التصنيفات
الباطنية

انخفاض نشاط الغدة الدرقية | الأعراض والأسباب

من المؤسف أن اضطرابات الغدة الدرقية شائعة للغاية، ومن المتوقع أن يصاب واحد من كل ٢٠ شخصًا باضطراب في الغدة الدرقية خلال فترة حياته، وهذه النسبة في النساء هي واحدة من كل ١٤ سيدة، وتشيع جميع أنواع اضطرابات الغدة الدرقية في النساء أكثر من الرجال، وهناك تزايد في حدوث هذه الحالات، كما تشيع اضطرابات الغدة الدرقية للغاية في العقدين الثالث والرابع من العمر، وبعد سن الستين.

وأكثر أنواع مشكلات الغدة الدرقية شيوعًا هو انخفاض نشاطها؛ ما يعني أنها لا تُنتج ما يكفي من الهرمونات، أو نشاطها المفرط، أي أنها تُنتج هرمونات بصورة مفرطة.

وتميل الإصابة بأمراض الغدة الدرقية إلى التوارث في العائلة الواحدة، ومن المرجح أن يصاب الأقارب بمشكلة في الغدة الدرقية إذا كان أحد أسلافهم من الدرجة الأولى مصابًا باضطرابات تلك الغدة، كما تشيع الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية عند الأشخاص الذين يعانون أحد أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض السكري من النوع الأول، أو مرض الذئبة الحمراء، أو التهاب المفاصل الناتج عن الروماتويد، كما تشيع في الأشخاص الذين لهم قريب يعاني أحد هذه الأمراض.

والآن سوف نستعرض في هذا الموضوع الأسباب المؤدية إلى انخفاض نشاط الغدة الدرقية Hypothyroidism

أعراض انخفاض نشاط الغدة الدرقية

أكثر أسباب انخفاض نشاط الغدة الدرقية شيوعًا في الدول المتقدمة، مثل أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، هو التهاب الغدة الدرقية الناتج عن مرض المناعة الذاتية هاشيموتو؛ حيث يهاجم جهاز المناعة في الجسم خلايا الغدة الدرقية ويدمرها، مُحدثًا التهابًا يتسبب في عجز الغدة الدرقية عن تصنيع القدر الكافي من الهرمونات.

ثم يأتي السبب التالي الأكثر شيوعًا لانخفاض نشاط الغدة الدرقية، وهو علاجيُّ المنشأ، ويعني ذلك أن الطبيب هو المتسبب فيه، وغالبًا يحدث ذلك عندما يُعالج مريضٌ بسبب زيادة نشاط الغدة الدرقية، ثم في النهاية, ونتيجة تناول العلاج, تُصاب الغدة بانخفاض في النشاط.

وعندما تعجز الغدة الدرقية عن تصنيع كميات مناسبة من هرموناتها، تتباطأ عملية التمثيل الغذائي وبقية العمليات التي تجري في الجسم، وتزيد معدلات الشيخوخة.

كل هذه الأعراض محتملة، وليس بالضرورة أن تعانيها جميعًا.

• الخمول والإرهاق
• زيادة الوزن بدون سبب واضح
• ضعف الشهية
• زيادة الشعور بالبرد
• بطء خفقان القلب (بطء القلب)
• بطء النبض وضعفه
• الدراق (تضخم الغدة الدرقية) وهو عرض غير موجود دائمًا
• الاكتئاب
• ضعف التركيز
• ضعف الذاكرة
• الارتباك العقلي
• فقدان الرغبة الجنسية
• جفاف الجلد والشعر
• شيخوخة الجلد
• فقدان شعر الرأس والحاجبين
• الإمساك
• بحة الصوت وخشونته
• ضعف العضلات، خاصةً عضلات الذراعين والساقين
• بطء ردود الأفعال
• متلازمة النفق الرسغي (شعور بألم في المعصم وتخدر اليدين)
• ألم ووجع في العضلات والعظام
• العقم
• احتباس السوائل، ويطلق على حالة احتباس السوائل الشديدة المتعلقة بانخفاض نشاط الغدة الدرقية الوذمة المخاطية
• انتفاخ حول العين

