ماذا يعني كل هذا البكاء؟ يعدّ هذا السؤال مهمّا، خاصة إن كانت تلك هي تجربتك الأولى مع الأمومة. فلأن البكاء هو الشكل الأساسي للتواصل عند الطفل، فإنه يعني الكثير، ليس فقط للتدليل على الشعور بالألم أو الحزن. فبينما يكبر الأطفال، يضحى البكاء مشكلة أقل حدة؛ لأنهم يبكون بصورة أقل ومن ثم يقل القلق الذي ينتاب آباءهم. ولكن في الأسابيع الأولى، تبرز أسئلة محيرة في عقلك: أيبكي لأنه جوعان؟ أم مبتل؟ أم لأنه لا يشعر بالراحة؟ أهو مريض؟ أيعاني عسر الهضم؟ أيشعر بالوحدة؟ ولا يخطر ببال الآباء التفكير في أن سبب البكاء هو التعب، رغم أنه واحد من أكثر أسباب البكاء شيوعا.
ففي كثير من الأحيان، لا يبدو أي من هذه الأسباب صحيحا. وفي الوقت الذي يبلغ فيه معظم الأطفال أسبوعين، يكثر بكاؤهم وشكواهم لأسباب غير واضحة. فعندما يبكون في فترة بعد الظهيرة أو في المساء -بصفة أساسية- فإننا نفسر البكاء بشعورهم بالمغص. وإن كانوا يبكون مرارا وتكرارا خلال اليوم، نقول عنهم: إنهم لبكاؤون. وإن كانوا متوترين أو عصبيين على غير العادة، فربما نقول: إنهم مفرطو التوتر (وهو اضطراب يختلف عن فرط النشاط الذي ينتاب الأطفال الأكبر سنّا).
سرعة البكاء من الأمور الشائعة في الرضع الأصحاء في جميع أنحاء العالم، وعادة ما تزداد حدة في الأسابيع الستة الأولى، ثم تتلاشى بعد بلوغ قرابة ثلاثة أشهر. فخلال الأشهر الثلاثة الأولى، لابد أن يعدّل كل من الجهاز العصبي والجهاز الهضمي، غير المكتملين، ليتناسبا مع الحياة خارج الرحم. وهناك بعض الأطفال يصعب عليهم هذا التعديل السلس مقارنة بغيرهم. وبالمقارنة مع الرضع في الدول الصناعية، فإن الرّضّع في الدول النامية يبكون كثيرا جدّا، لكنهم يتوقفون عن البكاء سريعا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن أمهاتهم تحملهم طوال اليوم.
لا يوجد شيء يزعج الآباء أكثر من طفل صغير يبكي ولا يمكن تهدئته؛ إلا فيما ندر. ولذا، من الأهمية بمكان تذكر أن فرط البكاء في الأسابيع الأولى من الأمور المؤقتة في العادة، وليست علامة على أي شيء خطير. ولكن إن كنت قلقة (ومن منا لا يقلق؟)، فعليك اللجوء إلى الطبيب، ولأكثر من مرة إن تطلب الأمر. من الأشياء الأخرى الواجب تذكرها -وتكرارها- أنّه ليس من الآمن أبدا هزّ الرضيع لإيقاف بكائه. ولمعرفة المزيد عن الرضع الذين يبكون ولا تستطيعون تهدئتهم.
تمييز الأسباب
لقد اعتدنا الاعتقاد في أن الأمهات يمكنهنّ معرفة كيف يميزن بين صرخات الطفل المختلفة. وفي الواقع، لا تستطيع الأمهات الماهرات بصفة عامة التمييز بين الصرخات والبكاء بمجرد الصوت. ولكنهنّ يعرفن السبب بتجربة أشياء مختلفة، ودونك الآن بعض الاحتمالات الواجب وضعها في الاعتبار:
• هل هو الجوع؟ سواء أكنت ترضعين وليدك وفقا لجدول زمني بانتظام، أم وفقا لرغبته، فربما تتعرفين على نمط جوعه (اعلمي أنّ عددا قليلا من الرضع لا يكون لهم نمط منتظم البتة، وهو ما يجعل الأمر صعبا على الأمّ عندما تحاول معرفة ما يحتاجونه في أيّ وقت). إن رضاع وليدك أقلّ من نصف رضعته المعتادة في آخر مرة أرضعته فيها، فربما يكون ذلك هو السبب وراء استيقاظه وبكائه بعد ساعة، وليس بعد ثلاث ساعات كعادته. وإن بكى الطفل بعد تناول رضعته الكاملة مباشرة، فلا يكون السبب هو الجوع على الأرجح.
