للمضادات الحيوية عديد من التأثيرات الجانبية، ولكن ثمة تأثير ربما لم تسمع به من قبل. فهي قد تسبب الغازات، ليس أثناء استعمالها فحسب، بل ولاحقا أيضا – وربما لبقية حياتك.
فتطبل البطن هو جزء طبيعي من عملية الهضم، ينشأ عن بكتيريا منتجة للغازات موجودة في القناة المعوية. ولكن الأشخاص الذين استعملوا المضادات الحيوية قد يعانون من الغازات أكثر من غيرهم لأن هذه العقاقير لا تكتفي بقتل البكتيريا المسببة للإنتان، بل تقضي أيضا على البكتيريا الموجودة في كل الجسد، بما في ذلك مليارات البكتيريا المفيدة التي تعيش عادة في المعى الغليظ، كما تشير باميلا سكاي جين، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في غريشام، أوريغون.
وحين تموت هذه البكتيريا، تحل مكانها بكتيريا غير ودودة (وكائنات أخرى، كالخمائر) وتبدأ بإنتاج السموم التي تؤدي إلى غازات وانتفاخ وإسهال. وتدعى هذه الحالة خللا أحيائيا، أي زيادة كبيرة في البكتيريا الضارة وقلة أكثر من اللزوم في البكتيريا المفيدة.
وإعادة التوازن البكتيري الطبيعي إلى الجسد هو خطوة جوهرية أولية للسيطرة على الانتفاخ. إضافة إلى ذلك، هناك أمور يمكنك القيام بها لمساعدة الجهاز الهضمي بأكمله على العمل بفاعلية أكبر، مما يساهم كثيرا في تخفيف الانزعاج الناتج عن تطبّل البطن.
دليل العناية الطبية
من الطبيعي الشعور ببعض الغازات من وقت إلى آخر. ولكن عندما تعاني منها بشكل متواصل، قد تكون عارضا لمشاكل هضمية لن تتحسن من دون علاج طبي، كما تقول باميلا سكاي جين، دكتورة في طب المعالجة الطبيعية في غريشام، أوريغون.
فإن عانيت من أعراض معينة، كإنقاص الوزن غير المقصود، فقدان الشهية، تقيؤ، تغير في عادات الأمعاء، أو نزف مستقيمي، عليك أن تعرض نفسك على الطبيب. وإن كنت تعاني من هذه الأعراض، يمكنك أن تستشير طبيبك في فكرة إجراء تحليل هضمي شامل للبراز. فهذا الفحص يكشف المشاكل المسببة للغازات، كالخلل الأحيائي (وهو خلل في التوازن بين البكتيريا الضارة والمفيدة)، الإنتانات الناتجة عن المبيضّات (إنتانات خميرية)، وغيرها. وقد ترغب أيضا برؤية معالج بالطب الطبيعي أو البديل لإجراء فحص يكشف حالات الحساسية تجاه الأطعمة، كما تقول د. جين.
المساعدات الحيوية: لإعادة البكتيريا الجيدة.
بما أن المضادات الحيوية تخل دوما بالتوازن البكتيري الطبيعي للأمعاء، أو ما يطلق عليه الأطباء اسم الحياة النباتية المعوية، يعتقد مزاولو الطب البديل أنه من الممكن إعادة التوازن باستعمال مساعد حيوي – عبارة عن مكمل يحتوي على البكتيريا المفيدة. ابتع مكملا يحتوي على ملياري إلى 3 مليارات وحدة من البكتيريا المحبة للحمض (أسيدوفيلوس)، أو البكتيريا المشقوقة (بيفيدوم)، أو غيرها من الكائنات، كما تنصح د. جين.
واحرص على شراء مكملات مبردة في المتجر، لتتأكد من أن الكائنات الموجودة فيه حية وناشطة، كما تنصح. وعليك استعمال المساعدات الحيوية طيلة فترة العلاج بالمضاد الحيوي ولمدة أسبوعين بعد انتهائها. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
وتضيف إليزابيث ليبسكي، خبيرة تغذية سريرية مجازة في كاواي، هاواي: “المساعدات الحيوية فعالة. وهي تبقي فعلا البكتيريا الضارة تحت السيطرة”.
الأنزيمات الهضمية: بعد كل وجبة
ينتج الجسم كثيرا من الأنزيمات الهضمية، وهي كيميائيات تحلل الأطعمة لكي يتم امتصاصها من خلال جدران الأمعاء. ولكن بعض الأشخاص لا ينتجون كمية كافية من هذه الأنزيمات. وهو أمر شائع بعد تجاوز الخمسين من العمر لأن معدل الأنزيمات الهضمية يميل إلى الانخفاض مع التقدم في السن.
وتقول ليبسكي: “إن مكملا من أنزيم هضمي يساعد الجسم على هضم الطعام على نحو أسرع وأسهل”. وهي توصي بتناول أنزيم هضمي بعد كل وجبة، وفقا للتعليمات على الوصفة. ويجد كثير من الأشخاص بأنهم يحصلون على نتائج أفضل حين يستعملون الأنزيمات الهضمية مع مكملات من المساعدات الحيوية، كما تضيف.