أسباب انخفاض نشاط الغدة الدرقية

أ. التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو Hashimoto’s Thyroiditis

ويسمى ايضاً التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن chronic lymphocytic thyroiditis وهذا هو أكثر أسباب قصور الغدة الدرقية شيوعًا في الدول المتقدمة، وهذا الاسم منسوب إلى الطبيب الياباني “هاكارو هاشيموتو”، وهو أول من فسَّر هذه الحالة عام ١٩١٢، ويعني التهاب أنسجة الغدة الدرقية، وهذه الحالة شائعة في النساء أكثر بمقدار ست مرات من الرجال، وتميل إلى أن تكون وراثية.

ومرض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو مرض مناعة ذاتية، وهذا يعني أن الجهاز المناعي للشخص يُنتج أجسامًا مضادة تهاجم الغدة الدرقية وتدمرها، ويمكن أن ينشأ مرض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو ببطء شديد، وربما لا تظهر أية أعراض له لعدة أعوام، ثم في النهاية تفقد الغدة الدرقية قدرتها على إنتاج الهرمونات، ومن ثم يظهر مرض انخفاض نشاط الغدة الدرقية، وإذا تم اكتشاف الأجسام المضادة مبكرًا من خلال اختبار الدم، يمكن تجنب تطور المرض إلى انخفاض نشاط الغدة الدرقية الدائم. ويسبب التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو أعراض انخفاض نشاط الغدة الدرقية.

وفي بعض الأحيان تصبح الغدة الدرقية في المراحل المبكرة من التهاب الغدة هاشيموتو نشطةً بشكل مفرط لفترة مؤقتة، وتفرز نسبًا مرتفعة من هرمونات الغدة الدرقية، ويمكن لذلك أن يتسبب في أعراض مثل: القلق، وخفقان القلب، وسرعة النبض، والإسهال، وفقدان الوزن، والأرق، وعادةً لا تستمر هذه الأعراض طويلًا؛ وذلك لأن نشاط الغدة بعد وقت قصير ينخفض، وتظهر أعراض انخفاض نشاط الغدة الدرقية.

كيف نشخِّص التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو؟

يُستخدم اختبار الدم لتشخيص هذه الحالة، وسوف يكشف اختبار وظائف الغدة الدرقية عن مستوى مرتفع من الهرمون المنشط للغدة الدرقية، وعادة يكون مستوى هرموني تي٤ وتي٣ منخفضًا، كما سيكشف اختبار الدم عن ارتفاع مستوى الأجسام المضادة الذاتية للغدة الدرقية، وهذه الأجسام المضادة يُنتجها جهاز المناعة؛ حيث تهاجم الغدة الدرقية. والنوعان الرئيسيان في هذه الأجسام المضادة، هما:

• الأجسام المضادة لإنزيم بيروكسيداز الغدة الدرقية (TPO Ab)، وهو معروف أيضًا باسم الأجسام المضادة للأجسام الميكروزومية.

• الأجسام المضادة للثايروجلوبولين (Tg Ab).

كيف نعالج التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو؟

يعالج الطب التقليدي هذه الحالة بهرمونات الغدة الدرقية البديلة؛ حيث يتم إعطاء الهرمون الذي لم يعد بإمكان الغدة الدرقية المصابة تصنيعه، في شكل أقراص، وعادةً ما يُعطى هرمون الثيروكسين (تي٤) فقط، واسم العقار هو ليفوثيروكسين، والأسماء التجارية للثيروكسين هي سينثرويد، و ليفوكسيل. وفي بعض الأحيان يُعطى المريض أقراص هرمون تي٣ أيضًا،

