معظم الأشخاص يعتقدون بأن الذكاء هو شيء يولد مع الإنسان وليس هنالك من وسيلة لتغييره. رغم وجود عنصر غريزي للذكاء بوضوح، إلا أن علماء النفس أكدوا بأننا نستعمل أقل من 1% من قدرتنا العقلية وأننا يومياً نفكر آلاف الأفكار، حيث أن غالبيتها العظمى هي إعادات! تصور ما يمكن أن يحدث إذا ركزنا كل طاقتنا الفكرية على العمل الموجود وعملنا بطاقتنا الكاملة.
إن الدماغ والجهاز العصبي، الـ «خردوات» العقلية، مؤلف من شبكة من الـ Neurons، وهي خلايا مخصصة بحيث أن كل واحدة قادرة على تكوين عشرات الآلاف من الاتصالات مع غيرها. ويُعتقد أن التفكير يمثل نمطاً من النشاط من خلال هذه الشبكة. إن النشاط، أو الإشارات، تدخل ناقلي الأعصاب Neurotrsansmitters وهي رُسل كيميائية في الدماغ. عندما نفكر، نحن نغير نشاط ناقلي الأعصاب. وكل من الدماغ وناقلي الأعصاب يشتق من المغذيات ولذلك فهو يتأثر بما يأكل الفرد ويشرب.
في العام 1986، قررنا نحن في معهد التغذية المثلى البحث حول مسألة ما إذا كان إعطاء كمية مثلى من المغذيات المستعملة من قبل الدماغ والجهاز العصبي يحسن الأداء الفكري أم لا. ولقد علمنا مسبقاً أن وضع المغذي لدى الفرد كان مرتبطاً بذكائه. لأنه في العام 1960 مثلاً أظهرت دراسة أجريت من قبل كابولا وزملائه، أن وضع الفيتامين C المتزايد كان متصلاً بارتفاع حالة الذكاء.
وقام كابولا بتقسيم 351 طالباً ضمن مجموعات تستعمل كميات عالية وقليلة من الفيتامين C، وفقاً للمستوى في الدم. ثم تم قياس معدل الذكاء لدى الطلاب، ووجد بأن هذا المعدل هو 113 لدى الطلاب ذوي المستويات العالية من الفيتامين C و109 لدى الطلاب ذوي المستويات المتدنية. (إن معدل الذكاء IQ) هو قياس متفق عليه للذكاء، إن معدل 100 نقطة، يشكل متوسط الذكاء. والمعدل الذي يفوق 125 بحوالى 5%، هو جيد والذي يقل عن 80 بنسبة 10% اعتبر من الناحية التربوية دون العادي).
والعكس أيضاً صحيح: فوجود مستويات عالية من المغذيات المضادة يتناسب مع ضعف الذكاء. لقد اكتشف الباحثون في معهد ماساشوتش للتكنولوجيا، أنه كلما ارتفعت نسبة الكربوهيدرات المكررة – كالسكر، الحبوب الصناعية، الخبز الأبيض والحلويات – في النظام الغذائي كلما كانت درجة معدل الذكاء أقل. إن الاختلاف بين درجات آكلي السكر العالي والمنخفض من خلال دراسة أجريت عليهم كان تقريباً يساوي 25 علامة. وقد استنبط البروفسور نيدلمان خطة بارعة لاختبار أثر المغذي المضاد، الرصاص، على السلوك والذكاء. فقام بجمع أسنان الطفل (أسنان الحليب) من آلاف أطفال المدارس، محللاً مستوى الرصاص لديهم، وقام أساتذتهم بتقدير سلوكهم. وكلما زاد مستوى الرصاص، كلما كان السلوك أسوأ، وانخفض معدل الذكاء، وهذه النتيجة قد تم تأكيدها من قبل العديد من الباحثين، مما أدى إلى تشريع وقف استعمال الرصاص المضاف إلى النفط في المملكة المتحدة. من بين آلاف الأطفال الذين تم فحصهم، لا وجود لواحد منهم مع معدل عالٍ من الرصاص قد ظن حتى الآن أنه حصل على معدل ذكاء أعلى من 125. في الأحوال العادية، فإن 5% من السكان قد حلوا فوق هذا المقياس. خلال الثمانينات، قدّر وجود 50% من الأطفال في بريطانيا يعانون من مستويات عالية من الرصاص. مع استعمال النفط الخالي من الرصاص، فإن مستوياته بالدم قد هبطت لحسن الحظ.
