التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

تجنب الاضطراب في الحالات الطارئة

لا أحد منا ينكر أهمية الإسعافات الأولية وما لها من دور مهم في إنقاذ حياة من
يتعرضون لحوادث قد تودي بحياتهم إذا لم يسعفوا في الوقت المحدد ومن هنا جاءت
أهميتها، ويؤكد العديد من الأطباء أن الإسعافات الأولية تعتمد بالدرجة الأولى على
المهارات البشرية وكذلك على الأجهزة والأدوات بالدرجة الثانية لذا ينبغي على من
يقدم هذه الخدمة الجليلة أن يكون ملماً بكيفية التعامل معها

ويحسن تقديم العناية الفورية للأشخاص الذين يعانون من إصابات أو أمراض مفاجئة
وكيفية إمكان أن يقدم الشخص المساعد لنفسه أو غيره في مثل هذه الظروف، وذلك يعتبر
جزءاً لا يتجزأ من أهداف الإسعافات الأولية وقد التقينا شوقي غملوش طبيب عام في
مركز «الأطباء الاستشاريون».

عناية فورية

الإسعافات الأولية هي العناية الفورية التي تقدم إلى الشخص الذي يعاني من الإصابة
أو التعرض للمرض بصورة مفاجئة وتشتمل على مساعدة الشخص لنفسه أو لغيره وهي جزء لا
يتجزأ من حلقة الخدمات الطبية وتساهم في إنجاح العلاج الطبي النهائي ولا تغني عنه.

والإسعافات الأولية تقدم دون الاعتماد على أي أجهزة أو أدوات سوى المهارات البشرية،
ومن أهداف الإسعافات الأولية: العناية الفورية بإصابات الحوادث والأمراض المفاجئة،
المحافظة على حياة المصاب، الحد قدر الإمكان من قدر الإصابة مع المقدرة على التمييز
بين ما يجب عمله وما لا يجب عمله، والمساعدة على الشفاء بإذن الله.

الشخص المؤهل

يستطيع معظم الأشخاص تقديم الإسعافات الأولية على درجة عالية من الكفاءة بعد
التدريب النظري والعملي، ويجب على الشخص التعامل السليم مع الموقف الإسعافي الشخصي
للمصاب والإصابة نفسها.

إن المعرفة والمهارة في الإسعافات الأولية قد تعني الفارق بين الحياة والموت والعجز
الدائم والمؤقت والشفاء السريع والعلاج الطويل، أما ما هي مسؤوليات مقدم الإسعافات
الأولية فهناك العديد من المسؤوليات من أهمها: المحافظة على السلامة الشخصية وعدم
التعرض للخطر، تقييم الحالة بسرعة وكفاءة وطلب المساعدة اللازمة فوراً.

وهنا يجب أن تكون قراراتك وتصرفاتك منسجمة مع الظروف المسببة للحادث أو المرض
المفاجيء، معرفة الإصابة ودرجتها ونوعية المرض قدر المستطاع، تقديم العلاج المبدئي
بكفاءة حسب الإمكانيات المتاحة وحسب الأولويات، كما يجب مراعاة عدد الأفراد
المصابين والبيئة المحيطة ومدى توفر المساعدة الطبية. في بعض الأوقات يكون العمل
ضرورياً لإنقاذ الحياة

وفي أحيان أخرى لا تكون هناك حاجة للعجلة حيث توجه الجهود وتنصب فقط للوقاية من
تفاقم الإصابة والحصول على المساعدة وطمأنة المريض الذي قد تكون حالته النفسية
سيئة، الاتصال بالجهة المسؤولة عن إسعاف المرضى ليتم الإجراء المناسب والنقل حسب
الحالة، التصرف بهدوء وحكمة وتقديم المساعدة بكفاءة وثقة مع متابعة الحديث مع
المصاب لتهدئته وكسب ثقته،

عدم تحريك المصاب إلا في حالات معينة، عدم إعادة العظام البارزة أو الأحشاء إلى
مكانها، عدم سحب أو انتشال الأشياء المطعونة في الجسم، لا يعطي المصاب أي طعام أو
شراب قبل وصول الفريق الطبي.

كل ذلك يجب أن يطبق في إطار من الأخلاق الحميدة وعدم إفشاء الأسرار وتعتبر دورات
الإسعافات الأولية التي تنظمها الجهات الصحية والمراكز الطبية دورات مهمة لا غنى
عنها لمعظم الناس، فهي تثري الثقافة الطبية العامة للشخص بالإضافة إلى زيادة الثقة
بالقدرة على مساعدة نفسه والآخرين بالأوقات الحرجة.

حالة طارئة

عند مواجهة حالة طارئة ينبغي إتباع العديد من النقاط التي تحمي من تقدم له
الإسعافات من المضاعفات وأولها: لابد أن يحاول المسعف أن يحتفظ بهدوئه ورباطة جأشه
في هذه الحالة لكي يستطيع السيطرة على تفكيره وتقديم المساعدة المناسبة دون ارتباك
أو تسرع مما قد يتسبب في إعاقات أو ما شابهها.

