يبدأ تحكم الطفل في عملية التبرز في النصف الأخير من عامه الثاني. وتعويد الطفل على استخدام المقعدة يكون أسرع لو رعته الأم وتفهمته على أنه عملية إنمائية تعليمية تتطلب مستوى معين من النضوج العضوي والعصبي، وتحتاج للتوجيه والإرشاد الهادئ، وليس للزجر والتوبيخ والإرغام. وإرغام الطفل للجلوس على المقعدة قبل أن يكون مستعداً لذلك قد يترتب عليه رفضه التام للجلوس عليها عندما تحين “اللحظة الحرجة” والتي يكون مستعداً فيها من الناحية النفسية والفسيولوجية لتعلم هذه المهارة. وأياً كان سن الطفل عندما تبدأ الأم في تدريبه على استخدام المقعدة فلا بد أن يتم هذا التدريب كنوع من التجربة تحتمل النجاح أو الفشل.
وقد تستمر هذه التجربة لأسابيع طويلة قبل أن يطلب الطفل المقعدة من تلقاء نفسه. ويتوقف تبكير هذه اللحظة أو تأخرها على سلوك الأم وتعاملها مع طفلها أثناء تعلمه تلك المهارة: فالشدة والزجر وإصرار الأم يعمل على تأخيرها، وتؤدي المرونة والتفهم للتبكير بها، ومن الخطأ أن تقارن الأم في هذه الناحية بين طفلها والأطفال الآخرين، فهم يختلفون في نموهم وتعلمهم كاختلاف أصابع اليد، وعلى الرغم من تشابههم في شكل اليد: أي أن كل واحد منهم سيصل إلى نفس المرحلة حسب طبيعة جسمه وعوامل الوراثة.
المولود الأول لا يعرف ما هي المقعدة أو وظيفتها، ولا بد له من رؤيتها واختبارها باللمس والفحص قبل بدء استعمالها بمدة طويلة ولذلك قد يكون من المفيد أن تقدمها الأم له من وقت لآخر وتشرح له الغرض منها وأن تقترح عليه الجلوس عليها دون أن تكون هناك حاجة للتبرز وفي أكثر الأحيان سيرفض الطفل هذا الاقتراح في بادئ الأمر ولكن فضوله يتغلب عليه في النهاية فيقبل الجلوس عليها لثواني معدودة.
ويجب أن تقتصر كل محاولات الأم في تلك المرحلة على تعريف الطفل بالمقعدة ووجودها إذا احتاج لتجربتها، وابتهاجها لو حاول استخدامها.
استمرار الحفاضة قد يؤخر التحكم في التبرز
استبدال الحفاضة بلباس خفيف لفترة من النهار طفلاً كبيراً ومن ثم قد يدفعه لبدء عادة الجلوس على المقعدة. وفي حين أن بوادر التحكم في التبرز والتبول تبدأ في الشهور الأولى من العام الثاني فإن بعض الأطفال لا يتوصلون لهذا الاستعداد أو تظهر عليهم علاماته قبل نهايته.
وفي بعض الحالات قد يظهر هذا الاستعداد فجأة وبدون مقدمات فيطلب الطفل نفسه المقعدة ويستخدمها بانتظام ويسر. ويتلو هذه المرحلة، مرحلة تقليد الكبار، ويصر على استخدام المرحاض. ويجب أن تشجع الأم هذا النمو الجديد وأن تمهد للطفل كل الوسائل التي تسهل له استعماله وضع عتبة من الخشب ليقف عليها، أو استخدام قاعدة أطفال تركب فوق القاعدة الأصلية وتطويل سلسلة السيفون وغير ذلك.
وقد لا يمانع بعض الأطفال في مصاحبة الأم لهم لتنظيفهم في أول الأمر ولكنهم يرفضون هذه المساعدة بمجرد إحساسهم بمقدرتهم على أداء هذه المهمة، ومن الأفضل أن تستجيب الأم لهذه الرغبة وأن تتوقف عن مساعدة طفلها عندما يتبين لها أنه أصبح قادراً على استخدام المرحاض بمفرده، وتتركه لينظف نفسه حتى لو لم يكن هذا التنظيف كاملاً، وذلك لكي يتعود الاعتماد على نفسه ويتمكن من اتقان تلك المهارة قبل أن يبدأ حياته المدرسية.
ومعظم الأطفال يتحكمون في عملية التبرز قبل تحكمهم في عملية التبول ومحاولة إرغام الطفل على التبرز والتحكم فيه بالتوبيخ والعقاب قد يدفعه للامتناع عنه، على الرغم من إحساسه بحاجته له، تجنباً للزجر والتأنيب، وبالتالي لإصابته بالإمساك الشديد. ويجب على الأم أن تتحكم في عواطفها وعدم المبالغة فيها عند نجاح الطفل في استخدام المقعدة، فابتهاجها ورضاها عن نجاحه والتعبير عن استيائها عند فشله ويربكه ويصيبه بالاضطراب لعجزه عن إرضائها رغماً عنه.