التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

تخطيط صدى القلب Echocardiography – فحوصات تشخيص مرض القلب – الجزء3

لقد مكن تخطيط صدى القلب Echocardiography من النظر مباشرة إلى قلبك من دون اختراق الجلد. وينقص هذا الإجراء المتميز من الحاجة إلى الاختبارات الباضعة الكامنة الخطورة، مثل القثطرة القلبية.

ما هو تخطيط صدى القلب؟

يعد تخطيط صدى القلب تطبيقا خاصا للصوت فوق السمعي (صوت فائق) التشخيصية (صوت مرتفع اللحن جدا لا يسمعه الإنسان)؛ ويماثل المفهوم الذي يقف وراء استعمال صوت فائق Ultrasound ذلك المستعمل في اكتشاف الأعماق أو تحديد مواضع الأسماك من القوارب؛ وفي حالة تخطيط صدى القلب، ترسل موجات فوق صوتية من البنى الحشوية وترتد عنها (يرجع الصدى)، ويدعى الجهاز الذي ترسل منه هذه الموجات الصوتية إلى جسمك الترجام Transducer، وهو جهاز خاص شبيه بمكبر الصوت.

كما يكشف الترجام الأصداء Echoes المرتدة من سطوح البنى الحشوية، مثل العضلة القلبية والصمامات القلبية. ويقوم الجهاز (مخطاط صدى القلب Echocardiograph) بتحليل الموجات لتحديد مدى بعد هذه البنى عن الترجام.

يحسب الحاسوب الزمن المستغرق لسير الموجات الصوتية إلى القلب والارتداد عنه، ثم يقوم ببناء شكل القلب على أساس تلك المعلومات. وتعرض صورة (مخطط صدى القلب) قلبك على شاشة فيديو أو تلفزيون، ويمكن تسجيلها على شريط فيديو أو طبعها على الورق.

يمكن الحصول على مخطط صدى القلب بطرق مختلفة وعرضه بأشكال مختلفة، وذلك حسب نمط المعلومات اللازمة حول قلبك؛ وأحد أنماط العرض (يدعى تخطيط صدى القلب الأحادي البعد M-mode Echocardiogram نمط تجريدي تماما، حيث لا يبدو مماثلا للقلب الحقيقي؛ لكن، من المفيد قياس الحجم الدقيق لمختلف البنى القلبية، مثل ثخانة العضلة القلبية أو حجم أحد حجراته.

أما النمط الثاني هو تخطيط صدى القلب الثنائي البعد

Two-dimensional (2-D) Echocardiogram؛ وهو يشير كما يوحي اسمه إلى صورة لقلبك في اتجاهين، كما لو أن قلبك يقطع شرحات شبيهة برغيف الخبز، بحيث يمكن فحص كل شريحة على حدة؛ وبتغيير موضع الترجام، يمكن أن يرى الأطباء معظم أجزاء قلبك وتكوين انطباع عام جيد عن مدى السلامة الوظيفية لمختلف هذه الأجزاء.

وأما النمط الثالث لعرض مخطط صدى القلب فيعتمد على تكنولوجيا تدعى الصوت الفائق الدوبلري Doppler Ultrasound؛ فعندما ترتطم الموجات الصوتية بالكريات الحمر المتحركة عبر قلبك وأوعيتك الدموية، يتغير لحنها بطريقة مميزة، ويدعى هذا التغير انزياحا دوبلريا Doppler Shift وذلك نسبة إلى عالم الفيزياء والحساب الأسترالي الذي عاش في أوائل القرن التاسع عشر.

يشبه هذا التأثير ذلك التأثير الخاص بصفير القطار الذي يختلف لحنه عندما يتحرك القطار نحوك (أصوات عالية اللحن) ثم يجتازك ؟ثم يبتعد عنك (أصوات منخفضة اللحن). ويمكن قياس التغير في الموجات فوق الصوتية التي تصطدم بكريات الدم الحمراء، ثم يجري حساب سرعة الجريان الدموي واتجاهه؛ وباستعمال إشارات الدوبلر، يمكن أن يعرض مخطط صدى القلب معلومات صوتية وبصرية عن الجريان الدموي عبر قلبك، كما يمكن – خلال تخطيط صدى القلب – سماع صوت «هوو Whoosh» نابض. وهذا الصوت هو تفسير تخطيط صدى القلب للجريان الدموي عبر البنى القلبية.

