استشارة طبية: ” إنني لا أعطى طفلتنا زجاجة إرضاع، ولكن الطبيب قال إن بإمكاني الآن أن أعطيها عصائر. فهل لايزال الوقت مبكرا للبدء في استخدام الكوب لإطعامها؟”.
سواء بدأت طفلتك في استخدام الكوب في الشهر الخامس، أم العاشر، أم الثامن عشر، فإن الشيء الأكيد أنها ستحصل على جميع سوائلها من كوب في النهاية. ولكن تعليم طفلتك الشرب من كوب في سن مبكرة يمنحك بعض المزايا المهمة. فهي تتعلم أن هناك وسيلة للحصول على السوائل المنعشة خلاف الثدي أو زجاجة الإرضاع، فيما يعد بديلا سوف يسهل عليك فطامها من أحدهما أو كليهما، كما أنها توفر وسيلة إضافية التقديم السوائل (كالماء والعصير، واللبن بعد إتمام العام الأول) حين لا تكون الأم متواجدة لإرضاعها، أو حين لا تكون زجاجة الإرضاع في متناول اليد.
من المزايا الأخرى للتدريب المبكر على استخدام الكوب أن الرضيع ذا الخمسة أشهر يكون طيعا بشكل ملحوظ ومنفتحا على الخبرات الجديدة. ولكن إذا انتظرت حتى تبلغ طفلتك عامها الأول لاستخدام الكوب، فقد تواجهين قدرا كبيرا من المقاومة من جانبها، فلن تتمسك بطرقها المعتادة بإصرار فحسب، ولكنها أيضا ستميل إلى الإحساس بأن الاستسلام للكوب سوف يؤدي بها للاضطرار إلى التخلي عن الثدي أو زجاجة الإرضاع وحتى إذا تقبلت الكوب، فقد تمر فترة قبل أن تتمرس على استخدامها بمهارة، مما يعني أنها لن تتمكن من شرب كميات كبيرة من خلالها قبل أسابيع أو شهور، وبالتالي لن تتمكني من فطامها قبل أسابيع أو شهور.
طرق تدريب الطفل على استخدام الكوب مبكراً وبنجاح
● انتظري حتى تستطيع الجلوس مستندة. ليستطيع الأطفال البدء في استخدام الكوب من الشهر الثاني، ولكن الاختناق لن يمثل لك مشكلة بمجرد أن تستطيع الجلوس بواسطة مسند أو دعامة.
● اختاري کوباً آمناً. حتى إذا كنت تحملين الكوب، فقد تقوم الطفلة بإسقاطه أو ضربه في ضيق حين لا ترغب في تناول المزيد من السائل، لذا احرصي على أن تكون الأكواب التي تستخدمينها غير قابلة للكسر. والأكواب المزودة بثقل عند القاعدة لن تميل بسهولة، وهو ما يعد ميزة بكل تأكيد. وعلى الرغم من أن الأكواب البلاستيكية أو الورقية غير قابلة للكسر، فإنها لا تصلح للتدريب على استخدام الكوب لأنها قابلة للتشقق أو التحطم. وهو مما يبعث الطفل على السرور.
● اختاري کوباً مناسبة للطفلة. إن نوع الكوب المفضل يختلف من طفل إلى آخر، لذا فقد تضطرين لتجربة عدة أنواع لتجدي كوبا يروق لطفلتك وبعض الأطفال يفضلون كوبا بيد أو اثنتين حتى يتمكنوا من إمساكها؛ والبعض الآخر يفضلون كوبا بدون أي أياد.(إذا كانت مثل هذه الأكواب تميل للانزلاق من يدي الطفل المبتلتين الصغيرتين، قومي بلف شريطين لاصقين حولها، ومع تغير الشريط حين يبلی)، وجدير بالذكر أن الكوب المزود بفوهة (والذي يعرف في دوائر الرضع والأطفال باسم “كوب الرشف “) من الناحية النظرية يوفر انتقالا يسيرا من الرضاعة إلى الرشف (وقد ينطبق ذلك على الأطفال الذين كانوا يأخذون زجاجة إرضاع أكثر من الأطفال الذين اعتادوا حلمة ثدي الأم)، ولكن بعض الأطفال لا يحبونه. ربما لأنهم يجدون صعوبة أكبر في الحصول على السائل منها، وربما لأنهم يرغبون في الشرب من كوب يماثل كوب الأم أو الأب، وعلى الرغم من أن الانسكابات الكبيرة ستقل مع كوب الرشف في البداية (وربما لن تكون هناك أي انسكابات مع العديد من الأكواب المختلفة المانعة للانسكاب)، فإن الطفلة ستضطر في النهاية لمواجهة الصعوبة التي تتخللها عملية تعلم استخدامه بدون وقاية. مما قد يؤدي إلى مزيد من الانسكابات فيما بعد.(إلى جانب أن هناك مشكلات أخرى ترتبط بكوب الرشف يجب التفكير فيها).
