دوفاستون هو دواء هرموني مهم في علاج العديد من مشاكل الحمل والدورة الشهرية المتعلقة بنقص البروجسترون. آلية عمله تشبه عمل هرمون الجسم الأصلي مما يساعد على دعم بطانة الرحم والحفاظ على توازن الدورة. فوائده تتضمن زيادة فرص الحمل واستمراريته عند من تعانين من نقص هذا الهرمون، وتنظيم الدورة الشهرية وعلاج اضطراباتها المختلفة، بالإضافة لتحسين بعض الحالات المرضية النسائية الخاصة كالتكيس والانتباذ الرحمي. ورغم وجود بعض الآثار الجانبية المحتملة، إلا أنها غالبًا طفيفة ومؤقتة. لذا يُعتبر دوفاستون علاجًا آمنًا وفعالًا عند استخدامه تحت إشراف طبي، ويُنصح به لعلاج الكثير من الحالات الحساسة لدعم صحة المرأة الإنجابية وتحسين جودة حياتها.
ما هو دوفاستون وكيف يعمل؟
دوفاستون (Duphaston) هو اسم تجاري لمادة ديدروجستيرون (Dydrogesterone)، وهي مركب هرموني مصنّع يشابه في تركيبه ووظيفته هرمون البروجسترون الطبيعي. يعمل الديدروجستيرون كناهض لمستقبلات البروجسترون في جسم المرأة، ما يعني أنه يرتبط بهذه المستقبلات ويفعلها بنفس طريقة هرمون البروجسترون الطبيعي. والنتيجة هي قيامه بتحضير بطانة الرحم وتحويلها إلى الحالة الإفرازية الملائمة لاستقبال الحمل؛ فهو يُسهم في تثخين بطانة الرحم التي بُنيت تحت تأثير الإستروجين وتثبيتها (تثبيت البطانة الرحميّة). هذا يمنع انسلاخ بطانة الرحم وحدوث الطمث في غير موعده، مما يحافظ على بيئة رحمية مناسبة لالتصاق الجنين إذا حصل إخصاب. يتميّز دوفاستون بأنه انتقائي التأثير على مستقبلات البروجسترون فقط، فلا يملك تأثيرات هرمونية أخرى ملحوظة (فهو لا يتحول لإستروجين أو أندروجين ولا يؤثر على الإباضة عند استخدامه في النصف الثاني من الدورة). كما أن استعماله عن طريق الفم فعال في رفع مستوى البروجسترون بالدم بما يكفي لدعم بطانة الرحم.
دور دوفاستون في دعم الحمل وزيادة فرصه
يلعب البروجسترون دورًا أساسيًا في نجاح الحمل، خاصة في مراحله المبكرة. فهو المسؤول عن تحضير الرحم لاستقبال الجنين والحفاظ على بطانة رحم سميكة وغنية بالأوعية الدموية لتغذية الجنين. بالنسبة للنساء اللواتي لديهن نقص في إفراز البروجسترون أو خلل في ما يسمى الطور الأصفري (النصف الثاني من الدورة بعد الإباضة)، قد تكون بطانة الرحم غير قادرة على دعم انغراس الجنين واستمرار الحمل. هنا يأتي دور دوفاستون، حيث إنه يعوض هذا النقص ويعزّز دعم الحمل. أظهرت الدراسات السريرية أن إضافة ديدروجستيرون في هذه الحالات يمكن أن تحسّن معدلات انغراس الأجنة وترفع نسب الحمل السريري لدى النساء اللواتي يعانين من قصور الطور الأصفري مقارنة بعدم استخدامه. بكلمات أخرى، يساهم دوفاستون في توفير بيئة أكثر ملاءمة للجنين في الرحم وزيادة فرص نجاح الحمل واستمراره.
