التصنيفات
الغذاء والتغذية

تحويل الغذاء إلى طاقة عالية

ما تحصل عليه من طاقة، سواء كانت ذهنية أو جسدية، هو الناتج النهائي لسلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل كل خلية من خلايا جسمك. هذه العملية التي يتم فيها تحويل الغذاء إلى طاقة يطلق عليها “عملية الهدم”. وفي تتابع محكم من هذه العمليات الكيميائية يتحلل الغذاء إلى عناصره الأولية. هذه العناصر تتحد مع الأكسجين لتكوين وحدة الطاقة الخلوية المعروفة بجزيء ATP أو أدينوزين ثلاثي الفوسفات، الذي بدوره يجعل العضلات تنقبض والإشارات العصبية تنطلق وخلايا المخ تعمل. هذه العملية السحرية تحدث بداخل كل خلية على السواء وينتج عنها خروج الفضلات في صورة ثاني أكسيد الكربون وماء. ولكن قبل كل شيء لابد من تكرير وقود الطاقة.

بالرغم من أننا يمكن أن نولد الطاقة من البروتينات والدهون والكربوهيدرات، إلا أن الغذاء الغني بالكربوهيدرات يعد أفضل أنواع الوقود. ذاك لأن الدهون والبروتينات عندما تستعمل لتوليد الطاقة تنتج مواد سامة في الجسم، بينما الكربوهيدرات هي الوحيدة التي تعتبر وقوداً “بلا دخان”. تحتاج خلايانا إلى أبسط وحدات الكربوهيدرات وهي الجلوكوز كوقود. لذلك فإن أول وظيفة للجسم هي تحويل كل صور الكربوهيدرات إلى جلوكوز. وهذا هو الهدف النهائي من عملية الهضم. وأنت عندما تتناول الغذاء الذي له معامل سكري منخفض، وتأكل بانتظام على مدار اليوم، فإنك بذلك تعطي خلاياك إمداداً منتظماً من الجلوكوز المانح للطاقة.

تحويل الجلوكوز إلى طاقة

في كل خلية من خلايانا البالغ عددها 30 تريليون تقريباً، توجد مصانع بالغة الصغر تسمى الميتوكوندريا. وهذه هي مصانع الطاقة في كل خلية سواء كانت خلية في عضلة أو في المخ أو في جهاز المناعة. وبينما تأتي تعليمات الخلية -المشفرة على مادة الـ DNA- من كلا الأبوين إلا أن هذه التعليمات أو مادة الـ DNA التي توجد داخل هذه الميتوكوندريا تنحدر فقط من الأم. فأنت إذن -شئت ذلك أم أبيت- أكثر شبهاً بأمك منك بأبيك، وترث منها تحديداً نفس القوة والضعف في الجزء الخاص بإنتاج الطاقة.

ومن الأشياء المتفق عليها الآن أن الميتوكوندريا لها علاقة بالبكتريا في الطريقة التي تعمل بها. فمن المرجح بشكل كبير أن الكائنات الحية وحيدة الخلية عندما تهاجمها البكتريا تتعلم مع الوقت كيف تتعايش معها من أجل النفع المتبادل حيث تتكفل البكتريا بإمداد الخلية بالطاقة. وهذا يعمل على نمو خلايا أكثر تعقيداً تشكل أجسامنا. والإلمام بهذه الحقائق يجعلك تدرك أن العقاقير القاتلة للبكتريا -مثل المضادات الحيوية- قد تكون لها آثار ضارة على قدرتك على توليد الطاقة، حيث إنها ربما يكون لها تأثير على الميتوكوندريا الشبيهة بالبكتريا.

كثير من الأمراض قد تعود إلى صعوبات في قدرة الجسم على تحويل الغذاء إلى طاقة داخل هذه الميتوكوندريا. على الجانب الآخر لو كانت لديك ميتوكوندريا سليمة تماماً وتعمل بكل طاقتها، فلن يستطيع شيء أن يوقفك. ودعنا نفحص عن قرب أكثر ما تفعله الميتوكوندريا والطريقة التي نجعلها بها تعمل بصورة سليمة.

