يتطور مرض باركنسون Parkinson’s disease ببطء مما يعني أن العوارض تسوء مع الوقت. وقد تكون العوارض المبكرة دقيقة ومبهمة جداً بحيث يُصرف النظر عنها أو تُفهم على أنها عوارض مرض آخر. عندما تعيد النظر أنت وعائلتك في العوارض، قد تجد أن التغييرات التي ظننت أنها كانت متعلقة بالتقدم بالعمر تشكّل في الحقيقة جزءاً من داء باركنسون. فعلى سبيل المثال، قد تُفهم الوضعية المنحنية الناتجة عن داء باركنسون على أنها وضعية سيئة، وقد يفهم ضعف الصوت على أنه بحة. عندما يبدأ الداء، يصاب عادةً جانب واحد، مثل تيبس في ساق عندما تمشي أو تثبيت ذراع مثنيّة على مرفقك وقريبة من جسمك. عندما يتطور داء باركنسون، يُصاب الجانب الآخر. غالباً ما لا تدرك التغييرات ولا تعتقد أن هناك خطب ما! إنها زوجتك أو شريكتك مَن يصرّ على حدوث تغيير ما. ليست التغييرات سريعة في داء باركنسون؛ في الواقع، إن ظهر تغيير بشكل مفاجئ، يكون قد آن الأوان للتحقق من الإصابة بداء آخر.
كيف أجعل المنزل آمناً؟
خذ بعين الاعتبار أكثر الأماكن التي تسير فيها: من سريرك إلى الحمام نزولاً إلى الردهة فالمطبخ فالباب الأمامي أو الخلفي فمقعدك المفضل في غرفة المعيشة. أحرص على أن تكون هذه الأماكن آمنة للسير. انزع السجادات الصغيرة الرخوة وأضف المزيد من الإنارة وضع أنواراً ليلية حيث ستكون مفيدة. ركّب حواجز على طول امتداد الرواق. إنّ استعمال أجهزة كشف الحركة على المصابيح في أماكن الجلوس سيؤمن الإنارة وسيخفف من صعوبة تشغيلها يدوياً. أبعد أي حواجز عن طريقك للتقليل من فرص التعثر والسقوط. ابتع أداة ميكانيكية طويلة الممسك لالتقاط الأشياء التي تقع كي تتجنب الانحناء غير الضروري. كما أن الهاتف اللاسلكي الذي يمكن وضعه في الجيب أو في جعبة الحزام جيد لاستقبال الاتصالات بدون أن تتكبد عناء الإسراع إلى الهاتف. وهناك جهاز آخر حسن الاستعمال ألا وهو جهاز التحكم عن بعد مزود بأزرار كبيرة. في حال كان هناك سلالم في منزلك، احرص على ألا تكون السجادة رخوة أو الدرجات متصدعة. إنّ وضع شرائط عاكسة للضوء على طول الأطراف يجعل الدرجات أكثر وضوحاً وخاصة في الليل. تأكد من أن الدرابزون ثابت وقوي. وقد يكون من المفيد أيضاً إضافة درابزون ثانٍ على الجانب الآخر. إذا أصبحت مسكات الأبواب مزعجة، استبدلها بمقابض. يمكن تدبر أمر المفاتيح بسهولة أكبر إنّ حُفظت في مثبت بلاستيكي يؤمن القبضة والمخزن. تأكد من وضع إنارة جيدة في المدخل بالإضافة إلى كاشف الحركة والساعات.
تقع معظم الحوادث المنزلية في الحمام. إنّ حالات الانزلاق والسقوط هي الأكثر حدوثاً هنا لذا الوقاية هي الهدف. يمكن أن تكون السجادات الصغيرة الرخوة زلقة وتسبِّب السقطات. يجب أن يتم إزالتها واستبدالها بسجادات أكبر حجماً وغير زلقة. يمكن أن تساعد إضافة حواجز معدة للتمسك إلى حوض الاستحمام والرشاش على منع السقطات كما أن هذه الحواجز مفيدة إن وضعت بالقرب من المرحاض للنهوض والجلوس. كذلك يمكن أن يساعد مقعد المرحاض المرفوع على تحريك الأمعاء وتسهيل عملية النهوض عن المقعد والجلوس عليه. تأكد من وضع ممسحة مطاطية في حوض الاستحمام أو تحت الرشاش للوقاية من الانزلاق والسقوط في المساحة الرطبة. كما أن إضافة كرسي بلا ظهر للاستحمام أو كرسي ذي أطراف مطاطية ماصة تجعل الاستحمام أسهل. اشتر الصابون السائل أو جلّ الاستحمام لتجنب ألواح الصابون الزلقة. في حال كانت مقابض الصنبور في المغسلة أو الرشاش صعبة الإمساك باليدين، استبدلها بأخرى أكبر حجماً. إنّ رؤوس الرشاش التي تُمسك باليدين وذات الخراطيم الطويلة مناسبة وسهلة الاستعمال ويمكن أن تساعدك على تأمين حرارة المياه الصحيحة قبل الاستحمام. تأكد من عدم وجود مستوعبات زجاجية في الحمام؛ يجب أن يتم شراء الشامبو، وكريم اليدين، وغسول الفم بعلب أو زجاجات بلاستيكية. استبدل الأغطية الزجاجية بالأغطية الورقية للتقليل من فرص وقوع حالات التحطم. إنّ فرشاة الأسنان ذات المقبض العريض تجعل من الأسهل المحافظة على نظافة الفم وتخفف آلات الحلاقة الكهربائية من خطر الشقوق والجروح. في الحمام، من الضروري وضع ضوء ليلي وجرس كبير على أعلى المنضدة أو خزان مياه المرحاض لأن هذا الأخير يجعل من السهل طلب المساعدة عند الحاجة.