يفيد الصوت الفائق الدوبلري بشكل خاص في معرفة ما إذا كانت الصمامات القلبية تعمل بشكل صحيح، كما يمكن أن يقيس الضغط داخل قلبك وتقدير درجة تضيق أو تسرب الصمام القلبي.

يجرى تخطيط صدى القلب بالموجات فوق الصوتية التي ترتد عن سطوح البنى القلبية. ويستعمل الحاسوب هذه المعلومات لبناء صورة لقلبك أو تحليل الجريان الدموي عبره.

 

وهناك نمط رابع من عرض تخطيط صدى القلب يدعى الدوبلر الملون Color Doppler، حيث يقوم حاسوب تخطيط صدى القلب بحسابات معقدة للجريان الدموي عبر قلبك. وتعتمد هذه الحسابات على الانزياح الدوبلري. ثم يعرض الجريان الدموي بشكل ألوان على صورة ثنائية البعد. ويمثل كل لون اتجاه جريان الدم وسرعته. وتستطيع هذه الطريقة وصف مسار الجريان الدموي عبر الصمامات القلبية بدرجة أكبر؛ كما يستطيع اكتشاف الجريان الدموي المضطرب، مثل ذلك الناجم عن ثقب صغير في الحاجز الأذيني أو البطيني.

وهناك أنماط أخرى من طرائق تخطيط صدى القلب. تستطيع تقديم المزيد من المعلومات التفصيلية والتخصصية حول قلبك وكيفية عمله.

من أنماط تخطيط صدى القلب ما يدعى بتخطيط صدى القلب طراز M، وهو يعطي صورة لا تشبه القلب. ومع ذلك، فهو يفيد في القياس الدقيق لأبعاد قلبك؛ ويظهر مخطط صدى القلب طراز M المبين هنا تضخما قلبيا جليا لا يؤمن ضخا قويا، وأدت الحالة التي تدعى اعتلال العضلة القلبية التوسعي إلى تضخم القلب.

 

ماذا يظهر تخطيط صدى القلب؟

تمكن طرائق تخطيط صدى القلب الأطباء من إظهار أبعاد قلبك وقياسها بدقة، وتحديد قدرة العضلة القلبية على الضخ، وقياس الضغوط والمداريج (التدرجات) Gradients (التضيق) في الصمامات والأوعية؛ كما يمكن تخطيط صدى القلب من إظهار الجريان الدموي والتسرب الصمامي؛ ويمكن من خلال هذه التكنولوجيا ملاحظة مظاهر كثيرة لصحة قلبك، بما في ذلك:

•    حجم القلب.

•    قوة الضخ.

•    تضرر العضلة القلبية.

•    شدة المشاكل الصمامية ونمطها.

•    نماذج اضطراب الجريان الدموي.

•    شذوذات البنى القلبية.

•    الضغط الدموي في الشرايين الرئوية.

هذه الصورة ناتجة عن تخطيط صدى القلب الثنائي البعد. وهي تبدي – كما يوحي بذلك اسمه – بنية قلبك في اتجاهين، وكأنك تنظر إلى «شريحة» من القلب. وتظهر هذه الصورة على شاشة تلفزيونية وتسجل على شريط فيديو بحيث يمكن ملاحظة حركة القلب. ويعطي تخطيط صدى القلب الثنائي البعد منظرا دقيقا لبنية قلبك وعمله؛ RA = الأذين الأيمن، LA = الأذين الأيسر، RV = البطين الأيمن، LV = البطين الأيسر، VS = الحاجز البطيني.

 

حجم القلب

يمكن أن يؤدي ضعف الصمامات القلبية أو تأذيها وارتفاع ضغط الدم وبعض الأمراض الأخرى إلى تضخم حجرات قلبك. ويستطيع تخطيط صدى القلب إظهار التضخم وإجراء قياس للأبعاد الهامة؛ وبما أن تخطيط صدى القلب غير باضع، يمكن تكراره بأمان لمتابعة ثباتية المشكلة أو ترقيها وللمساعدة على معرفة مدى الحاجة إلى المعالجة؛ كما يستطيع تخطيط صدى القلب تحديد درجة الفائدة من المعالجة.