من أجل اختبار الآثار الشاملة للفيتامينات والمعادن على الأداء الفكري، قام غويلليم روبرت، أستاذ مدرسة وأخصائي تغذية من معهد التغذية المثلى، ودايفيد بانتون، طبيب نفسي من كلية سوانسيا الجامعية، بوضع 60 طفل مدرسي ضمن برنامج مكمل مخصص متعدد الفيتامينات والمعادن، ومصمم لتأمين الكمية المثلى من المغذيات الأساسية. من دون علم هؤلاء الأطفال، خضع نصفهم لعلاج إيهامي. خلال تحليل الأنظمة الغذائية لأطفال المدارس. تبين وجود أقلية كبيرة تحصل على أقل من الحصص اليومية الموصى بها فيما يخص مغذٍ واحد على الأقل. بعد ثمانية أشهر من تناول المكملات فإن معدلات الذكاء غير الشفهية لدى الأطفال الذين تناولوا المكملات قد ارتفعت أكثر من 10 علامات! ولم يسجل وجود تغييرات لدى أولئك الذين يتناولون علاجاً إيهامياً، أو لدى المجموعة الضابطة التي لم تأخذ أي مكملات أو علاجات إيهامية. وارتأى البروفسور سكوين تالر من الولايات المتحدة الأميركية، أنه ربما نسبة مئوية صغيرة من أطفال المدارس كان لديها ارتفاع في معدل الذكاء الحقيقي، وأن اختلاف متوسط معدل الذكاء يكون مهماً بشرط أن يكون حجم العينة كبيراً بما فيه الكفاية.
لقد كان واضحاً من خلال كل هذا البحث أن المكملات لها تأثير، لكن تم من خلاله طرح عدد من الأسئلة. من المستفيد؟ ولماذا؟ وأي مغذيات هي الأهم؟ وعلى أي مستويات؟ وكم تأخذ من الوقت للحصول على المفعول؟ من أجل الإجابة على بعض هذه الأسئلة، تم تحويل 615 طفل مدرسة في كاليفورنيا أما إلى فريق علاج إيهامي أو واحد من ثلاث فرق تتناول «المكملات» تم إعطاؤها قرابة الـ 50%، 100% أو 200% من الحصص اليومية الموصى بها في الولايات المتحدة بالنسبة إلى الفيتامينات والمعادن. بعد شهر واحد، فقط الفريق الذي تناول 200 مرة أكثر من الحصص اليومية الموصى بها حصل على درجات أعلى بمعدل الذكاء من فريق العلاج الإيهامي بشكل بالغ الأهمية. بعد ثلاثة أشهر، كل فرق المكملات اكتسبت درجات معدل ذكاء تفوق فريق العلاج الإيهامي، مع الإشارة إلى أن الفريق الذي تناول 100% من الحصص اليومية الموصى بها قد نال أعلاها، والزيادة الأهم إحصائياً. من ضمن هذا الفريق فإن 45% حصلوا على زيادة في معدل الذكاء من 15 درجة وأكثر، بالمقارنة مع متوسط الزيادة من 4.4 درجات. وقد قام باحثون آخرون بتكرار هذه الدراسة وحققوا نفس النتائج. إذن من الواضح أن إضافة كميات صغيرة من المغذيات يزيد من نسبة الذكاء ما بين 4 و5 درجات.
تحسين صعوبات التعلم
إن دليل قوة التغذية المثلى هو حتى أكثر إقناعاً مع الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم (حالياً يوجد تقريباً طفل من بين كل 10) من ضمنهم أطفال يعانون من مجموعة أعراض Down، نتيجة خلل تناسلي. عندما سمعت الباحثة د. روث هاديل عن حالة طفل يعاني من أعراض داون ارتفع لديه معدل الذكاء من 20 إلى 90 درجة بعد تدخل غذائي، قررت استطلاع الفكرة واعتبرت أن العديد من الأطفال المتخلفين عقلياً قد يكونوا ولدوا مع حاجات متزايدة إلى بعض الفيتامينات والمعادن. في دراستها الأولى أخذت 22 طفلاً متخلفاً عقلياً وقسمتهم إلى فريقين.