● احمي جميع الأطراف. إن تعليم طفلتك الشرب من كوب لن يكون حدثا منظمة؛ ومن ثم يمكنك أن تتوقعي أن يفيض على ذقنها كم أكبر مما يدخل إلى معدتها لبعض الوقت، لذا فإلى أن تكتسب كفاءة. قومي بتغطيتها بصدرية كبيرة ماصة أو عازلة للماء أثناء دروس الشرب، أما إذا كنت تطعمينها على حجرك، فاحرصي على حمايته بقطعة قماش مربعة أو مريلة.
● اجعلي طفلتك تشعر بالراحة. أجلسيها حتى تشعر بالأمان، على حجرك، أو في مقعد للرضع، أو أجلسيها مسندة في كرسي عال.
● املئيه بالسائل المناسب. إن البدء بالماء هو الأسهل والأقل فوضى. وبمجرد إتقان الشرب منه (نوعا ما)، يمكنك الانتقال إلى لبن الثدي المعصور أو اللبن الصناعي (ولكن تجنبي لبن الأبقار العادي حتى سن عام)، أو العصير المخفف بالماء (بمجرد إدخاله ضمن غذاء الطفلة). واعتمدي في ذلك على ذوق الطفلة؛ فبعض الأطفال سوف يتقبلون العصير فقط دون اللبن في البداية، والبعض الآخر لن يأخذ سوى اللبن.
● استخدمي أسلوب رشفة في المرة الواحدة. ضعي مقدارا صغيرا من السائل في الكوب. قربي الكوب نحو شفتي طفلتك واسكبي بضع قطرات داخل فمها ببطء، بعد ذلك أبعدي عنها الكوب لتمنحيها فرصة للابتلاع دون أن تختنق. أوقفي كل جلسة حين تشير إليك طفلتك بأنها قد اكتفت بتحويل رأسها في اتجاه آخر، أو دفع الكوب بعيدا، أو البدء في التهيج.
حتى مع هذا الأسلوب، يظل بإمكانك أن تتوقعي أن تكون الكمية التي تخرج من فمها مساوية لتلك التي تدخل إليه، وفي النهاية ومع كثير من الممارسة والصبر والمثابرة سوف تكون الكمية التي تصيب الهدف أكبر من تلك التي لا تصيبه.
● شجعي المشاركة. قد تحاول طفلتك نزع الكوب منك، وكأن لسان حالها يقول: ” إنني أفضل أن أقوم بذلك بنفسي؟ “. دعيها تحاول، إن عددا قليلا جدا من الأطفال يستطيع التعامل مع الكوب حتى في هذه السن المبكرة لذا لا تدعى الضيق يعتريك إذا س كبت الكوب بأكمله. فهذا جزء من عملية التعلم كذلك يمكنها أن تتعلم من خلال المشاركة وذلك بحمل الكوب معك.
● تقبلي الرفض. إذا قاومت طفلتك الكوب، حتى بعد بضع محاولات، وحتى بعد أن تكوني قد جربت سوائل كثيرة مختلفة وأنواعا كثيرة مختلفة من الأكواب، فلا تدفعيها لتقبله وبدلا من ذلك أرجئي المشروع لمدة أسبوعين، وحين تعيدين المحاولة، فاستخدمي كوبا جديدا، وقليلا من الجلبة والضجة (” انظري ماذا أحضرت لك ماما و”) كمحاولة لتوليد الإثارة أو قد يجدر بك. أن تحاولي ترك صفيرتك المعترضة الرافضة للكوب كي تمسك بكوب فارغ كلعبة لفترة من الوقت.
لضمان السلامة عند الرشف
حين تسمعين عنها من آباء وأمهات أصبحوا يعتمدون عليها (أو لديهم أطفال أصبحوا يعتمدون عليها)، يبدو لك أنها أعظم اختراع منذ اختراع الفلكرو. فهي تبدو غير ضارة بما يكفي لضمان سلامتها. إنها الأكواب ذات الفوهات. وقائمة المزايا مغرية للغاية: فلأنها تمنع الانسكاب بشكل عملي وغير قابلة للكسر، فلن يكون هناك مزيد من بكاء على اللبن (الحليب) أو العصير المسكوب، بالإضافة إلى تنظيف أقل وغسيل أقل؛ كما يمكن استخدامها في السيارة، أو عند اللعب، أو في عربة الأطفال وبدون مراقبة، وهي المزية الأهم للآباء والأمهات المنشغلين بأعمالهم. على عكس الأكواب والكؤوس الأخرى.