• هل يرغب وليدك – بقوة – في المص؟ يعمل المص على تهدئة الرضع، حتى وإن لم يكونوا جوعى. إن كان وليدك يبكي لكنّك تعتقدين أنه قد حصل على رضعته جيدا، يمكنك إسكاته بالمصاصة المطاطية أو تشجعيه على مصّ أصابعه. فمعظم الرضع يمصون أصابعهم؛ لأن ذلك يشعرهم بالسعادة في الشهور الأولى، ويتوقفون عن ذلك من تلقاء أنفسهم في العام الأول أو الثاني. فمصّ الأصابع منذ البداية لا يسبّب إدمان المصاصة المطاطية طويل الأمد.
• أيمكن أن يكون وليدك قد كبر ولا تكفيه رضعته -الطبيعية أو الصناعية- أم أن الرضعة قلت؟ لا يكبر الرضيع وتصبح رضعته غير كافية على حين غرة. فيجب أن يزداد وقت رضعته من ثدي أمه، أو تجدينه ينهي كل محتويات الزجاجة لعدة أيام وينتظر المزيد. فيبدأ في الاستيقاظ من النوم والبكاء بصورة مبكرة عن موعده المعتاد. وفي معظم الحالات، لا يبدأ الرضيع في البكاء بعد الرضاعة إلا بعد الاستيقاظ مبكرا بسبب الجوع لعدة أيام.
• هل يريد أن أحمله؟ يحتاج صغار الرضع في العادة إلى الشعور بأن هناك من يحملهم ويأرجحهم حتى يهدؤوا، وبعضهم يشعر بالراحة عندما يتمّ تدثيرهم وتقميطهم بالغطاء. وربما يكون التقميط والأرجحة من الأمور التي تسبب لهم الشعور بالراحة؛ لأنهما يعيدان إليهم الشعور المألوف الذي اعتادوه في الرحم. كما أن الضجيج الأبيض -مثل صوت المكنسة الكهربائية أو تشوش الراديو أو قول «ششش»- من الأشياء التي يكون لها تأثير مهدئ مشابه.
• أيبكي لأنه مبتل، أم لأنه تغوط؟ لا يهتم معظم الرضع فيما يبدو إن كانوا مبتلين أم لا، بيد أن بعضهم يبدو أكثر حساسية. ولذا، فلتتفقدي الحفاضة، وحاولي تغييرها. إن كان يرتدي حفاضة قماشية، فتفقدي دبابيس الأمان؛ فربما يكون أحدها قد خدشه. وتفقدي الرضيع أيضا بحثا عن شعرة أو خيط ملفوف حول إصبع قدمه أو يده.
• هل يعاني عسر الهضم؟ ربما يبكي الطفل العادي، الذي يعاني مشكلة في هضم اللبن، لساعة أو اثنتين بعد الرضاعة. وإن أضحى ذلك نمطا منذ البداية، بينما ترضعينه رضاعة طبيعية، فعليك التفكير في تغيير نظامك الغذائي – مثل التقليل من احتساء لبن الأبقار أو الكافيين. أمّا إن كنت ترضعينه صناعيّا، فعليك استشارة طبيبك إن كان سيفيدك تغيير نوع اللبن الصناعي. فلقد وجدت بعض الدراسات أن الرضعات ضعيفة التأريج تقلل بكاء الكثير من الرضع؛ بينما يختلف خبراء آخرون مع هذه الطريقة، ما لم تكن هناك علامات أخرى للحساسية مثل الطفح الجلدي أو تاريخ مرضي في العائلة لحساسية الطعام.
• هل يعاني حرقة في المعدة؟ يلفظ معظم الرضع اللبن (أو يقومون بالقشط) دون مقدمات، والقليل منهم يشعرون بالألم عندما يتسبب الحمض المعدي في تهييج المريء (الأنبوب الواصل من الفم إلى المعدة). وعادة ما يبكي الرضع الذين يعانون حرقة في المعدة بعد الرّضاعة مباشرة، بينما يكون اللبن لا يزال في المعدة. ويمكنك التغلب على ذلك بمحاولة مساعدة الطفل على التجشؤ مرة أخرى، حتى وإن كان قد تجشأ مرة من قبل. وإن تكرر بكاء الطفل لهذا السبب، فعليك التحدث مع الطبيب ومعرفة المزيد عن مرض الارتجاع المعدي المريئي.
