يحدث انفصال المشيمة الباكر عندما تنفصل المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة، ويمكن أن تسبب مشاكل تهدد حياتك وحياة طفلك، حيث يمكن أن يحدث لديك صدمة نتيجة فقد الدم، كما يمكن أن يحرم طفلك من الدم الذي يمده بالأكسجين الذي يحتاجه ليبقى حيا؛ ويحدث انفصال المشيمة الباكر في واحدة من كل 150 ولادة تقريبا، وسببها غير معروف.
وأكثر الحالات المرافقة لانفصال المشيمة الباكر شيوعا هي ارتفاع ضغط الدم (فرط الضغط الشرياني) في أثناء الحمل، بغض النظر عما إذا كان ظهور ارتفاع ضغط الدم للمرة الأولى في أثناء الحمل أو كان موجودا قبل حدوث الحمل.
ويبدو انفصال المشيمة الباكر أكثر شيوعا عند النساء السود (الزنجيات) والنساء المتقدمات بالعمر – لا سيما اللواتي تتجاوز أعمارهن 40 عاما – والنساء اللواتي لديهن كثير من الأولاد والنساء المدخنات والنساء المدمنات على الكحول والمخدرات، مثل الكوكايين، في أثناء الحمل.
يترافق انفصال المشيمة الباكر أيضا مع وجود اضطرابات في نظام تخثر الدم عند الأم؛ ويمكن في حالات نادرة أن تسبب الرضوض أو الأذيات التي تتعرض لها الأم حصول انفصال المشيمة الباكر.
الأعراض والعلامات
في المراحل الباكرة من انفصال المشيمة الباكر، قد لا يكون لديك علامات أو أعراض؛ ولكن عند حدوثها، يكون أكثرها شيوعا هو النزف من المهبل؛ وقد يكون النزف خفيفا أو متوسطا أو شديدا، وليس بالضروري أن تكون كمية الدم متناسبة مع القدر الذي انفصلت فيه المشيمة عن داخل الرحم. وتتضمن الأعراض والعلامات الأخرى التي يمكن أن يسببها انفصال المشيمة الباكر ما يلي:
● الألم في الظهر أو البطن.
● مضض الرحم.
● تقلصات سريعة.
● ملمس قاس وصلب للرحم.
ولكي يجري تشخيص انفصال المشيمة الباكر، يحاول طبيبك أن يستبعد الأسباب الأخرى للنزف المهبلي؛ ويمكن إجراء الفحص بالأمواج الفائقة الصوت (الإيكو) للتأكد من أن مصدر النزف ليس المشيمة المنزاحة، في حين نادرا ما يشاهد انفصال المشيمة الباكر بواسطة الإيكو.
العلاج
إذا كان هناك شك بانفصال المشيمة الباكر، فإن المعالجة تعتمد إلى حد كبير على حالة الأم والجنين والمرحلة التي يكون فيها الحمل. وتستعمل المراقبة الإلكترونية عادة لمراقبة نماذج معدل ضربات القلب عند الجنين؛ فإذا لم تظهر المراقبة علامات تشير إلى أن الجنين في خطر وشيك، وكان الحمل في مرحلة لا يكون فيها الطفل بأمان إذا جرى توليده، يمكن إدخال الأم إلى المستشفى بحيث تجري مراقبة حالتها عن كثب لعدة أيام.
وإذا كان الطفل قد وصل مرحلة النضج، وكان انفصال المشيمة الباكر صغيرا، تكون الولادة المهبلية ممكنة؛ أما إذا تقدم الانفصال، وكانت هناك علامات تشير إلى خطر على الأم أو الجنين، عندها يكون إجراء الولادة القيصرية ضروريا، كما أن الأم التي تتعرض لنزف شديد قد تحتاج إلى نقل الدم.
وهناك فرصة تقدر بواحد من عشرة لنكس انفصال المشيمة الباكر في الحمل التالي؛ ولكن يمكن محاولة العلاج لبعض الأسباب المحتملة – مثل ارتفاع الضغط الشرياني واضطرابات التخثر عند الأم والإدمان على مادة ما – قبل الحمل مرة ثانية.
يعد انفصال المشيمة الباكر مضاعفة خطيرة تتطلب عناية فورية من قبل الخبراء لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة لدى الأم والجنين؛ كما يمكن في حالات نادرة أن يحدث الانفصال بسرعة ويمتد بحيث لا يمكن إنقاذ الجنين من الأذية.