يجب أن يكون الحمام مريحاً ومكاناً خاصاً يدعو للراحة والاسترخاء. تأكد من أن طريقك إلى السرير خالٍ من وجود الأحذية أو الأشياء المتراكمة وأن طريقك إلى الحمام مفتوحة. ولأن داء باركنسون يجعل التقلب في الفراش بطيئاً وصعباً، فإنّ وضع بطانية على قدم السرير تسمح للقدمين بالتحرك بحرّيّة. تسمح لك ملاءات الساتان من التقلب بسهولة أكبر. يزوّدك الفراش الراسخ بالدعم والقوة التي تحتاج إليها للتقلب بسهولة أكبر. إذا كنت تواجه صعوبة في التقلب في السرير، فعلى الأرجح لأنك لا ترفع ذراعك عالياً بما يكفي ‘لتقلبك في السرير’. أطلب من شريكتك أن تراقبك فيما تتقلب في السرير: إن لم ترفع ذراعك عالياً بما يكفي فلن تتقلب بسهولة. يجب أن يكون الخفّان سهلي الانزلاق في قدميك وليس خارجهما ويجب أن يكون لهما نعلين غير زلقين. كذلك يجب أن يكون في متناول يدك علبة محارم، مصباحاً كهربائياً يسهل الوصول إليه، ومستوعب مياه غير قابل للكسر على المنضدة. يمكن أن يكون الضوء الليلي المزوّد بكاشف للحركة مفيداً والذي يضيء عند أقل حركة. للرجال يمكن أن تخفف المبولة من الدخول المتكرر إلى الحمام. في حال كانت المنضدة ضرورية، تأكد من وضعها بالقرب من السرير قدر الإمكان على أن يكون ورق المرحاض في متناول اليد. إنّ وضع قماشة بلاستيكية على الأرض تحت المنضدة يمكن أن يمنع إفساد السجادة في حال وقوع أي حوادث. كما أن الكرسي لارتداء الملابس أساسية ويجب أن تكون مزودة بذراعين لتسهيل عملية الجلوس والنهوض. وتشمل المساعدات الأخرى لارتداء الملابس قرناً طويل المقبض لتسهيل انتعال الأحذية، وكلابة لتزرير الأحذية وساحب الزمام.
ماذا أستطيع أن ألبس؟
قد يكون التسوق لشراء الملابس إحدى أكبر المشاكل، إنّ التجول في الأسواق التجارية المزدحمة وقياس الثياب في غرف تغيير الملابس الصغيرة والانتظار في الصف لدفع ثمن المشتريات يقتل متعة التسوق ويجعل المصاب بداء باركنسون محبطاً ومتعباً. عوضاً عن ذلك، اختر الكاتالوغات واطلب الملابس عبر البريد واشتريها وأنت في المنزل. تعرض شركات عدة ملابس مصممة خصيصاً ليسهل ارتداؤها وخلعها مع حفاظها على شكلها الرائع. يمكن أن يرتدي الرجال القمصان السهلة الخلع مثل القمصان الرياضية المحبوكة وفي الطقس البارد يمكنهم ارتداء كنزات ذات قبات واقفة ضيقة. إنها تبدو رائعة كما أنها سهلة الارتداء. إذا كان من الضروري ارتداء القمصان الرسمية، جرّب القمصان ذات الأكمام القصيرة. يلاحظ القليلون غياب الأزرار أو الحلقات المعدنية. يمكن أن تحل ربطات العنق المثبتة بمشبك محل ربطات العنق العادية التي تتطلب ربط عقدة. وهناك العديد من ربطات العنق التي لا يمكن تمييزها عن تلك العادية. بالنسبة إلى الملابس الرياضية أو غير الرسمية، هناك سراويل رائعة ذات خصر مطاطي تزيل الإزعاج الذي تسببه الأزرار والزمامات. إنّ الأحذية التي تقفل بواسطة الفيلكرو سهلة الانتعال أكثر من الأحذية التي تقفل برباطات. فالفيلكرو على عكس الأربطة لا ينفك. كما أن الأحذية الشبيهة بالموكاسان تشكّل اختياراً جيداً. يحتاج بعض المصابين بداء باركنسون إلى نعال مطاطية غير زلقة. ويحتاج البعض الآخر خاصة أولئك الذين يتجمّدون إلى نعال جلدية لا تلتصق على السجادات أو على مساحات غير مستوية مسببةً لهم السقوط. إنّ حاجتك إلى النعال المطاطية أو الجلدية تحددها التجربة والأخطاء. يجب عليك تجريبها ومعرفة أيهما الأفضل لك.
يمكن أن ترتدي النساء تنانير وسراويل فضفاضة ذات خصر مطاطي. ويستطعنَ ارتداء قمصان محبوكة وبلوزات متراخية أو كنزات سهلة الخلع. من الأسهل ارتداء الصديريات التي تنغلق من الجهة الأمامية. ويجب أن يصل طول برنس الحمام إلى مستوى الكاحل. من الممكن أن تؤدي البرانس الطويلة إلى التعثر والسقوط. يجب أن يكون كعب الأحذية مسطحاً أو غير عالٍ ويسهل انتعالها أو خلعها.
كيف سأتناول الطعام؟
هناك أدوات تساعد على فتح العلب المختلفة الأحجام من زجاجات الكاتشاب إلى العلب. إنّ فتاحة العلب الكهربائية رائعة ولكن يجب أن تجد واحدة سهلة الاستعمال وصعبة التحطم. وقد تبدو السكاكين الكهربائية فكرة صائبة ولكنها ليست كذلك لأنها إذا انزلقت على الأرجح سيكون الجرح أكبر وأكثر نزفاً. إنّ ألواح التقطيع المزودة بقواعد لاصقة مطاطية يمكن أن تمنع الانزلاق أثناء التقطيع ومن الأسهل استعمال السكاكين ذات المقابض الكبيرة. إن لم تكن المقابض كبيرة بما يكفي لتمسك بها براحة، يمكن تثبيت طبقات عديدة من المطاط الزبدي إلى أن تناسب قبضتك. كما أن طبخ الطعام في قدر يسمح بطبخ مزيج مختلف من اللحم والخضار في الوقت نفسه مما يؤدي إلى وجبات لذيذة مع تكبد القليل من الجهد ويقلل احتمال احتراق الطعام أو الطباخ! سهّلت أفران المايكروويف عملية الطبخ للجميع ولكن تأكد من أنه سهل المنال للتقليل من إمكانية تناثر السوائل أو المأكولات الحارة. وتجعل المكنسة الكهربائية تنظيف الأرض سهلاً كما أن أنظمة الكناسة الجديدة بالقماش الناعم أفضل من المكنسة واللقّاطة.
يمكن أن تكون المدة التي يستغرقها تناول الوجبات محبطة للمصابين بداء باركنسون. خذ الوقت الذي تحتاج إليه لتناول الطعام ولا تسرع. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الاختناق، امضغ طعامك قبل البلع. ارفع ذقنك إن واجهت صعوبة في مضغ الطعام. يميل المصابون بداء باركنسون إلى إحناء أعناقهم (دون إدراك) فيلامس ذقنهم صدورهم. حاول مضغ الطعام فيما يلامس ذقنك صدرك، إنه أمر صعب. والآن أمضغه بذقن مرفوع، هذا أسهل. إنك تستعمل العضلات ذاتها ولكنك تستعملها بطريقة ميكانيكية عندما يكون ذقنك مرفوعاً. إن نسيت مضغ طعامك بذقن مرفوع، حاول إبقاء مرفقيك على الطاولة. هذا ليس ما علمتك إياه والدتك ولكن إبقاء مرفقيك على الطاولة يرغمك تلقائياً على رفع ذقنك. بالنسبة إلى البعض، قد يكون تناول وجبات صغيرة باستمرار أمراً مفيداً. إن كان الحساء على قائمة الطعام، استعمل كوباً كبيراً ذا مقبض عريض واشربه. قد تكون الملاعق أكثر فعالية من الشوكات لالتقاط الطعام من الطبق وسيكون من السهل استعمال الملعقة إذا كانت ذات مقبض كبير. أطلب أن يُقطع اللحم إلى أجزاء صغيرة في المطبخ كي لا تتكبد عناء تقطيعه على الطاولة. إنّ القشات مفيدة للشرب عندما تزيد الرعشة من صعوبة الشرب. لا تملأ الكوب أو الكأس بأكثر من ثلاثة أرباع سعته فهناك احتمال أقل بأن يندلق السائل. إنّ القشة الواسعة أفضل من تلك الضيقة. تشكّل نسيجة الغسل الرطبة منديلاً رائعاً خاصة عندما تُقدّم المأكولات الملفوفة على شكل الأصابع. كما أن الكرسي المزودة بذراعين تجعل من الأسهل على المصاب بداء باركنسون أن يثبت مرفقيه وذراعيه أثناء تناول الطعام. إنّ المنشفة الموضوعة بطريقة ذكية يمكن أن تحمي ثيابك من قطع الطعام المتناثرة.