• هل هو مريض؟ أحيانا يبكي الرضع؛ لأن هناك ما يؤلمهم. ربما تكون سرعة الغضب أو حدة الطبع من الأعراض الأولية التي تتبعها السخونية والطفح الجلدي أو الإسهال أو القيء. فإن كان وليدك يبكي ولا سبيل إلى تهدئته، ولديه أعراض مرضية أخرى، فعليك قياس درجة حرارته واستدعاء الطبيب.
• هل هو مدلل؟ على الرغم من أن الأطفال الأكبر سنّا يمكن أن يكونوا مدللين، فثقي أن وليدك في شهوره الأولى لا يبكي لأنه مدلل. من المؤكد أن هناك ما يضايقه.
• هل يشعر بالتعب؟ يبدو أن هناك شيئا في بعض صغار الرضع يجعلهم لا يخلدون إلى النوم في سلام. فشعورهم بالتعب في نهاية كل فترة استيقاظ ينتج عنه توتر يبدو لهم كعقبة لا بد من تخطيها قبل الخلود إلى النوم، ولذا يبكون. فبعضهم يبكي بعصبية شديدة وصخب عال، ثم يتوقف عن البكاء تدريجيّا أو على حين غرة ويخلد إلى النوم.
عندما يكون صغار الرضع مستيقظين لفترة طويلة جدّا غير معتادة، أو عندما يتم تنبيههم على نحو أكثر من المعتاد، فإن ردة فعلهم تتمثل على الأرجح في التوتر وحدة الانفعال. وبدلا من أن يكون خلودهم إلى النوم من الأمور السهلة بالنسبة لهم، فإنه يضحى أكثر صعوبة. وإن حاول الآباء أو الغرباء تهدئتهم بممارسة المزيد من اللعب أو الحديث معهم، فإن محاولتهم تلك تزيد الأمور سوءا. ولذا، إن بكى وليدك في نهاية فترة استيقاظه، وبعد الرضاعة وتغيير الحفاضة، يمكنك التسليم بأنه يشعر بالتعب، وما عليك حينها إلا وضعه في الفراش. وإن استمر في البكاء، فحاولي تركه بمفرده لبضع دقائق (أو لمدة أطول حسب قدرتك على التحمل)؛ لمنحه الفرصة لتهدئة نفسه بنفسه.
وثمة طفل آخر قد يسترخي سريعا بعد شعوره بالتعب الشديد، إن أرجحه أحدهم بلطف للأمام وللخلف في سريره الهزاز، أو عربته، أو عند حمله على اليد، أو في العربة والتمشية به بهدوء، ويفضل في غرفة مظلمة. وتعد أرجوحة الأطفال من الأشياء المفيدة جدّا لهذا الغرض. وهناك من الأمهات من يجلسن أبناءهن على مقعد مخصص للأطفال أعلى مجفف الملابس؛ حيث إن صوته وتردداته يبعثان على الشعور بالراحة. (إن جربت هذه الطريقة، فتأكدي من أن وليدك مثبت بإحكام في مقعده، واستخدمي أيضا شريطا لاصقا؛ للتأكد من أن المقعد لا يتزحزح عن المجفف ليقع على الأرض) ولكن لا يبدو من الملائم جعل طفلك ينام بهذه الطريقة دائما؛ فربما يزداد اعتماده على المجفف ويأخذ في طلبها لاحقا؛ وحينها تقعين في ورطة.
إرشادات لإرضاء طفل يبكي
1- قدمي له الرضعة أو المصاصة المطاطية.
2- غيري الحفاضة.
3- احمليه، وقمطيه، وأرجحيه أو حركيه من جانب لآخر (دون أن تهزيه).
4- شغّلي له الضجيج الهادئ (مكنسة الكهربائية أو تشوش الراديو أو قول «ششش»).
5- أظلمي الغرفة، ولا تنبهي وليدك كثيرا.
6- طمئني نفسك بأن وليدك بخير حال، وأنك قد فعلت كل ما بوسعك، ثم خدي فترة راحة، وأعطي طفلك وقتا لتهدئة نفسه بنفسه.