تحول الميتوكوندريا الجلوكوز إلى مادة كيميائية أخرى هي حمض البيروفيك. في هذه العملية تنطلق كمية ضئيلة من الطاقة يمكن للخلية أن تستخدمها لأداء عملها. ولكن إذا حدثت هذه الخطوة دون وجود كمية كافية من الأكسجين يتكون بذلك حمض اللاكتيك. وهذا يفسر لماذا تشعر بالألم في العضلات في اليوم التالي عندما تقوم بإجراء تمرينات عنيفة للمرة الأولى، مستخدماً عضلات لم تكن تعلم حتى أنها لديك. وهذا يحدث إلى حد ما بسبب أنك تجعلها تعمل بشدة بدون وجود أكسجين كافٍ مع تكون بللورات حمض اللاكتيك. ويسمى هذا “الرياضة اللاهوائية” (أي في غياب الأكسجين). مع ذلك، فكلما مارست الرياضة أكثر ونمت عضلات أكبر، قل الضغط الذي تلقيه على هذه العضلات وزادت كمية الأكسجين التي تستهلكها. وهذا هو كل ما تهدف إليه تمرينات “الإيروبيكس”؛ وهو تزويد خلايا العضلات بالأكسجين الكافي حتى تعمل بكفاءة.

يتحول حمض البيروفيك بعد ذلك إلى أستيل مساعد الإنزيم A (AcoA). هذه المادة ربما تكون هي الأكثر أهمية حيث إنه عندما ينقص الأكسجين (على سبيل المثال، عندما يصل عداء المارثون إلى خط النهاية) يمكنك أن تحلل الدهون أو البروتينات إلى أستيل مساعد الإنزيم A وتستعمله للحصول على الطاقة. رغم ذلك، فهذه الطريقة غير فعالة إلى حد ما؛ لذا يفضل الجسم استعمال الكربوهيدرات كوقود.

بدءاً من هذه المرحلة فلاحقاً، لابد من وجود الأكسجين في كل خطوة من مسار التفاعلات الكيميائية. يدخل AcoA في سلسلة من التفاعلات الكيميائية تعرف بدورة كريبس (أو دورة حمض السيتريك) Krebs Cycle (نسبة إلى مكتشفها العالم إرنست كريبس) التي تتحرر منها جزيئات الهيدروجين. يتحد الهيدروجين بعد ذلك مع الأكسجين وتنطلق الطاقة. وفي الحقيقة أن أكثر من 90% من كل طاقتنا يتم الحصول عليها من هذه المرحلة النهائية، وتخرج مخلفات التفاعل في صورة ثاني أكسيد الكربون (الذي نخرجه مع هواء الزفير)، وماء (الذي يدخل في تكوين البول)، وحرارة. وهذا يفسر لماذا نشعر بالدفء عند إجراء التمرينات الرياضية، فخلايا العضلات تولد كمية كبيرة من الطاقة والتي بدورها تطلق الحرارة.

كيف تحول الميتوكوندريا الغذاء إلى طاقة

المواد الغذائية والطاقة

إذا كنت تعتقد أن كل ما تحتاج أن تفعله هو أن تأكل المواد الكربوهيدراتية المعقدة وأن تستمر في التنفس فأنت مخطئ، فذاك يمثل نصف القصة فقط. فهذه التفاعلات الكيميائية كلها تتحكم فيها إنزيمات بدقة بالغة، وهذه الإنزيمات هي الأخرى تعتمد في عملها على ما لا يقل عن ثمانية فيتامينات وخمسة عناصر معدنية. وإذا كان هناك نقص في هذه المواد الحفازة المهمة، فسيقل إنتاج الطاقة من مصانعها المتمثلة في الميتوكوندريا. وتكون الحصيلة عدم فعالية الطاقة المنتجة، وضعف القدرة البدنية، وتأرجح مستويات الطاقة أو انخفاضها فقط، وعدم القدرة على مقاومة التوتر والإجهاد.

وفي دراسة قام بها معهد التغذية المثالية تبين أن 58% من الأشخاص كانوا يشكون من الشعور بالتعب بشكل متكرر. ووجد الباحثون أن تحسين نوعية غذائهم وإعطاءهم الفيتامينات والمعادن الرئيسية المطلوبة لتحويل الغذاء إلى طاقة قد أديا إلى أن 73% منهم شعروا بتحسن واضح تماماً في مستويات طاقتهم. وهذا يشير بقوة إلى أن السبب الأساسي للتعب لكثير من الناس هو ببساطة نقص المواد الغذائية المناسبة.