فريق تلقى مضافات من الفيتامينات والمعادن، وآخر تلقى علاجاً إيهامياً. بعد 4 أشهر، ارتفع معدل الذكاء لدى الفريق الذي تناول المضافات ما بين 5 و9.6 درجات، أما الأطفال الذين خضعوا لعلاج إيهامي فلم يظهروا أي تغيرات. خلال الأربع أشهر التالية. تم إعطاء كلا الفريقين مكملات غذائية فارتفع معدل التحسن إلى 10.2 درجات. وستة أطفال من بين الفريقين أحرزوا تحسن تراوح ما بين 10 و25 درجة في معدل الذكاء. في حين أنه لم يكن باستطاعة كل الباحثين إعادة تطبيق هذه النتائج، يوجد حالياً عدد كبير من الحالات المسجلة عن أطفال يعانون من أعراض داون قد أظهروا تحولات في معدل الذكاء من 10 إلى 40 درجة.
وقد تبين وجود تحسن كبير في الذكاء لدى الأطفال المنطوين على أنفسهم والذين يعانون من صعوبات في التعلم. في دراسة قام بها د. كولغان على 16 طفل يعانون من صعوبات تعليمية وسلوكية، تم إعطاء كل طفل الاحتياجات الغذائية الفردية المحددة. بعد ذلك تم إعطاء نصف الأطفال مكملات غذائية. وكل طفل شهد درس قراءة شفائي مصمم لتحسين سن المطالعة خلال سنة واحدة. وخلال فترة الـ 22 أسبوع التالية رصد الأساتذة بعناية سن المطالعة، مسجلين معدل الذكاء والسلوك لدى الأطفال. أولئك الذين لم يتناولوا المكملات أظهروا معدل زيادة في معدل الذكاء من 8.4 درجات وفي سن المطالعة من 1.1 سنة. مع ذلك، فإن الفريق الذي اعتمد على المكملات سجل تحسناً في معدل الذكاء من 17.9 درجات وفي سن المطالعة سجل زيادة قدرت بـ 1.8 سنة.
إن الأحماض الدهنية الأساسية والدهن الفوسفوري الذي يشكل جزءاً من بنية أغشية خلايا الدماغ، هما ضروريان بصورة رئيسية لنمو الدماغ وتطوره. فانخفاض مستويات الأحماض الدهنية الأساسية له أيضاً ارتباط بانخفاض مستويات الذكاء. يعتقد أن الأطفال الذين رضعوا من صدور أمهاتهم قد ظهرت لديهم درجات أعلى في معدل الذكاء في سن السابعة. إن حليب الثدي يحتوي على DHA، وهو حامض دهني أساسي، ضروري لنمو الدماغ. إن المصدر الغذائي الأغنى بالـ DHA هو السمك، الذي يعد أيضاً مليئاً بالدهن الفوسفوري.
إن تحولاً نسبته 5% في درجة معدل الذكاء قد يُعيد عدداً كبيراً من الأطفال المصنفون دون المستوى الطبيعي تربوياً إلى المدرسة العادية، ويوفر ملايين الباوندات التي تنفق في الوقت الراهن على التربية الخاصة. ألم يحن الوقت بعد لإعطاء الأطفال فيتامينات مستقلة بقليل من هذا الثمن؟
أمي، لقد قلعت من دماغك
إن الدماغ والجهاز العصبي للجنين يستهلكان أكثر من نصف المغذيات الموجودة والتي تموّن خلال النمو في الرحم وحوالى ربع هذه الكمية خلال حياة البلوغ. إن الدماغ يعتمد كثيراً على الغلوكوز، علماً بأن نصف المجموع الكلي للغلوكوز الموجود يمده بالنشاط، وعلى الدهون الأساسية والدهن الفوسفوري. وقد أظهر الدليل الحديث من جراء دراسة أجريت في مدرسة الطب الملكية للطلاب المتخرجين بلندن، أن دماغ النساء يتقلص وينقبض خلال الحمل. ويبدو أن حجم الخلايا هو الذي يتغير وليس العدد، والتفسير المحتمل لذلك هو أن الجنين يأخذ الإمدادات من الدهون الأساسية والدهن الفوسفوري من الأم في حال لم يجد الكفاية لأخذ حصته، إذ ثبت ذلك، سيتم تسليط الضوء على أهمية الحصول على كمية كافية من مغذيات الدماغ اليومية هذه، والتي لا غنى عنها.
ويرجح أن يكون أهم دهن فوسفوري هو Phosphatidyl Choline، الذي يزود أيضاً مغذي الدماغ، الكولين، ويعتبر الثاني ضرورياً لصناعة الاستيل كولين، وهو مرسل عصبي حيوي للذاكرة، وضبط إشارات الطُعم الحسي، وضبط حركة العضلات. إن نقص الاستيل كولين يؤدي إلى ضعف الذاكرة، الخمود، انخفاض رؤية الأحلام وجفاف الفم. ويعتقد أن ذلك هو أحد أهم أسباب اختلال العقل الفاسد، الذي يؤثر على شخص من بين كل سبعة يتجاوز عمرهم الخامسة والسبعين.
