التصنيفات
الباطنية

تشمع الكبد Cirrhosis | إبطاء تطور مرض تشمع الكبد وعلاج المضاعفات

أسباب تشمع الكبد

  • من شأن أي اعتلال مزمن في الكبد أن يؤدي إلى التشمع أو التليف: وهي حالة يتكون فيها نسيج ندبي في الكبد ويمنعه من تأدية وظائفه بشكل طبيعي. وغالباً ما يشكل تشمع الكبد ناتجاً ثانوياً لالتهاب الكبد المزمن الناجم عن فرط استهلاك الكحول أو عن التهاب الكبد الفيروسي.
  • تشمع الكبد الصفراوي الأولي: تصاب مجاري الصفراء الدقيقة في الكبد بالالتهاب والتندّب لأسباب غير معروفة. ويعتبر التشمع الصفراوي الأولي أكثر شيوعاً لدى النساء منه لدى الرجال، وذلك بين سن الخامسة والثلاثين والستين عموماً. وتشتمل مضاعفات المرض على التهاب في المفاصل وترقق العظم نتيجة لفقدان الكالسيوم ومرض الجفاف، وهي حالة تفشل فيها غدد إفراز الدمع واللعاب في إنتاج ما يكفي من هاتين المادتين. غير أنّ بعض المصابين بالمرض لا يعانون من أية عوارض ويعيشون حياة طبيعية.
  • التهاب قناة الصفراء التصلّبي الأولي: في هذه الحالة التي قد تنشأ عن اضطراب ذاتي المناعة، تزداد جدران مجاري الصفراء داخل الكبد وخارجه سماكةً وصلابة. وتشير التقديرات إلى أنّ 70 بالمئة من المصابين بالمرض هم من الرجال، وأنّ كثيرين منهم يعانون من مرض الأمعاء الالتهابي.
  • ينتج التشمع أيضاً عن الصباغ الدموي أو عن مرض ويلسون أو عن قصور مضاد التريبسين ألفا -1.

أعراض تشمع الكبد

● فقدان الشهية.
● نقصان الوزن.
● ضعف وتعب.
● تورم البطن.
● اصفرار البشرة والعينين (يرقان).

كشف مرض تشمع الكبد

من شأن تضخم الكبد وصلابته أن يشيرا إلى إصابة الكبد. كما أنّ تورم البطن نتيجة لتراكم السوائل قد يمثل إشارة تحذيرية أخرى إلى تشمع الكبد. غير أنه في أغلب الحالات، يتم الاشتباه بالإصابة بعد أن تظهر تحاليل الدم وجود خلل في وظيفة الكبد.

ولتحديد امتداد المرض، قد يعمد الطبيب إلى تصوير الكبد بالموجات ما فوق الصوتية أو بالتصوير المقطعي أو بالرنين المغناطيسي (MRI). هذا بالإضافة إلى اختزاع عينة من الكبد لأنها الطريقة الوحيدة لتشخيص التشمع نهائياً، كما هو الحال مع أمراض الكبد الأخرى. كما يبيّن الاختزاع سبب تلف الكبد وامتداده.

إبطاء تطور مرض تشمع الكبد

في الواقع ما من علاج لتشمع الكبد، ولا للتلف اللاحق به. غير أنّ المرض غالباً ما يتقدم ببطء، وثمة تدابير يمكن اتخاذها لتقليص نسبة التلف الإضافي:

  • امتنع عن شرب الكحول: إذ يتحلل الكحول إلى كيميائيات عديدة يؤدي بعضها إلى تسمم الكبد. وعند الإصابة بالتشمع، فإنّ تجنب الكحول من شأنه أن يطيل حياة المريض.
  • قلل من استعمال الأدوية: بما أنّ التلف يمنع الكبد من إزالة السموم والأدوية بشكل طبيعي من الجهاز الهضمي، لا تستعمل الأدوية، حتى غير الموصوف منها، من دون استشارة الطبيب. واحرص على عدم الجمع بين مسكن الأسيتامينوفين (تايلينول) أو مسكّن آخر، حتى ولو كان استعمالك يقتصر على الجرعة الموصى بها يومياً من الدواء.
  • تجنب الأشخاص المرضى: فعند تلف الكبد، يعجز المرء عن محاربة الإصابات بسهولة كغيره من الناس الأصحاء. بالتالي، اتخذ كل الاحتياطات المعقولة لتجنب المرضى. وخذ لقاحات ضد التهاب الكبد أ وب وضد الإنفلونزا والتهاب الرئة بالمكوّرات الرئوية.
  • أكثر من الفاكهة الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة: فهذه الأطعمة غنية بالمغذيات بما فيها الفيتامين A، C و E. ويبدو بأن تشمّع الكبد يستنفد هذه الفيتامينات الضرورية. وقد يصف الطبيب أيضاً كمية إضافية من الفيتامين K، A وD، حين يجد بأن الجسد لا يحصل على ما يكفي منها. ولكن احذر من استهلاك فيتامينات إضافية من دون استشارة الطبيب.
  • قلّل من الملح: فالصوديوم الموجود في الملح يدفع الجسم إلى حبس السوائل. وهذا ما يفعله تشمع الكبد أيضاً. بالتالي فإن التخفيف من استهلاك الملح قد يساهم في تخفيف توضع السوائل في الجسم.
  • راقب معدل البروتين في غذائك: نادراً ما يكون الحد من البروتينات في الغذاء ضرورياً، غير أنه من الأهمية بمكان عدم استهلاكها بكميات مفرطة. وفي حال كان التشمع متقدماً، فإن فائض البروتين قد يسبب حالة تدعى الاعتلال الدماغي الكبدي. وهي عبارة عن خلل ذهني ينجم عن عجز الكبد عن إزالة بعض العناصر السامة من الدم، كالأمونيا الموجود في البروتينات. ومن شأن هذه السموم أن تؤثر على الدماغ مسببة تغيرات في الشخصية أو ارتباكاً ذهنياً أو نعاساً أو أورام.