الفيتامينات والحيوية

من أكثر الفيتامينات أهمية: مجموعة فيتامين ب المركب. هذه المجموعة تضم ثمانية فيتامينات مختلفة كل واحد منها ضروري لتوليد الطاقة. فالجلوكوز لا يمكن أن يتحول إلى حمض البيروفيك في غياب فيتامين ب1، وفيتامين ب3 (النياسين Niacin)، كما أن أستيل مساعد الإنزيم A لا يمكن أن يتكون بدون وجود فيتامينات ب1، ب2، ب3. والأكثر أهمية منها جميعاً هو فيتامين ب5 (حمض البانتوثينيك Pantothenic acid). وتحتاج دورة كريبس إلى فيتامينات ب1، ب2، ب3 لكي تؤدي دورها بكفاءة. كما أن الدهون والبروتينات لا يمكن أن تستخدم لإنتاج الطاقة في غياب فيتامين ب6، أو فيتامين ب12، أو حمض الفوليك، أو البيوتين Biotin.

وكان الاعتقاد السائد أنه طالما أنك تأكل وجبات معتدلة فأنت بذلك تحصل على كمية كافية من فيتامين ب المركب. إلا أن الدراسات أثبتت أن النقص الطفيف على المدى البعيد لهذه الفيتامينات يؤدي بالتدريج إلى استنفادها داخل الخلايا مسبباً الإشارات التحذيرية المبكرة للنقص، مثل: سوء حالة الجلد، والقلق، والاكتئاب، وسرعة الانفعال ثم أكثرها حدوثاً وهو الإعياء. أضف إلى ذلك أن الحميات الغذائية لكثير من الناس لا تلبي الاحتياجات المطلوبة من هذه الفيتامينات الحيوية. وأوضحت دراسة بوكر عام 1985 أن واحداً فقط من بين عشرة أشخاص يتناول وجبة تحقق المعدل اليومي المسموح به لفيتامين ب6 أو حمض الفوليك.

وفي إحدى الدراسات التي أجريت بمعهد التغذية المثالية قمنا بإعطاء بعض المتطوعين -غالبيتهم يتناول حمية متوازنة تماماً- جرعات إضافية من فيتامين ب المركب تمثل في الغالب عشرين ضعفاً للمعدلات الموصى بها يومياً. بعد ستة أشهر، سجل 79% من المشاركين تحسناً ملحوظاً في الطاقة وشعر 61% منهم بتحسن في لياقتهم البدنية، كما لاحظ 60% تحسناً في الذاكرة والنشاط العقلي. والسبب المرجح لهذا أن المعدلات الموصى بها يومياً ليست هي نفس المستويات المثلى التي نحتاجها للحصول على صحة وطاقة عاليتي المستوى.

وحيث إن مجموعة فيتامين ب المركب تذوب في الماء، لذا لو تناولتها بكمية زائدة عن احتياجك، فسوف تخرج ببساطة مع البول. وهناك قلة من هذه الفيتامينات -مثل فيتاميني ب6، و ب3- قد تصبح سامة إذا استهلكت عدة جرامات منها، لكن من ذا الذي يود أن يفعل ذلك؟ وبسبب ذوبان هذه الفيتامينات في الماء وحساسيتها للحرارة، فإنه من السهل أيضاً أن تفقد عندما تُغلى الأطعمة في الماء. وأفضل المصادر الطبيعية لها: الفواكه الطازجة، والخضراوات الخضراء، وجنين القمح. كذلك تحتوي البذور والمكسرات والحبوب الكاملة على كميات معقولة، كذا أيضاً اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان. لكن هذه المستويات تتضاءل عندما يطبخ الغذاء أو يخزن لفترة طويلة.

تعتمد المرحلة النهائية قبل أن تنطلق الطاقة بتفاعل الهيدروجين مع الأكسجين على مساعد إنزيم خاص يطلق عليه مساعد الإنزيم (Co-Q) Q. والحلقة الحيوية في هذا التفاعل هي أن مساعد الإنزيم Q يزود بالشرارة التي تشتعل في وجود الأكسجين الذي يحفظ فرن طاقتك ملتهباً.

مساعد الإنزيم Q

اكتشاف وجود مساعد الإنزيم Q في الغذاء، وانخفاض مستواه مع التقدم في السن، وزيادة المستوى الخلوي مع تناول المكملات، دعا العديد من خبراء التغذية إلى الاعتقاد بأن مساعد الإنزيم Q قد يكون الحلقة المفقودة في معادلة الطاقة. ومن الناحية التقنية لا يمكن أن يصنف مساعد الإنزيم Q كفيتامين حيث إن الجسم يستطيع تخليقه (حتى إذا لم يتم تكوينه بكميات كبيرة كافية للحصول على مستوى عالٍ من الصحة والطاقة). لذلك فهو يعتبر مادة غذائية شبه أساسية.

