لالتهاب العظم الخشائي هي نفسها تلك الخاصة بالتهابات الأذن الوسطى، هذه الأخيرة تشكل اختلاطاً يحدث بعد عدة هجمات من التهاب العظم الخشائي: وهكذا فالجراثيم الأكثر مصادفة هي: المكورات الرئوية، الهيموفيلوس أنفلونزا سبيسيا، عصيات غرام سلبية (بسودوموناس أيروجينوزا)، اللاهوائيات. التشخيص سريري (حرارة مع ألم) ويؤكد بواسطة التصوير الطبقي المحوري.

المعالجة بالصادات الحيوية الأولية يجب مناقشتها مع احتمال تداخل جراحي:

أموكسيسيللين – حمض الكلافولينيك حقناً (75 – 100 مغ/كغ/يوم من الأموكسيسيللين) أو سيفالوسبورين جيل 3 (سيفترياكسون أو سيفوتاكسيم) ± تيميدازول، اختبار التحسس الجرثومي للصاد الحيوي يمكن أن يقود إلى تعديل هذه المعالجة وذلك في حالة عزل مكورات عنقودية أو بسودوموناس سبيسيا بشكل خاص.

7. التهاب الأذن الخارجية

تحدث غالباً فوق أكزيما متوضعة على مجرى السمع الخارجي، وتتظاهر بألم أذني حاد؛ في حال وجود سيلان قيحي يجب وضع التشخيص التفريقي مع التهاب الأذن الوسطى الحاد المثقوب. هذا وإن معالجة موضعية بالصادات الحيوية مترافقة مع كورتيزون تعتبر كافية؛ الألم يتطلب غالباً معالجة مسكنة.

التهاب الأذن الخارجية الخبيث يحدث عند المريض السكري. هذا الالتهاب تسببه البسودوموناس أيروجينوزا، وهو يتطلب معالجة بالصادات الحيوية بواسطة الحقن، ومكيفة حسب اختبار التحسس الجرثومي للصاد الحيوي.

8. التهاب الحنجرة

فيروسي في أغلب الحالات، والمعالجة هدفها الحفاظ على المجاري الهوائية مفتوحة دون اللجوء إلى المعالجة بالصادات الحيوية.

التهاب الحنجرة التشنجي (زلة تنفسية وصرير مفاجئ ليلي) يتراجع بسرعة بالمعالجة بالكورتيزونات (ديكساميتازون داخل العضل 3 – 6 مغ) ووضع شاشات ساخنة حول العنق. استمرار الزلة أكثر من عدة ساعات يجب أن يدفعنا للشك بوجود التهاب حنجرة تحت المزماري والذي يكون أكثر شدة. إنه يعود عادة لإنتان جرثومي بالمكورات العنقودية أو الهيموفيلوس أنفلونزا، وهو يتطلب مراقبة في المشفى، معالجة بالصادات الحيوية وأحياناً التنفس الاصطناعي.

9. التهاب لسان المزمار الحاد

يحدث ما بين 2 – 7 سنوات. الهيموفيلوس أنفلونزا هي الجرثوم المسبب له (زرع الدم)، الصورة السريرية ترافق تناذر اختناق عند طفل نجده في وضعية الجلوس، لا يستطيع بلع لعابه، في حالة إنتانية مع ترفع حروري شديد. اللقاح ضد هذا الجرثوم يحقق وقاية ممتازة. يجب عدم تحريك الطفل (خطر الموت المفاجئ). هذا ويجب ألا نتمسك برؤية لسان المزمار – في حالة صعوبة الفحص -. يجب نقل المريض إلى العناية المشددة إسعافياً (في وضعية الجلوس) وبواسطة سيارة الإسعاف. وضع أنبوب للتهوية عن طريق الفم أو الأنف صعب جداً وخزع الحنجرة الإسعافي يمكن أن يكون ضرورياً. الشفاء يحدث خلال 3 – 5 أيام، مع معالجة بالصادات الحيوية داخل الوريد (أموكسيسيللين – حمض الكلافولينيك، أو سيفالوسبورين جيل 3).