الحوادث تقع حتى في أكثر البيوت تنظيماً. يمكن أن تقع الحوادث في كل مكان، وأثناء القيام بأي عمل، من قيادة السيارة وحتى المهام المنزلية التي تقوم بها بنفسك.
معظم الحوادث يمكن منعها تماماً؛ وإليك كيفية تقليل احتمالات وقوعها إلى أدنى حد.
لعلك تتساءل عن العلاقة بين الحوادث وبين عيش شباب أطول، بغض النظر بالطبع عن الحقيقة الواضحة التي تقول إن حادثاً خطيراً يمكن أن يؤدي للموت في سن مبكرة. في المتوسط، فراش واحد من بين كل عشرة فرش في كل مستشفى في الدول الصناعية المتقدمة -وفي العديد من الدول النامية أيضاً- مشغول بشخص تعرض لحادث.
والحوادث التي لا تقتلك يمكن أن تصيبك بالشيخوخة؛ فالإصابات يمكن أن تجعلك أقل قدرة على الحركة والنشاط، ويمكن أن تسبب لك الضغط؛ أعظم أعداء جهازك المناعي. ولكن معظم الحوادث يمكن تجنبها بسهولة كبيرة، بواسطة بعض الاهتمام والتفكير المسبق.
خذ أسلوب “افعلها بنفسك” كمثال. إن بيتك هو ملاذك الآمن، ولكنه قد يكون أيضاً مكاناً من الخطر التواجد فيه ما لم تكن حريصاً. وأسلوب “افعلها بنفسك” هو أحد عوامل الخطر. لماذا نقدم بسعادة على محاولة إنجاز مهام تتطلب استخدام سلم عتيق متهالك وأدوات قوة بدون حتى ارتداء الملابس المناسبة أو اتخاذ احتياطات الأمان الضرورية؛ مثل جعل أحدهم يمسك السلم؟ إذا كنت تخطط للقيام ببعض الأعمال في المنزل بنفسك، فاحرص على الاستثمار في ملابس وأدوات الأمان مثل القفاز السميك، ومنظار الوقاية من الأشعة والضوء الساطع، وسلم متين (تخلص من ذلك السلم البالي القديم، وإلا فإنه قد يظل يغريك باستخدامه). وضع السلم الذي ستصعد عليه على سطح ثابت.
وليس من الحكمة أن تستأجر أجهزة تعمل بالطاقة لا تفقه شيئاً عن كيفية استخدامها؛ الأشياء ليست دائماً سهلة الاستخدام كما تبدو عليه في البرامج والإعلانات التليفزيونية. ولا تقم بأي أعمال منزلية بنفسك إذا كنت متعباً أو ليس لديك وقت كافٍ، وبالتالي تتعجل وتقوم بالعمل بإهمال. الأمر لا يستحق هذا.
السلالم العتيقة المتهالكة مسئولة عن العديد من الحوادث التي تقع في البيوت، وهي أحد أكبر أسباب الوفاة بين الأشخاص الذين يتراوح عمرهم بين 65 و 74 عاماً. وتزداد احتمالات تعرضك للسقوط عن تلك السلالم إذا لم تكن لائقاً بدنياً؛ والعضلات الضعيفة لا تسترد عافيتها بسرعة إذا تعثرت أو سقطت. ومع ذلك، يمكنك تقليل الخطر إلى أدنى حد عن طريق تخزين الأشياء التي تستخدمها بكثرة على ارتفاع يسهل بلوغه، والحفاظ على الأرض خالية من الفوضى والركام، والتأكد من وجود إضاءة كافية في المنزل، خاصة في مناطق السلالم.
حوادث السيارات تقتل ما يُقدر بمليون شخص سنوياً في أنحاء العالم، هذا بخلاف الحوادث غير القاتلة بالطبع. إن حوادث الطرق سبب رئيسي للإصابات الخطيرة. ويُقدر أن القيادة أثناء الشعور بالإرهاق تلعب دوراً كبيراً في العديد من الحوادث على الطرق السريعة. وقد أوضحت الأبحاث أيضاً أن الحوادث التي تقع بسبب النوم تؤدي للموت والإصابات الخطيرة أكثر من غيرها من أنواع حوادث الطرق.
وتقع الحوادث الناتجة عن الإرهاق كثيراً بين الرابعة والسادسة صباحاً؛ ولكن فترة القيلولة الطبيعية بين الثانية والرابعة ظهراً هي فترة خطر أيضاً. أما طول الوقت الذي تقضيه خلف عجلة القيادة فهو أمر غير مهم؛ فمعظم الحوادث التي تقع بسبب إرهاق السائقين تقع خلال الساعة الأولى من القيادة. لذا، لا تحاول حتى القيام بتلك الرحلة إلى السوق المحلي إذا كنت تشعر بالنعاس.