علاج مضاعفات تشمع الكبد

يتنوع العلاج الطبي لتشمع الكبد وفقاً لسبب الداء والعوارض. وغالباً ما يركز الطب على علاج المضاعفات:

  • وسائل منع النزف الداخلي: من شأن تشمع الكبد أن يبطئ أو يوقف جريان الدم عبر الكبد، مؤدياً إلى تكوّن أوردة صغيرة ملتفّة ذات جدران دقيقة. وأكثر ما تظهر هذه الأوعية الدموية (الدوالي) في المعدة أو المريء. وبما أنّ جدران هذه الأوعية معرضة لضغط كبير، فالنزف وارد. والواقع أنّ ثلثي المصابين بتشمع الكبد يعانون من نزف داخلي. وفي محاولة لإيقاف هذا النزف، قد يصف الطبيب دواء لتخفيف الضغط داخل الدوالي أو بإجراء جراحة لمنع الدم من الجريان فيها.
  • علاج لتخفيف احتباس السوائل: تساعد مدرات البول على تخفيف توضّع السوائل في البطن. وقد ينصح الطبيب أيضاً بتجنب الملح. وفي بعض الأحيان يصاب سائل البطن بالإنتان مسبباً ألماً وارتفاعاً في الحرارة. وعند ذلك يعمد الطبيب إلى إدخال قسطرة في البطن لأخذ عينة من السائل وتحديد نوع الإنتان ووصف المضاد الحيوي المناسب.
  • عقاقير لتخفيف الحكاك: غالباً ما يتم وصف كوليستيرامين (Questran) وريفامبين (Rifadin, Rimactane) لتخفيف الحكاك الناجم عن السموم (حمض الصفراء) في الدم.
  • علاج الخلل الذهني الكبدي: من شأن دواء لاكتولوز (Cholac، Duphalac) أن يساهم في تخفيف مستوى الأمونيا في الدم. وقد يصف الطبيب مضاداً حيوياً لخفض مستوى البكتيريا الموجودة في الأمعاء والتي تنتج الأمونيا.

زراعة الكبد لحالات التشمع

تُبحث إمكانية زراعة الكبد عندما يكون المرض قد تطور لدرجة تعطل فيها الكبد تماماً. أما معدل نجاح الزراعة فهو في ارتفاع مستمر، واليوم فإن أكثر من 90 بالمئة من الأشخاص الذين يخضعون لزراعة كبد يعيشون لسنة بعد الجراحة. وتكمن المشكلة في أنّ عدد المرضى المحتاجين للزراعة يفوق عدد الواهبين. إضافةً إلى ذلك، فعندما يكون التشمع ناجماً عن التهاب فيروسي، ثمة احتمال في عودة المرض إلى الظهور في الكبد الجديد.

ويدرس الباحثون بدائل لزراعة الكبد التقليدية يمكن أن تسمح يوماً ما لمزيد من الناس بتلقي علاج ناجع ينقذ حياتهم. وتقوم إحدى العمليات على اقتطاع جزء من كبد سليم (حوالة 60 بالمئة) وذلك من واهب حي، يكون أحد الأقرباء أو الأصدقاء عامةً. ثمّ يستأصل الكبد المتشمّع ويستبدل بالجزء السليم. وبما أنّ نسيج الكبد يتجدد تلقائياً، يجب أن يستعيد الكبد حجمه الطبيعي في غضون عدة أسابيع لدى كلّ من الواهب والمتلقّي.