التصنيفات
الباطنية

تضخم الغدة الدرقية Enlarged Thyroid

الدراق مصطلح لا يشير إلا إلى تضخم الغدة الدرقية، فمن الممكن أن يحدث الدراق عندما تكون الغدة الدرقية زائدة النشاط (دراق سمّي)، أو منخفضة النشاط (دراق انخفاض نشاط الغدة الدرقية)، أو عندما تعمل الغدة الدرقية بشكل طبيعي (دراق غير سمّي)؛ لأن كلمة دراق تعني ببساطة أن الغدة الدرقية متضخمة، وقد يكون الدراق منتشرًا (تضخمًا متجانسًا)، أو عقديًّا (تضخمًا غير متجانس).

الإصابة بتضخم الغدة الدرقية

أكثر أسباب الدراق شيوعًا حول العالم هو نقص اليود، فعدد المصابين بورم في الغدة الدرقية نتيجة نقص اليود يقدر بنحو ٢٠٠ مليون شخص في العالم، بينما أكثر أسباب الدراق في أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية هو مرض المناعة الذاتية، والتهاب الغدة الدرقية، وهاشيموتو، الذي يؤدي إلى دراق انخفاض نشاط الغدة الدرقية.

والدراق يشيع بين النساء أربعة أضعاف شيوعه بين الرجال، وفي أغلب الأحيان لا يسبب أية أعراض بغض النظر عن تشوه المظهر الجمالي، وتعتمد حدة الأعراض على أسبابها؛ فقد تضغط الغدة المتضخمة بشدة على الأنسجة المحيطة، فتسبب صعوبة البلع وصعوبة التنفس، وبشكل عام تقل الإصابة بالدراق مع التقدم في العمر، إلا أن عُقَيْدَات الغدة الدرقية تزيد مع التقدم في العمر أيضًا.

أعراض تضخم الغدة الدرقية

قد تظهر هذه الأعراض بنسب متفاوتة:

• تتسبب الغدة المتضخمة في حدوث تورم في مقدمة العنق
• شعور بغصة في الحلق
• صعوبة البلع
• صعوبة التنفس
• سعال
• بحة الصوت

أسباب تضخم الغدة الدرقية

يمكن أن يحدث الدراق نتيجة لأيٍّ من العوامل الآتية:

• نقص اليود ونقص السيلينيوم.
• التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
• مرض الدراق الجحوظي.
• قد يتسبب الحَمْل في تضخم الغدة الدرقية بصورة بسيطة متجانسة، وهذا الأمر طبيعي.
• التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة وغيره من حالات نقص هرمون البروجسترون.
• زيادة اليود المفرطة، وهي حالة تحدث عادةً للأشخاص الذين أصيبوا من قبل بأحد أمراض المناعة الذاتية في الغدة الدرقية، مثل مرض الدراق الجحوظي.
• جرعات زائدة من عقار الليثيوم؛ لأنه يقلل إفراز الهرمون الدرقي.
• مُحْدِثات الدراق، وهي مركبات موجودة في بعض أنواع الطعام، مثل البروكلي وفول الصويا، ومن الممكن أن تثبط هذه المركبات إنتاج هرمونات الغدة الدرقية عند تناولها بكميات كبيرة.
• ورم الغدة النخامية المسبب لزيادة إفراز هرمون تي إس إتش؛ الأمر الذي يزيد تحفيز الغدة الدرقية.
• التعرض للإشعاع.
• التهاب الغدة الدرقية دي كورفان.
• التهاب الغدة الدرقية الليفي، وهو حالة من حالات التهاب الغدة الدرقية النادرة جدًّا؛ حيث تصبح الغدة الدرقية ملتهبة، وتندمج مع الأنسجة المحيطة بها, بما في ذلك أنسجة العضلات، والرُغامَى (القصبة الهوائية).
• عدوى الغدة الدرقية، وتتضمن العدوى البكتيرية، والعدوى الفطرية، والعدوى الطفيلية.
• سرطان الغدة الدرقية، يمكن لهذا النوع أن يؤدي إلى دراق يُصاحِبُه ملمس متعرج غير مستوٍ.

تشخيص تضخم الغدة الدرقية

كثيرًا ما يُكتشف الدراق حين يحدث تورم في العنق، ثم يُجرى اختبار دم لتحديد إذا ما كانت الغدة الدرقية زائدة النشاط أم منخفضة، وينطوي ذلك على فحص مستويات هرمونات تي إس إتش، وتي٤، وتي٣، ويجب كذلك إجراء اختبار دم للبحث عن وجود أجسام مضادة للغدة الدرقية؛ لتحديد إذا ما كان الدراق يرجع إلى مرض من أمراض المناعة الذاتية، مثل الدراق الجحوظي، أو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.