هناك أشياء مختلفة يمكنك تجربتها لمساعدتك في هذا الموقف، ولكن في البداية أظن أن عليك تقبل مشاعرك؛ فجميع الآباء والأمهات يشعرون بالقلق والانزعاج والخوف والضيق وبعدم الكفاءة إن لم يتمكنوا من تهدئة وليدهم. ويشعر معظمهم بالذنب، خاصة إن كان هذا هو وليدهم الأول، وكأن الرضيع يبكي لأنهم يفعلون شيئا خاطئا (وهذا ليس صحيحا). بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم الآباء يستشيطون غضبا أيضا تجاه أبنائهم، وهذا طبيعي للغاية. هوني على نفسك؛ فبكاء طفلك ليس خطأك، وكذلك ردة فعلك الشعورية. فمشاعرك لا تعني شيئا سوى أنك تحبين وليدك بصدق؛ وإلا فلن تكوني منزعجة لهذا الحد. لا تهزي وليدك لتهدئته: أحيانا، تدفع مشاعر اليأس والغضب بعض الآباء إلى هز أبنائهم كمحاولة أخيرة لإجبارهم على التوقف عن البكاء. ولكن العاقبة – المأساة الحقيقية – دوما ما تكون وخيمة، إذ يصاب الطفل بتلف دائم في الدماغ، أو حتى قد يودي ذلك به. ولذا، قبل أن تصلي إلى المرحلة التي يبدو فيها هز طفلك هو الحل، اطلبي المساعدة؛ وطبيب طفلك ملاذ جيد في هذه الحالة. ومن الأهمية بمكان التأكد من أن جميع البالغين الذين يقدمون الرعاية لطفلك -بمن فيهم الأجداد وجليسات الأطفال والأصدقاء- يعرفون أنه ليس من الآمن أبدا هز الطفل لتهدئته.
التقييم الطبي
إن كان طفلك مصابا بالمغص، فإن أول شيء عليك فعله هو الذهاب به عند الطبيب لفحصه، من أجل التأكد من أنه لا يوجد سبب طبي واضح لهذا البكاء. فمن المطمئن -إلى حد كبير- معرفة أن وليدك يكبر وينمو بصورة طبيعية؛ أحيانا تكون زيارات الطبيب المتكررة في غاية الضرورة. (إن الطفل الذي يعاني المغص ولا يكبر بصورة طبيعية يستحق العرض على الأطباء للتقييم الطبي الشامل).
ما إن تعلمي أن طفلك يعاني المغص فحسب، يمكنك الاطمئنان؛ حيث إن الأطفال الذين يعانون المغص أمثاله لا يصبحون عند الكبر أكثر أو أقل سعادة أو ذكاء أو صحة نفسية، مقارنة بالأقران الآخرين. فما عليك شيء سوى اجتياز الشهور القليلة اللاحقة بثقة ومعنويات مرتفعة.
مساعدة وليدك
بأخذ مشورة طبيبك، هناك أشياء أخرى كثيرة يمكنك تجربتها مع طفلك الذي يعاني المغص. فكل هذه الطرق ذات نفع في بعض الأوقات، بيد أنه لا يوجد شيء واحد يفيد في جميع الأوقات: قدمي له سكاتة فيما بين الرضعات؛ قمطيه بإحكام بأحد الأغطية؛ أرجحيه في سريره أو في عربته؛ استخدمي حمالة صدر للمشي لمسافات طويلة؛ اصطحبيه معك في السيارة؛ جربي أرجوحة الأطفال (على الرغم من أن معظم الأطفال يشعرون بالملل ويبدءون في البكاء تارة أخرى بعد دقائق معدودة)؛ شغلي موسيقى مهدئة أو مزعجة؛ فالأطفال مفرطو التوتر تصلح معهم غالبا البيئة الهادئة: كالتواجد في غرفة هادئة، أو مع زوار قليلين، أو في ظل أصوات خفيضة، أو حركات بطيئة لدى التعامل معهم، مع الإمساك بهم بإحكام، ووضع وسادة كبيرة (عليها مفرش عازل للماء) أسفل منهم عند تغيير الحفاضة أو تحميمهم بالإسفنجة؛ حتى لا ينقلبوا من جانب لآخر، بالإضافة إلى تقميطهم في غطائهم معظم الأوقات.
