التصنيفات
صحة المرأة

بزل السائل الأمنيوسي Amniocentesis

في هذا الفحص التشخيصي، والذي يتم عادة بين الأسبوعين 16 إلى 18 من الحمل، يتم إدخال إبرة طويلة، ورفيعة ومجوفة عبر بطنك، ومنه إلى جدار الرحم، إلى كيس السَّلوى الممتلئ بالسائل، ويتم عمل الموجات فوق الصوتية في الوقت نفسه، بحيث لا تَخِز الإبرة طفلك بشكل مفاجئ. ستشعرين بالوخز، وربما تختبرين الشعور بألم خفيف وبعض التقلصات. ويتم سحب مقدار ملعقة إلى ملعقتي طعام من السائل (لا تقلقي، ستتم إعادة ما تم سحبه سريعًا) وتُرسل إلى المعمل بغرض التحليل. ويحتوي السائل على خلايا تخلص منها جنينك، زائد مواد كيميائية. وبتحليل هذه المواد، يمكن لطبيبك أن يقيم صحة جنينك، والكشف عن حالات إصابة محددة (مثل متلازمة داون) تسبب في حدوثها تشوهات في الصبغيات.

وستستغرق العملية بكاملها – متضمنة وقت الإعداد والموجات فوق الصوتية، حوالي 30 دقيقة، من البداية للنهاية (مع أن السحب الفعلي للسائل الأمنيوسي لا يستغرق أكثر من دقيقة إلى دقيقتين). وإذا كان عامل الريسوس Rhesus Factor لديك سالبًا، فستُعطين حقنة من الجلوبولين المناعي المضاد لعامل الريسوس، بعد القيام بالفحص للتأكد من أن العملية لم تؤد إلى مشكلات تتعلق بعامل الريسوس.

يُشخص بزل السائل الأمنيوسي Amniocentesis وفحص الزغابات المشيمية Chorionic villus sampling تقريبًا كل أنواع الاضطرابات الصبغية، متضمنة متلازمة داون، بدقة تصل إلى 99٪، وبنسبة 90٪ على الأقل لكثير من الاضطرابات الصبغية الأخرى (مثل فقر الدم المنجلي) حينما يتم الفحص للكشف عنها خصيصًا. ورغم ذلك فهو لا يكشف عن كل نوع من التشوهات، ومن بينها الشفة المشقوقة والحلق المشقوق، ولا يمكن للفحص أن يحدد مدى خطورة المشكلة، وعلى العكس من فحص الزغابات المشيمية، يمكن لبزل السائل الأمنيوسي أن يُجرى لاستبعاد وجود عيوب الأنبوب العصبي (مثل السنسنة المشقوقة أو تشقق العمود الفقري Spina bifida).

وعادة ما يُوصي الأطباء بإجراء بزل السائل الأمنيوسي في حال وجود خطورة زائدة لحدوث تشوهات محددة، أو أنك أنجبت قبل ذلك طفلًا مصابًا بأحد عيوب الولادة، أو وجود تاريخ عائلي مع الحالات الجينية (إلا إذا كنت قد قمت بعمل فحوصات، ووجدت أنك لست حاملًة لأي من هذه التشوهات) و/أو حصلت على نتائج إيجابية في اختبار كشف مثل الاختبار المركب، أو اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي، أو الاختبار الرباعي، وقد فوتِّ فرصة القيام بفحص للزغابات المشيمية في الثلث الأول للحمل (أو اخترت ألا تقومي بعمل فحص للزغابات المشيمية لأن ذلك الاختبار لا يمكنه الكشف عن عيوب الأنبوب العصبي). وتظهر النتائج عادة خلال 10 إلى 14 يومًا.

ورغم أن معظم الحالات التي يكشف عنها فحص بزل السائل الأمنيوسي لا يمكن علاجها، يمكن للفحص أن يعرِّف الآباء بالتشوه الذي سيصيب طفلهم مقدمًا، وهذا يمنحهم وقتًا ليكونوا ملمين بتفاصيل الحالة، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات بخصوص الرعاية الصحية المستقبلية لطفلهم، أو اتخاذ القرار الصعب بعدم إكمال الحمل.

ورغم ذلك، فقليلة هي الأنباء الحزينة: في نسبة 95٪ من الحالات لن يكشف فحص بزل السائل الأمنيوسي إلا عن طفل سليم صحي (وإذا أردت أن تعرفي نوع طفلك، فسيعرفك هذا الفحص بذلك أيضًا).

وبعد القيام به ستكونين قادرة على أن تقودي سيارتك عائدة للمنزل (يوصي بعض الأطباء أن يقود شخص آخر السيارة بدلًا منك لتكوني في الجانب الآمن) وسيُطلب منك على الأرجح أن تستريحي في الفراش لعدة ساعات وحتى الراحة طوال اليوم. وستحتاجين لأن تتجنبي العلاقة، ورفع الأوزان الثقيلة، والتمارين المُجهدة بدنيًّا، والطيران خلال الأيام الثلاثة التالية، وربما تشعرين بتقلصات خفيفة، ولكن إذا أصبحت التقلصات أكثر إيلامًا أو إلحاحًا، فاتصلي بطبيبك. كذلك اتصلي به إن لاحظت سائلًا أمنيوسيا متسربًا أو بقعًا، أو إذا أصبتِ بحمى.

المضاعفات من جرَّاء بزل السائل الأمنيوسي نادرة، لكن عليك أن تناقشيها مع طبيبك، حينما تفكرين في القيام بهذا الإجراء.