دعم الحمل في مراحله المبكرة
يُستخدم دوفاستون بشكل شائع فيما يسمى “تثبيت الحمل” في الأشهر الأولى. فعند وجود بوادر تهديد بالإجهاض (كحدوث نزيف خفيف أو انخفاض في مستوى الهرمونات)، قد يصف الأطباء دوفاستون لدعم استمرار الحمل. الآلية هي أن الدواء يُبقي بطانة الرحم ثابتة متماسكة فلا تنسلخ ولا يحدث إجهاض. وإذا استمر الحمل وتطورت المشيمة، تبدأ المشيمة نفسها بإنتاج البروجسترون بكميات كافية للحفاظ على البطانة، ويمكن لاحقًا إيقاف دوفاستون بأمان دون تأثير سلبي. عادةً ما يُنصح بالاستمرار على دوفاستون خلال الثلث الأول من الحمل (حتى الأسبوع 12 تقريبًا)، وأحيانًا يمتد إلى الأسبوع 20 وفق إرشادات الطبيب وحالة الأم. على سبيل المثال: في حالات الإجهاض المتكرر سابقًا، قد يوصي الطبيب بتناول قرص واحد (10 ملغ) من دوفاستون مرتين يوميًا ابتداءً من التأكد من حدوث الحمل أو حتى من وقت الإباضة، والاستمرار عليه حتى نهاية الشهر الثالث من الحمل لضمان دعم كافٍ للرحم. لقد بينت الأبحاث الحديثة جانبًا إيجابيًا لاستخدام دوفاستون في دعم الحمل. ففي تقرير علمي عام 2024، أشير إلى أن ديدروجستيرون ساهم في تقليل خطر الإجهاض المهدّد وساعد في إطالة دعم الطور الأصفري، مما انعكس إيجابًا على نتائج الحمل بشكل عام. كذلك، وجدت تحليلات أن إعطاء دوفاستون كعلاج داعم بعد الإخصاب (مثلاً في أطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي) يرتبط بتحسّن نسب نجاح انغراس الأجنة واستمرار الحمل. كما أن خبراء الخصوبة يستخدمونه أحيانًا بعد تقنيات الحمل المساعدة لرفع فرص نجاح الحمل، نظراً لدور البروجسترون الأساسي في تحفيز نمو بطانة الرحم في بداية الحمل وتثبيتها.
دوفاستون ومشكلات التبويض
من المهم التوضيح أن دوفاستون ليس دواءً محفزًا للإباضة. أي أنه لا يساعد المرأة على إنتاج بويضة إذا كانت تعاني بالأصل من مشكلة انعدام أو ضعف التبويض. دوره يقتصر على تعويض البروجسترون بعد حدوث الإباضة (سواء طبيعيًا أو عن طريق أدوية محفزة للإباضة). لذلك في حالات العقم الناتج عن عدم حدوث إباضة أساسًا (مثل بعض حالات متلازمة تكيس المبايض الشديدة)، لن يؤدي استخدام دوفاستون وحده إلى حدوث حمل. في هذه الحالات، يجب أولاً علاج مشكلة التبويض باستخدام أدوية تنشيط المبيض أو تقنيات أخرى، ثم يمكن استخدام دوفاستون بعد حدوث الإباضة لدعم بطانة الرحم. بالمقابل، إذا كانت المرأة تُباض لكن تعاني من نقص البروجسترون بعد الإباضة، فهنا يكون دوفاستون مفيدًا للغاية لزيادة فرص تثبيت الحمل. ولحسن الحظ، إن إعطاء الدوفاستون في النصف الثاني من الدورة لا يمنع حدوث التبويض في الدورة نفسها غالبًا، لذا يمكن للمرأة أن تحمل أثناء استخدامه إذا كان المبيض يطلق بويضة طبيعيًا. وقد طُمئنت النساء في حالات كثيرة بأن دوفاستون لا يؤثر سلبًا على الجنين في حال حصل حمل أثناء تناوله، فهو دواء آمن الاستخدام في فترة الحمل المبكرة بشهادة الكثير من الخبرات الإكلينيكية.
دور دوفاستون في تنظيم الدورة الشهرية
يُعد دوفاستون من الأدوية الشائعة لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية الناتجة عن اختلال التوازن الهرموني، خصوصًا نقص البروجسترون. إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة أو منقطعة لفترات (انقطاع الطمث الثانوي)، فقد يكون السبب أن الجسم لا يُنتج كمية كافية من البروجسترون في النصف الثاني من الدورة، مما يؤدي لغياب الإشارة التي تطلق الحيض بشكل منتظم. في مثل هذه الحالات، يؤدي تناول دوفاستون في الوقت المناسب من الشهر إلى تنظيم الدورة وإعادتها لنمطها الطبيعي. يقوم الطبيب غالبًا بوصف الدواء بعد مرحلة التبويض المتوقعة؛ على سبيل المثال: قرص واحد من دوفاستون يوميًا من اليوم 11 إلى اليوم 25 من الدورة يمكن أن يحقق دورة شهرية منتظمة مدتها 28 يومًا. بإعطاء الدواء خلال هذه الفترة، يتم تعويض الجسم عما يفترض أن ينتجه من بروجسترون، وبالتالي تحضير بطانة رحم مناسبة يتبعها حدوث حيض انسحابي منتظم بعد إيقاف الدواء. بهذه الطريقة، تُصبح الدورة أكثر انتظامًا ويمكن التنبؤ بموعدها.
