يتمثل تسمم الحمل Preeclampsia بظهور ارتفاع ضغط الدم الشرياني، في النصف الثاني من فترة الحمل، وفي الحمل الأول للمرأة، ويترافق في شكله المتكامل مع تكون الوذمة (أو التورم، ما يفسر زيادة الوزن) ووجود مادة الزلال في البول، ما ينم عن اضطراب في وظيفة الكليتين.
تشكل هذه الاضطرابات نسبة 5 إلى 10 في المئة من مجموع الحمل، ما يسبب خطراً موازياً للأم وجنينها، ويتطلب متابعة دقيقة من فريق طبي متمرس ومتنبه.
هذه الاضطرابات هي الأكثر شيوعاً في حالات: الحمل الأول، لدى المرأة في سن 35 عاماً وصاعداً، داء السمنة، داء السكري، أو وجود بعض الأجسام المضادة، سوابق مرضية لها علاقة بانسداد الشرايين وتغيرات في عملية تخثر الدم، أمراض الكلى، يتفاقم الخطر في حال وجود حمل توائم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى وجود سوابق مرضية مماثلة في العائلة.
في آخر الحمل يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى مرحلة الارتجاجية (ارتعاج أو اختلاج الحمل) وهي حالة متطورة للمرض تصل إلى حالات التشنج العصبي والخطر الداهم على الأم والجنين.
أما الأسباب الأساسية للمرض فهي غير معروفة حتى الآن.
الأعراض الرئيسة لتسمم الحمل
ثلاث علامات أساسية: ارتفاع ضغط الدم الشرياني؛ زيادة في الوزن وتكون التورم؛ وجود زلال في البول.
– عند استنتاج ضغط دم شرياني يساوي أو يزيد عن 14/9: (14 الضغط الانقباضي، 9 الضغط الانبساطي) وفي وضعية الراحة لدى المرأة الحامل، إنما يؤكد ذلك وجود المرض؛ وظهور الضغط العالي باكراً هما عاملان لتقديرات سيئة، قد تؤدي إلى موت الجنين داخل الرحم أو نقص في نموه.
– أما التورم فهو أبيض اللون، غير مؤلم، يتكون خصوصاً على مستوى الكاحل والساق؛ كما يمكن ملاحظة انتفاخ الجفون.
– أما بقية العلامات المرضية فتتلخص كما يأتي: صداع، طنين في الأذنين، رغبة غير طبيعية في النوم، اضطرابات في النظر (هبوط مفاجئ في حدة النظر يمكن أن تؤدي إلى العمى لتنحسر بعدها بلا تداعيات، نظر يتراءى على شكل ذباب طائر، ازدواجية في النظر..).
الاشتراكات والتداعيات
• أهم المضاعفات الخطيرة تتمثل بالحالة الارتجاجية أو الارتعاجية (eclampsia): هي نوبة تشنج عصبي نمطية (convulsion)، تتكون من مرحلة توترية (tonic) أو اختلاجية، ومرحلة ارتجاجية (clonic) لتنتهي بمرحلة غيبوبة ما بعد الاختلاج. تحدث هذه الحالة في الفصل الثالث للحمل، خلال المخاض أو بعد الولادة، وتترافق مع ارتفاع ضغط الدم الشرياني. ومن تداعياتها الخطيرة موت الجنين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأم، ما يتوجب اتخاذ جميع التدابير والاحتياطات لعدم الوصول إلى هذه المرحلة.
• أما بقية الاشتراكات فيمكن إيجازها في تكون كيس دم وراء المشيمة (Retroplacental Hematoma)، القصور الكلوي الحاد، استسقاء دماغي، حالة نزف حاد واضطرابات في تخثر الدم؛ ما يشكل خطراً على حياة الجنين من معاناة مزمنة مع نقص في النمو، الموت داخل الرحم، معاناة حادة خلال المخاض أو في الأيام الأولى للحياة.
الوسائل الوقائية
• أمام وجود امرأة حامل تعاني ارتفاع معتدل في الضغط الشرياني يتوجب: التوقف عن العمل والتزام الراحة التامة؛ مراقبة دقيقة لضغط الدم، الوزن، البول، الزلال في البول، تحاليل مخبرية للحامض البولي ووظائف الكلى؛ العلاج من قبل الطبيب المتابع.
• أمام علامات مرضية توحي ببداية الارتجاجية: الاستشفاء الطارئ، مع بقية التعليمات التي ذكرت آنفاً؛ مراقبة الجنين تحت الجهاز الخاص (monitoring) ويتخذ القرار حينها بإحداث الولادة المبكرة بالطريقة الطبيعية أو بالتدخل الجراحي من خلال عملية قيصرية في حال كان وضع ضغط الدم الشرياني يتطور بشكل يصعب معه السيطرة.
• وفي الحالات العادية تعتمد الوقاية الدائمة والدورية على مراقبة النساء الحوامل، من خلال قياس ضغط الدم الشرياني، والبحث عن وجود زلال في البول ومراقبة الوزن