هل سأتمكن من المشي؟
من المهم الحفاظ على الحركة وخاصة المشي، لذا في حال واجهت صعوبة ولاحظت أنك تقع باستمرار، لا تدع الكبرياء يمنعك من التمتع بالحياة. يصاب مرضى داء باركنسون بصعوبة في المشي ويعاني آخرون من صعوبة في التوازن يترافق الاثنان مع بعضهما البعض ولكنهما ليسا متشابهين لأنهما ينتجان عن مشاكل مختلفة في الدماغ. تؤدي الصعوبة في المشي إلى خطوة قصيرة. فتصبح خطواتك أصغر وأقصر وأكثر تقارباً مثلما قد يصبح خط يدك أصغر وغير مقروء والأحرف متقاربة من بعضها البعض. أحياناً يمكن معالجة الخطوات القصيرة بالتمارين وأحياناً بعكاز. كذلك يمكن معالجة الصعوبة في التوازن من خلال التمارين (مختلفة عن تمارين المشي) وأحياناً بواسطة العكاز ودائماً تقريباً بواسطة قوس المشي.
العمود الفقري المقوس. في حال كنت تمشي بخطوات قصيرة، قف جانبياً وانظر إلى المرآة. هل عنقك منحنٍ على ذقنك؟ هل كتفاك مكورين؟ هل يميلان إلى الأمام؟ هل عمودك الفقري منحنٍ أو مقوس؟ في حال كانت الإجابة نعم على سؤالين أو ثلاثة أسئلة مما ذكر أعلاه، فقد يكون العمود الفقري المنحني أو المقوس جزءاً من المشكلة. إنّ سبب العمود الفقري المنحني أو المقوس أو الملتوي مجهول. لدى بعض المرضى، ينتج ذلك عن شدّ غير متساوق للعضلات الأمامية على العضلات الخلفية للعمود الفقري. هذا الأخير هو نقطة ارتكاز حيث يمارس كلّ من الورك والفخذ وعضلات الظهر ضغطاً حولها. إذا كان عمودك الفقري منحنياً، مقوساً أو ملتوياً أو إذا كانت وضعيتك محدودبة، لن تولد الطاقة نفسها بوركك، فخذك، وعضلات ظهرك. نتيجة لذلك، تسير خطوات أقصر وأصغر من المعتاد لتقطع مسافة معينة وتتعب بسهولة. إذا كان عمودك الفقري مستقيماً، تولّد طاقة أكبر مع وركك، وفخذك، وعضلات ظهرك، وتسير بخطى أطول وتأخذ خطى أقل لتقطع مسافة معينة وتمشي بفعالية أكبر وتتعب بقدر أقل.
لإظهار كيفية عمل ذلك، جرب الاختبار المقتضب التالي:
1. قف وانحنِ حتى خصرك قدر الإمكان.
2. سر ووجهك منحنٍ وعيناك متجهان إلى الأرض وعمودك الفقري مقوس على شكل C.
3. لاحظ كيف أنك مرغم على السير بخطى صغيرة وقصيرة.
يعتبر الحفاظ على استقامة عمودك الفقري ومنع وضعيتك من أن تصبح محدودبة تمريناً مهماً. هنا بعض النصائح بالإضافة إلى تمرين يجب ممارسته دائماً للحفاظ على استقامة عمودك الفقري أو التخفيف من حدة التقوس:
1. تعلّم أن تقف واضعاً يديك على وركيك. يرغمك ذلك على رفع كتفيك والوقوف مستقيماً. ضع يديك على وركك كلما وقفت. اتخذها عادة.
2. تعلّم أن تجلس واضعاً مرفقيك على الطاولة. يرغمك ذلك أيضاً على رفع كتفيك والجلوس مستقيماً ومرفوع الرأس. اتخذها عادة كذلك.
3. ما إن تصحو كل صباح وقبل أن تنام في المساء، واجه المرآة، ارفع يديك فوق رأسك إلى أعلى ما يمكن وليكن مرفقاك مستقيمين قدر الإمكان. أبقِ يديك فوق رأسك ومرفقيك مستقيمين حتى تبلغ العشرة في العدّ ببطء. ثم، أرِح يديك على جنبك وكرر التمرين بقدر استطاعتك. فليكن هدفك أن تقوم بهذا التمرين 20 مرة. وفي النهاية، 60 مرة.
العكاز وعصا المشي. هناك فوارق بين العكاز وعصا المشي. العكاز مقطوع عند مستوى النقطة المنخفضة لأرجحة ذراعك. إذا كانت وضعيتك محدودبة، قد يزيد العكاز المنخفض من حدة التقوس ما يجعل خطواتك القصيرة والصغيرة دائمة. أما عصا المشي فترغمك على السير مستقيماً إن بلغت طول الكتف. إلا أن تعلّم كيفية استعمال عصا المشي بطريقة صحيحة أصعب من العكاز وقد لا يكون توازنك جيداً مثلما يكون مع العكاز. في حال كان توازنك جيداً بدون أن تقع، فقد تكون عصا المشي مناسبة لك. ولكنها قد لا تناسبك في حال كان توازنك متقلقلاً وتقع باستمرار. يمكن إيجاد عصا المشي في متاجر المعدات الرياضية وتتوفر بأنواع مختلفة من الأخشاب. جرب استخدام واحدة تعجبك أو أخرى مختلفة لاستعمالها في مناسبات مختلفة، كما أن العكازات تتوفر بأشكال مختلفة. عدّل الطول لتكون مرتاحاً. إذا كنت تواجه صعوبة في التوازن وكنت نزاعاً إلى السقوط، قد يناسبك العكاز ذا الأطراف الثلاثة المستدقة. إنه صعب الاستعمال ولكنه يمنحك مزيداً من الدعم وقوة أفضل في السحب. ولكن تذكر، غالباً ما تحدث السقطات عند الاستدارة. في حال كنت معتاداً على التقاط عكازك قبل الاستدارة، لن يساعدك العكاز. يجب أن يلامس الأرض ليدعمك، تعلّم أن تثبت عكازك على الأرض وتستعمله ليمنحك الدعم قبل أن تستدير.
