التصنيفات
رشاقة ورياضة | برامج حمية | نظام غذائي

تجديد الشباب على مستوى الخلايا

يمكنك أن تصل بالكي الخاصة بك وبطاقتك للحياة إلى حدهما الأقصى عن طريق مساعدة جسدك كي يعمل بالطريقة التي أرادت الطبيعة أن يعمل بها.

أن تزيد من نشاطك لا يعني أن تستعمل حبوب الفيتامين أو المشروبات المنشطة. لا تأخذ منبهات اصطناعية لإعطاء جسمك دفعة سريعة من الطاقة، بل حاول أن تطلق الحيوية الطبيعية في جسمك من الداخل على مستوى خلاياك.

الحيوية هي المفتاح للصحة والجمال والطاقة، وفي المدى الطويل لا يمكنك أن تحافظ على حيويتك إذا كان طعامك هزيلاً مهما تكن كمية المنبهات والعناصر التتميمية (المكملات الغذائية) التي تأخذها. من أجل رفع قوة حياتك يتوجب عليك أن تحسن العملية الطبيعية لنزع السموم من داخل خلايا جسمك. الشينيا بيوزيم سوف تظهر لك كيف تحول ذلك إلى ممارسة سهلة في حياتك اليومية.

يتألف جسمنا من 40–60 تريليون خلية. عندما تعمل كل واحدة من هذه الخلايا بنشاط يكون لدينا حيوية شابة وصحة جيدة. إذا تدخل شيء بالعمل داخل الخلايا نفقد طاقة ونصبح أكثر عرضة للأمراض. داخل الخلايا يوجد عضيات تسمّى المتقدرات أو الحبيبات الخيطية تنتج طاقة لنشاطاتنا. الأوكسجين الذي نمتصه من المغذيات التي نأكل والأوكسجين الذي نتنفس تنقل إلى المتقدرات وتحول إلى طاقة. في الخلايا النشيطة والسليمة تحويل الطاقة بواسطة المتقدرات تعمل على ما يرام. طالما بقيت هذه الظروف الجيدة نظل نشيطين ومحفزين بغض النظر عن السن. التدهور في الحيوية يعني أن شيئاً ما يعيق نشاط المتقدرات في خلايانا وأنا أسمِّي هذا الشيء نفايات. من أجل إعادة الصحة إلى خلايانا من الضروري إخراج النفايات عبر عمليات الجسم الطبيعية التي هي نزع السموم من الخلايا.

أَخرج النفايات من خلاياك

إذا شعرت بالتعب عندما تستفيق في الصباح فذلك ربما يعني أن خلاياك مليئة بالنفايات. فإذا لم تُخرج هذه النفايات لن تقوم خلاياك بعملها كما يجب. ربما تجرب أن تكون نشيطاً فتجد ذلك صعباً. وإذا احتوت خلايا دماغك كمية كبيرة من النفايات فذلك ربما يؤدِّي إلى الخرف ومرض ألزهايمر أو إلى ضربة شللية.

النفايات في الخلايا تؤدِّي إلى كبرها أي تقدمها في السن وإلى عدم ترميمها وإلى جهاز مناعي لا يعمل جيداً. وربما نتعرّض إلى الأمراض المعدية أو الإصابة بالسرطان. وبما أن الجسم مصنوع من خلايا، فالنشاط المنخفض لهذه الخلايا سوف يؤثر على صحة الجسم بكامله.

البروتينات المعتلة في الخلايا

ليست أكثر النفايات في خلايانا إلا بروتينات معتلة لا نفع منها. يتأتى غذاؤنا من الأطعمة التي نهضمها ونمتصها في أمعائنا ثم تنتقل إلى خلايانا عبر الدم. البروتين هو أحد هذه المغذيات التي تتحلل إلى حوامض أمينية في المعى الدقيق ثم إلى بروتينات جديدة في خلايانا. ينتج عن عملية تركيب هذه البروتينات الجديدة كمية كبيرة من النفايات بشكل بروتينات معتلة. وسبب هذه البروتينات المعتلة هو الغذاء المؤلف من مآكل حيوانية (اللحم وحليب البقر ومشتقاته). يحمل كثير من الناس كميات كبيرة من هذه النفايات التي لم تتحلل بما فيه الكفاية في الخلايا. وما لم تخرج بكليتها يبقى الإمساك داخل الخلايا قائماً. إن تدهور الأيض مع التقدم في السن يرجع إلى النفايات في داخل الخلايا ولكن من الخطأ أن يعزى ذلك إلى تقدم في العمر فقط. إذا اتخذت العناية اللازمة بالغذاء وبعوامل أوجه الحياة الأخرى ستتمكن من الإبقاء على حيويتك رغم تقدمك بالسن.