ولكن الأبحاث أشارت أيضا إلى بعض العيوب والمشكلات المحتملة المرتبطة باستخدام كوب الرشف. فنظرا لأنها أشبه بزجاجة الإرضاع منها إلى الكوب، فما يتعلق باستخلاص السائل منها (وهي عملية أبطأ مما يتيح للسائل للبقاء متجمعة في الفم وعلى الأسنان لفترة أطول)، فإن الاستخدام الممتد والمتكرر يمكن أن يؤدي إلى نخر الأسنان وينطبق هذا بشكل خاص إذا كان كوب الرشف يستخدم بين الوجبات وبين كل تنظيف الأسنان (كما يحدث عادة)، وقد تزداد الخطورة إذا كان الطفل يحملها معه طوال اليوم للرشف منها على مدار أربع وعشرين ساعة (وهي الطريقة التي قد تستخدم بها زجاجة الإرضاع)، وهناك مشكلة أخرى تحدث حين تحمل أكواب الرشف طوال اليوم وتتمثل في تحولها إلى أرض خصبة لنمو البكتيريا (خاصة إذا أصبحت من أدوات الطفل المفضلة بحيث لا يتم غسلها كثيرا نظرا لكونها رهن الاستخدام الدائم أو إذا ترك الكوب وسط كومة من اللعب في أحد الأيام ثم يشرب منها الطفل في اليوم التالي).
وتتبقى هناك قضية أخرى: فالطفل الذي يشرب طوال اليوم منكوب رشف مليء بالعصير قد يحجب شهيته عن الطعام و / أو يستهلك قدرا مبالغة من السعرات الحرارية الزائدة على حاجته و/ أو يعاني من إسهال مزمن تماما مثلما يحدث مع طفل يرشف طوال اليوم من زجاجة إرضاع مليئة بالعصير. هناك مشكلة أخرى رابعة، حيث أشير إلى أن الأطفال الذين يقصرون استخدامهم على أكواب الرشف يكونون أبطأ من حيث تطور الكلام والنطق، أو تزداد لديهم احتمالات الإصابة بصعوبات مؤقتة في الكلام. وتذهب النظرية إلى أن الشرب بطريقة الرشف. على خلاف الشرب من كوب عادي أو بواسطة أداة للمص. لا يعطى عضلات الفم التدريب التي تحتاجه ولابد من إجراء مزيد من الأبحاث قبل منح هذه النظرية اعتمادا عالمي؛ وفي هذه الأثناء يمكن اعتبار هذه النظرية أداة للتفكير في هذا الأمر.
غير أن أكواب الرشف أيضا توفر انتقا رائعة من الثدي أو زجاجة الإرضاع إلى الأكواب التقليدية، وتقلل من الفوضى كما تعد محطة راحة على الطريق.
للقضاء على المخاطر المحتملة التي تصاحب تلك الفوائد:
● لا تبدئي بكوب رشف. وتأكدي من أن طفلك قد بدأ على الأقل في تعلم فن الرشف الجميل من كوب بدون فوهة. وهي المهارات المهمة التي يجب إجادتها ۔ قبل تقديم كوب الرشف. بعد ذلك استخدمي الاثنين، بدلا من التحول إلى كوب الرشف طوال الوقت.
● اقصري الرشف من كوب الرشف على أوقات الوجبات والأكلات الخفيفة. لا تدعي طفلك يجر كوب الرشف وراءه في كل أرجاء المنزل والملعب؛ ولا تستخدمي كوب الرشف كوسيلة لإرضاء طفلك في السيارة أو عربة الأطفال، إن وضع حدود الاستخدام كوب الرشف يساعد على حماية الأسنان والنطق لدى طفلك، ويمنع الإفراط في تناول العصائر، ويحول دون حول استخدام كوب الرشف إلى إدمان.
● اشتري عددا كبيراً إن العديد من الأطفال يحبون لعبة التفضيلات. وسوف يطلبون نفس كوب الرشف الذى يستخدمونه في كل مكان وللتأكد من توافر كوب لديك بينما تكون الأخرى في غسالة الأطباق، اشترى عدة أكواب بنفس الشكل الذي يفضله طفلك.
● املئيها بالماء إذا أصبح كوب الرشف وسيلة راحة للطفل (شأنها شأن زجاجة الإرضاع)، لا تحرميه منها، ولكن املئيها بالماء بدلا من العصير. فهذا سوف يجنبك كثيرا من المشكلات المرتبطة باستخدام كوب الرشف.
● اعرفي متى تتوقفين. بمجرد أن يتمكن طفلك من الرشف من كأس أو كوب عادي بسهولة ومهارة، تخلصي من كوب الرشف.