قوة الضخ

يسمح تخطيط صدى القلب للأطباء بملاحظة حركة العضلة القلبية مباشرة، فالشخص الخبير الذي يقوم بتخطيط صدى القلب يستطيع بلمح البصر أن يعرف ما إذا كانت العضلة القلبية تضخ بكامل قوتها أم بشكل ضعيف قليلا أم معتدلا أم مخفضا؛ كما يمكن قياس مقدار الكسر القذفي (الجزء المقذوف) وحجم الضربة والنتاج القلبي.

هذه الإشارات هي إشارات الدوبلر. وهي تشير إلى سرعة الجريان الدموي عبر صمام، مما يساعد على معرفة ما إذا الصمام يعمل بشكل سوي؛ كما يمكن معالجة إشارات الدوبلر بالحاسوب لإنتاج صور ملونة للجريان الدموي عبر قلبك.

 

أذية العضلة القلبية

يستطيع الأطباء من خلال تخطيط صدى القلب معرفة ما إذا كانت كافة أجزاء الجدار البطيني تساهم بالتساوي في عملية الضخ القلبي؛ فالأجزاء التي تتحرك بشكل ضعيف يمكن أن تكون قد تضررت في أثناء نوبة قلبية، أو يكون ما يصلها من الأكسجين قليلا جدا بسبب الانسداد في شرايينك الإكليلية؛ كما أنه من الممكن رؤية مناطق أقل ثخنا من المناطق المجاورة لها ولا تتثخن كما هو متوقع خلال التقلص، وذلك بسبب أن تخطيط صدى القلب يستطيع إظهار العضلة القلبية. وكل ما سبق هو من علامات تضرر العضل القلبي.

شدة المشاكل الصمامية ونمطها

يعد تخطيط صدى القلب أفضل اختبار لتفحص الصمامات القلبية، ومن أسباب ذلك أنه يبدي تشريح الصمامات وكيفية تحركها خلال الارتخاء والتقلص القلبيين. وهل تفتح واسعا لتسمح بالجريان الدموي عبرها؟ وهل تغلق تماما لتحول دون تسرب الدم؟ وهل هي مشوهة بسبب عيوب خلقية أو عدوى أو ترسبات كلسية أو نتيجة بلى ناجم عن الاستعمال؟ يمكن أن يجيب تخطيط صدى القلب الأساسي عن هذه الأسئلة.

يبدي السهم ثقبا في جدار البطين الأيمن RV كما يبدو بتخطيط صدى القلب.

 

يبدي مخطط صدى القلب جلطة دموية في البطين الأيسر (السهم).

 

كما يمكن أن تبدي اختبارات الدوبلر والدوبلر الملون ما إذا كان الدم يتسرب خلفا عبر الصمام أو كان الجريان الدموي يعاق بسبب تضيق مخرج الصمام؛ وتستطيع هذه الاختبارات أيضا المساعدة على تقدير شدة المشاكل المكتشفة؛ وتكون اختبارات الدوبلر حساسة جدا بحيث يستطيع الأطباء التحقق اليوم من أن معظم الناس يبدون كما بسيطا من التسرب الصمامي الخلفي، لكن هذا التسرب البسيط لا يؤدي إلى مشاكل، ولا يمكن سماعه بالسماعة.

نماذج الجريان الدموي المضطرب (الشاذ)

يمكن أن تكشف طرائق الدوبلر أيضا اضطرابات أخرى في الجريان الدموي؛ فالثقوب في جدران قلبك – على سبيل المثال – يمكن كشفها «بدفقة Jet» الجريان الدموي المشاهد على مخطط الدوبلر الملون؛ كما يمكن أن يظهر الفحص الدقيق بتخطيط صدى القلب الثنائي البعد للمنطقة موضع «الدفقة» في هذا العيب.

شذوذات البنية القلبية

إن كل اختبار يمكن أن يبدي شكل البنى القلبية وتوضعها ونماذج الجريان الدموي، قد يساعد على تقييم الاضطرابات التي تؤدي إلى مشاكل قلبية بنيوية؛ ويمكن تفحص العيوب القلبية الخلقية – على سبيل المثال – بشكل شامل بتخطيط صدى القلب، حيث يظهر الشذوذات في حجرات القلب والصمامات والتوصيلات بين القلب والأوعية الدموية الرئيسية.