الأستيل كولين – ذرة الذاكرة
إن الأستيل كولين يتكون نتيجة عمل الأنزيم، ويعتمد على الفيتامين B5 – وعلى الكولين (فيتامين يحول دون تكدس الدهن في الكبد). لقد تبين أن اندماج B5 مع الكولين تبين أنه فعال في تعزيز الذاكرة والآداء الفكري. وأفضل مصدر مكمل للكولين هو المحيّن (Lecithin)، الذي يموّن أيضاً الدهن الفوسفوري. والمحين هو مستحلب يستعمل أيضاً في بعض الأطعمة. إن كل مخازن ومحلات الطعام الصحي تبيع منه، سواء على هيئة كبسولات دوائية أو حبوب يمكن رشها بسهولة فوق الطعام. مع ذلك، فليست كل أنواع المحين هي نفسها. ويجدر النظر إلى الوصفة قبل الشراء، والتأكد من أن المنتج يتضمن أكثر من 30% من Phosphatidyl Choline.
على الرغم من ذلك هناك مشكلة مع إضافة أي نوع من أنواع الكولين، وهي أن هذه المادة لا تدخل خلايا الدماغ بسهولة وعلى الفور. لهذا السبب فإن الكميات الكبيرة – حوالى معلقة طعام من حبوب المحين يومياً – هي ضرورية للحصول على مفعول. هناك مغذٍ آخر موجود في السمك، خاصة في السنمورة والسردين، هو DMAE (Dimethylaminoethanol) الذي يمر بسهولة إلى داخل الدماغ ويمكن أن يتحول إلى كولين لصناعة الاستيل كولين. لقد أظهر DMAE أنه يرفع من الحالة النفسية، يحسن الذاكرة، يزيد الذكاء والطاقة البدنية، ويطيل أعمار حيوانات التي خضعت للاختبار. أحد رواد علاج DMAE، د. كارل بفيفر، وجده ممتازاً منشطاً قليل الحركة – بديلاً للمهدئات. وهو حالياً يوصف، غالباً تحت اسم دينول أو دينر، لمشاكل التعلم، النشاط الفائض، صعوبات القراءة والنطق، والمشاكل السلوكية لدى الأطفال، ويجري في الوقت الرهن استقصاء آثاره في إمكانية إطالة مدة الحياة. وكما قال أحد الأشخاص الذين يتبعون هذا العلاج «أنا أكثر تيقظاً عندما أكون مستيقظاً، وأكثر استغراقاً في النوم عندما أكون نائماً. لم تتحسن ذاكرتي فقط، بل أصبح لدي وقت أسهل للحلم بالنهار عندما أريد ذلك، وتركيز أكبر على الواجبات الحياتية المهمة عندما أسعى إلى ذلك».
المغذيات الذكية
إن الكلمة الطنانة في تعزيز قدرة الدماغ هي Nootropics – مواد مشتقة من حامض أميني يسمى أمينية اللزاج الحراري أو الغلوتين الأميني الحراري وهو متوفر في الفاكهة والخضار. إن الاكتشاف بأن الدماغ والسائل المتعلق به وبالنخاع الشوكي يحتويان على كميات كبيرة من أمينية اللزاج الحراري أدى إلى تفحصه كمغذٍ أساسي للدماغ. والأطباء يصفون الـ Nootropics للملايين من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل فقدان الذاكرة سنوياً. إن الأثر الجوهري لهذه المادة هو تحسين التعلم، تمكين الذاكرة واستردادها، وكل ذلك من دون الإصابة بالتسمم أو أي آثار جانبية. وجرى اكتشاف بارع يقضي بأن Nootropics يرفع من سيل المعلومات وتدفقها بين النصف الأيمن والأيسر للدماغ. إن الدماغ الأيسر مرتبط بتفكير تحليلي، منطقي، والدماغ الأيمن مرتبط بتفكير إبداعي وصلي. ويعتقد أن ذلك هو سبب محتمل لقدرة Nootropics على المساعدة في علاج عسر القراءة. وقد أشارت دراسة نشرت عام 1988 أجراها د. بيلتش وزملائه، إلى أن Nootropics قد ترفع من عدد متلقيات الاستيل كولين في الدماغ مما يؤدي إلى تحسين فعالية الدماغ. لقد تم إعطاء الفئران المتقدمة بالسن Piracetam، وهو مشتق من أمينية اللزاج الحراري، مدة أسبوعين. فلاحظ الباحثون عقب ذلك أن هذه الفئران لديها كثافة أعلى في عدد المتلقيات بنسبة 30 – 40%. وتشير هذه الملاحظة إلى أن الذرات الشبيهة بأمينية اللزاج الحرارية لا تؤدي فقط إلى زيادة الآداء الفكري إلى أقصى حد لكنها أيضاً قد يكون لها أثراً مجدداً على الجهاز العصبي.