يحسن مساعد الإنزيم Q بصورة سحرية قدرة الخلية على استهلاك الأكسجين. وفي الجزء النهائي والأهم من عملية الهدم -عندما ينطلق الهيدروجين من دورة كريبس ليتحد مع الأكسجين- يحدث التفاعل الفعلي على المستوى الذري فتنتقل مكونات هذه العناصر -المسماة بالإلكترونات- من ذرة إلى أخرى في عملية يطلق عليها “مسار انتقال الإلكترونات”. هذه الإلكترونات -وهي جسيمات مشحونة بالغة الصغر- نشطة إلى حد كبير، وتحتاج إلى حذر شديد أثناء معالجتها؛ فهي تشبه الوقود النووي في كونه مصدراً فعالاً جداً للطاقة إلا أنه خطير جداً.

هذه الإلكترونات الطليقة غير المرتبطة خطيرة لدرجة أنه يعتقد أنها تتسبب في تحول بعض الخلايا إلى خلايا سرطانية، كما أنها تضر بالخلايا الموجودة في جدران الشرايين فتؤدي إلى أمراض القلب. وهذا التلف الذي تحدثه هذه الإلكترونات للخلايا السليمة يُعد سبباً مهماً في حدوث الشيخوخة. وكلما زادت الخلايا التالفة التي عندنا، شخنا من الناحية البيوكيميائية. وتسمى الجزيئات التي تحتوي على هذه الإلكترونات الطليقة بـ “الجذور الحرة أو الشوارد الجامحة Free Radicals”. تتولد هذه الجزيئات في الجسم أثناء عملية الهدم الطبيعية التي تولد الطاقة. ولكنها تتولد أيضاً عندما ندخن أو نأكل الطعام المقلي أو عندما نتنفس في الأماكن الملوثة وكذلك عندما نتعرض للإشعاع القادم من الشمس. ومساعد الإنزيم Q له دوران رئيسيان في التخلص من هذه الإلكترونات المتطايرة: فهو يتحكم في تدفق الأكسجين مما يجعل عملية توليد الطاقة أكثر فعالية، كما أنه يمنع التلف الذي تحدثه هذه الجذور الحرة.

مساعد الإنزيم Q آمن وفعال

لا أعلم للآن أي دراسات سجلت حدوث تسمم بمساعد الإنزيم Q حتى لو أُخذ بجرعات زائدة جداً ولسنوات عديدة. وليس هناك ما يدعو إلى افتراض أن الإمداد التكميلي المستمر بمساعد الإنزيم Q -كما هي الحال للكثير من الفيتامينات- له تأثيرات سلبية بل على العكس، فنتائجه إيجابية للغاية.

يوجد مساعد الإنزيم Q في الغذاء، لكن ليس دائماً في صورة يمكننا أن نستفيد بها مباشرة. وهناك العديد من الأنواع المختلفة لمساعد الإنزيم Q (من مساعد الإنزيم Q1 وحتى مساعد الإنزيم Q10). فالخميرة على سبيل المثال تحتوي على مساعدي الإنزيم Q6 و Q7. أما مساعد الإنزيم Q10 فهو الوحيد الذي يوجد في جسم الإنسان. وهو النوع الفعال بالطرق الموصوفة في هذا الكتاب. وهو النوع الوحيد أيضاً الذي يجب أن يُعطى كمكمل غذائي. مع ذلك، يمكننا أن نستهلك أنواعاً ضئيلة القوة الغذائية من مساعد الإنزيم Q ونحولها إلى مساعد الإنزيم Q10. وعملية التحويل هذه -التي تحدث في الكبد- تتيح لنا أن ننتفع بمساعد الإنزيم Q الموجود تقريباً في كل الأغذية.