الطعام: تعرف على النوع المسؤول عن الغازات
يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه البروتينات والسكر الموجودة في بعض المأكولات،مما يؤدي إلى سوء هضم وغازات، برأي ليبسكي. وقد يصعب التعرف على حالات الحساسية الغذائية لأنه ليس من السهل معرفة سبب المشكلة.
وهي توصي بتجربة مختلف الأطعمة وذلك بإبعادها من غذائك واحدة تلو الأخرى لمدة 10 أيام. وفي حال خفت الغازات، ستعرف ما هو الطعام المسؤول. وإليك الأطعمة الأكثر تسبيبا للغازات.
• مستخرجات الألبان، لأن كثيرا من الأشخاص يفتقرون إلى أنزيم اللاكتاز الضروري لهضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب وغيره من مستخرجات الألبان.
• عصير الفاكهة، يحتوي على سكر يدعى فروكتوز يسبب الغازات لدى كثير من الناس. وحتى الأشخاص الذين لا يعانون من حساسية تجاه الفروكتوز قد يصابون بالانتفاخ حين يشربون أكثر من ثلاثة أكواب من عصير الفاكهة في اليوم، كما تشير ليبسكي.
• المحليات الاصطناعية، كالكزيليتول والسوربيتول، موجودة في كثير من السكاكر والمنتجات المخبوزة ومن شأنها أن تسبب انتفاخا لدى كثيرين.
• الحنطة، لأن كثيرا من الناس يعانون من الحساسية تجاه البروتين الموجود فيه، وهو الغلوتين.
• حبوب الفول والفاصولياء، الملفوف، الكرنب المسوّق، القرنبيط، والخيار، وجميعها تحتوي على كربوهيدرات يحتمل أن يسبب الغازات يدعى رافينوز (سكر ثلاثي). غير أن استعمال هذه الأطعمة الصحية على المدى البعيد قد يخفف من الغازات في الواقع لأن بكتيريا الجسد تخضع لتغيرات لكي تتمكن من التعامل مع الرافينوز، كما تشير ليبسكي.
الزنجبيل: يساعد على الهضم
الزنجبيل هو عشبة ممتازة لمنع تطبل البطن أو علاجه، برأي مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو. وهو يعمل على تنشيط الهضم واسترخاء عضلات الجهاز الهضمي بحيث يمضي الطعام وقتا أقل في الأمعاء.
تناول كبسولتين أو 250 ملغ مع كل وجبة، كما يقول. وابحث عن مستحضر يحتوي على واحد بالمئة من زيت الزنجبيل، وهو أحد المكونات الناشطة.
الكلوروفيل: يزيل رائحة الأمعاء
من شأن استعمال مكمل الكلوروفيل أن يخفف الغازات والرائحة لأنه يزيل السّمّيّة من الطعام المهضوم جزئيا في الجهاز الهضمي، كما يقول ليبسكي. ويعتبر الكلوروفيل آمنا تماما، ويمكنك استعماله في اي وقت تشعر فيه بالانزعاج، متبعا التعليمات على الوصفة.
بذور الشمار: مساعد هضمي
تقول د. جين أن “مضغ بزور الشمار بعد كل وجبة هو طريقة ممتازة لتخفيف تطبل البطن”. فالزيوت الموجودة في العشبة تساعد على عملية الهضم، كما تشرح، وقد ترغب بالتالي بمضغ بعض البزور بعد كل وجبة. امضغ 5 إلى 10 بزور جيدا وابتلعها للحصول على مفعول كامل، كما تنصح.
الفحم المنشط: لتخفيف الانزعاج على المدى القصير
تنتابك نوبة غازات وأنت في مناسبة اجتماعية! ماذا تفعل؟ جرب استعمال مكمل من الفحم المنشّط، كما ينصح أندرو غاديرت، عضو في نقابة أطباء الأعشاب الأميركيين ومدير عيادة غيت ويل (Get Well Clinic) في أوكلاند، كاليفورنيا.
فالفحم يرتبط بالسموم وبمواد أخرى في الجهاز الهضمي وتصطحبها إلى خارج الجسم بهدوء. ويجب أن يؤدي المكمل مفعوله في غضون 30 دقيقة.
وينصح غاديرت بتناول قرص إلى قرصين عيار 200 إلى 500 ملغ قبل المناسبات الاجتماعية، ولكن لا تستعمله أبدا لأكثر من أسبوعين متواصلين.
هل تعاني فعلا من مشكلة؟
إن كثيرا من الناس الذين يعتقدون بأنهم يعانون من كثير من الغازات، هم بحالة طبيعية في الواقع، كما يقول ويليام ب. سالت II، دكتور في الطب، أستاذ طب سريري في كلية الطب والصحة العامة في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس. ويضيف: “ويعد طبيعيا كل من يخرج ريحا من 6 مرات إلى 21 مرة في اليوم”.
وأسهل الطرق لمعرفة ما إذا كان وضعك طبيعيا هي الاحتفاظ بكتيب صغير تدون فيه المرات التي تخرج فيها الريح. وفي ذلك يقول د. سالت: “كثير من مرضاي الذين يقومون بذلك يكتشفون بأنهم لا يخرجون ريحا بشكل غير طبيعي. وغالبا ما يجدون بأنهم لا يعانون من أية مشكلة، كما اعتقدوا في السابق”.