والعلاج الهرموني ليس علاجًا لالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، الذي هو مرض مناعة ذاتية، وإنما يعوِّض فقط الهرمون الذي لم يعد بإمكان الغدة الدرقية تصنيعه، ولا يقوم بأي شيء لوقف إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم الغدة الدرقية، لذلك سوف يستمر جهاز المناعة في إنتاج أجسام مضادة تدمر الغدة الدرقية أكثر وأكثر، وربما تحتاج إلى زيادة جرعة هرمونات الغدة الدرقية البديلة بمرور الوقت، ومن الضروري تطهير الأمعاء والكبد في جميع حالات أمراض المناعة الذاتية، علاوة على التزود بالأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة المناسبة لمعالجة جهاز المناعة.

ب. نقص اليود

نقص اليود هو السبب الرئيسي في انخفاض نشاط الغدة الدرقية في الدول النامية، ومن الضروري وجود اليود في نظامنا الغذائي من أجل تصنيع هرمونات الغدة الدرقية، ويتوافر معظم اليود في العالم في المحيطات، غير أن هناك الكثير منه في التربة أيضًا، لكن كلما كان سطح التربة المكشوف أقدم، كان احتمال زوال اليود كبيرًا؛ نظرًا إلى عوامل التعرية، ويقدر عدد الأشخاص الذين يعانون نقص اليود ب٧٤٠ مليون شخص في أنحاء العالم، وأكثر مناطق العالم التي تعاني نقصًا شديدًا في اليود هي المناطق الجبلية، مثل جبال الهيمالايا، وجبال الألب، وجبال الأنديز، إضافةً إلى الأودية المحيطة بالأنهار مثل نهر الجانج.

نقص اليود في الولايات المتحدة الأمريكية

تُعرف البحيرات العظمى في الولايات المتحدة الأمريكية بنقص اليود في تربتها، حيث كانت هذه المنطقة تُعرف من قبل بحزام مرض الدراق؛ نظرًا إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الدراق بين سكانها، وقد قلل دخول الملح اليودي بشكل كبير الإصابة بنقص اليود في الولايات المتحدة الأمريكية لعدة أعوام، غير أن نقص هذا المعدن عاد للظهور من جديد، فقد ذكرت مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي في عدد شهر أكتوبر من عام ١٩٨٨ أن نسبة الأمريكيين الذين يحصلون على كميات غير كافية من اليود على مدار الأعوام العشرين الماضية وصلت إلى أربعة أضعاف، كما زادت نسبة الحوامل اللاتي يعانين نقصًا في اليود، وهذا أمر مقلق؛ لأنه يشكِّل خطرًا على نمو الجنين.

وتعاني عادةً التربة التي تفتقر إلى المواد الغذائية نقصًا في أكثر من معدن؛ لذلك تفتقر هذه التربة إلى السيلينيوم، والماغنسيوم، والزنك، وغيرها من المعادن الأساسية لوظائف الغدة الدرقية الجيدة, إلى جانب نقص اليود.

آثار نقص اليود

يتسبب عدم وجود كمية كافية من اليود في عجز الغدة الدرقية عن تصنيع كميات مناسبة من هرمونات الغدة الدرقية، ويمكن لنقص اليود أن يؤدي إلى عدد من الحالات يطلق عليها جميعًا اضطرابات نقص اليود. ويمكن أن يصاب الأشخاص في جميع الأعمار بها، غير أن العواقب تكون أكثر حدةً عند الرضع.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني نحو ٥٠ مليون شخص حول العالم تلفًا بالمخ يرتبط بنقص اليود بدرجة معينة، وإذا لم يحصل رضيع ما على كمية مناسبة من اليود وهو في رحم أمه، ثم بعد الوضع بفترة قصيرة، فمن الممكن أن يعاني قصورًا فكريًّا ومشكلات في النمو البدني. وهرمونات الغدة الدرقية ضرورية لتكوين الميالين المهم لتطور الجهاز العصبي المركزي للجنين، وهي ضرورية لتكوين غلاف الميالين المحيط بالألياف العصبية، كما يؤدي نقص اليود الحاد في المراحل المبكرة من النمو إلى تأخر عقلي يُسمَّى القماءة.