ثانياً: يجب أن يضع من يقدم الإسعافات الأولية في ذهنه عدم المخاطرة لأنه لو يصاب
أو يفقد حياته أثناء تقديم الإسعافات الأولية فلن يستطيع إسعاف أحد من المصابين
وبهذه الحالة تعرض هو للخطر وبقي من يحتاج للإسعافات دون إسعاف.

ثالثاً: عدم الإقدام على تحريك المصاب دون حاجة، وبصورة عامة هناك ثلاث حالات
تدعونا لتحريك المصاب من الموقع عدا ذلك فلا داعي لنقله وهي: إذا كان الموقع يهدد
حياة المصاب مثل: وجود حريق، نقص في الأوكسجين، إمكانية حدوث انفجار، إمكانية
انهيار المكان،

إذا كان لابد من تحريك المصاب للوصول إلى مصاب آخر كأن يكون أحدهم في ممر وهو يعطل
الوصول إلى مصاب آخر في داخل الغرفة مثلاً أو يكون عند باب السيارة التي أصابها
الحادث وتريد أن تصل للمصاب في الناحية الأخرى، إذا كان عليك أن تضع المصاب في مكان
أكثر ملائمة لتقديم العناية مثل: عمل الإنقاذ الرئوي حيث يجب أن يكون المكان صلباً
ومستوياً.

قواعد عامة

هناك العديد من القواعد المتعارف عليها ومن أهمها: ألا تحمل أكثر مما لا تستطيع عند
تقديم خدمة الإسعافات، عندما تحمل شخصاً استخدم ساقيك ولا تستخدم ظهرك، اجلس
القرفصاء ثم انهض على رجليك دون أن تحني ظهرك، امش ببطء ولكن بخطى ثابتة وتجنب
الحركات الفجائية وكذلك تجنب ثني المصاب واحرص على عدم ثني العمود الفقري عموماً أو
منطقة الرقبة خصوصاً.

الطرق الوقائية

هناك العديد من طرق الوقاية من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال فهناك الطرق
الوقائية من حوادث السيارات وبهذه الحالة لابد من تعويد الأطفال على استخدام
الأحزمة أو المقاعد الخاصة بالرضع والتي تثبت بشكل جيد في السيارة وعدم حضن الطفل،
وعدم السماح بقيادة السيارة للأطفال حتى يكبروا ويصرف لهم رخص قيادة، كما أن
التوعية المبكرة للأطفال حول قوانين المرور والإرشادات الضوئية مهمة لتعويد الطفل
على الطرق الوقائية بهذا الجانب.

الوقاية من الغرق، بعدم ترك الأطفال دون عمر ثلاث سنوات بمفردهم في أحواض الاستحمام
أو تجمعات المياه، وعدم ترك الطفل دون مراقبة قرب أحواض السباحة كما يجب على الأهل
الالتحاق بدورات الإسعافات الأولية لتعلم طرق الإنعاش القلبي الرئوي.

والحماية من الحروق، بعدم شرب أي شيء ساخن أثناء حمل الطفل، وضرورة وضع المواد
الساخنة والأطعمة بعيداً عن حافة الموقد أو المنضدة، ومنع الأطفال من لمس مصادر
الماء الساخن أثناء الاستحمام، الانتباه دوماً لأعواد الثقاب والسجائر المشتعلة
وإبعادها عن الأطفال، استخدام الأغطية لمصادر الكهرباء وجعلها مرتفعة عن مستوى
الأرض ما أمكن،

وبالنسبة للحماية من الجروح فلابد من الانتباه دائماً لوضع السكاكين والأدوات
الحادة في مكان بعيد عن متناول الطفل، والانتباه لقطع الزجاج المكسورة والتي يمكن
أن تسبب جروحاً نازفة، وعدم ترك أي أدوات تستخدم في الخياطة كالإبرة والدبابيس
وشفرات الحلاقة في متناول الطفل، عدم وضع الأدوية في متناول الطفل وهناك العديد من
الطرق الوقائية التي يجب اتباعها لتجنيب الأطفال الكثير من المخاطر، ويمكن الرجوع
للكتب المتخصصة في هذا المجال.

صيدلية المنزل

أجمع الأطباء على أهمية وجود حقيبة للإسعافات الأولية في كل منزل وسيارة وأقل ما
يمكن أن تحتويه هذه الحقيبة مسحات طبية، ورباط شاش معقم، وقطن معقم، ورباط مثبت،
ومادة منظفة ومعقمة مثل: ديتول أو السافلون أو ميكروكروم، وميزان حرارة، وقفازات
مطاطية، ومصباح كشاف إن أمكن، وقطع لاصقة، ورباط ضاغط، ومشمع لاصق (بلاستر)، وقطع
شاش معقم، ومقص، وورق وقلم لتدوين الملاحظات، وإذا كان أفراد المنزل ممن حصلوا على
دورات تدريبية أو لابد من وجود كتاب عن الإسعافات الأولية