أفضل مصادر الغذاء الغنية بمساعد الإنزيم Q10

(مجم لكل جم)

الغذاء الكمية الغذاء الكمية
اللحوم البقوليات
لحم البقر 0.031 الفاصوليا الخضراء 0.0058
السمك المفلطح 0.005 فول الصويا 0.0029
لحم الدجاج 0.021 حبوب أدزوكي 0.0022
الأسماك المكسرات
السردين 0.064 الفول السوداني 0.027
الماكريل 0.043 بذور السمسم 0.023
الجوز 0.019
الحبوب الخضراوات
نخالة الأرز 0.0054 السبانخ 0.010
الأرز __ البروكولي 0.008
جنين القمح 0.0035 الفلفل 0.003
دقيق القمح __ الجزر 0.002
الدخن 0.0015
الحنطة السوداء 0.0013 الزيوت
زيت الصويا 0.092

لكن بعض الناس -خاصة كبار السن- يجدون أنه من الصعب أو من المستحيل تحويل الأنواع الدنيا لمساعد الإنزيم Q إلى مساعد الإنزيم Q10 النشط. ونحن لا نعرف على وجه الدقة سبب ذلك أو إلى أي حد تضعف قدرتهم على فعل ذلك. لكن بالنسبة لهؤلاء الناس يعد مساعد الإنزيم Q10 مادة مغذية ضرورية إلى حد كبير. وبعبارة أخرى تحتاج أجسامهم إلى أن تحصل عليه من الخارج، وهذا غالباً يفسر سبب حدوث نقص في مساعد الإنزيم Q.

تحتوي بعض الأغذية على كميات أكبر نسبياً من مساعد الإنزيم Q10، وهذه الأغذية من المحتمل أن تكون أفضل مصادرنا الغذائية لمساعد الإنزيم Q. هذه الأغذية تضم كل اللحوم، والأسماك (خصوصاً السردين)، والبيض، والسبانخ، والبروكولي (نوع من القنبيط)، والفصفصة، والبطاطس، وفول الصويا، وزيت الصويا، والقمح (بخاصة جنين القمح)، ونخالة الأرز، والحنطة السوداء، والدخن، ومعظم البقوليات، والمكسرات، والبذور.

تطرح اليوم كثير من الشركات مكملات مساعد الإنزيم Q10، وأفضل جرعة تتراوح على الأرجح بين 10 إلى 90 مجم في اليوم، وتمتص أفضل إذا كانت في صورة ذائبة في الزيوت.

طاقة العناصر

المعادن الطبيعية، مثل الحديد والكالسيوم والمغنسيوم والكروم والزنك، تعتبر أيضاً ضرورية للحصول على الطاقة. ويعتبر الكالسيوم والمغنسيوم من أهم هذه العناصر؛ لأن كل خلايا العضلات يجب أن تحصل على كفايتها منهما لكي تستطيع أن تؤدي وظائفها من انقباض وانبساط. يؤدي نقص المغنسيوم (وهو شائع جداً في الأقوام الذين لا يأكلون الفواكه أو الخضراوات بكثرة) إلى حدوث تقلصات في العضلات؛ لأنها تفقد قدرتها على الارتخاء.

المغنسيوم أحد المعادن الضرورية المهمة. فحوالي 75% من إنزيمات الجسم تحتاج إليه لتؤدي عملها، كما أنه ضروري لتمثيل المواد الكربوهيدراتية. وهو أيضاً ضروري للخلايا العصبية التي تقوم بإرسال إشاراتها العصبية. ويتسبب نقص المغنسيوم في المشاكل والاضطرابات الآتية: رعشة في العضلات، ووهن عضلي، وأرق، وقلق، ونشاط مفرط على نحو مرضي، واكتئاب، وتشويش، وعدم انتظام ضربات القلب، وإمساك، وفقد الشهية. ومعظم هذه الأعراض يرتبط بالقصور في وظائف العضلات أو الأعصاب.

الزنك أيضاً من المعادن المهمة، ونحن نحتاج إليه بالإضافة إلى فيتامين ب6 لتصنيع الإنزيمات التي تهضم الغذاء. وهما أيضاً ضروريان لإنتاج هرمون الإنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم. يسبب نقص الزنك اضطراباً في آلية السيطرة على شهيتنا، ويقلل حاستي الذوق والشم، وغالباً ما يؤدي إلى فرط استهلاك اللحم والجبن والأغذية قوية المذاق.