علاج تأخر الدورة أو انقطاعها: في حال تأخر نزول الحيض لدى امرأة متزوجة مثلاً، قد يُستخدم دوفاستون لتحفيز نزول الدورة. يؤخذ عادة قرص واحد يوميًا لمدة محددة (5 إلى 10 أيام في العادة) ثم يُوقف. خلال عدة أيام من إيقافه يُفترض أن تنزل الدورة كنتيجة لـانخفاض البروجسترون المفاجئ (النزف الانسحابي). إذا لم تنزل الدورة بعد 5-7 أيام من إيقاف الدواء، فيُنصح بإجراء اختبار حمل لأن الحمل هو أحد أهم أسباب عدم نزول الدورة بعد أخذ دوفاستون. وتجدر الإشارة هنا إلى أن دوفاستون لا يمنع الإباضة كما ذكرنا، لذا حدوث الحمل وارد خلال شهر استخدامه إذا تزامن مع إباضة وإخصاب ناجح. في هذه الحالة سيعمل دوفاستون على دعم الحمل بدلاً من تنزيل الدورة، ولا ضرر من استمراره لأن الهدف يصبح تثبيت بطانة الرحم بدلاً من انسلاخها.
علاج عدم انتظام الدورة واضطراباتها: يستفيد أيضاً النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام في طول الدورة أو نزيف رحمي غير منتظم من خواص دوفاستون. فعند إعطائه بجرعات مناسبة خلال النصف الثاني من كل دورة، يمكن منع النزيف غير المنتظم بين الدورات. على سبيل المثال، في حالة النزف الرحمي Dysfunctional Bleeding يتم وصف دوفاستون لإيقاف النزيف (قرصان يوميًا لمدة 5-7 أيام لإيقاف النزيف الحاصل)، ثم قرص واحد يوميًا من اليوم 11 إلى 25 من الدورة لمنع تكرار النزف غير المنتظم في الأشهر التالية. هذا البروتوكول يساعد على استقرار بطانة الرحم ومنع تكونها بشكل مفرط ثم انسلاخها العشوائي. كذلك، يستخدم دوفاستون في علاج عُسر الطمث (آلام الحيض)، حيث تبين أن إعطاء البروجسترون التكميلي يخفف انقباضات الرحم المؤلمة ويقلل من شدة الألم في كثير من الحالات. يُعطى عادة قبل موعد الدورة بأيام (مثلاً من اليوم الخامس إلى 25 من الدورة) لتقليل ألم الدورة الشهرية المقبلة. وأيضًا، يمكن أن يفيد في متلازمة ما قبل الحيض (PMS) من خلال جرعات في النصف الثاني من الدورة لتخفيف الأعراض النفسية والجسدية التي تنتج عن تغير الهرمونات.
باختصار، يساعد دوفاستون على تنظيم الدورة الشهرية من خلال توفير هرمون البروجسترون في وقته المناسب لدى من لا يفرزه بشكل كافٍ. هذا التنظيم لا يحسّن جودة الحياة فحسب بالتخلص من القلق حول تأخر الدورة، بل يحمي أيضًا صحة الرحم على المدى الطويل. فوجود دورة منتظمة كل شهرين على الأكثر مهم لمنع تراكم بطانة الرحم لفترات طويلة وما قد يسببه ذلك من سماكة مفرطة أو تغيّرات غير مرغوبة. وهنا نذكر أن الدوفاستون يقي من فرط تنسّج بطانة الرحم عبر إحداث انسلاخ منتظم لها، وبالتالي يقلل أيضًا من مخاطر مشاكل بطانة الرحم المستقبلية.
استخدامات دوفاستون في حالات طبية خاصة
متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
تُعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب، وتتميّز بعدم انتظام الإباضة أو انعدامها مما يسبب اضطرابات في الدورة الشهرية وخصوبة المرأة. في هذه الحالة، يكون الإستروجين موجودًا ولكن البروجسترون قد يكون ناقصًا لفترات طويلة (بسبب عدم حدوث إباضة منتظمة لإنتاجه)، فتبقى بطانة الرحم تنمو دون انقطاع منتظم. يقوم الأطباء كثيرًا بوصف دوفاستون لتنظيم الدورة عند مريضات التكيس كبديل عن البروجسترون الطبيعي. إعطاء دوفاستون خلال جزء معين من الدورة (مثلاً نصفها الثاني من اليوم 14 إلى 25) يؤدي إلى دورة اصطناعية منتظمة، حيث يضمن نزول الحيض كل فترة محددة حتى لو لم تحدث إباضة حقيقية. هذا يساعد على تنظيم النزف الدوري وحماية بطانة الرحم من البقاء سميكة لفترات طويلة. تقول المراجع الطبية إن الديدروجستيرون يساعد على تنظيم الدورة وحماية بطانة الرحم في مرضى تكيس المبايض دون أن يثبط الإباضة، لذا فهو خيار مناسب خاصة للنساء اللاتي يرغبن بالإنجاب مستقبلًا ولا يردن استخدام حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة.
