استشارة طبية: “تخطيت موعد ولادتي بأسبوع. هل يمكن ألا أصاب بالمخاض من تلقاء نفسه؟”
نعم، الموعد السحري – ذلك الموعد الذي حددته في تقويمك الإلكتروني، الموعد الذي أخبرت عائلتك وأصدقاءك به بثقة، الموعد الذي استمر برنامجك الهاتفي الخاص بالحمل في إحصاء اقترابه منذ أسابيع – وصل أخيرًا. وكما يحدث مع حوالي 30٪ من السيدات، لم يولد الطفل، ويتحول الترقب إلى إحباط. وتظل عربة الأطفال والمهد فارغين يومًا آخر، ثم أسبوعًا. وبالنسبة إلى10٪ من الحوامل، معظم السيدات اللاتي يحملن لأول مرة يستمر الوضع لمدة أسبوعين آخرين.
هل سيستمر هذا الحمل إلى الأبد؟
رغم أن الأمهات الحوامل اللاتي يصلن إلى الأسبوع 42 قد يجدن الأمر صعب التصديق، طفلك سيبقى معك، ولكن حملك لن يستمر إلى الأبد. في الواقع، وجدت الدراسات أن حوالي 70٪ من الحمل الواضح الذي يتخطى موعد الولادة لا يتخطى موعد الولادة على الإطلاق. ويعتقد أنها تخطت موعد الولادة فحسب بسبب خطأ في تحديد موعد تحديد الحمل، عادة بسبب عدم انتظام الإباضة، أو عدم تأكد الحامل من الموعد المحدد عن آخر حيض قبل الحمل.
وفي الواقع، عندما يستخدم الفحص بالموجات الصوتية من أجل التأكد من موعد الولادة، ينخفض تشخيص الحمل الذي يتخطى موعد الولادة المحدد من التقدير المعروف منذ فترة طويلة من 10٪ إلى حوالي 2٪. حتى إذا انتهى بك الأمر ضمن نسبة 2٪ من النساء اللاتي يتخطين حقًّا موعد الولادة، لن يترك طبيبك حملك يتخطى الأسبوع 42. في الواقع، لن يسمح معظم الأطباء بأن يصل الحمل لهذه المدة، ويلجئون إلى استخدام الطلق الصناعي بدلًا من ذلك عند الوصول إلى الأسبوع 41، ولا يزيد تحفيز المخاض في هذه المرحلة من احتمال الخضوع لعملية ولادة قيصرية، بل قد يؤدي إلى تقليل كمية الدم التي تفقدها الأم، ونسبة أقل من العِقْي (وهي مادة داكنة تخرج من بطن المولود بعد ولادته) بالنسبة للطفل – بالإضافة إلى ذلك تعني أنك ستحتضنين طفلك في وقت أقرب.
وبالطبع إذا اتضح خلال أية مرحلة من الفحص أن المشيمة لا تؤدي وظيفتها على الوجه الأمثل أو انخفضت مستويات السائل السلوي بنسبة كبيرة – أو إذا كانت هناك أية إشارات على توقف الطفل عن النمو – سيتخذ طبيبك التصرف الملائم بناءً على الموقف سواء تحفيز المخاض أو إجراء عملية ولادة قيصرية. ما يعني أنك لن تضطري إلى المرور بالمخاض وحدك، فلن تظلي حاملًا إلى الأبد.
هل يمكن التكهن حقًّا بموعد الولادة؟
استشارة طبية: “خضعت لفحص داخلي، وأخبرني طبيبي بأن المخاض سوف يبدأ قريبًا”.
يستطيع طبيبك التكهن بموعد ولادتك، ولكنه مجرد توقع مدعوم بدليل – كما كان موعد ولادتك الأصلي. هناك أدلة على اقتراب المخاض، يبحث عنها الطبيب في بداية الشهر التاسع من خلال التحسس الخارجي والفحص الداخلي. هل شعرت بصاعقة أو اتخذ الطفل وضعه؟ ما المستوى أو الوضعية التي وصل إليها؟ هل بدأ إمحاء عنق الرحم (ترقرق عنق الرحم) وتوسع (فتح عنق الرحم)؟ هل بدأ عنق الرحم في اللين والتحرك نحو فتحة المهبل (إشارة أخرى إلى اقتراب المخاض) أم هل لا يزال متصلبًا ومتجهًا إلى الوراء؟
ولكن كلمة “قريبًا” قد تعني أي وقت من ساعة إلى ثلاثة أسابيع أو أكثر. وقد يتكرر سماع جملة “ستصابين بالمخاض الليلة” على مدار أكثر من نصف شهر من الحمل، بينما توقع أن “المخاض أمامه أسابيع” قد تتبعه ولادة الطفل في اليوم التالي. الحقيقة أن اتخاذ الطفل وضعية الولادة، وإمحاء وتوسع عنق الرحم قد يحدث تدريجيًّا على مدار أسابيع أو حتى شهور أو أكثر لدى بعض الأمهات – وبين ليلة وضحاها لدى بعض الأمهات الأخريات؛ ما يعني أن هذه الإشارات أبعد ما تكون عن كونها أدلة مؤكدة عندما يتعلق الأمر بتحديد موعد بدء المخاض بدقة.
لذلك حضري حقيبتك تحسبًا لذلك، ولكن لا تبقي السيارة في وضع التشغيل. ستضطرين إلى ممارسة لعبة الصبر، وتأكدي أن يومك أو ليلتك ستحين – في وقت ما.