إنّ بزل السلى عبارة عن فحص يشخص المشاكل بدقة. ويمنح معلومات أكثر من أي فحص دم ويحلل صبغيات الطفل. بزل السلى هو تحليل السائل السلوي، هذا السائل المتنوع الذي يشارك في صنعه كلّ من الأم والطفل. ولكن للحصول عليه، يجب إدخال إبرة حادة إلى الرحم، أي عالم الطفل.
يُجرى الفحص عند الأسبوع الخامس عشر أو السادس عشر من الحمل مع أنه أحياناً يُجرى في وقت أسبق. ذلك قد يجعل الطفل في الأسبوع الثالث عشر أو الرابع عشر بعد الحمل والمغمض العينين مصمماً على استكشاف عالمه الناعم واللطيف.
إنّ بزل السلى فحص باضع يحمل بعض المخاطر. ما نسبة الخطر؟ تمنح دراسات مختلفة إجابات مختلفة. أظهرت دراسة دانمركية شاملة ودقيقة جرت عام 1986 أن نسبة الإجهاض لدى الخاضعات لهذا الفحص بلغت 1.7 بالمئة مقارنة مع نسبة 0.7 بالمئة لدى غير الخاضعات له. لم تُظهر بعض الدراسات أي نوع من الخطر. منذ الدراسة التي جرت عام 1986، تحسنت تقنيات بزل السلى بشكل ملحوظ خاصة عبر استخدام تصوير الصوت الفائق العالي الجودة لتوجيه الإبرة.
من الشائع أن يقول الخبراء إنّ نسبة الخطر هي 0.5 بالمئة أي أن طفلاً من بين 200 طفل سيموت من جراء هذه العملية ولكن يعتقد العديد من الخبراء أن نسبة الخطر الصحيحة هي أقل أي قرابة 0.2 بالمئة أو طفل واحد من بين كل 500 طفل. قد يكون العدد صغيراً أو كبيراً جداً بحسب نظرتك إليه.
إن كان يولد حوالي 5 ملايين طفل سنوياً في الولايات المتحدة وخضعت كل أمهاتهم لعملية بزل السلى، فقد يتم إجهاض 10 آلاف طفل أو أكثر بسبب هذا الفحص. يا لها من مأساة! عوضاً عن ذلك، يوصى بإجراء فحص بزل السلى عندما توازن المعلومات المكتسبة نسبة الخطر. ومثالاً على ذلك النساء البالغات ما فوق الخامسة والثلاثين من العمر. في سن الخامسة والثلاثين، تبلغ فرصة إيجاد مشكلة صبغية حوالى 0.5 بالمئة ونسبة خطر إجراء الفحص حوالى 0.5 بالمئة. مع التقدم سنة في العمر، تزيد النسبة قليلاً. أما النساء ذات معدل إيجابي للبروتين الجنيني فيشكلنَ مثالاً آخر. يولد حوالى 14 طفلاً من بين 15 طفلاً بصحة جيدة ولكن نسبة حدوث مشكلة بحوالى 7 بالمئة يمكن نسبها إلى تشخيص بزل السلى. بالطبع، تكمن الصعوبة في محاولة الموازنة بين قيمة المعلومات المهمة ونسبة فقدان طفل سليم.
إن واجهت الوقائع المناسبة لحالتك الخاصة (مثلاً، هناك خطر بنسبة 5 بالمئة للحساسية تجاه الريسوس من إجراء بزل السلى لدى أم تحمل فئة دم سلبية) بطريقة غير مفاجئة، أؤيد الخيار الذي تتخذينه مهما كان وعلى طبيبك تأييده كذلك. فالأهل يعلمون ماذا يريدون.
فحص الزغابات المشيمية Chorionic villus sampling
في بعض الحالات، يبدو وقت الخضوع لبزل السلى طويل الانتظار. يُعد الاعتيان الزغابي المشيمائي تقنية أخرى للحصول على خلايا جنينية للتحليل الصبغي وغيره من التحاليل الأخرى. يمكن الحصول على الخلايا بواسطة إبرة تعبُر جدار الأم البطني أو بواسطة قثطار يدخل المهبل والعنق. في الحالتين، يوصى بالتوجيه الفائق الصوت. يمكن إجراء هذا الفحص عندما تكون المرأة في الأسبوع العاشر من الحمل (اليوم السادس والخمسين بتوقيت الطفل).
قارنت عدة دراسات بين أخطار بزل السلى وأخطار الاعتيان الزغابي المشيمائي. إنْ جمعنا هذه الدراسات، نجد أن هذا الأخير أخطر من بزل السلى العادي بضعف ونصف، ولكنه أكثر أماناً من بزل السلى الأولي. وقد تحصلين على نتائج غير واضحة مع الاعتيان الزغابي المشيمائي.
المصادر