إضافةً إلى تنظيم الدورة، يساهم دوفاستون في تهيئة الرحم للحمل لدى مريضات التكيس عند حدوث الإخصاب. فبعض المصابات بتكيس المبايض قد يحملن تلقائيًا أو بمساعدة أدوية محفزة للإباضة، وهنا يقوم الطبيب أحيانًا بإعطائهن دوفاستون بعد الإباضة لدعم بطانة الرحم وزيادة فرصة استمرار الحمل. ونظرًا لأن الدوفاستون لا يمنع الإباضة، يمكن استخدامه بأمان في دورات تنشيط المبيض أو بعد التلقيح الصناعي دون تأثير سلبي على عملية إخراج البويضات. تشير آراء بعض الأطباء إلى ضرورة تصميم بروتوكولات خاصة للديدروجستيرون في علاج تكيس المبايض وفق حالة كل مريضة، فقد يحتاج الأمر دمجه مع علاجات أخرى (مثل كلوميفين لتحفيز الإباضة) لتحقيق أفضل النتائج. خلاصة الأمر أن دوفاستون هو حل فعال لإدارة الجانب الهرموني من تكيس المبايض والمتعلق بغياب البروجسترون، فهو ينظم الدورة ويحمي الرحم، لكنه ليس علاجًا جذريًا للتكيس نفسه (أي لا يعالج مشكلة عدم خروج البويضات إلا إذا ترافق مع علاجات لتحفيز الإباضة).
بطانة الرحم المهاجرة (الانتباذ البطاني الرحمي)
بطانة الرحم المهاجرة هي حالة ينمو فيها نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم (كالمبايض أو الحوض)، مسببةً آلامًا شديدة خلال الدورة الشهرية وأحيانًا مشاكل في الخصوبة. أحد أساليب علاج الانتباذ البطاني الرحمي هو استخدام هرمونات البروجيسترون أو ما يماثلها لتقليل نمو هذه الأنسجة المنتبذة. يعتبر دوفاستون (ديدروجستيرون) خيارًا مناسبًا هنا لأنه يعمل على تثبيط نشاط بطانة الرحم المنتبذة وتخفيف أعراض المرض. بينت دراسات أن استخدام ديدروجستيرون لدى مريضات بطانة الرحم المهاجرة قلل بشكل واضح من ألم عسر الطمث (آلام الدورة) وآلام الحوض، بل وساهم في انكماش بعض البؤر المنتبذة. وفي مقارنة مع بعض العلاجات الهرمونية الأخرى، وُجد أن دوفاستون يخفف الألم ويحسّن معدلات الحمل لدى المريضات أفضل من دواء آخر مثل جسترينون، وكذلك يقلل من احتمال عودة الإصابة بعد العلاج مقارنةً ببعض نواهض الهرمون المطلق للغونادوتروبين (GnRH). أي أن الدوفاستون قد يؤدي إلى تحسّن في الخصوبة لدى المصابات ببطانة الرحم المهاجرة بفضل دوره في تهيئة ظروف رحمية أفضل والتقليل من البيئة الالتهابية التي قد تعيق الحمل.
عادةً ما يُعطى الديدروجستيرون بجرعات أعلى قليلاً في هذه الحالات ولمدة أطول. فبحسب الجرعات الموصى بها، يمكن استخدام 10 إلى 30 ملغ يوميًا من دوفاستون من اليوم الخامس من الدورة إلى اليوم 25 (أي معظم أيام الدورة) أو أحيانًا بشكل مستمر دون انقطاع في بعض الأشهر. الهدف هو إبقاء مستوى البروجسترون مرتفعًا نسبيًا بشكل يمنع نمو بطانة الرحم المنتبذة أو يقللها. يتميز الدوفاستون هنا عن بعض العلاجات الأخرى (مثل حبوب منع الحمل أو حقن الـ GnRH) بأنه لا يثبط الإباضة بشكل صريح في الجرعات العلاجية، وبالتالي يمكن للسيدة مع بطانة الرحم المهاجرة أن تحاول الحمل أثناء تلقيها العلاج بالدوفاستون. لهذا السبب، يُعتبر الخيار المفضل أحيانًا للسيدات الراغبات بالإنجاب وفي نفس الوقت يريدون السيطرة على أعراض الانتباذ البطاني. ومع أن جودة الأدلة العلمية لاستخدام دوفاستون في بطانة الرحم المهاجرة لا تزال محدودة نسبيًا، إلا أن النتائج المتوفرة مشجعة وتظهر فوائد ملموسة، مما يجعل الأطباء ينصحون به كخيار آمن وفعال نسبيًا لتخفيف معاناة المريضات وتحسين فرصهن في الحمل.