وإلى جانب التأخر العقلي, تحدث أعراض أخرى منها: توقف النمو، والخمول، وتدهور الحركة والكلام والسمع. وتقوم جميع الدول المتقدمة بما فيها أستراليا، ونيوزيلندا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية بعمل فحص للرضع عند الولادة للكشف عن انخفاض نشاط الغدة الدرقية، ويصيب انخفاض نشاط الغدة الدرقية الخِلقي واحدًا من كل ٤٠٠٠ مولود.

ونقص اليود من أكثر العوامل في العالم المسببة لتلف المخ الذي يمكن تفاديه؛ ولهذا السبب من الضروري أن تحصل الحوامل والنساء المرضعات، إضافة إلى الأطفال الصغار، على كمية مناسبة من اليود في نظامهم الغذائي؛ حيث يمكن لنقص اليود عند الحوامل أن يؤدي إلى الإجهاض، أو موت الجنين في الرحم.

وتضخم الغدة الدرقية هو أحد الأعراض المبكرة الأكثر وضوحًا لنقص اليود عند الأطفال والبالغين، حيث تتضخم الغدة الدرقية في محاولة لزيادة كفاءتها عندما تصبح نسبة اليود ضئيلة؛ وكلما زاد حجم الغدة زادت كمية اليود التي يمكن أن تمتصها، ويشار إلى ذلك بالدراق، ويمكن للدراق أن يحدث سواء أكان نشاط الغدة منخفضًا أم زائدًا، ولكن عندما ينقص اليود ينخفض النشاط، ويظهر مرض انخفاض نشاط الغدة الدرقية.

والأشخاص المصابون بنقص اليود يكونون أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الغدة الدرقية الناتج عن الإشعاع إذا تعرضوا إلى إشعاع (في شكل اليود المشع)، وإذا كنت تعاني نقصًا في اليود، فإن غدتك الدرقية ستصبح أكثر عُرضة أيضًا للتلف جراء تلوث البيئة، والمبيدات الحشرية وغيرها من السموم، ومن المحتمل أن يصاب الأشخاص الذين يعانون نقص اليود بزيادة نشاط الغدة الدرقية الناجم عن اليود، إذا زاد تناولهم اليود بصورة هائلة، كما يكون تأثير نقص اليود أسوأ إذا صاحبه نقصٌ في السيلينيوم، أو فيتامين أ، أو الحديد.

مصادر اليود

لا نحتاج إلى الكثير من اليود للحفاظ على سلامة الغدة الدرقية؛ إذ إن ملعقة صغيرة هي كل ما نحتاج إليه مدى الحياة كلها، ولكن لأننا لا نستطيع تخزين اليود في أجسادنا لفترة طويلة، نحتاج إلى تناول القليل منه في نظامنا الغذائي يوميًّا، ويحتوي جسم الشخص البالغ على ما يقرب من ١٧ مجم من اليود، الذي يوجد أغلبه في الغدة الدرقية.

وبسبب عدم إدراج كمية اليود في ملصقات المعلومات الغذائية الموجودة على الطعام، من الصعب أن يَعرف الشخص العادي كمية اليود التي يتناولها،

وتعتمد نسبة اليود في الطعام على كمية اليود الموجودة في التربة التي نمت فيها النباتات، أو تربت فيها الحيوانات، ولأن اليود يوجد بوفرة في المحيطات؛ فإن أفضل مصدر لليود هو المأكولات البحرية، وكذلك الطحالب البحرية (مثل: الوكامي، والنوري، والفوقس) الغنية جدًّا باليود، وتوجد كذلك أطعمة أخرى غنية باليود مثل: البيض، واللحم، ومنتجات الألبان، والفواكه الحمضية، والكاجو.