وربط حزام الأمان ووجود حقيبة هوائية مناسبة لسيارتك من بين الأشياء التي يمكن أن تحسن بشدة فرصك في النجاة من الحوادث، وكذلك إبطاء السرعة؛ فالقيادة بسرعة أقل من خمسة أميال من حد السرعة المسموح به يمكن أن تضيف بضع سنوات لعمرك المتوقع.
ومن الغريب أن أحد الأماكن التي يكون من الخطير قضاء الوقت فيها هي المستشفيات، حيث يمكن التقاط الجراثيم. وبعض الجراثيم تقاوم المضادات الحيوية، بما فيها البنسلين؛ وعلى الرغم من أن كثيراً منها غير ضار بالنسبة لمعظم الناس، فإن بعضها يمكن أن يتغلب على الجهاز المناعي لأي شخص ضعيف بسبب مرض أو جراحة. يمكنك تقليل مخاطر الإصابة بالعدوى ببساطة عن طريق غسل يديك بانتظام أثناء وجودك في المستشفى، ومطالبة أي فرد من أفراد العاملين بالمستشفى بغسل يديه أولاً قبل أن يقوم بفحصك. وبالطبع، قلل احتمالات وجودك هناك في المقام الأول بتجنب التعرض للحوادث قدر المستطاع.
لا تعتمد على حاسة الشم وحدها لاكتشاف الأخطار مثل وجود دخان خارج المنزل.
قم بتركيب أجهزة الإنذار ضد الدخان وأول أكسيد الكربون هذا الأسبوع إذا لم تكن قد فعلت هذا بالفعل.
وإذا كنت قد قمت بذلك بالفعل، فافحص البطاريات، وقم بتغيير أي بطاريات تحتاج للتغيير.
لا تستعر البطاريات من جهاز إنذار آخر وتنسَ إعادتها لمكانها!
إنني أحب التزلج ولكنني أتعرض للسقوط. هل ينبغي أن أتخلى عن ممارسته لكي أعيش حياة أطول؟
التزلج ليس رياضة خطيرة بالقدر الذي تظنه. تظهر الإحصائيات أنه من بين كل ألف شخص يمارسون التزلج يومياً، اثنان إلى أربعة فقط هم الذين يتعرضون لإصابات تتطلب عناية طبية. وهناك طرق بسيطة لتقليل احتمالات تعرضك للإصابة، مثل عدم التزلج عند الشعور بالتعب، وعدم محاولة القيام بحركات تتجاوز حدود قدرتك. لمَ لا تسجل اسمك لحضور بعض الدروس في رحلتك المقبلة لترى ما إذا كنت تستطيع تقليل مرات سقوطك؟ وفي حال كنت تتساءل عن أكثر الألعاب الرياضية خطورة، في ضوء عدد الإصابات، فهي رياضة الركبي وكرة القدم؛ أقصد اللعب وليس المشاهدة بالطبع!
إنني لا أقوم بالأعمال المنزلية بنفسي في الحقيقة، ولكنني أحب أعمال الحدائق بشدة. تلك هواية آمنة، أليس كذلك؟
أخشى أن نعم. فالحدائق أماكن من الخطر التواجد فيها. من المدهش أن العديد من الناس يتعرضون للإصابة أثناء القيام بأعمال البستنة كل عام؛ ولكن عندما تتذكر أن الأجهزة الكهربية كثيراً ما تشارك في تلك الأعمال، ربما لا يعود الأمر مثيراً للكثير من الدهشة. إن أخطر مزيج على الإطلاق هو مزيج الإنسان وآلة جز العشب. وتضم عناصر الخطر الأخرى آنية الزهور (فالناس يتعثرون فيها أو يسقطون عليها)، ومقصات التقليم، وأدوات التشذيب، والجرافات، وأجهزة التشذيب الكهربية. ارتدِ قفازيك، وحذاءك، وبنطلونك دائماً عند تشذيب الحديقة بدلاً من ارتداء الشورت والصندل، ولا تستخدم أداة التشذيب وأنت ترتدي الصندل، واستخدم فقط جزازات العشب الكهربية وغيرها من الأجهزة الكهربية التي تحتوي على أداة لفصل التيار الكهربي بسرعة في حال وقوع أي حادث. وعليك باستخدام أجهزة فصل الطاقة؛ حيث إنه من السهل للغاية قطع كبل الطاقة بطريق الخطأ، حتى إذا كان لونه مميزاً جداً.