يجب على الرجال أن يهتموا بصحتهم -وإن يذهبوا إلى الطبيب- إذا كانوا يرغبون في عيش حياة صحية أطول.
إننا جميعاً نعلم أن الرجال والنساء خلقوا متساوين؛ فيما عدا ما يتعلق بعيش حياة صحية أطول.
النساء تعشن حياة صحية أطول من الرجال بحوالي ست سنوات، والفجوة بين الجنسين آخذة في الاتساع. يعتقد الأطباء أن الهرمونات ربما كانت تلعب دوراً في هذا. فأثناء سنوات التناسل، تقل احتمالات تعرض النساء لأمراض القلب كثيراً عن الرجال، لأن مستويات الإستروجين المرتفعة لديهن تقلل مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الضار) وترفع مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (المفيد). (بعد انقطاع الطمث، وعندما تنخفض مستويات الإستروجين، تصبح أمراض القلب هي سبب الموت الأول لدى النساء كما هي الحال مع الرجال تماماً). ويُعتقد أن الإستروجين يمكن أن يساعد أيضاً في وقاية النساء من السكتات وسرطان القولون.
ن غير المحتمل أن يقف الرجال في طوابير للحصول على جرعات صناعية من الإستروجين لمساعدتهم على عيش حياة أطول. ولكن هناك العديد من تغييرات أسلوب الحياة التي يستطيع الرجال إجراءها لتساعدهم على عيش حياة صحية طويلة مثل النساء. الإقلاع عن التدخين هو أول هذه التغييرات؛ فعلى الرغم من عويل وسائل الإعلام حول الفتيات المراهقات اللاتي يقدمن على التدخين الآن، فإن أكبر فئة من المدخنين لازالت هي فئة الرجال. والإقلاع عن تناول الكحوليات تغيير ثانٍ. فلازال الرجال أيضاً هم الفئة الأكثر تناولاً للكحوليات، التي تزيد احتمالات الإصابة بضغط الدم المرتفع، والسكتات، وتلف الكبد، والتعرض للحوادث، والعديد من الأمراض المختلفة (هل سبق أن رأيت حانة ممتلئة بالنساء الفرادى يتناولن المشروبات الكحولية كما يفعل الرجال؟ الأرجح أن الإجابة بالنفي).
الرجال أيضاً يتناولون قدراً من الخضراوات أقل من الذي تتناوله النساء. وعندما يعاني الرجال من الوزن الزائد، فإن هذا الوزن يتركز عادة في منطقة البطن، وهو ما يصنع شكل التفاحة المعروف، على عكس النساء، اللاتي يتركز الوزن الزائد لديهن في منطقة الأرداف والأفخاذ. والدهون التي يتم تخزينها في منطقة البطن ترتبط أكثر بزيادة مخاطر التعرض للمرض القلبي.
ولكن ربما كان أهم العوامل على الإطلاق هو أن النساء أكثر اهتماماً بالعناية بأنفسهن من الرجال. إنهن يقضين وقتاً أطول في معرفة المزيد من المعلومات عن الصحة، وهن أكثر اهتماماً بملاحظة الأعراض وإخبار الطبيب بها. وفقاً للأبحاث، عندما يكره الرجال أنفسهم أخيراً على زيارة الطبيب، فإنهم يميلون إلى الانتقاص من أهمية الأعراض التي يعانون منها؛ ومن ثم يتجاهلون النصيحة التي يحصلون عليها.
حان الوقت لهجر العقلية الذكورية التي تقضي بأن الرجال الحقيقيين لا يذهبون إلى الأطباء. إذا كان المعطف الأبيض هو الذي يشعرك بعدم الارتياح، ففي المرة التالية التي تدخل فيها العيادة، احصل على كتيب شرح الخدمات التي يتم تقديمها في تلك العيادة. معظم العيادات تضم الآن فريقاً من الخبراء ونطاقاً كبيراً من الخدمات، حتى تتمكن من تصنيف مشكلتك بدون حتى أن تقابل الطبيب. تستطيع الممرضة الممارسة مثلاً قياس ضغط الدم، ومستوى الكوليسترول، أو التعامل مع أمور روتينية أخرى. وبعض المراكز الطبية أيضاً لديها معالجون، ومستشارون، وحتى متخصصون في صحة الرجال. تذكر أن أموال الضرائب التي تدفعها هي التي تمول مثل هذه الخدمات، لذا، اذهب واحصل على أقصى استفادة منها.
إذا كانت قد مرت فترة طويلة منذ آخر مرة زرت فيها طبيبك، فقم بوضع قائمة بجميع القضايا التي ترغب في إثارتها في جلسة الاستشارة المثالية.
والآن، اختر أكثر تلك القضايا أهمية، وحدد موعداً مع الطبيب، وتحدث معه في تلك القضايا بشكل مستفيض.
سوف تحقق أقصى استفادة من موعدك إذا ركزت على مشكلة واحدة بدلاً من التحدث عن مجموعة كبيرة من التفاصيل الغير مهمة.
حاول أن تكتب أي سؤال يطرأ على ذهنك قبل رؤية الطبيب، وسجل الأعراض الرئيسية التي تعاني منها، والوقت الذي ظهرت فيه لأول مرة، وأي عقاقير استخدمتها لعلاجها في الماضي، إذا كنت قد استخدمت أي عقاقير.
إنني أشعر بشيء غريب في الآونة الأخيرة. هل صحيح أن هناك ما يسمى بسن اليأس بالنسبة للرجال؟
صحيح أن مستويات هرمون الذكورة التستوستيرون تقل مع التقدم في السن، وأنه في سن 80 عاماً سيكون لديك نصف مستوى التستوستيرون الذي كان لديك في سن 20 عاماً. ولكن هذا النقص بطيء وثابت للغاية ويبدأ في سن 40 عاماً، لذا فإنه لا يجب أن تكون له أي أعراض معينة كما هي الحال مع النساء. ولكن بعض الخبراء يعتقدون أن مستويات هرمون التستوستيرون يمكن أن تنخفض بسرعة أكبر من المعتاد لدى بعض الرجال، وهو ما يتسبب في أعراض مثل الإرهاق، وتعكر الحالة المزاجية، وهياج الأعصاب، ونقص الطاقة والتركيز. قد تجد أنك لا تؤدي بالكفاءة المعتادة في العمل؛ أو في غرفة النوم. تذكر دائماً أن تلك الأعراض يمكن أن تنتج أيضاً عن عوامل مرتبطة بأسلوب الحياة، مثل زيادة الوزن، وعدم اللياقة، واتباع نظام غذائي سيئ، وما إلى ذلك. ولكن إذا كنت تتمتع بصحة ممتازة، وحدثت تلك الأعراض فجأة، فأفضل ما يمكنك القيام به هو مناقشة الأمر مع طبيبك، الذي قد يقرر أنك بحاجة لإجراء اختبار هرمونات.
أصيب والدي بسرطان البروستاتا، لذا فإنني أحرص على إجراء الفحوص المناسبة. ولكن هل هناك شيء آخر يمكنني فعله لتجنب الإصابة بالمرض أنا أيضاً؟
كبداية، تناول المزيد من الطماطم؛ فالطماطم تحتوي على مضاد أكسدة يسمى ليكوبين، ويبدو أنه يقاوم الخلايا السرطانية في البروستاتا ويقضي عليها. وقبل أن تندفع نحو حقيبة من الطماطم وتنتهي منها، تذكر أن الجسم لا يستطيع امتصاص الليكوبين إلا في وجود الدهون. لذا فإن تناول كوب من عصير الطماطم لن يفيدك، ولكن تناول صوص الطماطم ومعجون الطماطم التي تحتوي على قدر بسيط من الزيت سيفيدك كثيراً؛ وينطبق هذا على الكاتشب أيضاً! وبدلاً من ذلك، قم بتسخين بعض الطماطم الكرزية لوجبة الإفطار وتناولها على قطعة من الخبز المحمص المكسو بالزبد، أو بلل بعض حبات الطماطم الطازجة بزيت الزيتون في السلطة، أو امزج الطماطم الطازجة مع الطماطم المجففة في الشمس في الزيت. وهناك مكافأة إضافية تكمن في تحسن صحة الشرايين؛ فالرجال والنساء الذين لديهم مستويات ليكوبين مرتفعة في مجرى الدم لديهم أيضاً شرايين تتمتع بالصحة.