مثلما يجد الراشدون أنفسهم أحياناً في مزاج سيء من دون سبب واضح، يبدو أن كل البالغين الصغار تقريباً ليس لديهم سبب للانتحاب والطبع السيّء. إن كنت تعرفين أنك لبيت كل طلبات ولدك (إنه جاف، وشبعان، إلخ)، يكون السبب وراء شعور ولدك ما قبل المدرسي وسلوكه غير الطبيعي رغبته في الاستحواذ على الانتباه أو التشبث بطريقته. ورغم أنه يصعب عليك فعل ذلك، ننصحك بتجاهل المنتحب لأن ذلك يساعده في إخماد عويله. ويتعلم ولدك بسرعة قاعدة منزلية مهمة، هي التحدث بصوت مفهوم ولطيف بدل النزق والتحفظ.
الحؤول دون المشكلة
إمدحي سلوكه الجيد
إمدحي أي سلوك جيد وأي محاولة ناجحة لانجاز الأشياء بطريقة صحيحة لمنع ولدك من الانتحاب والعويل بسبب أنه “لا يفعل شيئاً بصورة صحيحة”.
لبي حاجاته
تأكدي من أن ولدك يأكل ويستحم ويلبس وينام ويحصل على عناقات وقبل كافية كي لا يغضب بسبب شعوره بعدم الارتياح والاضطراب نتيجة وضع ما وكي يعبر عن مشاعره من دون بكاء.
حلّ المشكلة
ما يجب فعله
أخبريه ما هو الانتحاب وما هو عدم الانتحاب
تأكدي من أن ولدك يعرف ماذا تقصدين تماماً بكلمة “انتحاب” حين تطلبي منه عدم الانتحاب. ثم إشرحي له كيف ترغبين أن يطلب منك شيئاً ما أو يخبرك بما يريده من دون عويل. قولي له مثلاً: “لن أعطيك عصير التفاح إلا إذا طلبت ذلك مني بلطف. أرغب أن تطلب مني عصير التفاح بهذه الطريقة: “أمي (أبي)، هل أستطيع من فضلك الحصول على القليل من عصير التفاح؟”. وإن كان ولدك لا يجيد الكلام بعد، أظهري له كيف يجدر به الاشارة إلى ذلك أو التعبير لك عما يريده بالحركات وليس بالكلمات. دعيه يتمرن على طلب الأشياء بطريقة لطيفة خمس مرات على الأقل، ونفذي له طلبه في كل مرة لتثبتي له صدق كلامك.
أنشئي مكاناً للانتحاب والبكاء
إذا استمر ولدك بالانتحاب حتى بعد تعليمه كيفية التعبير عن حاجاته بطريقة لطيفة، دعيه يعلم أن لديه الحق في أن يكون عنده مشاعر وخيبات أمل التي وحده الانتحاب قادر على التخفيف منها. أخبريه أنه يستطيع البكاء والانتحاب بقدر ما يشاء، لكن عليه فعل ذلك في “مكان البكاء”، أي مكان مخصص للبكاء فقط. دعيه يعلم أنك لن تساعدي منتحباً لا يستطيع إخبارك بما يريده، وحين ينتهي من البكاء يمكنه الاعلان عن رأيه. قولي له مثلاً: “أنا آسفة لأنك منزعج. يمكنك التوجه إلى مكان البكاء ومن ثم العودة حين تشعر بتحسن”.
تجاهلي انتحاب ولدك
بما أن انتحاب ولدك يوتر الأعصاب، يمكنك الانتباه له بسهولة أكبر في هذه الحالة وليس حين يكون هادئاً، علماً أن الانتباه ليس عاطفة. ضعي سماعات على رأسك إذا تخطى الانتحاب المعدل المقبول، بعد أن تضعي ولدك في كرسي الانتحاب ليتمكّن من تصريف الاحباط أو الانزعاج من جسمه.
أشيري إلى أوقات عدم الانتحاب
لكي تظهري لولدك التباين الكبير بين كيفية تصرفك حين ينتحب ولا ينتحب، إمدحيه فوراً على هدوئه بالقول: “أنت لطيف جداً، فلنذهب ونجلب لعبة!” أو “لم أسمعك تبكي منذ وقت طويل” أو “شكراً لعدم الانتحاب”.
ما لا يجب فعله
لا تستسلمي إلى ولد منتحب
إذا كشفت عن اهتمام للولد المنتحب بالتحدث اليه أو منحه ما يريده، فإنك تعلمينه أن الانتحاب هو الطريقة لنيل ما يريده.
لا تنتحبي بنفسك
قد يبدو تذمر الراشد مثل انتحاب الولد. إن كنت تتذمرين، يظن ولدك الصغير أنه لا بأس بالانتحاب. فإن كنت في مزاج سيء، لا تصبي غضبك على ولدك لأنك تشعرين بغضب من العالم بأسره. أخبري ولدك ببساطة أنك تشعرين بانزعاج، لكن لا تتذمري.
لا تغضبي على ولدك
إذا حظي ولدك بيوم عطلة، لا تغضبي. فهو سيظن خطأ أن غضبك هو ليس فقط للفت الانتباه، بل إن انزعاجك يعطيه شعوراً بالتفوق عليك. وقد يستمر في الانتحاب ليظهر لك أنه السيد.
لا تحاولي العقاب بالبكاء والانتحاب
إن الجواب القديم “سوف أمنحك شيئاً تبكي فعلاً بسببه” يولد الخلاف بينك وبين ولدك، ويخبر ولدك أنه لا يجوز أبداً البكاء، ويجعله يشعر بالذنب بسبب مشاعر الاستياء التي تنتابه. إسمحي له بالبكاء والانتحاب، ولكن ضمن حدود، لأن البكاء قد يكون الطريقة الوحيدة التي يعرفها ولدك للتصريف عن الاحباط في الوقت المناسب، خصوصاً إن كان لا يجيد التكلم بعد.
تذكري، لن يدوم ذلك إلى الأبد
قد يواجه ولدك يوماً سيئاً أو يمر في مرحلة لا يرضيه شيء، ولذلك قد يمضي معظم وقته في الانتحاب والتذمر من الحياة في الاجمال حتى يعود إلى التصالح مع عالمه. قولي لنفسك: “لا شك أن هذه المرحلة ستنقضي” فيما تحاولين جعل الحياة أقل إحباطاً بالنسبة إلى ولدك من خلال مدح سلوكه الجيد.