ماذا علينا أن نفعل إذاً للتخلص من النفايات داخل خلايانا؟

هناك نظام مكرس لنزع السموم داخل خلايانا. الأنزيمات التجديدية التي ذكرناها سابقاً تشترك في نظام نزع السموم هذا. تتوقف إزالة النفايات التي في داخل الخلايا وحتى إعادة تدويرها على مستوى نشاطات هذه الأنزيمات.

التأكل الذاتي

ليس الأكل مفتاح الشروع بالتأكل الذاتي الذي هو معمل الجسم للتدوير داخل الخلايا، فلقد دلّت الأبحاث أن هناك جهازاً بسيطاً يشغل هذا المعمل داخلك.

عندما يواجه الجسم إمكانية الجوع يدير مفتاح التأكل الذاتي. وكما رأينا في الفصل الثالث، قدّم البروفسور نوبورد ميزوشيحا من كلية الطب في طوكيو، بحثاً عن كيف ولماذا يعمل ذلك بالضبط. إذا وضعت نفسك بحالة جوع تدير مفتاح التأكل الذاتي، معمل تدوير النفايات في جسمك. المغذيات من الأكل الذي نتناول تُمتص من أمعائنا وتُحمل من قبل خلايا الدم الحمراء إلى الخلايا في أنحاء الجسم. حالة الجوع تعني أن سيل المغذيات من المصران عبر الدم لستين تريليون خلية قد توقف. في علم التغذية التقليدي كان يعتبر أنه من المهم أن تأخذ المغذيات الضرورية بتوازن جيد كي لا تواجه حالة جوع. بحسب هذا المنطق كان على المرء أن يتناول ثلاث وجبات في اليوم بأوقات معينة ليوفر كمية دنيا من السعرات للنشاطات اليومية. غير أنه، مع مثل هذه الممارسة، ربما لا يتمكن التأكل الذاتي، عملية نزع السموم داخل خلايانا، من العمل كما يجب، وفي هذه الحال، تتجمع كميات متزايدة من النفايات داخل خلايانا.

تركيب بروتينات جديدة من بروتينات النفايات

لقد بدأ العلم يعي وجود تدوير البروتين ويحاول أن يفهمه. عندما يفكر كيف أن المرء يمكنه أن يعيش لوقت طويل جداً بدون أكل إذا توفر له الماء نرى أن السبب في ذلك هو أن معمل التدوير داخل خلايانا يعمل لإنتاج بروتينات جديدة من بروتينات معتلة أو من بروتينات النفايات. بكلام آخر حتى عندما لا تأكل يظل تحديد النسيج سائراً لا يتوقف. وعلاوة على ذلك يستعمل كامل مخزون البروتين المعتل خلال عملية التركيب هذه وهكذا يشجع إزالة المسوم داخل الخلايا جاعلاً الخلايا أكثر نشاطاً.

معجزة التأكل الذاتي

إذا طالت فترة الجوع تُستنفد كمية الخلايا المريضة فيقوم الجسم بالتهام الخلايا السليمة ما يؤدِّي في نهاية الأمر إلى الوفاة. ما هو إذاً تعريف حالة جوع “معقولة”؟ لقد تطورنا كبشر عبر تاريخ صراع مع الجوع، وحتى في ظروف قاسية تمكنّا من البقاء والازدهار. والاكتشافات الحديثة التي تمّت في علم الأحياء تساعدنا على فهم كيف ولماذا كان النجاح حليفنا في هذا الصراع. إن قدرة جسمنا، في مواجهة الجوع، على تدوير البروتين عبر عملية التأكل الذاتي هي المعجزة التي حوّلت التيار إلى جانبنا. عندما يكون جسمنا في حالة جوع تُخرج النفايات من خلايانا وتدور إلى بروتينات ثم تحول عبر عمل المتعددات إلى طاقة. من واقع الجوع حُرِّر نوع من القوة النابعة عن الحاجة. وبإصابتنا بالتخمة من كثرة الأكل، حرمنا أنفسنا من نشاط أنزيماتنا التجديدية مما أدّى إلى توقف معمل التدوير في جسمنا.

تعلم الشينيا بيوزيم أن عملية نزع السموم من الخلايا تهتم بشأن متى يجب ألا نأكل كما تهتم بشأن كيف نأكل. يبدأ التأكل الذاتي عندما يشعر الجسم أنه في حالة جوع. إننا نتمكن من تقليد حالة جوع بسهولة باستعمال تقنية أسميتها “الصيام الصغير”. القصد من مثل هذا الصيام ليس تقليل مأخوذ السعرات أو تخفيف الدهون الزائدة في الجسم بل تنشيط الأنزيمات التجديدية بإحداث حالة مقلِّدة لحالة جوع كطريقة للوصول إلى عملية نزع السموم من الخلايا.