عامل التآزر
إن آثار تعزيز الآداء الفكري من خلال إضافة «المغذيات الذكية» أمثال Phosphatidyl Choline، حامض الجميع، DMAE وأمينية اللزاج الحراري يمكن تحسينها عندما تؤخذ بالاندماج مع شيء آخر على أكثر مما لو أخذت بشكل منفرد. في دراسة أجريت عام 1981، قام فريق من الباحثين برئاسة ريموند بارتوس بإعطاء الكولين وPiracetam إلى جرذان مختبرية متقدمة بالسن، معروف أنها تعاني من وهن الذاكرة المتعلق بالعمر. واكتشفوا أن «الجرذان التي تناولت مزيحاً من الكولين/Piracetam أظهرت درجات استبغاء ذاكرة أفضل عدة مرات من الجرذان التي تناولت Piracetam بمفرده». إن نصف الكمية فقط كان ضرورياً عند مزج المادتين معاً.
استنزاف الدماغ
في حين أن المواد الكيميائية والمغذيات «الجيدة» تستطيع تحسين الوظيفة العقلية، فإن المواد الكيميائية السيئة تستطيع، لا بل تقوم بتخفيض نسبة الذكاء. والكحول هي نموذج من الدرجة الأولى. أما القهوة، التي يعتقد عموماً أنها تحسن التركيز، فهي في الواقع تنقص منه. لقد أظهر عدد من الدراسات أن القدرة على تذكر لوائح من الكلمات يتم بشكل أسوأ مع وجود الكافيين. ووفقاً لأحد الباحثين، وهو د. أريكسون، «قد يكون للكافيين أثراً مضراً في التصنيع السريع للمنبهات المبهمة أو المشوشة»، مما يبدو كوصفة للحياة العصرية! إن مزج الكافيين والكحول يبطئ فترة الاستجابة، وفي إحدى الدراسات ظن أنه يجعل الخاضعين أكثر ثمولاً من تناول الكحول وحدها. والكافيين موجود في القهوة، الشاي، الشوكولا، اللوكوزاد، مشروبات الكولا وعشبة غوارانا. إن اتباع نظام غذائي غني بالسكر والكربوهيدرات المكررة، كما جرت الإشارة سابقاً، هو عامل آخر يقلل من معدلات الذكاء.
أما المعادن الثقيلة كالرصاص، الكالسيوم والألمنيوم فهي تتراكم في الدماغ وقد ظهر بوضوح أنها تقلل الذكاء، التركيز، الذاكرة والتحكم بالدوافع. لذلك ينبغي إبقاء التلوث عند أدنى حد له، من ضمنه عدم التدخين، هو أمر ضروري آخر لرفع قوة الدماغ وقدرته.
بعض التوجيهات البسيطة لتحسين الذاكرة والآداء العقلي:
● قلل من كمية المنبهات كالقهوة، الشاي، الشوكولا والكولا، والسكر والأطعمة المكررة.
● قلل من مقدار التعرض للتلوث والسجائر إلى أقصى حد ممكن.
● تأكد من أنك «مموّن بالزيت تماماً» مع بذور منتظمة، زيوتها أو مضافات دهون أساسية.
● اضمن تغذية مثلى من خلال النظام الغذائي الذي تتبعه ومن خلال أخذ كمية عالية من مكمل متعدد الفيتامينات والمعادن.
● خذ المكملات اليومية التالية من المغذيات الذكية: حامض الجميع 100 – 500 ملغ؛ كولين 500 – 1000 ملغ (أو ما يوازي ملعقة شاي مملوءة من حبوب لسيتين غنية بـ Phospahtidyl choline)؛ – 100 DMAE500 ملغ؛ أمينية اللزاج الحراري Pyroglutamate 250 – 750 ملغ.