الإجهاض المتكرر (فقدان الحمل المتكرر)
يقصد بالإجهاض المتكرر حصول خسارة للحمل بشكل متكرر (عادة 3 مرات أو أكثر متتالية). في كثير من حالات الإجهاض المتكرر، يُشتبه بوجود مشكلة في طور الجسم الأصفر أو نقص مزمن في دعم البروجسترون خلال الأشهر الأولى من الحمل. لذلك جرت العادة على وصف مثبتات الحمل مثل دوفاستون لهؤلاء النساء كإجراء وقائي. دوفاستون في هذه الحالة يعطي جرعة بروجيسترونية إضافية تساعد على بقاء بطانة الرحم ملتصقة وعدم حصول نزف يؤدي لفقدان الجنين. يوصي بعض الأطباء أن تبدأ المرأة التي لديها تاريخ إجهاضات متكررة بأخذ دوفاستون مباشرة بعد الإباضة وقبل أن تعرف إن كانت حاملاً هذا الشهر أم لا، والاستمرار عليه فإذا تأكد الحمل تُكمل حتى نهاية الثلث الأول أو الثلث الثاني من الحمل. وقد بينت دراسات طبية أن استخدام البروجسترون (سواءً الطبيعي أو ديدروجستيرون) لدى السيدات مع إجهاضات سابقة أدى إلى زيادة معدلات إتمام الحمل بنجاح (انخفاض نسبة الإجهاض) مقارنةً بمن لم يتلقينه. في الواقع، رخصت هيئات دوائية عالمية دوفاستون تحديدًا كعلاج لحالات الإجهاض المتكرر نظراً للمعلومات التي تدعم فائدته وعدم وجود مخاطر كبيرة له. ورغم أن بعض الدراسات القديمة لم تكن حاسمة تمامًا بخصوص فائدته في منع الإجهاض المهدد (أي الذي بدأ فيه النزف بالفعل)، فإن كثير من الخبراء يرون أنه إذا لم ينفع فهو لن يضر، خاصةً مع سجل أمانه الجيد. بالفعل، لم تُسجل أي مخاوف سلامة جوهرية على الأم أو الجنين عند استخدام دوفاستون في الحمل، لذا يتم اعتماده كخيار أول لدعم الحمل لدى من لديهن قابلية أعلى لفقدانه.
اضطرابات هرمونية أخرى
إلى جانب ما ذُكر، لدى دوفاستون استخدامات أخرى مرتبطة بخلل الهرمونات الأنثوية. متلازمة ما قبل الحيض (PMS) مثلًا، والتي تتصف بأعراض جسدية ونفسية مزعجة قبل موعد الدورة، يمكن تخفيفها بإعطاء دوفاستون في النصف الثاني من كل دورة، مما يوازن تأثير الإستروجين المفرط في تلك الفترة ويقلل التقلبات الهرمونية الحادة. أيضًا في العلاج الهرموني التعويضي بعد سن اليأس يُستخدم الديدروجستيرون جنبًا إلى جنب مع الإستروجين للسيدات اللواتي ما زال لديهن رحم، وذلك لحماية بطانة الرحم من فرط النمو تحت تأثير الإستروجين وحده. أي أن دوفاستون يحاكي دور البروجسترون الطبيعي الذي ينعدم في سن اليأس، لتجنب أضرار الهرمون الإستروجيني على الرحم. بشكل عام، يُنصح باستعمال دوفاستون في أي حالة يكون فيها نقص بالبروجسترون أو عدم توازن بين الإستروجين والبروجسترون في جسم المرأة. فمثلاً: في بعض حالات نقص نشاط الجسم الأصفر، أو عند حدوث نزف اختراقي بسبب اختلال نسبة الهرمونات، سيكون إعطاء بروجيسترون خارجي حلًا منطقيًا. وطبعًا يجب أن يكون ذلك بعد تقييم الطبيب للحالة الهرمونية للمريضة والتأكد من عدم وجود موانع.
الجرعات وتوصيات الاستخدام الشائعة
دوفاستون دواء هرموني قوي التأثير ويجب استخدامه بناءً على إرشادات الطبيب المختص. الطبيب هو من يحدد الجرعة والتوقيت المناسب وفق التشخيص (سواء دعم حمل أو تنظيم دورة أو غيره)، حيث تختلف الجرعات حسب الحالة كما رأينا. مع ذلك، هذه بعض التوصيات الشائعة لاستعمال دوفاستون في الحالات المذكورة:
- لدعم الحمل أو علاج العقم المرتبط بقصور طور الأصفري: غالبًا ما يُوصى بجرعة 10 إلى 20 ملغ يوميًا بعد حدوث الإباضة (مثلاً من اليوم 14 أو 15 للدورة) وتستمر حتى موعد الدورة المتوقع. يتم تكرار هذا النظام في دورات متتالية (3 إلى 6 أشهر)، وفي حال حدوث الحمل خلال إحداها، يُستمر على نفس الجرعة يوميًا حتى الأسبوع 12 من الحمل أو حسب إرشادات الطبيب لضمان استمرار الدعم الهرموني. بعض الحالات الخاصة (كمن لديهن إجهاض معتاد) قد يستخدمن جرعة 10 ملغ مرتين يوميًا دون انقطاع من التأكد من الحمل وحتى منتصف الحمل تقريبًا.