حاولي «تمسيد» (تدليك) بطن وليدك بمرطب زيتي، أو ضعي زجاجة بها ماء دافئ على بطنه. (وتأكدي أنها ليست شديدة السخونة: فينبغي أن تكون على درجة من الدفء تتحملينها على الجزء الداخلي من معصم يدك دون أن تشعري بالانزعاج. وكإجراء احتياطي إضافي، لفي الزجاجة في حفاضة أو فوطة). ودعي طفلك يرقد على بطنه فوق ركبتيك أو زجاجة الماء الدافئ مع تمسيده من الظهر.
بالإضافة إلى ما سبق، فكري في تغيير ما يشربه: جربي تغيير الرضعة الصناعية (وربما يساعد ذلك في قرابة نصف الحالات)، أو شاي الكاموميل أو شاي النعناع. أما في حالة الرضاعة الطبيعية، فيجب أن تتوقفي عن شرب اللبن والقهوة والشاي المحتوي على كافيين، مع توقف تناول الشيكولاتة (التي تحتوي على كافيين أيضا)، والأطعمة التي تسبب الغازات مثل الكرنب.
إن لم تصلح أي من هذه الطرق، ولم يكن وليدك جوعان أو مبتلا أو مريضا، فما الحل إذا؟ أظن أنه من الأفضل أن تضعي وليدك في سريره، وتدعيه يبكي لفترة، وتري بعد ذلك ما إذا كان بوسعه تهدئة نفسه بنفسه. وبالرغم من أنه من الصعب سماع طفل يبكي دون محاولة فعل أي شيء، فإنه بالنظر إلى الحالة من الناحية الواقعية نجد أنه ما من شيء بيدك لتفعليه. وهناك من الآباء من يخرج للتمشية قليلا بينما يدعون أطفالهم يبكون (ما دام هناك بالغون آخرون يعتنون بهم)؛ بينما لا يتحمل آخرون ترك الغرفة. افعلي ما ترينه مناسبا لك؛ لأنه ببساطة لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتعامل مع هذا الموقف. فالكثير من الأطفال يخلدون للنوم في خلال من عشر إلى عشرين دقيقة. وإن ظل طفلك يبكي بعد هذه الفترة، فاحمليه وجربي طريقة أخرى.
مساعدة نفسك
يصاب الكثير من الآباء بالتعب والإنهاك، وينتابهم الذعر عند سماع صوت وليدهم يبكي، خاصة إن كان وليدهم الأول وكانوا معه طول الوقت. وفي الواقع، مما يفيد في هذه الحالة الابتعاد عن المنزل والطفل لساعات قليلة على الأقل مرتين أسبوعيا، بل وأكثر من ذلك إن كان بوسعك الترتيب للأمر. فمن الأفضل دائما أن يخرج الأبوان معا، بينما يستعينان بجليسة أطفال، أو يطلبان المساعدة من صديق أو جار يمكنه الحضور وإراحتهما لبعض الوقت.
من ناحية أخرى، إن كنت مثل كثير من الآباء، فلربما تترددين في فعل ذلك: «لماذا نبلي غيرنا بطفلنا؟ بالإضافة إلى أننا سنتوتر لدى الابتعاد عنه لفترة طويلة». على الرغم من ذلك، لا ينبغي التفكير في وقت الراحة على هذا النحو وكأنه مكافأة لك. إن عدم شعورك بالإرهاق والاكتئاب من الأشياء التي تعد في غاية الأهمية لك ولطفلك وللعائلة جميعها. وإن لم يكن باستطاعتك الاستعانة بأي شخص للحضور إلى المنزل ومجالسة الطفل، فلتبدلي مع زوجك مرة أو مرتين أسبوعيا في الفترة المسائية، لزيارة الأصدقاء أو مشاهدة فيلم. فالطفل لا يحتاج إلى أبيه وأمه في وقت واحد لسماع بكائه. ويمكنك أيضا دعوة الأصدقاء لزيارتك؛ وتذكري أن كل شيء يفيدك في الحفاظ على توازنك، وأي شيء يبعدك عن الانغماس في حياة طفلك والانشغال به لأقصى درجة، يساعد وليدك بالمثل على المدى الطويل. (ولا تنسي التأكد من أن أي شخص سيجالس وليدك يدرك جيدا مخاطر هزه لإسكاته، حتى لو بدا تنبيهك غير ملائم).