تغذية الرضيع بالحليب الاصطناعي
كيف تغذين طفلك الرضيع إذا لم تستطيعي إرضاعه؟ استخدمي التغذية بالحليب الاصطناعي. يشكل حليب البقر الأساس في إعداد هذا الحليب. اشتري الحليب الاصطناعي المحضر جاهزاً. وتتم ملاءمة التغذية الجاهزة للرضع قدر الإمكان مع حليب الأم. وتحدد القوانين تركيبة التغذية الجاهزة. وتقدم غالباً على شكل مسحوق حليب. يضاف له الماء حسب الكمية المعطاة. ويمكن استخدام ماء الشرب بعد تعقيمه بالغليان.
– ينهى بشدة عن استخدام حليب البقر كتغذية أولى للرضع بعد إضافات أخرى بغية إنتاج غذاء الرضيع في البيت. وعلينا في الشهور الأولى من العمر أن نتوخى الحذر الشديد.
تركيب ومحتويات الحليب الصناعي
تنتج مصانع تحضير الحليب كل يوم منتجات لها أسماء كثيرة لا مجال لحصرها. حيث إن السلسلة تطول كل يوم وتحاول الصناعة جهدها الاستفادة من خبرات طب الأطفال في مجال تغذية الطفل وذلك بمحاولة تقريب حليب البقر من زاوية التركيب والمحتويات ليكون أقرب ما يمكن لحليب الأم. وبشكل عام فإن جميع الأصناف المطروحة في الأسواق جيدة حيث لا يسمح بإنتاجها أو عرضها للناس إلا بعد أن تستوفي جميع الشروط الرسمية القانونية التي تفرضها الجهات الرسمية لحماية مواطنيها. وإن من ميزات هذه الأصناف أن تركيبها ومحتوياتها معايرة وثابتة، كما ويسهل تخزينها ونقلها حيث إنها مهيأة ومحفوظة بشكل فني مناسب مما يسهل الأمور على الأم وعلى الطبيب وعلى المشرفين على تغذية الطفل.
يمكننا تقسيم أصناف الحليب الاصطناعي إلى ثلاث مجموعات كبرى:
1- المجموعة الأولى: وهي مجموعة أصناف الحليب المكافئ لحليب الأم أي حليب البقر المعامل صناعياً لتصبح ذراته من الزاوية الكيميائية والفيزيائية وكذلك نسب محتوياته أقرب ما يمكن لحليب الأم. وأصناف هذه المجموعة هي أدق الأصناف ضبطاً من زاوية المحتويات والتركيب وهي تحتوي في كل 100 سم2 من الحليب المحضر على:
– مواد زلالية بنسبة 1,4-1,8 غ
– مواد دسمة بنسنة 3,3-4,2 غ
– سكر حليب بنسبة 6,3-7,9 غ
– مواد معدنية حتى 0,39 غ
وإن كل 100سم2 من أنواع هذه المجموعة يعطي 67-75 كيلو حريرة (حرّة) وأصناف هذه المجموعة هي أفضل ما يمكن أن يقدم للطفل بعد الولادة وبخاصة في الشهور الثلاثة الأولى التي تلي الولادة حيث هي أقرب ما يكون لحليب الأم.
2- المجموعة الثانية: وهي مجموعة الحليب المشابه جزئياً لحليب الأم. وهذه المجموعة تكون من زاوية تركيبها مضبوطة من حيث نسب الزلال والدسم والأملاح ولا يذكر بها شيء عن نسبة المواد السكرية وعن كميتها أو نوعيتها ولا عن الإضافات من تلك المواد السكرية. وهي أقل ضبطاً من المجموعة الأولى وتحوي أصنافها في كل 100 سم2 من الحليب المحضر على:
– مواد زلالية حتى 2,0 غ
– مواد دسمة 3-3,8 غ
– مواد معدنية حتى 0,45 غ
كمية الحريرات لكل 100 سم3 من الحليب المحضر هي 67-75 كيلو حريرة (حرّة) ولا ينصح بإعطاء حليب هذه المجموعة للأطفال إلا بعد الشهر الثالث من العمر.
3- المجموعة الثالثة: وهي ما تبقى من الأصناف المعروضة في الأسواق من أصناف الحليب الممدد فقط دون أي تعديل في تركيبها والتي لا تدخل ضمن مواصفات المجموعتين الأولى والثانية وهي تحتوي على نسب عالية من الزلال والأملاح.
وإن الخبراء في تغذية الطفال ينصحون دائماً بأنيقتصر إرضاع المواليد الجدد وبخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر على أحد أصناف المجموعة الأولى ويمكن استعمال أصناف هذه المجموعة طيلة فترة الإرضاع مع تعديل الكثافة طبعاًفي حين يمكن استعمال أنواع الحليب من المجموعة الثانية بعد انتهاء الشهر الثاني من العمر ولا ينصح باستعمال أنواع المجموعة الثالثة إلا بعد انتهاء الشهر الخامس أو السادس من العمر حينما يكون نضوج أجهزة الطفل الهضمية والإطراحية قد سمح بذلك.
ونود أن نكرر أن الحليب الاصطناعي مهما بلغت درجة تحضيره من الجودة والإتقان لا يكافئ بشكل من الأشكال حليب الأم ولا يُلجأ إليه إلا إذا لم يكن حليب الأم موجوداً. وإن أغلب أنواع الحليب يضاف إليها عند تحضيرها في المصانع المختصة مواد ذات فائدة للطفل وبنسب مناسبة له مثل الحديد والفيتامينات والأملاح المعدنية المختلفة.