- في حالة تأخر الدورة أو عدم انتظامها: كثيرًا ما يتم وصف قرص واحد (10 ملغ) من دوفاستون يوميًا لمدة 5 إلى 10 أيام، تبدأ غالبًا في النصف الثاني من الدورة (مثال: من اليوم 16 إلى 25). بعد إيقاف الدواء بثلاثة إلى سبعة أيام ينبغي أن تبدأ دورة طمثية بالنزول نتيجة انسحاب الدعم البروجيستروني. يمكن تكرار هذه الدورة العلاجية لعدة أشهر متتالية حتى تنتظم الدورة الشهرية ثم إيقافه ومراقبة استمرار الانتظام. أما لتحقيق انتظام مستمر لدورة بطول 28 يومًا (لمن تأتيهن الدورة بفواصل طويلة جداً)، يُعطى قرص واحد يوميًا من اليوم 11 إلى 25 كما أسلفنا.
- لعلاج أعراض بطانة الرحم المهاجرة أو آلام الطمث: توصف جرعات أعلى نسبيًا وعلى مدى أطول من الشهر. مثال ذلك 10 ملغ مرتين أو ثلاث مرات يوميًا من اليوم الخامس للدورة إلى اليوم 25. أحيانًا يُستخدم النظام المستمر (يوميًا دون انقطاع) لعدة أشهر بناءً على ما يراه الطبيب مناسبًا لشدة الحالة. الهدف هو إحداث تأثير كابت على نمو بطانة الرحم سواء داخل الرحم (لتخفيف الآلام الدورة) أو خارجه (في حالة الانتباذ الرحمي).
- في حالات النزيف الرحمي غير المنتظم: إذا كان النزيف حاصلًا حاليًا، قد تعطى جرعة علاجية مثل 20 ملغ يوميًا (مقسمة على جرعتين) لمدة 5-7 أيام لوقف النزف. بعد السيطرة على النزيف، يمكن اتباعه بجرعة وقائية (مثال: 10 ملغ يوميًا من منتصف الدورة حتى نهايتها) لمنع تكراره في الدورة التالية.
هذه أمثلة عامة، وقد تختلف الجرعات حسب تقييم الطبيب لكل حالة. يجدر التأكيد على عدم استخدام دوفاستون دون استشارة طبية حتى بجرعات شائعة، لأن الطبيب يحتاج للتأكد من ضرورة استخدامه (مثلاً عبر فحوصات هرمونية أو تصوير للتأكد من عدم وجود موانع كالحمل خارج الرحم أو أورام… إلخ). وعند استخدامه، ينبغي الالتزام بالجرعة والمدة المحددة، وعدم التوقف عنه فجأة دون توجيه الطبيب في حالة دعم الحمل.
الفوائد المحتملة لدوفاستون
يتميز دوفاستون بعدد من الفوائد العلاجية المهمة في مجال أمراض النساء، والتي جعلته دواءً واسع الانتشار لعقود. فيما يلي نوجز أهم فوائده وتأثيراته الإيجابية:
- دعم بطانة الرحم في الحمل المبكر: يوفّر البروجسترون الضروري لتثبيت الجنين داخل الرحم ومنع حدوث الإجهاض في الأسابيع الأولى. دوفاستون يكمل هذا الدور عند النساء اللواتي لديهن نقص في إفراز البروجسترون، مما يساعد على استمرار الحمل بسلام. وقد ثبت أنه يقلل نسبة فقدان الحمل لدى من لديهن إجهاضات سابقة عند استخدامه بشكل وقائي.
- زيادة فرص الحمل لدى حالات معينة: في حالات العقم الناتج عن قصور المرحلة الأصفرية، يحسّن دوفاستون معدلات انغراس البويضة الملقحة وفرص حصول حمل ناجح. أي أنه يعالج أحد الأسباب الهرمونية للعقم عبر توفير بيئة رحمية ملائمة أكثر لاستقبال الجنين. كما يستخدم لدعم الحمل في تقنيات الإخصاب المساعد (مثل أطفال الأنابيب) لزيادة فرص نجاح التعشيش والحمل.
- تنظيم الدورة الشهرية وعلاج اضطراباتها: يُعيد دوفاستون التوازن الهرموني في الدورة، وبالتالي يعالج تأخر الدورة وانقطاعها وعدم انتظامها عبر إحداث دورة اصطناعية منتظمة. هذا مفيد جدًا لضبط إيقاع حياة المرأة ومنع المضاعفات بعيدة المدى لعدم نزول الدورة (مثل فرط سماكة بطانة الرحم). أيضًا يخفف من آلام الدورة الشهرية لدى كثير من النساء بتحسينه لطريقة انسلاخ البطانة وتقليل التشنجات.