قوس المشي. إذا كان الحفاظ على عملية التحرك يتطلب أكثر من عكاز أو عصا المشي، إذاً أنت بحاجة إلى قوس المشي. يرتعب البعض لفكرة استخدام قوس المشي لأنهم يربطون استعمالها بالعجز ولكن قوس المشي جهاز يجعلك تتحرك وإن استطعت التحرك، لا تكون عاجزاً مهما كانت التحديات الجسدية التي قد تواجهك. إنه أفضل من بقاءك جالساً على الكرسي أو طريح الفراش. إسأل أي أحد من الذين لا يستطيعون استعمال قوس المشي عما يفضلونه. يمكن أن ينصحك معالج فيزيائي أو طبيبك بنوع القوس الذي يناسبك. يجب أن يكون خفيفاً ولكن ثابت، خفيف بما يكفي للتنقل وثابت بما يكفي كي لا تلتقط أولاً قوسك بدون تفكير عندما تستدير. إن فعلت ذلك، سوف تقع ويقع فوقك قوس المشي. إنّ أقواس المشي ذات الدواليب الكبيرة أسهل عند الاستدارة من أقواس المشي ذات الدواليب الصغيرة. وقد تكون أقواس المشي مع محمل الكريات أفضل وخاصة قوس “U-step”. تذكر أن تعدّل طول قوس المشي خاصتك؛ لن يكون نافعاً إذا كان شديد الانخفاض ويرغمك على الانحناء.
الكرسي المدولب. يتوفر الكرسي المدولب بأنواع مختلفة ويمكن أن يكون مفيداً بالنسبة إلى الرحلات خارج المنزل. إنّ معظم المتاحف، والحدائق العامة، والمسارح، وقاعات الحفلات مهيأة لاستقبال الكراسي المدولبة وعادة تمنح أصحابها علاجاً تفضيلياً. سوف تحفظ الكراسي المدولبة طاقتك كي تتمتع أنت ومَن برفقتك بالعرض بشكل أفضل. تشكّل الكراسي المدولبة المتحركة طريقة فضلى للتحرك وتحافظ على استقلاليتك. تتوفر هذه الأجهزة بأشكال وألوان مختلفة. تسمح لها البطاريات بالسير مسافات طويلة قبل إعادة تشريجها ويمكن أن يكون الأمر سهلاً بقدر وصلها بمقبس التغذية طيلة الليل. إنها باهظة الثمن ولكن من الممكن أن تغطي شركة التأمين جزءاً من ثمنها إن لم تغطي الثمن بكامله. وقد تكون الكراسي المدولبة المستعملة والتي أعيد تجديدها ذات جودة عالية. احرص على التسوق وإيجاد واحدة بالحجم المناسب تتمتع بالمزايا الضرورية لتنفعك. فكر بكرسيك المدولب على أنها قطار، شاحنة أو طوافة تنقلك إلى حيث تشاء.
كيف يمكن أن أصبح أقل قلقاً؟
القلق موجود في كل مكان، وفي حال كنت مصاباً بداء باركنسون، قد تكون حتى أكثر قلقاً. إنّ القلق المعترف به أو غير المعترف به هو عامل يتفاقم في عدة أمراض بما في ذلك داء باركنسون. من المقدّر أن 95 مليون أميركي أي حوالى ثلث عدد الأميركيين قلقين بما يكفي للجوء إلى طلب المساعدة من خلال الاستشارة، التأمل، التبغ، والأدوية المعطاة بوصفة طبية مثل أتيفان، كلونوبين، فاليوم، زاناكس، باكسيل وزولوفت. ومن المقدّر كذلك أن 35 مليون أميركي أي حوالى ثلث المصابين بالقلق يعانون من حالات هلع.
القلق الوضعي. بعض حالات القلق ولكن ليس جميعها مرتبطة بحدث أو وضع معين ويمكن أن تكون عادية. بالطبع إن لم تشعر بالقلق خلال بعض الأحداث أو الأوضاع، سيبدو الأمر غير عادي. قد لا تنجو إذا لم تشك أو تخاف من غرباء عدائيين، ركوب طائرة، القيادة على طرقات مظلمة، السير في شوارع خطرة، الجثوم عند مرتفعات تصيب بالدوار، مصادفة أفاعٍ سامة أو كلب شرس أو سيارات مسرعة أو مجموعات جامحة. السؤال الذي يجب طرحه هنا هو ما إذا كان القلق، الشك أو الخوف متناسباً أو غير متناسب مع الحدث أو الوضع. لتحديد ما إذا كان قلقك مرتبطاً بالأحداث الخارجية (خارج جسمك) أكثر من الأحداث الداخلية (الأحداث التي تقع داخل جسمك)، أجب عن السؤال التالي: أكان قلقك مرتبطاً بحدث أو وضع خارجي معين؟ نعم / لا
إذا كنت شخصاً قلقاً، متوتر الأعصاب أو مرهقاً قبل إصابتك بداء باركنسون، فلن تهدئك الإصابة به، لا تنفع الإصابة بداء باركنسون للسيطرة على الإجهاد، ولكن يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان قلقك عبارة عن ردة فعل نفسية للإصابة بداء باركنسون أو إذا كان هذا الأخير يسبب لك القلق. يصيب داء باركنسون مناطق في دماغك تفرز الدوبامين، والنورادرينالين، والسيروتونين وجميعها مواد كيميائية يمكنها أن تخفف، تزيد أو تغيّر حدة القلق. يصيب هذا الداء العقد القاعدية والمهاد في الدماغ اللذين يتغذيان داخل ما يسميه البعض ‘مركز القلق في الدماغ’: اللوزة. اللوزة هي منطقة لوزية الشكل (أميغدالا في اللغة اللاتينية تعني اللوزة) عند طرف كلّ فَصّ صدغي. تقع اللوزة أمام منطقة تدعى الحُصين والتي تخزّن ذكرياتك. إنه بنك ذاكرتك. إذا دخلت إلى مكان يدعو إلى القلق مثل مكتب طبيب، غرفة عمليات، محكمة، فيما تتسجل المعلومات حول محيطك في عينيك، أذنيك وحواسك الأخرى وقبل أن تتسجل المعلومات في دماغك الواعي (القشرة المخية)، تكون قد تسجلت في اللوزة. في اللوزة، يتم مقارنة المعلومات الحالية بالمعلومات السابقة المخزنة في الحصين، خزان الذاكرة. كنتيجة لهذه المقارنة (التي قد تذكرك بتجارب سيئة أو غير سارة في هذه الأماكن)، قد تصبح قلقاً حتى عندما لا يكون هناك سبب لكي تقلق: مثلاً، قد تدخل إلى مكتب طبيب لتصليح هاتف أو إلى غرفة العمليات لتغيير بصلة مصباح ولكنك تشعر بالقلق بسبب ذكريات ماضية مؤلمة أو غير سارة مرتبطة بمكان مماثل. من الممكن أن تتغير حساسية لوزتك في داء باركنسون وقد تكون أكثر قلقاً نتيجة لذلك.
القلق في داء باركنسون
غالباً ما يشعر مرضى داء باركنسون بقلق مسبق من أن مفعول أدويتهم يزول أو يخشون أن يتجمدوا أو يصابوا بالرعشة في لحظة غير مناسبة. ولكن قد يكون هناك أكثر من مجرد استجابة عاطفية لوضع غير موثوق به. إنّ السبل التي تعالج هذه المعلومات تمر عبر مناطق في الدماغ مصابة بداء باركنسون. في دراسات أجريت على مصابين بداء باركنسون يعانون من القلق، ساعدت الاستشارة النفسانية البعض، وساعد تغيير السلوك البعض، وساعدت الأدوية البعض، وساعد مزيج الاستشارة والتغيير السلوكي والأدوية آخرين. ما ينفع قد يعتمد على ما إذا كان القلق متعلقاً بوضع معين أو لاتوازن كيميائي في دماغك أو الاثنين معاً. غالباً ما يكون من الصعب فصل العوامل.
القلق الذاتي أو ‘الداخلي’: في أوقات مختلفة، تُستعمل كلمات للدلالة على الشعور بالقلق. إنّ الكلمات التي يشاع استعمالها كمرادف للقلق تشمل الخوف، الشك، التوتر وعدم الأمان. تختلف الكلمات المستعملة للدلالة على الشعور بالقلق من ثقافة إلى ثقافة ومن لغة إلى لغة. أحياناً، تعبّر العوارض الجسدية وليس الكلمات عن القلق. إنّ العوارض التي قد تصاحب القلق أو تحل محله تشمل الشعور بالدوار، التوهج، الإحساس بحالة إغماء، الإحساس بالحر أو البرد غير المتعلق بمصدر جسدي خارجي لتغير الحرارة، الاهتياج أو الشعور بارتعاش لاإرادي.
القلق الموضوعي، الجسدي أو ‘الخارجي’. يُترجم القلق إلى عوارض جسدية عبر الجهاز العصبي المستقل. هذه العوارض هي أساس الهلع المعرّف على أنه حالة حادة من القلق المترافق مع التغيرات الجسدية في الجهاز العصبي المستقل. في أوقات الغضب، الخوف، الشك أو القلق، يمكن أن ينبض القلب بشكل أقوى وأسرع، وتضيق الأوعية الدموية، ويرتفع ضغط الدم، ويهبط معدل السكر في الدم، وترتعش اليدان أو ترتجفان، وترتعد الساقان، أو تفرغ المثانة والأمعاء. من الممكن أن تؤدي مشاعر القلق، الخوف، الشك أو القلق بالترافق مع هذه التغيرات الجسدية إلى الهلع. قد تكون التغيرات الجسدية المصاحبة للقلق حادة جداً لدرجة أن حالة الهلع يمكن أن تحاكي نوبة قلبية. ولأن الجهاز العصبي المستقل يصاب بداء باركنسون، قد يتمتع المصابون بالداء بقدرة أقل على احتمال القلق وقد يكون من السهل أكثر إطلاق حالات الهلع.
قد تكون بعض الحالات المذكورة أعلاه عوارض داء باركنسون، أو التأثيرات الجانبية للأدوية التي تتناولها، أو قد تكون مرتبطة بالقلق. قد تتغيّر النتيجة عند تكرار جدول الاستبيان في أوقات وأوضاع مختلفة. قد يكون هذا الجدول مفيداً في تقييم تقدمك أو استجابتك إلى الاستشارة أو العلاج.
هناك عامل واحد يُعتقد بأنه يحدد ما إذا كان القلق سيتحول إلى هلع وهو حالتك النفسية ونظام معتقداتك الروحانية.
جدول الاستبيان حول القلق
لفهم القلق والهلع بشكل أفضل، يجب أن تقيسه كما تقيس الحمى أو ضغط الدم. يتم ذلك من خلال جدول الاستبيان بحسب سلّم هاملتون للقلق. على الرغم من أنه لم يصادق علمياً على جدول الاستبيان، إلا أنه بشكل عام تشير إجابة ‘نعم’ على 15 سؤالاً أو أكثر إلى القلق مما قد يكون متناسباً أو غير متناسب مع الحدث أو الوضع. من الممكن أن تشير أجوبة ‘نعم’ على 20 سؤالاً أو أكثر إلى الهلع. لتحديد ما إذا كان قلقك مرتبطاً بحدث أو وضع معين أو متعلقاً جزئياً بداء باركنسون، جرّب الاختبار في الجدول.
إليك العوارض الشائعة للقلق. قد يكون بعضها من عوارض داء باركنسون أو التأثيرات الجانبية للأدوية المستخدمة لمعالجة داء باركنسون. مهما يكن، إذا كنت تعاني أحد العوارض أو عانيت من عارض الأسبوع الماضي، اختر الإجابة نعم أو كلا. سجّل عدد الإجابات التي أشرت إليها بنعم.
أشعر بوخز أو حريق في يديّ أو قدميّ
أشعر بتوهج
أشعر بالقلق
أشعر بعدم الاستقرار أو الاهتياج
أشعر بالتوتر أو الانزعاج
أشعر أن بصري غير واضح
أشعر بالقلق
أشعر بالدوار أو الصداع
أشعر بالذعر أو الخوف
أشعر بأنني أختنق
أشعر بعدم الثقة
أشعر بالارتجاف أو الارتعاش في يديّ أو قدميّ
أشعر بالاضطراب أو الاهتياج
أشعر بعدم التركيز
أشعر بخفقان في قلبي
أشعر بعدم الأمان وبأنني أفقد السيطرة
أشعر بقُصر في التنفس
أشعر بالرعب
أشعر باضطراب في معدتي أو بالغثيان
أشعر بالإجهاد أو التوتر
أشعر بحالة إغماء
أشعر بأنني أتعرق
أشعر بالهلع
أشعر بطنين أو أنين في أذنيّ
أشعر بهبات حارة أو باردة
القلق الروحاني. قد يظهر القلق عندما تختبر الأحداث أو الأوضاع نظام المعتقدات الأساسي لديك وهو نظام يمكن أن يختلف من شخص إلى آخر. هل كان قلقك، خوفك أو شكك مرتبطاً بانتهاك لأحد معتقداتك الأساسية؟ إذا كنت تعتقد أنك انتهكت معتقداً أساسياً أو أكثر، فما هو (هي)؟
هل من خدمات يمكن أن تبقي على استقلالية والديّ؟
ليس على أحد أن يتخلى عن العيش في منزله إلى أن يصبح الأمر ضرورياً لأسباب صحية أو من أجل السلامة. إذا كانت والدتك مصابة بداء باركنسون وتعيش وحدها، يجب عليك التكلم معها حول وضعها وما تحتاج إليه للبقاء في منزلها. قد يتم إجراء تغييرات لتسهيل الأمر عليها. مثلاً إذا كان في المنزل سلالم علوية، قد تُعدّ الترتيبات لجعلها تعيش في الطابق السفلي وإذا كان لا بد من صعود السلالم، فقد يتم تركيب مصعد. كما أن جعل رشاش الاستحمام سهل المنال كي لا تضطر للصعود إلى حوض الاستحمام يمكن أن يحدث فرقاً. تقدم معظم المجموعات خدمات للمسنين أو المصابين بالعجز. وهي تتراوح بين النقل الخاص والتسوق، ومواعيد الطبيب، والعناية الصحية المنزلية، وزيارة ربات المنازل. يمكن إيجاد الخدمات المتوفرة في المجموعة التي انضمت إليها والدتك في دليل الهاتف. تحتوي بعض أدلة الهاتف على أقسام منفصلة تتضمن لائحة بأسماء المزودين، وأرقام هواتفهم، وعناوينهم. إذا كانت والدتك منضمة إلى مجموعة دعم خاصة بداء باركنسون، ستتمكن المجموعة من إطلاعها على ما يتوفر وبمَن تتصل. تحقق من الفروع المحلية لمنظمات داء باركنسون الوطنية لمعرفة المعلومات حول الخدمات في منطقتك. أحياناً من الممكن أن يقيّم موظف في الخدمات الاجتماعية في المقاطعة احتياجات والدتك ويقوم بتوصيات لتأمين الخدمات. غالباً ما تفوق خدمات البلدية والمقاطعة حدودهم وقد يكون هناك لوائح انتظار لخدماتهم. يمكنك أن تعد ترتيباتك الخاصة في جعل أحدهم يأتي للمساعدة في تنظيف المنزل أو الاهتمام بالحديقة أو جعل صديقة لوالدتك تأتي لزيارتها بانتظام.
لماذا أنا مصاب بداء باركنسون؟
لا أحد يملك الإجابة على هذا السؤال. بالطبع لا يتعلق الأمر بشيء فعلته أو لم تفعله، أو بشيء كان يمكنك السيطرة عليه، بالتالي لا يمكنك إلقاء اللوم على نفسك. قد تتساءل لماذا لم تتوقع الإصابة به أو كيف ولماذا لم يُعرّف قط بهذه العوارض المبكرة على ما هي عليه حقاً؟ لا شيء يستطيع أن يعود بالزمن إلى الوراء أو يغيّر الحقيقة. لذا، إن استمريت في إلقاء اللوم على نفسك، أُطلب من طبيبك التأكد من أنك لست مصاباً بالاكتئاب. بالنسبة للبعض، يكفي الخضوع للتشخيص. ثم يمكنهم الجلوس ومناقشة الإنذار والبدء بالتعلم قدر الإمكان عن داء باركنسون. وبالنسبة للبعض الآخر، وخاصة أولئك الذين لديهم قريب مصاب بهذا الداء، فقد يفترضون الأسوأ ويتخيلون سيصابون بالعجز عما قريب. قد يكون البعض متفائلين كثيراً وواثقين بأن طبيبهم سيقضي على داء باركنسون ببعض الوصفات الطبية. في النهاية، إننا نعيش في عصر التقدم العلمي حيث مساهمات التكنولوجيا في حياتنا غاية في العظمة. وهكذا يقولون كيف يُعقل أن داء باركنسون لن يُعالج قريباً؟ من الواضح أنه يجب أن يكون هناك توازناً بين التشاؤم المطلق والتفاؤل المطلق. إنّ أولئك الذين يتمتعون بمقاربة واقعية يحسنون صنيعاً.
مَن أُخبر؟
ما من أجوبة صحيحة أو خاطئة. أحياناً، يُطلع المريض كلّ مَن يعرفه في حين يطلع آخر فقط أقرب الأشخاص إليه. لا يصيب داء باركنسون حامل المرض وحسب بل أيضاً كلّ مَن هو قريب إليه. قد تجعل محاولة إخفاء داء باركنسون الوضع أكثر سوءاً بالإضافة إلى الشعور بالقلق خاصة فيما تسوء العوارض ويصبح من الصعب إخفاؤها. يمكن أن يكون من الصعب إخبار عائلتك وأصدقاؤك ولكن عدم إخبارهم قد يسبب القلق. سوف تحتاج إلى اتخاذ قرار حول مَن ستخبر ومتى. ولكن تذكر أن سماع الخبر منك أفضل من جعل عائلتك وأصدقائك يخمنون ما خطبك.
يصيب داء باركنسون أحد الزوجين وقد يؤثر بشكل غير مباشر على الآخر. من المهم مشاطرة التشخيص مع شريكتك في أقرب وقت ممكن. قد تكون مواجهة ردود فعل شريكتك إحدى أكثر تحديات داء باركنسون صعوبة. إن كانت العلاقة متزعزعة أصلاً، قد يكون التشخيص بالإصابة بداء باركنسون كلّ ما تحتاج إليه لتضع حداً لذلك. ولكن حتى لو كانت العلاقة مبنية على أسس صلبة، قد لا يمنع ذلك الشريكة من إظهار ردود فعل سلبية. قد يفرط بعض الشركاء في حماية الشريك المصاب بداء باركنسون وإحاطته بالكثير من العناية. حتى لو كانت علاقتك بشريكتك رائعة، سوف يوترها داء باركسنون. تكلما مع بعضكما البعض في أغلب الأحيان حول كل شيء. فالتواصل الجيد هو ما يحدث الفرق وما سيجعل من العلاقة الجيدة علاقة أفضل.
ماذا أخبر أحفادي؟
ستحتاج إلى إخبار أولادك أو أحفادك عاجلاً أم آجلاً. ستؤثر طريقة إخبارهم على طريقة تعاملهم معك ومع داء باركنسون. دع الحديث يكون خفيفاً ولا تظهر قلقك. دعهم يعلمون بأنه حدث “طبيعي” وطمئنهم بأنه ليس مهلكاً أو مرضاً معدياً يمكنهم الإصابة به. استعمل اللغة المناسبة لأعمارهم ولمستوى فهمهم. شجعهم على طرح الأسئلة ومشاطرة مصادر قلقهم. كلما تقبلت حالتك، كلما سيتقبلها الأولاد أيضاً.
