التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

تطويل القامة حلم يراود القصار

تشاهد مشكلات قصر القامة بكثرة في ممارسات طب الأطفال وغالباً ما يكون السبب
العوامل الوراثية أو قد يكون نتيجة خلل في وظائف الغدد الهرمونية كهرمونات النمو أو
هرمون الدرق أو أمراض وراثية عديدة.

تتحكم بطول قامة الطفل عوامل عدة منها طول الأبوين وطول الطفل الوليد عند الولادة
وهذا يتأثر بعوامل وراثية بالإضافة إلى ظروف الحمل كإصابة الأم الحامل ببعض الأمراض
أو الالتهابات وكذلك فإن طول القامة يتأثر أيضاً في حالة إصابة الطفل بأمراض مزمنة
كالربو أو أمراض القلب أو سوء التغذية المزمن وغيرها.

ويبقى هنالك أيضاً احتمال قصر القامة نتيجة الاضطرابات الهرمونية كقصور وظائف الدرق
أو نقص هرمون النمو، والتي تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج حاسم تحت إشراف طبيب أخصائي.

فحص دقيق

يتم عادة خلال الزيارات الدورية لاخصائي الأطفال إجراء القياسات الدقيقة للنمو من
خلال استعمال مخططات خاصة للطول والوزن ومحيط الرأس وكذلك يجب متابعة زيادة الطول
بشكل دوري ومن المفروض ان يزداد طول الطفل الطبيعي بحدود 5 سم سنوياً وفي حال ان
زيادة الطول أقل من ذلك فيجب القيام بإجراء فحوصات خاصة لتحديد السبب

كإجراء دراسة هرمونية لمعايرة مستوى هرمون الدرق وذلك بعيار مستوى التيروكسين الحر
باختبار التمنيع المشع T4-RIA وكذلك إجراء T3-RIA، وكذلك فيجب عيار هرمون النمو
واختبارات هرمونية أخرى.

وهنا يجب الإشارة إلى أهمية تحديد العمر العظمي للطفل وذلك من خلال تصوير شعاعي
لليد اليسرى أو الورك إذ أنه من الطبيعي ان يتم تعظم بعض النويات العظمية في سن
محدد وعند حصول قصور في الغدة الدرقية فإن هذا التعظم يتأخر عادة بين 6 أشهر إلى
سنتين عن معدل العمر العظمي لأقران الطفل بالعمر نفسه

ويجدر الإشارة إلى ان حالات قصر القامة نتيجة نقص إفراز الغدة النخامية تتميز بأن
طول الطفل الوليد ووزنه يكون طبيعياً عند الولادة ويظهر قصر القامة أحياناً بعد
السنة الأولى من العمر وغالباً بعد السنة الثانية ويزداد طول الطفل تدريجياً لكن
معدل الزيادة أقل من الطبيعي ويستمر ازدياد الطول إلى ما بعد البلوغ..

ويجب الإشارة إلى أهمية استبعاد نقص هرمون النمو كسبب لقصر القامة حيث انه في حال
تشخيصه يجب البدء بإعطاء هرمون النمو على شكل حقن عضلية ويتطلب العلاج عدة سنوات
وكذلك الحال بالنسبة لقصور الدرق الذي يعالج بإعطاء حبوب تحوي مادة الثيروكسين يبدأ
بالعلاج عند تشخيص المرض فوراً وتزداد كمية الدواء بشكل تدريجي مع تقدم عمر الطفل
وحسب الاستجابة للعلاج، وكذلك يجب الإشارة إلى أهمية استبعاد بعض الأمراض الوراثية
كتناذر ترنر وأمراض وراثية أخرى.

ويجب أخيراً التنويه إلى ان حالات قصر القامة نتيجة الاستعداد الوراثي العائلي (أي
أن الأبوين أيضاً قصار القامة». فإن الزيادة السنوية في الطول تكون أكثر من 4 سم مع
عدم وجود اضطرابات هرمونية أو أمراض مزمنة ويكون العمر العظمي للطفل متماشياً مع
عمر الطفل الفعلي.

إعداد د. محمد صفوان الموصلي

طبيب الأطفال بمجمع دبي الطبي