- علاج حالات مرضية نسائية: له دور علاجي في بطانة الرحم المهاجرة بتقليل الآلام المزمنة وتحسين خصوبة المريضة. كذلك يُستخدم في متلازمة تكيس المبايض لضمان نزول دورة كل فترة وحماية الرحم. وبالإضافة لذلك، يفيد في متلازمة ما قبل الحيض بتخفيف أعراضها كما ذكرنا، ويعالج النزيف الرحمي الوظيفي بإيقافه ومنع عودته. جميع هذه التأثيرات مبنية على قدرته في تعويض النقص الهرموني وتنظيم عمل بطانة الرحم.
- لا يؤثر سلبًا على الإباضة أو الخصوبة المستقبلية: على العكس من بعض العلاجات الهرمونية الأخرى، لا يمنع دوفاستون عملية التبويض في حال استخدامه بعد الإباضة أو خلال النصف الثاني من الدورة. لذلك يعتبر خيارًا آمنًا نسبيًا للسيدات الراغبات بالإنجاب أثناء العلاج، فهو لن يعطل المحاولة الطبيعية للحمل. كما أن إيقافه لا يؤدي إلى ارتداد يؤثر سلبًا على الخصوبة، بل يمكن الحمل في الدورة التي تلي التوقف بشكل طبيعي.
- سلامة الاستخدام وندرة المضاعفات الخطيرة: لدى دوفاستون سجل أمان جيد على الأم والجنين. فهو يستخدم منذ عقود لدعم الحوامل، ولم تظهر ارتباطات بعيوب خلقية كبيرة أو مشكلات صحية خطيرة في المواليد بسبب استخدامه. كما يمكن تناوله لفترات ممتدة عند الحاجة (مثل عدة أشهر متتالية) دون مخاوف كبيرة، مع المتابعة الطبية. هذا يجعله خيارًا مريحًا نسبيًا عند المقارنة ببعض البدائل الأخرى التي قد تحمل آثارًا جانبية أخطر.
الأضرار والآثار الجانبية المحتملة
مثل أي دواء هرموني، قد يُسبب دوفاستون بعض الآثار الجانبية لدى فئة من المستخدمات. غالبًا ما تكون هذه الأعراض خفيفة إلى متوسطة، وتختلف من امرأة لأخرى. فيما يلي أبرز الأضرار الجانبية المبلّغ عنها:
- الصداع: قد يسبب دوفاستون صداعًا خفيفًا، وفي حالات أقل شيوعًا صداعًا نصفيًا (شقيقة) لدى بعض النساء. عادةً يكون الصداع مؤقتًا ويخف مع اعتياد الجسم على الدواء أو عند توقيفه لاحقًا.
- الغثيان والدوار: اشتكت بعض السيدات من شعور غثيان أو دوخة خفيفة أثناء تناول دوفاستون. قد يصاحب الغثيان أحيانًا قيء لكنه نادر. يُنصح بأخذه بعد الطعام لتقليل هذا العرض إن حدث.
- ألم وحساسية في الثدي: التأثير البروجيستروني قد يؤدي إلى احتقان أو ألم بالثديين لدى البعض. يمكن أيضًا ملاحظة تورم بسيط في الثدي بسبب احتباس السوائل الهرموني، وهذا الأثر يشابه ما يحدث طبيعيًا قبل الدورة الشهرية.
- انتفاخ البطن أو زيادة الوزن الطفيفة: لوحظ أن بعض النساء يحدث لديهن انتفاخ وشعور بالامتلاء في البطن أثناء العلاج، وقد ترتفع أوزانهن بشكل طفيف (نصف إلى كيلوغرامين غالبًا) نتيجة احتباس السوائل أو تغير الشهية. هذه الزيادة غالبًا مؤقتة وتزول بعد انتهاء الدورة أو إيقاف الدواء.
- تغيرات مزاجية واضطراب النوم: بشكل أقل شيوعًا، قد يؤدي تغيير التوازن الهرموني إلى تقلب في المزاج أو شعور بالاكتئاب والقلق لدى بعض المستخدمات. كما أفادت قلة من النساء عن أرق أو نعاس زائد خلال فترة العلاج. في حال كانت هذه الأعراض شديدة، ينبغي إبلاغ الطبيب.