كما يمكن اكتشاف الشذوذات البنيوية الأخرى بتخطيط صدى القلب. وقد نستطيع إظهار فرط نمو العضلة القلبية – الذي يمكن أن يحدث إذا كنت مصابا بما يدعى اعتلال العضلة القلبية الضخامي – مباشرة؛ وقد تستطيع طرائق الدوبلر معرفة ما إذا كانت هذه الضخامة في العضلة القلبية تؤثر في الجريان الدموي.

يستطيع تخطيط صدى القلب تحديد ما إذا تشكلت جلطة دموية في أحد حجرات القلب؛ فالجلطة قد تتجزأ وتنحشر في مواضع أخرى من جسمك، مما يؤدي إلى اضطرابات أخرى، بعضها خطير؛ وقد يكون كشف الجلطة الدموية في القلب هاما في معرفة سبب السكتة أو الانسداد في شريان ما، كما في ساقك. كما تستطيع هذه الطريقة إظهار ما إذا كان لديك تجمعات من النسيج المصاب بالعدوى على أحد الصمامات القلبية، وقد تساعد هذه المعلومات طبيبك على وضع تشخيص التهاب الشغاف العدوائي Infective Endocarditis، وهو حالة تؤدي إلى عدوى النسيج في هذا الموضع.

يعد تخطيط صدى القلب مفيدا جدا في إظهار التامور وتقييمه، وهو كيس أو غشاء يحيط بقلبك. ويتجلى ذلك عندما يكون متأذيا؛ كما يمكن أن يكشف المقادير الصغيرة أو الكبيرة من السائل بين قلبك والكيس المحيط به (الانصباب التاموري Pericardial Effusion. ولا تعود أهمية هذه الإمكانية إلى وضع التشخيص فحسب، وإنما تفيد أيضا في إدخال إبرة أو قثطار عبر جدار صدرك بشكل دقيق ومأمون لنزح السائل.

عندما تخضع لتخطيط صدى القلب، «يظهر» المساعد الفني أو الطبيب قلبك بترجام موضوع على جدار صدرك؛ ويؤدي تحريك الترجام إلى إعطاء مناظر مختلفة لقلبك. ويراقب مخطط كهربائية القلب ECG في الوقت نفسه.

 

الضغط الدموي في شرايينك الرئوية

لقد كانت الطريقة الوحيدة المعول عليها في قياس الضغط في الشرايين الرئوية – ولعدة سنين مضت – هي إدخال قثطار عبر وريد ما نحو الشريان الرئوي؛ ولكن مع ظهور طرائق الدوبلر، أصبح التقدير الدقيق وغير الباضع للضغط الدموي ممكنا؛ وتقوم الطريقة على حساب الضغوط اللازمة لجعل الجريان الدموي بسرعة مقيسة معينة. ويمكن كشف فرط ضغط الدم الرئوي – حالة يرتفع فيها ضغط الدم الرئوي بشكل خطر – وقياسه بهذه الطريقة.

كيف يجرى تخطيط صدى القلب؟

يجرى تخطيط صدى القلب عادة في عيادة اختصاصي القلب أو في المختبر، رغم أنه يمكن القيام به في المستشفى بجانب سرير المريض من خلال أجهزة نقالة؛ لكن قد يجرى في أماكن أخرى، مثل العيادات الخارجية وأقسام الطوارئ وغرف العمليات؛ ولا ضرورة لاحتياطات خاصة قبل إجراء الاختبار، ولكن تنزع ثيابك في المختبر من الخصر فما فوق وترتدي رداء خاصا يعطى لك.

ويطلب منك عادة أن تستلقي على ظهرك أو على جانبك الأيسر. ويمسح هلام أو زيت خاص على صدرك لتحسين انتقال موجات فوق الصوتية. ويقوم المساعد الفني أو الطبيب بتحريك ترجام شبيه بمكبر الصوت على القلب؛ ومع أن الاختبار غير باضع وغير مؤلم عادة، إلا أنه يجب تطبيق الترجام بإحكام أحيانا على الصدر. وقد يكون هذا التطبيق الضاغط مزعجا، لا سيما على أضلاعك؛ ويربط الترجام بشريط إلى شاشة المنظر والمكونات الإلكترونية الأخرى.