الكروم كذلك أحد المعادن الأساسية التي تحفظ مستوى السكر في الدم، وكلما كنت كبيراً في السن، قل احتمال تناولك لكمية كافية منه. ومتوسط الجرعة اليومية أقل من 50 مكجم، بينما الجرعة المثالية -للذين يعانون اضطراباً في مستوى سكر الدم- حوالي 200 مكجم. يوجد الكروم في الغذاء الكامل، لذلك يوجد بكمية كبيرة في دقيق وخبز ومكرونة القمح الكامل. ويوجد كذلك في البقول والمكسرات والبذور. ويحتوي الهليون وعيش الغراب على نسبة عالية منه على وجه الخصوص. وحيث إن الكروم يعمل مع الإنسولين لتنظيم مستوى السكر في الدم لذا كلما كان مستوى السكر في دمك متفاوتاً وغير منتظم استهلكت كمية أكبر من الكروم. وعلى ذلك يكون مدمن المنبهات والسكريات والذي يأكل الأغذية المكررة أكثر عرضة لنقص الكروم. يفقد الدقيق 98% من محتواه من الكروم أثناء عملية التكرير وهذا سبب آخر يدعو لتجنب الأغذية المكررة.

وهناك خلاف حول إمكانية الحصول على الاحتياج الكافي من الكروم من الوجبات فقط. لذلك، فمن الأفضل استعمال مكملات الكروم الغذائية بالإضافة إلى تناول الأغذية الكاملة. وأفضل صور الكروم توجد على هيئة البيكولينات أو البولي نيكوتينات. تحتوي بولي نيكوتينات الكروم على كروم مرتبط بالنياسين (فيتامين ب3). يشكل الكروم جزءاً من مركب خاص يكونه الكبد يطلق عليه “عامل تحمل الجلوكوز”، هذا العامل يتركب من الكروم والنياسين والحمض الأميني سيستين والجليسين وحمض الجلوتاميك.

المكملات الغذائية والطاقة

لكي تحافظ على مستوى ثابت وعالٍ من الطاقة فإنك بحاجة لتناول كميات مثالية من العناصر الغذائية التي تحول الغذاء إلى طاقة بالإضافة إلى تناولك الأنواع الصحيحة من الطعام. ومن أبسط الطرق لتضمن حصولك على مثل هذه المستويات المثالية أن تأخذ المكملات الغذائية. وهذه هي الجرعات اليومية المطلوب الحصول عليها.

فيتامين ب1 (الثيامين) 25-100 مجم
فيتامين ب2 (ريبوفلافين) 25-100 مجم
فيتامين ب3 (نياسين) 50-150 مجم
فيتامين ب5 (حمض البانتوثينيك) 50-200 مجم
فيتامين ب6 (بيريدوكسين) 50-100 مجم
فيتامين ب12 (سيانوكوبالامين) 10-100 مكجم
حمض الفوليك 100-400 مكجم
البيوتين 50-150 مكجم
مساعد الإنزيم Q10 10-90 مجم
فيتامين ج 1000-3000 مجم
الكالسيوم 150-500 مجم
المغنسيوم 100-3000 مجم
الحديد 5-15 مجم
الزنك 10-20 مجم
الكروم 100-300 مكجم

هذه المستويات يمكن الحصول عليها بتناول المعادن والفيتامينات المتعددة فائقة القوة بالإضافة إلى 1000 مجم من فيتامين ج، و 100-200 مكجم من الكروم، وذلك حسب الكمية الموجودة في فيتاميناتك المتعددة.

باختصار، لكي تحافظ على مستوى الطاقة عالياً، فعليك أن:

•    تأكل الطعام الغني بفيتامين ب المركب (مثل: جنين القمح والسمك والخضراوات الخضراء والحبوب الكاملة وعيش الغراب والبيض).
•    تأكل الطعام الغني بفيتامين ج (مثل: الفلفل وقرة العين والكرنب والبروكولي والقنبيط والفراولة والليمون والكيوي والبرتقال والطماطم).
•    تأكل الغذاء الغني بمساعد الإنزيم Q (مثل: السردين والماكريل وبذور السمسم والفول السوداني والجوز).
•    تأكل الغذاء الغني بالمغنسيوم (مثل: جنين القمح واللوز والكاشو والحنطة السوداء والخضراوات الخضراء)، والكالسيوم (مثل: الجبن واللوز والخضراوات الخضراء والبذور والخوخ)، والزنك (مثل: المحار ولحم الحمل والمكسرات والسمك وصفار البيض والحبوب الكاملة واللوز)، والحديد (مثل: بذور القرع واللوز والكاشو والزبيب).
•    تتناول الفيتامينات والمعادن المتعددة فائقة القوة إضافة إلى فيتامين ج (1000 مجم)، والكروم (200 مكجم).