فحص الغدة الدرقية: سوف يرغب الطبيب في فحص الغدة الدرقية، وأفضل وضعية لهذا الفحص هي الجلوس في وضع مستقيم، أو الوقوف، ويعطي عادةً فحص الغدة من الجانب رؤيةً أفضل، وربما يُطلب منك أن ترتشف بعض الماء؛ فالغدة الدرقية تتحرك في أثناء البلع.

سوف يفحص الطبيب الغدة (عن طريق الجس) وهو واقف خلفك، أو في مواجهتك، ويفحص فصي الغدة للتحقق من حجمهما، وتجانسهما، وللكشف عن وجود عُقَيْدَات (نتوءات)، وألم عند اللمس. وينبغي أن يفحص الطبيب أيضًا العقد الليمفاوية الموجودة في عنقك (العقد الليمفاوية العنقية).

فحوص الغدة الدرقية الأخرى

يكشف الفحص بالموجات فوق الصوتية حجم الغدة الدرقية، ويظهر أية عُقَيْدَات أو أكياس قد لا يلاحظها الطبيب في أثناء فحصه، وسوف يحدد إجراء الفحص المنتظم بالموجات فوق الصوتية أية تغيرات في حجم التضخم وتجانسه، ويكشف وجود العُقَيْدَات أيضًا.

يُجرى في بعض الأحيان الفحص بالأشعة المقطعية، إلا أن الفحص بالموجات فوق الصوتية أفضل في تحديد حجم الغدة الدرقية، ولكن الفحص بالأشعة المقطعية يمكن أن يكون أفضل في تحديد تأثير الغدة الدرقية المتضخمة في الأعضاء المحيطة، كما أنه يُعد الأفضل في الكشف عن سرطان الغدة الدرقية.

وقد يُجرى مسح ذري للغدة الدرقية، ويشار إليه بامتصاص النويدات المشعة، أو الفحص بالنويدات المشعة، وسوف تحقن خلال الفحص بأحد النظائر المشعة النشطة في الوريد المرفقي، ثم تتمدد على منضدة الكشف، بينما تلتقط كاميرا صورًا للغدة الدرقية، وتعرضها على شاشة الحاسوب، ويحدد المسح الذري للغدة الدرقية إذا ما كانت العُقَيْدَات الموجودة في الغدة الدرقية نشطة (تنتج هرمونات) أم لا، وتؤخذ في بعض الأحيان عينة من نسيج الغدة الدرقية.

علاج تضخم الغدة الدرقية

يعتمد علاج الدراق على سببه، وعلى مدى التضخم، والأعراض التي يسببها.

ويمكن أن يكون العلاج واحدًا من هذه الخيارات:

• الملاحظة. إذا كان التضخم بسيطًا، ومستويات هرمونات الغدة الدرقية طبيعية، ولا يسبب أعراضًا كثيرة، فسوف يفحص الطبيب الغدة بشكل منتظم فقط، ليرى ما يحدث.

• الأدوية. إذا كانت هناك زيادة أو انخفاض في نشاط الغدة الدرقية، فإن ضبط مستوى الهرمونات عند المستوى الطبيعي باستخدام الأدوية يقلل عادةً حجم التضخم، وإذا كانت الغدة الدرقية مصابة بالتهاب، كما في حالات التهاب الغدة الدرقية، تُعطى في بعض الأحيان أدوية مثل الأسبرين أو الستيرويدات لتقليل الالتهاب.

• الجراحة. يجب استئصال الغدة الدرقية بالكامل، أو استئصال جزء منها، إذا كان التضخم كبيرًا للغاية، ويسبب شعورًا بعدم الراحة وصعوبة التنفس والبلع، وتكون الجراحة ضرورية أيضًا إذا أصبح ورم الغدة الدرقية سرطانيًّا، وإذا كان التضخم يحتوي على عُقَيْدَات تنتج كميات هائلة من هرمونات الغدة الدرقية (الدراق العقيدي السمي)، فقد يُستأصل جزء من الغدة الدرقية، أو تُستأصل كلها.

• اليود المشع النشط. يُستخدم هذا العلاج في بعض الأحيان إذا نتج تضخم عن زيادة نشاط الغدة الدرقية، ويدمر اليود المشع خلايا الغدة الدرقية زائدة النشاط، وهذا يؤدي إلى تقليص حجم الغدة الدرقية، ولكنه في الوقت نفسه يمكن أن يؤدي إلى تقليل نشاطها، وعندها سيكون من الضروري تناول أقراص الهرمونات طوال الحياة.