كما يطلب منك أن تزفر وتحبس نفسك، لأن الهواء في رئتيك يمكن أن يعيق ظهور الصورة؛ ويحرك الترجام إلى عدد من المواضع على صدرك لإظهار قلبك من زوايا مختلفة؛ وقد يستغرق تخطيط صـدى القلب الكامل من 15 دقيقة إلى أكثر من سـاعة، وذلك حسب ما يريـد الطبيب البحث عنه.

طرق خاصة في تخطيط صدى القلب

تسمح طرق مختلفة باستعمال تخطيط صدى القلب بأشكال مختلفة ولأسباب متفاوتة، أو لتعزيز المعلومات التي تقدمها التكنولوجيا إلى الطبيب. وتشتمل هذه الطرائق على تخطيط صدى القلب عبر المريء Transesophageal Echocardiography وتخطيط صدى القلب الجهدي وتخطيط صدى القلب الجهدي الدوائي وغيرها كثير، مثل تخطيط صدى القلب التبايني Contrast Echocardiography وتخطيط صدى القلب الجنيني وتخطيط صدى القلب خلال الجراحة.

تخطيط صدى القلب عبر المريء

يعد ظهور هذه الطريقة دافعا هاما إلى استعمال هذه التكنولوجيا. والسبب في ذلك هو أنها تتغلب على بعض المعوقات – مثل شكل الجسم أو وزنه – التي تحول دون الحصول على «صورة» واضحة لقلبك بتخطيط صدى القلب التقليدي.

ويدلك اسم هذه الطريقة على كيفية التغلب على هذه المعوقات. فتخطيط صدى القلب عبر المريء يعني العمل من خلال أو عبر المريء (هو الأنبوب الذي يمر من الحلق إلى المعدة)؛ فطرق تخطيط صدى القلب التقليدية ترى القلب من خلال جدار الصدر، أما في تخطيط صدى القلب عبر المريء فيوصل ترجام فائق الصوت بنهاية أنبوب ويدخل باتجاه المريء؛ وبما أن المريء قريب من قلبك، لذلك يعطي الترجام الموجود فيه صورة أوضح لبنية قلبك والجريان الدموي فيه.

يتطلب تخطيط صدى القلب عبر المريء بعض التحضير، حيث تنصح بعدم تناول أي شيء عن طريق الفم – عدا الأدوية – مدة 6-4 ساعات قبل الإجراء، وذلك للحيلولة دون حدوث الغثيان والقيء؛ ويستعمل خط (قثطار) وريدي لإعطاء مسكن قصير التأثير؛ ويقوم اختصاصي القلب أو الممرضة ببخ حلقك بعامل مخدر لتسهيل إدخال الترجام. ثم تبلع نهاية الذي يتصل الترجام به (يكون عمل هذا أسهل مما تتوقع). ثم يقوم اختصاصي القلب بمعالجة الأداة بلطف للحصول على الصور اللازمة.

كما يمكن استعمال الخط الوريدي (القثطار) لحقن كمية صغيرة من المحلول الملحي النظامي Saline (ماء الملح) في الوريد؛ وبعد حقن السائل في مجرى الدم ودورانه باتجاه القلب، يظهر نموذج الجريان الدموي عبر قلبك.

تبقى مستيقظا جزئيا خلال هذا الإجراء. ومن أسباب ذلك قيام الطبيب بالطلب إليك بحبس نفسك أو الكبس وكأنك تريد التغوط. فالكبس يغير الضغوط في حجرات قلبك. ويمكن أن تظهر بعض المشاكل عندما تقوم بذلك، والتي لا يظهر في الظروف السوية.

بعد انتهاء الاختبار، يجب تجنب الأكل أو الشرب، لا سيما الأطعمة أو المشروبات الساخنة، مدة ساعتين تقريبا، لأن الحنجرة قد تبقى مخدرة بعض الوقت؛ وينبغي تجنب القيادة مدة 24 ساعة عندما تعطى مسكنا.

تخطيط صدى القلب الجهدي

يمكن اللجوء إلى تخطيط صدى القلب أيضا خلال قيامك بالتمرين لاكتشاف مدى كفاءة العمل القلبي تحت تأثير الجهد؛ فخلال هذا الإجراء، ينفذ تخطيط صدى القلب عندما تكون مستريحا. ثم تسير على بساط متحرك أو دراجة قدمية أو ثابتة إلى أن تصل المستوى الأقصى من التمرين، حيث تتوقف عن التمرين؛ ويجرى تخطيط صدى القلب فورا حيث ما تزال سرعة القلب مرتفعة؛ ويقوم اختصاصي القلب بتقييم استجابة قلبك الإجمالية للتمرين وما إذا كانت كافة أجزاء العضلة القلبية تساهم بالتساوي في قدرة قلبك على التقلص خلال الجهد؛ فإذا كانت بعض مناطق القلب لا تساهم كثيرا، يمكن أن يوحي ذلك بأن الشرايين الإكليلية المتجهة إلى هذه المناطق مسدودة جزئيا على الأقل؛ كما يمكن اللجـوء إلـى تخطيط صـدى القلب الجهدي (بالتمرين) لتقييم أمراض الصمامات القلبية.

تخطيط صـدى القلب الجهدي المحرض بالأدوية (الدوائي)

إذا لم تكن قادرا على التمرين في تخطيط صـدى القلب الجهدي (بالتمرين)، يمكن الحصول على تأثير مماثل باستعمال دواء يقلد تأثير الجهد في القلب؛ ويستعمل الدوبوتامين أو الديبيريدامول أو الأدينوزين عادة، حيث يعطى الدواء عبر الوريد، فيؤدي إلى زيادة قدرة قلبك على الضخ بالتدريج. ويبدي تخطيط صـدى القلب مناطق العضلة القلبية التي لا تستجيب لهذا التنبيه، إذ يشير عدم الاستجابة لهذا «الجهد» المحرض بالدواء إلى مناطق القلب التي لا تحصل على كفايتها من الدم.

يوضع الترجام خلال تخطيط صـدى القلب المعياري على سطح صدرك. لكن يمكن الحصول على صورة تخطيطية أوضح أحيانا بإدخال الترجام إلى المريء؛ ويجعل هذا الأسلوب الترجام أقرب إلى القلب. ويكون وضع الترجام في المريء أسهل مما يبدو لك، حيث يقوم الطبيب بتخدير الجزء الخلفي من حلقك ويعطيك مركنا خفيفا للمساعدة على الاسترخاء.

 

هناك طريقة ذات اسم طويل – تخطيط صدى القلب عبر المريء الجهدي بالإنظام الأذيني Transesophageal Atrial Pacing Stress Echocardiography – تمثل خيارا آخر للمرضى الذين لا يقدرون على التمرين، حيث يوضع القثطار مؤقتا في المريء ويوصل بناظمة Pacemaker. والهدف من استعمال الناظمة هو زيادة سرعة قلبك. ويبدي التسجيل المتزامن لمخطط صدى القلب ما إذا كانت العضلة القلبية تستجيب بشكل ملائم لزيادة سرعة القلب. كما يمكن أن تعطي هذه الطريقة دليلا غير مباشر على الانسداد الشرياني الإكليلي.

طرق تخطيط صدى القلب الأخرى

يمكن أن تستدعي بعض الحالات استعمال طرق تخطيط صدى القلب الأخرى؛ فتخطيط صدى القلب التبايني Contrast Echocardiography هو إجراء نحصل فيه على صور مخطط صدى القلب على أساس حقن سائل معروف بأنه عامل تباين – ماء الملح أو محلول بروتيني عادة – في أحد الأوردة، وتستعمل هذه الطريقة لتحسين رؤية جدران القلب واضطرابات الجريان الدموي في القلب أو الأوعية الدموية.

يمكن أن يظهر تخطيط صدى القلب لدى الجنين القلب في غير المولود، ويسمح بتشخيص أمراض القلب الخلقية قبل الولادة؛ ويكون تخطيط صدى القلب في أثناء الجراحة Intraoperative Echocardiography مفيدا في تقييم الوظيفة القلبية خلال المعالجة الجراحية، كما في أثناء إصلاح الصمامات مثلا؛ وأما بزل التامور الموجه بالصدى Echo-guided Pericardiocentesis فهو إجراء ينزح فيه السائل الفائض في الكيس التاموري بإبرة مغروزة ضمن صدرك؛ ويقوم اختصاصي أمراض القلب بوضع الإبرة بدقة من خلال ملاحظة موضعها على مخطط صدى القلب.