- اضطرابات في نمط الدورة نفسها: رغم أن دوفاستون يُستخدم لتنظيم الدورة، قد يحدث أحيانًا تبقيع أو نزيف بين الدورات في الأشهر الأولى من استخدامه إلى أن يعتاد الجسم على النمط الجديد. بعض النساء قد يلاحظن تغيرًا في كمية دم الحيض أو مدته أثناء استخدام الدواء (مثلاً حيض أخف من المعتاد أو تأخر طفيف في نزول الحيض). هذه أمور متوقعة إلى حد ما عند إدخال أي هرمون خارجي، لكنها ليست خطيرة طالما تمت متابعتها.
- تفاعلات جلدية نادرة: عدد قليل جدًا واجه طفح جلدي أو حكة كنوع من التحسس تجاه الدواء. أيضًا تم تسجيل حالات نادرة من تساقط الشعر بشكل زائد خلال الاستخدام المطول، إلا أنه لم يُحسم ارتباطها المباشر بالدوفاستون وقد تكون لعوامل أخرى.
- موانع وتحذيرات خاصة: يُمنع استخدام دوفاستون إذا كانت المرأة تعاني من نزيف مهبلي غير مُشخّص (أي بدون معرفة سببه) إلى أن يتم تقييم السبب، وذلك لتجنب تغطية مشكلة خطيرة قد تكون موجودة. كذلك لا يستخدم إذا كان لديها ورم معروف يتأثر بالهرمونات (مثل بعض أنواع أورام الثدي أو الرحم الحساسة للبروجسترون) إلا بتوجيه طبي صارم. وبشكل عام، أي سيدة لديها تحسس سابق لمادة الديدروجستيرون عليها إخبار طبيبها لتفادي استخدامه.
جدير بالذكر أن معظم النساء يتقبلن دوفاستون بشكل جيد دون آثار مزعجة كبيرة. وإن ظهرت أعراض جانبية فهي غالبًا مؤقتة وتختفي مع استمرار العلاج أو بعد إيقافه بفترة قصيرة. في حال كانت الآثار مزعجة جدًا أو غير محتملة، يجب مراجعة الطبيب، فربما يقوم بتعديل الجرعة أو الانتقال لعلاج بديل. السلامة العامة للدواء عالية ولم ترتبط استعمالاته طويلة الأمد بظهور مشاكل صحية خطيرة في الأغلب، مما يجعل كفته الراجحة أكبر بكثير من أي آثار عارضة قد يُسببها.
المراجع والمصادر الطبية
- كيف يعمل دواء الدوفاستون في الرحم [Internet]. إسلام ويب؛ [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://www.islamweb.net/ar/consult/2142888
- Dydrogesterone – Wikipedia [Internet]. Wikipedia; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://en.wikipedia.org/wiki/Dydrogesterone
- The Role of Dydrogesterone in the Management of Luteal Phase Defect: A Comprehensive Review – PMC [Internet]. PubMed Central (PMC); [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC10693668/
- دوفاستون 10 مجم 20 قرص – صيدلية موارد الحجاز [Internet]. Mawared Alhijaz Pharmacy; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://mawaredalhijaz-pharmacy.com/?product_id=44220
- استخدام حبوب الدوفاستون من اجل زيادة فرص الحمل | الطبي [Internet]. Altibbi; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://altibbi.com/أسئلة-طبية/الحمل-والولادة/استخدام-حبوب-الدوفاستون-من-اجل-زيادة-فرص-الحمل-662583
- تأخر الدورة الشهرية بعد تناول دواء دوفاستون – ويب طب [Internet]. Webteb; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://www.webteb.com/questions/دواء-لتنظيم-الحيض_8593
- Duphaston and Pregnancy: Does the Medication Help with Conception? [Internet]. Ginekolog Med; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://ginekolog-med.pl/en/article/duphaston-and-pregnancy-does-the-medication-help-with-conception
- Duphaston in pregnancy: how does it work? [Internet]. PBKM; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://www.pbkm.pl/en/pregnancy-zone-2/diseases-during-pregnancy/duphaston-in-pregnancy-indications-and-effects-of-the-drug
- دوفاستون 10 مجم 20 قرص [Internet]. Ozone Pharmacy; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://ozone-pharmacy.com/duphaston-10mg-tablets20-s
- ما الذي نعرفه عن دواء دوفاستون؟ [Internet]. عنب بلدي؛ [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://www.enabbaladi.net/243587/ما-الذي-تعرفه-عن-دواء-دوفاستون؟
- Efficacy of progestogens in the maintenance of early pregnancy in women with threatened miscarriage or recurrent miscarriage [Internet]. GOV UK; [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://assets.publishing.service.gov.uk/media/5df7610c40f0b60943263e83/Efficacy_of_progestogens_in_the_maintenance_of_early_pregnancy.pdf
- Dydrogesterone in the treatment of endometriosis: evidence mapping and meta-analysis – PMC [Internet]. PubMed Central (PMC); [cited 2025 Apr 4]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8164626/