قد تتفاجأ عندما تكون مستعداً لإعلام أولادك أو أحفادك عن داء باركنسون من الإيحاء الذي يمكنك اجتذابه من هذه اللحظة الصعبة.
هل أخبر رئيسي في العمل؟
يعتمد ذلك على عدة عوامل وخاصة نوع العمل الذي تقوم به وعلاقتك برئيس عملك. هل سيؤثر داء باركنسون على أدائك في العمل؟ سيتوجب على ربان الطائرة أو الجراح أن يطلع رئيسه/رئيسته في العمل قبل شخص يعمل في قسم المبيعات. قد لا يكون من السهل تقدير ردة فعل رئيسك. قد يكون رئيس العمل مستعداً لتأمين كل وسائل الراحة لإبقائك في وظيفتك أو حتى السماح لك بالعمل من المنزل. بالنسبة للعديدين تساعدهم أعمالهم على تحديد ذواتهم أي أنهم ما يفعلونه. إنّ إيجاد طريقة أخرى لاستخدام مهاراتك ومعرفتك سيؤدي إلى طرق جديدة من الإنتاجية ويعيد إليك هويتك. وقد يكون آخرون قريبين بما يكفي من التقاعد عند تشخيص حالتهم بداء باركنسون لدرجة أنهم ممتنون لعذر التقاعد والقيام بأمور انتظروا مطولاً للقيام بها.
هل سأتمكن من قيادة السيارة؟
إنّ القيادة عبارة عن عمل مشترك يقيس مقدار النضوج والاستقلالية. في سن المراهقة، يعتبر الحصول على رخصة القيادة أساس الاستقلالية. بالنسبة إلى البعض، يعتبر التخلي عن القيادة بمثابة فقدان للحرية والاستقلال. هل يستطيع مصاب بداء باركنسون أن يستمر في القيادة؟ في مراحل مبكرة من داء باركنسون، لا يجب أن تشكل القيادة أي مشكلة طالما أن العوارض خفيفة ولا تتعارض مع قدرتك على التفاعل مع ظروف حركة السير. ولكن مع تطور العوارض، يمكن أن تهدد مهاراتك الحركية وعملية تركيزك المتناقصة قدرتك على القيادة. عندما يجعل التصلب العضلي والنقص في التنسيق من الصعب التصرف بسرعة، عندئذٍ يجب مواجهة حقيقة الوضع وإعادة النظر في اتخاذ قرار القيادة. إذا كان هناك أي سؤال حول المهارات والقدرات في القيادة، يمكن أن يقيّم الوضع معلمّ محترف في القيادة.
إنّ فقدان القدرة على القيادة لا يعني بالضرورة فقدان الاستقلالية أو الانعزال. عدم القيادة لا يعني عدم الذهاب إلى الأماكن. خذ بعين الاعتبار هذه الاختيارات: شريكة أو شريك تسعدها أو يسعده القيادة، صديق مستعد لمرافقتك إلى مواعيدك ووسائل النقل العام. إن لم تعد قادراً على تحمّل نفقات إبقاء السيارة والتأمين، يمكنك المقايضة على ثمن جولة في التاكسي. قد يتطلب ذلك المزيد من التخطيط ولكن لا تكف عن الذهاب إلى الأماكن لأنك تعجز عن القيادة.
ماذا عن حياتي الاجتماعية؟
إنّ البقاء على اتصال مع الآخرين أمر أساسي. من السهل الشعور بالإحراج حيال عوارض داء باركنسون والانسحاب. يؤدي الانسحاب إلى العزلة والاكتئاب وحسب. فعندما تستسلم لداء باركنسون، تصبح ضحيته وتعاني من الإحراج والعزلة. عندما تتقبّل الداء كحقيقة في حياتك، يمكنك أن تجد طرقاً للتعاون وبالتالي تستعيد الإحساس بالسيطرة والمضي قدماً في حياتك. إنّ الحفاظ على النشاط في الأحداث الاجتماعية مثل الذهاب إلى الجمعيات، إلى المسرح، حضور حفلات موسيقية أو الترفيه في المنزل يتطلب المزيد من الجهد ولكن هذه النشاطات تستحق عناء الجهد. من المهم التفاعل مع الآخرين ومشاطرة أفكارك، وآمالك، وأحلامك. انضم إلى نادٍ رياضي ومارس الرياضة بشكل منتظم. سوف يساعدك ذلك في الحفاظ على لياقتك ويقدمك للآخرين. مارس اليوغا؛ فهي ستهدئ أعصابك وتمدد عضلاتك وتبقيها لينة.
ماذا يجب أن أفعل أيضاً لأتعامل مع مرض باركنسون؟
يفرض داء باركنسون تغييرات أساسية في أسلوب الحياة ومن السهل الشعور بإحساس غامر في الخسارة. فلا تستطيع القيام بالعديد من الأشياء بالسهولة التي كنت تقوم بها من قبل أو ربما قد تعجز عن القيام بها نهائياً. على الرغم من أن داء باركنسون قد يحدد ما يمكنك وما لا يمكنك فعله، إلا أنه لا يستطيع أن يحدد ذاتك. لستَ الداء. يمكنك أن تستعيد دفة القيادة من خلال وضع لائحة بكل الأمور التي يمكنك القيام بها. ثم ضع لائحة أخرى بكل الأشياء التي يمكنك فعلها للعناية بنفسك مثل النظام الغذائي، والرياضة، والسيطرة على الإرهاق، وتناول الأدوية في الموعد المحدد. يكون العائق الأكبر هو تعلّم تقبّل المساعدة من الغير. سوف تحتاج إلى المساعدة لأن داء باركنسون سيجعلك عاجزاً عن القيام ببعض الأمور. تعلم أن تتقبل المساعدة بلباقة بدون أن تفقد كرامتك. إحدى طرق الشكر على المساعدة هي تقدير مقدمها.
هناك صعوبة أخرى ألا وهي الرد على النظرات أو الملاحظات الفظة من الآخرين وخاصة الغرباء. على الرغم من أنهم قد لا يعرفون أي شخص مصاب بداء باركنسون، إلا أن فظاظتهم أو شفقتهم غير مرحب بها. إنّ الثقافة مهمة، كتحسين الوعي العام، التغطية الإعلامية أو جعل المعلومات حول داء باركنسون متوفرة للآخرين. إن سنحت لك الفرصة وكنت تتحلى بالشجاعة، تستطيع أن تشرح لهم بأنك تعاني من اضطراب عصبي يؤثر على المشي والتوازن.