برنامج الإرضاع
إن أهم الميزات لمستحضرات الحليب الجيدة المتوفرة في الأسواق هي الخلو من الجراثيم والتلوث والاستمرار في نسب المحتويات بشكل دقيق وسليم، وسهولة الانحلال والتحضير بالنسبة للأم. وحتى نضمن هذه المميزات يلزم تحضير كل وجبة على حدة وقبيل الإرضاع مباشرة ولا يجوز تحضير الكمية اللازمة لليوم كله مرة واحدة.
أوقات الإرضاع
لا تختلف أوقات الإرضاع بالنسبة للحليب الاصطناعي عما هي عليه لدى الإرضاع بحليب الأم. فالطفل يعطى في الأسابيع الأربعة الأولى رضعة كل ثلاث ساعات أي:
الساعة 6 صباحاً، الساعة 9 في الضحى، الساعة 12 ظهراً، الساعة 15 عصراً الساعة 18 مساءً، الساعة 21 ليلاً والساعة 24 عند منتصف الليل. ومع الأسبوع الثالث من العمر نتجه إلى جعل الفترة بين الرضعتين 4 ساعات أي:
الساعة 6 صباحاً، الساعة 10 ضحى، الساعة 14 بعد الظهرن الساعة 18 مساءً والساعة 22 ليلاً.
ويعطى الأطفال بين الرضعات وخلال الليل كميات سوائل بدون حساب مثل مغلي الزهورات أو النعناع أو البابونج أو الشاي الخفيف.
يجب أن يلاحظ أن مجموع ما يأخذه الطفل من الحليب في الـ 24 ساعة لا يتجاوز بحال من الأحوال 1000سم3 يومياً كما ويجب أن يلاحظ أننا نطرح 200 سم3 (أو غ) مقابل كل وجبة يأكلها الطفل.
حاجة الطفل من الحليب الاصطناعي كماً
هنالك قاعدة لحساب كمية الحليب التي تلزم للطفل:
في الأسبوع الأول من العمر: (عدد أيام العمر -1) × 70 سم3 في اليوم. مثلاً، وليد عمره 4 أيام يعطى (4-1) × 70 سم3 = 210 سم3 في اليوم توزع على 5 – 6 وجبات.
الإضافات الغذائية
بعد انتهاء الشهر الثاني من العمر لابد من إضافات غذائية تعطى بالإضافة للحليب وذلك لتأمين ما يلزم لجسم الطفل النامي من مواد أولية لازمة لذلك النمو من فيتامينات وأملاح كفيتامينات المجموعة B وفيتامين c بالإضافة للأملاح كأملاح الكالسيوم، والحديد والنحاس والمنغنيز والبوتاس والصوديوم. وتساعد هذه الإضافات على قيام الأمعاء بوظيفتها وتمنع الإمساك.
وهكذا يضاف مع الحليب عادة بعد الأسبوع السادس من العمر بضعة ملاعق من عصير الفواكه وبخاصة الحمضيات. في البداية ملعقة واحدة صغيرة (ملعقة شاي) كل يوم وتزاد بالتدريج كل عدة أيام لتصير ملعقة صغيرة قبل كل رضعة.
وبعد الأسبوع الثامن من العمر نبدأ بعصير الخضار وبخاصة عصير الجزر الأصفر لتأمين الحديد لدم الطفل الذي يتبدل في هذه الفترة من الخضاب الجنيني إلى الخضاب الدائمي وبالترتيب نفسه وبالتدريج: ملعقة صغيرة كل يوم في البداية وتزاد بالتدريج لتصبح ملعقة قبل كل رضعة.
واعتباراً من الأسبوع العاشر إلى الأسبوع الثاني عشر نبدأ بوجبة فواكه نظامية رئيسة تسحق بها الفواكه الطازجة لتصبح مثل المرهم. ونبدأ الوجبة بالتدريج: أولاً ملعقتين يومياً تزاد يوماً بعد يوم لتصبح وجبة كاملة بحدود 130-180 غرام لكل وجبة. وتعطى هذه الوجبة عادة مكان الرضعة الرابعة (الساعة 18 مساءً) ويمكن تنويع الفواكه من تفاح أو موز أو حمضيات أو دراق أو أجاص حسب الموجود.
بعد إعطاء الوجبة الأولى بأربعة أسابيع تعطى الوجبة الثانية وهي وجبة خضار، وتعطى من الأسبوع الثالث عشر إلى الأسبوع الخامس عشر وتكون مكان الرضعة الثانية (رضعة العاشرة في الضحى)، ويعطى بها مسحوق الجزر أو السبانخ أوأنواع الخضار الأخرى المسلوقة والمطحونة مثل المرهم. وبالطبع تبدأ الوجبة بالتدريج بملعقة أو ملعقتين وتزاد بالتدريج حتى تصبح 130-180 غ لكل وجبة.
وتغرق الصناعة في كل مكان الأسواق بمنتجات لا حصر لها من وجبات جاهزة معقمة مهيأة بشكل ميسر من وجبات خضار وفواكه أو إضافات مختلفة للفواكه كالعسل أو إلى الخضار كالأرز والمعكرونة واللحوم. ولا ننصح بإعطاء الخضار مع هذه الإضافات قبل الشهر الخامس. إن ميزة هذه المنتجات السهولة واليسر في التحضير وتقدم حلاً للأم في الظروف الصعبة.
ويعطي الجدول التالي إطاراً علمياً واضحاً يساعد الأم على فهم ما هو المطلوب في موضوع الغذاء في كل مرحلة من مراحل حياة الطفل، وبشكل تصبح عند الأم أرضية علمية متينة راسخة تسهل عليها الأمور وتجعل انتقاءها لغذاء طفلها موضوعياً وعلى أسس سليمة: