مع مرض باركنسون Parkinson’s Disease، تتحلل الوصلات التي تربط بين الدماغ والعضلات، مؤدية إلى أعراض تبدأ بارتجاف، تصلب وتحدّب في الوضعية، بطء وصعوبة في الكلام، تعبير وجهي جامد شبيه بالقناع، وأخيرا، الخرف، عند تقدم هذه العملية في الدماغ. وما يقدمه الطب التقليدي في هذا الميدان هو أدوية لتخفيف الأعراض، وربما إبطاء تقدم المرض. ولكنه يعجز تماما عن إيقافه.
والطب البديل، والحق يقال، لا يملك علاجا أفضل. ولكنه يقدم، مع ذلك، علاجات قوية المفعول تساعد الأدوية الموصوفة إلى حد بعيد.
“فثمة مكملات غذائية متنوعة من شأنها أن تساعد على السيطرة على بعض الأعراض العقلية والحركية المرتبطة بمرض باركنسون أو تأخيرها”، كما يؤكد ألان براور، دكتور في الطب، مؤسس ومدير TotalCare Medical Center في بالو ألتو، كاليفورنيا.
ويرى فيليب لي ميلر، دكتور في الطب، مؤسس ومدير Los Gatos Longevity Institute في كاليفورنيا أن “العلاجات الغذائية تؤدي مفعولها الأفضل عند بداية ظهور مرض باركنسون أو بدء تطوره. وعلى من يثبت التشخيص إصابته حديثا بمرض باركنسون أن يسأل نفسه عما يمكن فعله لإبطاء تقدم هذا المرض وتخفيف أعراضه. وبرأيي على الجواب أن يشتمل على مكملات غذائية”.
دليل العناية الطبية
تحذير: لا تستعمل العلاجات البديلة المذكورة إلا كجزء من برنامج علاج يراقبه ويشرف عليه طبيب مؤهل بالاشتراك مع طبيب بديل مؤهل، كلاهما خبير في العناية بحالتك. واستشر طبيبك التقليدي قبل تغيير العلاجات أو الأدوية الطبية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.
أخبر الطبيب إن لاحظت زيادة في واحد أو أكثر من أعراض مرض باركنسون التالية: تصلب عضلي، رجفة في الأطراف، الرأس، العنق، الوجه، أو الفك، بطء في استجابة الحركة، ضعف في التوازن، أو مشاكل في المشي.
وينصح فيليب لي ميلر، دكتور في الطب، مؤسس ومدير Los Gatos Longevity Institute في كاليفورنيا، بإيجاد أخصائي طبي يفهم بأن العقاقير الطبية ليست السلاح الوحيد لمكافحة المرض ومستعد لاستعمال المكملات الغذائية للمساعدة على إبطاء تقدم مرض باركنسون والتخفيف من حدة أعراضه.
مضادات الأكسدة: هـ، ج، الغلوتاثيونGlutathione
تقول إحدى النظريات موضحة سبب مرض باركنسون إن الجذيرات الحرة (وهي عبارة عن وحوش جزيئية تنتج عن مجموعة منوعة من العوامل الحياتية والبيوكيميائية) تؤكسد أو تدمر الخلايا المستقبلة في المادة السوداء، وهي محطة ترحيل في الدماغ بين العضلات والمخيخ، أي الجزء من الدماغ الذي يتحكم بالحركة.
ومن شأن مضادات الأكسدة أن توقف التلف الناجم عن الجذيرات الحرة وربما ساعدت أيضا على إبطاء تقدم مرض باركنسون. ولكن للحصول على نتيجة، يجب استعمال عدة مضادات أكسدة معا، برأي د. ميلر.
“فالعملية المضادة للأكسدة هي أشبه بفريق يعدو في سباق بدل”، كما يقول. “إذ يعدو الفيتامين ج في الجولة الأولى، ثم يتعب، فيحل مكانه الفيتامين هـ، إلى أن يستبدل بالغلوتاثيون. ومن ثم تحل العوامل المساعدة للغلوتاثيون مكانه”. وإليك كيفية تكوين فريقك.
– الفيتامين ج: 1000 إلى 4000 ملغ يوميا على ثلاث جرعات تؤخذ مع الوجبات.
– الفيتامين هـ: 600 إلى 1200 وحدة دولية مقسمة على ثلاث جرعات مع الوجبات.
– الغلوتاثيون: مستحضر Thiodox، من Allergy Research، يوصي به د. ميلر. وهو يؤمن مأخوذا يوميا مقداره 200 ملغ من الغلوتاثيون والعوامل الغذائية المساعدة الضرورية لجعله يعطي المفعول المرجو.