والملح اليودي من أكثر المصادر الغنية باليود؛ حيث يُصنع عن طريق رش بلورات الملح بمحلول اليود في أثناء مرورها على طول السير الناقل، ويحتوي كل جرام من هذا الملح على ما بين ٢٥ و٦٥ ميكروجرامًا من اليود.

وملح البحر مصدر فقير إلى اليود، فهو يحتوي على ما يقل عن ٢ ميكروجرام من اليود في كل جرام منه، ولا يضاف عادةً الملح اليودي إلى الأطعمة السريعة، والوجبات الخفيفة، لذا فإن تناول الكثير من الأطعمة السريعة المملحة غير الصحية لن يمد جسمك باليود، بينما أفضل وسيلة للحصول على اليود هي تناول المأكولات البحرية بشكل منتظم، إضافة إلى تناول العديد من المأكولات الحيوانية المتنوعة، مثل: اللحم، والبيض. وتناول المأكولات البحرية ثلاث مرات في الأسبوع سوف يمد جسمك بكميات اليود التي يحتاج إليها، والأسماك أيضًا مصدر ممتاز للأحماض الدهنية الأساسية الأوميجا ٣ التي لها فوائد صحية متعددة.

ومن الممكن حاليًّا شراء ملح البحر اليودي، وهو عبارة عن ملح بحري عادي مضاف إليه يود، وهو مفضَّل أكثر من الملح اليودي العادي؛ لأنه عادةً يحتوي على عامل التدفق الحر ٥٥٤، وهو عبارة عن شكل من أشكال الألومنيوم يطلق عليه صوديوم ألومينوسيلكات، وهو يمنع الملح من التكتل، وقد رُبط بين الألومنيوم والإصابة بمرض ألزهايمر، وتلف الكُلى، وأمراض العظام.

اليود الزائد على الحد

يوجد اليود في العديد من المكملات الغذائية المحتوية على الفيتامينات والمعادن المتعددة، ويوجد عادةً بكمية ما بين ٥٠ و١٥٠ ميكروجرامًا، وتُعد طحالب الفوقس مصدرًا غنيًّا باليود، وسوف تحتوي بعض المكملات الغذائية على اليود في هذه الصورة الطبيعية، ويوجد كذلك اليود في عشب البحر الأسمر المعروف باسم الفوقس الحويصلي أيضًا، ويظل اليود آمنًا إذا لم تتخطَّ كميته ١١٠٠ ميكروجرام يوميًّا، ويمكن تناول كمية أكبر منه تحت الإشراف الطبي، ويمكن أن تسبب الجرعات العالية من اليود المستخدمة لفترات طويلة خللًا في الغدة الدرقية، كما يمكن أن يتسبب تناول الأشخاص الأصحاء الطبيعيين اليود بشكل مفرط في توقف إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون نقص اليود، فيمكن أن يتسبب تناول جرعات كبيرة سريعة في زيادة نشاط الغدة الدرقية، ويمكن للنساء اللاتي يتناولن كميات كبيرة من اليود في أثناء الحمل أن يضعن مولودًا يعاني الدراق وزيادة نشاط الغدة الدرقية.

هل يمكن أن أتناول طحالب الفوقس أو اليود إن كنت أعاني مشكلة في الغدة الدرقية؟

يجب على الأشخاص المصابين بمرض الدراق الجحوظي، وغيره من حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية، أن يتجنبوا تناول جرعات مرتفعة من اليود كميتها ١٠٠٠ ميكروجرام أو أكثر؛ حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور الحالة الصحية أو انتكاسها.