يعد الصوت الفائق الوريدي Intravenous Ultrasound طريقة يغرز فيها ترجام الصوت الفائق الدقيق الموضوع على رأس أو نهاية قثطار في أحد الشرايين الإكليلية. ويمكن الحصول على صورة مفصلة لجدر الشرايين واللويحات داخل الشرايين بهذا النمط من الدراسة؛ كما يستعمل تخطيط صدى القلب الإيصالي Outreach Echocardiography كخيار آخر لنقل الصور من مناطق بعيدة خارجية إلى مركز التفسير، مما يوفر على المرضى رحلة طويلة في الكثير من الحالات.

وقد جرى تطوير طرائق أخرى لتحليل الجريان الدموي ضمن العضلة القلبية، ولإعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد للقلب بناء على معلومات تخطيط صدى القلب؛ لكن هذه الإجراءات غير متاحة بشكل روتيني في معظم المراكز الطبية.

هل هناك أخطار؟

من الفوائد الرئيسية لتخطيط صدى القلب هو أنه يعطي معلومات حول البنى الحشوية والجريان الدموي من دون دخول شيء ما إلى جهاز الدوران لديك؛ ولا توجد أخطار تقريبا من الخضوع لهذا الإجراء، كما أنه ليس هناك خطر معروف يترافق مع موجات الصوت الفائق (فوق الصوتية) التي تعبر جسمك؛ ولا يشمل تخطيط صدى القلب أي تعريض للأشعة السينية.

يوجد خطر بسيط جدا (02,%0) من ظهور اضطراب في نظم القلب أو حدوث أذية صغيرة في حلقك خلال تخطيط صدى القلب عبر المريء؛ وأما تخطيط صدى القلب الجهدي وتخطيط صدى القلب المجرى (المنجز) باستعمال الأدوية لتنبيه التأثير الجهدي فيحملان خطرا صغيرا للغاية لحدوث النوبة القلبية أو اضطرابات النظم. وينطبق ذلك على اختبارات الجهد الأخرى أيضا.

معلومة

ما الذي يمكن أن يمنع الحصول على صورة واضحة للقلب بتخطيط صدى القلب المعياري؟

•    الأمراض الرئوية
فرط انتفاخ الرئتين (النفاخ) بسبب التدخين.
الأسباب الأخرى للنفاخ.

•    شكل الجسم
السمنة.
المرضى الناحلون أو من ذوي القامة الطويلة والناحلة.
تشوهات الفقرات أو جدار الصدر.
الغرسات الثديية أو الثديان الكبيران.

•    الاضطرابات الطبية
جراحة سابقة على القلب أو الصدر.
إصابات الصدر.
استعمال جهاز التهوية (المنفاس).

معلومة

يمكن أن يقوم الأطباء أحيانا بتصحيح قصور القلب الاحتقاني من خلال معالجة السبب المستبطن؛ لكن عندما لا يكون بالإمكان إزالة المشكلة، توصف المعالجة للوقاية من المزيد من الأذية القلبية.

يمكن أن تزيد المدرات Diuretics جريان السوائل في جسمك. وغالبا ما تدعى حبوب الماء Water Pills، وهي تجعلك تتبول أكثر، مما يمنع تجمع السوائل في الجسم. كما تنقص هذه الأدوية السوائل في الرئتين بحيث تستطيع التنفس بسهولة أكبر.

معلومة

يحب أطفالك البطاطا، وأنت لا تعرف كيف اتصرف معهم؛ اعلم: أن لديك الكثير من الطرق لجعلهم يتحركون ويزيدون فرص نموهم إلى مرحلة البلوغ بصحة قلبية جيدة:

•    كن قدوة لهم، ثم ادع أطفالك للمشاركة في التمارين.
•    خطط مع عائلتك للقيام برحلات ترفيهية خارج المنزل، بما في ذلك القيام بأنشطة خارجية مثل النزهات الطويلة سيرا على القدمين وركوب الدراجة والسباحة.
•    أطلب منهم القيام بالأعمال الروتينية في المنزل التي تتطلب جهدا جسديا، مثل قص العشب وجمع أوراق الشجر وتنظيف الأرض ورمي القمامة.
•    ملاحظة الأنشطة المغرية لهم، ثم البحث عن الدروس والنوادي.
•    ابق ضالعا في دروس التثقيف الرياضي (التربية المدنية) في المدرسة.