الثيامين thiamin: يرفع معدل الدوبامين
الدوبامين Dopamine هو مادة كيميائية تسمح للرسائل بأن تبعث من خلية في الدماغ إلى أخرى. ولكن مع مرض باركنسون، يهبط معدل الدوبامين في المخيخ.
وارتفاع مستوى الثيامين، وهو أحد الفيتامينات ب، من شأنه أن يساعد الدماغ على إنتاج الدوبامين، كما يقول د. براور. لذا فهو يوصي بتناول 3000 إلى 8000 ملغ يوميا. وعليك أن تستشير الطبيب لمعرفة الجرعة التي تناسبك.
التيروزين Tyrosine: وسيلة أخرى لرفع معدل الدوبامين
حمض التيروسين الأميني هو مادة أساسية تشكّل منها مادة الدوبامين. ويوصي د. ميلر بأخذ 500 إلى 1000 ملغ من المكمل مرة واحدة صباحا على معدة خاوية.
الأنزيم المساعد Q10: مغذّ فعال لمقاومة الشيخوخة
يعتبر هذا المغذي الشبيه بالفيتامين والموجود في كل خلية من خلايا الجسد، حيويا لتوليد الطاقة الخلوية. ود. ميلر يصفه لمعظم مرضاه لإبطاء عملية الشيخوخة، ويرى بأن على مرضى باركنسون أن يأخذوا 200 ملغ منه في اليوم.
مكملات البروتين: توقف هزال العضلات
إن هزال العضلات الناتج عن نقص كتلة العضلات هو من الأعراض الشائعة لمرض باركنسون. ولكن من شأن مكملات البروتين أن تساعد على الحفاظ على كتلة العضلات، كما يرى د. ميلر. ومن بين المكملات المتوفرة في السوق، يفضل استعمال مستحضر تنتجه شركة Solgar يدعى Whey to Go لأنه يحتوي على مواد مضافة أقل ضررا، كالمحليات الاصطناعية، ويتميز بطعم طيب. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة المرفقة.
DHEA: هرمون مساعد
ينخفض معدل هذا الهرمون Dehydroepiandrosterone، الذي تنتجه الغدد الكظرية، لدى مرضى باركنسون. بالتالي فإن أخذه على شكل مكمل قد يساهم في تخفيف حدة الأعراض، كما يرى د. براور. وهو ينصح بأخذ 10 ملغ في اليوم للنساء و25 ملغ في اليوم للرجال. ويحذر من استعمال المكمل من دون إشراف أخصائي طبي.
غذاء الدماغ
من شأن المكملات الغذائية التالية أن تقوي الدماغ وتساعد على تأخير الإصابة بالخرف لدى مرضى باركنسون.
NADH: هرمون مساعد
يشكل هذا الأنزيم المساعد مفتاحا جزيئيا للأبواب البيوكيميائية ويؤمن الطاقة للدماغ، وغالبا ما ينخفض معدله لدى مرضى باركنسون، كما يشير د. براور. وهو يوصي بتناول 10 إلى 20 ملغ في اليوم من NADH (وهو شكل من أشكال المادة الكيميائية نيكوتيناميد أدينين دينوكليوتيد Nicotinamide adenine dinucleotide تشتمل على الهيدروجين)، يؤخذ على شكل رذاذ فموي، للمساعدة على امتصاصه بشكل أفضل.
فوسفاتيديلسيرين PHOSPHATIDYLSERINE: لتحسين الذاكرة
تساعد هذه المادة على رفع معدل الطاقة في الدماغ، مما يحسن الذاكرة ووظيفة الدماغ بشكل عام، كما يرى د. براور. وهو يوصي بتناول 300 ملغ في اليوم مقسمة على ثلاث جرعات مع الوجبات.
الزنك: مفيد للدماغ
يعاني كثير من مرضى باركنسون من نقص في هذا المعدن، ومن شأن هذا النقص أن يساهم في الإصابة بالخرف، استنادا إلى د. براور. لذا فهو يوصي بتناول مكمل معدني عديد الفيتامينات يؤمن 30 إلى 50 ملغ على الأقل من الزنك.
الجنكة GINKGO: لزيادة جريان الدم
تساعد عشبة الجنكة على زيادة جريان الدم في الدماغ، مما يساهم في تأخير الخرف، كما يرى د. براور. وهو يصف لمرضاه ما بين 200 إلى 300 ملغ في اليوم من العشبة، مقسمة على ثلاث جرعات مع الوجبات.
الفيتامين ب12: يعزز وظيفة الدماغ
من شأن انخفاض هذا الفيتامين أن يؤثر على وظيفة الدماغ لدى مرضى باركنسون ويتلفها، كما يرى د. براور. وهو يوصي بتناول 100 مكغ (micrograms) في اليوم، إما على شكل مكمل من فيتامينات المركب ب أو كجزء من مكمل عديد الفيتامينات والمعادن قوي المفعول.