وإذا كان سبب انخفاض نشاط الغدة الدرقية لديك يرجع إلى الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، فإن تناول يود إضافي في شكل مكملات غذائية، أو طحالب الفوقس، لن يعالج غدتك كليًّا؛ لأنه مرض مناعة ذاتية، وفي هذا المرض تكمن المشكلة في الجهاز المناعي، وليست نتيجة نقص اليود، وتعاني نسبة قليلة من الناس حساسية مفرطة لليود، حيث يتفاعلون مع كميات صغيرة منه، وعادةً ما يكون من الممكن للأشخاص المصابين بمشكلات غدة درقية نتيجة مرض المناعة الذاتية أن يتفاعلوا بشكل غير متوقع مع المكملات الغذائية المحتوية على كميات عالية من اليود، ولا بأس بتناول اليود كجزء من الفيتامينات والمعادن المتعددة الموجودة في المكملات الغذائية، ولكن المكملات المعتمدة أساسًا على طحالب الفوقس يجب أن يتم استخدامها بحذر من قِبَل هؤلاء الأشخاص.

تقدير نسبة اليود

يمكن تقدير نسبة اليود في البول، إذ كلما زادت نسبة اليود التي تتناولها في غذائك، زادت الكمية التي تُفرز في البول، والنسبة الصحية الطبيعية لليود في البول هي

١٠٠ ميكروجرام لكل لتر أو أكثر، والكمية الموصي بها من اليود بالنسبة إلى البالغين هي ١٥٠ ميكروجرامًا يوميًّا، وهذا هو الحد الأدنى لتجنب المرض، وإذا كنت تتناول ١٥٠ ميكروجرامًا من اليود يوميًّا، فسوف تكون الكمية المفرزة في بولك نحو ١٠٠ ميكروجرام لكل لتر يوميًّا. وتشير نسبة اليود في البول إذا كانت أقل من ٥٠ ميكروجرامًا في اللتر إلى إصابتك بنقص اليود، ومع ذلك تتفاوت الكمية المفرزة من يوم إلى آخر؛ لذلك فإن اختبارًا واحدًا للبول غير قاطع بنسبة ١٠٠٪، ومن الأفضل عمل ثلاثة اختبارات على فترات متباعدة.

ويتسبب الحمل في زيادة معدل إفراز اليود في البول، ما قد يُعطي إشارة خاطئة إلى تناول كمية مناسبة من اليود. ومن الصعب تحديد مقدار الاستهلاك اليومي من اليود؛ لأنه غير مدرج في ملصق المعلومات الغذائية الموجود على الأطعمة، لكن إذا أكلت سمكًا ثلاث مرات أسبوعيًّا، فأنت بالتأكيد تحصل على القدر الكافي من اليود، ومن المصادر الجيدة الأخرى لليود: الملح اليودي، واللحم، والدجاج، والبيض. وأكثر الأشخاص عُرضةً لخطر الإصابة بنقص اليود هم النباتيون الذين لا يتناولون الأسماك.

ج. انخفاض نشاط الغدة الدرقية علاجي المنشأ

ينخفض نشاط الغدة الدرقية في بعض الأحيان نتيجة العلاج الطبي المعطى لزيادة نشاط الغدة الدرقية، وتعني كلمة علاجي المنشأ أن السبب هو الطبيب، وتعالج زيادة نشاط الغدة الدرقية في بعض الأحيان باستخدام اليود المشع الذي يدمر الغدة، وفي بعض الأحيان يتم استئصال الغدة جراحيًّا، ويعني عادةً أي من هذين الأمرين أن المريض يحتاج إلى تناول أقراص الهرمونات الدرقية لما تبقى من حياته.

د. انخفاض نشاط الغدة الدرقية الثانوي

قد ينخفض نشاط الغدة الدرقية نتيجة فشل الغدة النخامية في إنتاج الهرمون المنشط للغدة الدرقية (تي إس إتش)، ويطلق على هذه الحالة انخفاض نشاط الغدة الدرقية الثانوي، ويمكن أن يحدث انخفاض نشاط الغدة الدرقية الثانوي إذا تعرضت الغدة النخامية لتلف جراء ورم، أو خلال جراحة، وهذه ليست حالة شائعة.

وإذا لم تستطع الغدة الدرقية نفسها إنتاج هرموني تي٤ وتي٣، فهذا يسمى انخفاض نشاط الغدة الدرقية الأوَّلي.