إنّ بقاءك نشيطاً ومتفاعلاً مع الآخرين يمنحك الفرصة لتوسيع آفاقك ويبقيك على اتصال مع الآخرين. ابحث عن مجموعات دعم داء باركنسون وانضم إليها وأحضرها. يمكن أن يفتح لك ذلك أبواب الصداقة مع آخرين سلكوا قبلك الطريق نفسها ويعرفون تماماً الشعور الذي يسببه هذا الداء ويمكنهم مشاطرتك أفضل طرق التعاون. كما أنهم يشكلون مصدراً ممتازاً للتعرّف على داء باركنسون ويمكنهم أن يطلعوك دائماً على أفضل الكتب، الصفحات الإلكترونية أو أحدث التطورات في البحث حول داء باركنسون ومعالجته. إنّ الأصدقاء في مجموعات الدعم يمكنهم أن يبعدوك عن الإحساس بالوحدة في ظروفك.
مع تطور العوارض، سيكون من الضروري أن تعيد النظر في توقعاتك الذاتية. فالإصرار على القيام بالأمور أو القيادة بنفسك إلى الأماكن بالطريقة التي كنت تقوم بها سيسبب لك الإرهاق والقلق المتزايدين. الآن، لم تعد نجاحاتك وإنجازاتك قبل إصابتك بداء باركنسون أهدافاً واقعية. كيّف أولوياتك وفقاً لذلك. حدد الأهداف التي يمكن بلوغها والمثيرة للتحديات ولكن التي يمكن تحقيقها ضمن حدودك الجسدية والعاطفية. تذكر إنجازاتك الماضية بما أن هذه الذكريات يمكن أن تكون ملهمة عندما لا تشعر بأنك متشجّع. ركّز على الانتصارات الصغيرة والحق خطاها. كافئ نفسك عند تحقيق كل هدف. كما أن التقدم سيرفع معنوياتك دائماً ويجعلك تشعر بأنك مسيطر على حياتك. سوف تدعم إنجازاتك احترامك لذاتك.
بما أنني أعتني بشريكي المصاب بداء باركنسون، كيف يمكنني أن أتعامل مع دائه؟
بصفتك زوج/زوجة مصاب بداء باركنسون، لم تتوقع قط أن تكون في هذا الموقف وقد تشعر بعدم الاستعداد لمسؤولياتك الجديدة. قد تشعر بالإحباط، والغضب، والاستياء، والخوف، والحزن، واليأس ثم تحس بالذنب لشعورك بهذه الانفعالات! وتشعر وكأنك تفقد السيطرة على الحياة. مثل زوجك/زوجتك المصاب بداء باركنسون، تحتاج إلى تقبّل هذا الوضع لأن داء باركنسون هو مرض لا يمكنك السيطرة عليه. عندما تتقبل الوضع، يمكنك التركيز على أمور في حياتك يمكنك السيطرة عليها حيث يمكنك فرض بعض النظام ونوع من الجدول لإعادة كسب منظور أكثر صحة. يتغير التوازن في علاقتكما؛ سوف تخضع للتحدي عاطفياً وروحياً وجسدياً. إنّ الزوج/الزوجة الذي كان يجز العشب ويحافظ على نظافة الحديقة قد لا يستطيع تأدية هذه المهام بعد الآن. والزوجة/الزوج التي كانت تتسوق، وتطبخ، وتنظف المنزل قد يتوجب عليها مشاطرة هذه المهام مع شريكها. في بعض الأوقات، قد تصبح مسؤولية المنزل بالإضافة إلى الاعتناء بالشريك المريض عبئاً كبيراً إلى حد أنك تشعر أنك تحتمل أكثر من طاقتك.
كمعتني بزوج/زوجة، يجب أن تهتم بنفسك جسدياً من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط وافر من النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. إنّ التمارين الرياضية طريقة عظيمة لإبعاد الإرهاق بالإضافة إلى أنها تمنحك القوة لمواجهة التحديات الجسدية لتقديم العناية. اهتم بنفسك عاطفياً من خلال تعلّم توجيه انفعالاتك ومشاعرك داخل منافذ بناءة. جد مجموعة دعم لمانحي العناية. تحدث عن مشاعرك مع الأصدقاء وأفراد العائلة. تعلم قدر الإمكان حول داء باركنسون كي لا تتفاجأ عند مواجهة التحدي التالي. خذ وقتاً للقيام بالأمور التي تتمتع بها: تنزه أو أمضِ الوقت في أحضان الطبيعة أو تناول وجبة الغداء مع صديق. ولا تهمل جانبك الديني؛ صلي دائماً. دع روحانيتك تمنحك القوة.
عندما تشعر بأن عبء العمل أصبح مستحيلاً فهو على الأرجح كذلك. استجمع قواك، اجمع أفراد العائلة والأصدقاء لمساعدتك أو تفقد بعض المصادر المتوفرة في محيطك. احصل على المساعدة كي تمضي وقتك في القيام بالأمور الضرورية. قد تحتاج إلى تعديل توقعاتك قليلاً أي أنك ربما تتطلع إلى الكمال. ليس الكمال ضرورياً، فمانح العناية الدائم الانشغال لا يقدر أن يعتني بأي أحد.
أن تعنى جيداً بشخص مصاب بداء باركنسون يعني أحياناً السماح له بالاستقلالية. قد يكون من الأسهل والأسرع لك أن تقوم بشيء ما ولكن تذكر أن زوجك/زوجتك ربما ما يزال يستطيع القيام بعدة أشياء إلا أنه يستغرق وقتاً أطول. شجعه ليكون مستقلاً ونشيطاً وليقوم بالأمور باستقلالية قدر الإمكان. في بعض الأحيان، قد يكون أفضل ما يمكنك فعله هو أن تكون إلى جانبه، تجلس بقربه وتمسك بيده أو تقدم له الدعم المعنوي وتمنحه الدفء من خلال وجودك بقربه.
هل يمكن أن يتسبب داء باركنسون بموتي؟
إنّ دخول الأدوية غيّر طبيعة هذا المرض. يعيش المصابون بداء باركنسون الآن بمعدل 15 إلى 25 عاماً منذ التشخيص وحتى الموت. تؤخر الأدوية وقت ملازمة المرضى للفراش، وبالتالي تؤجل مضاعفات البقاء دائماً في الفراش. لقد تحسنت المضادات الحيوية بالإضافة إلى العناية التمريضية الفردية الماهرة. تقلل الفرشات الهوائية من فرص الإصابة بتقرحات الفراش. يمكن أن تقلل الأجهزة الخاصة من تشكّل كتل الدم المتخثرة في الساقين، ويمكن أن تخفف مضادات التخثر (مرققات الدم) من فرص تفكك كتل الدم المتخثرة وانتشارها في الرئتين. هل يموت الناس من داء باركنسون؟ عملياً لا. يمكن تأخير الموت ولكن لا يمكن منعه. إلا أن داء باركنسون يهيئ الجسم للموت. سواء كان المرضى يموتون من جراء داء باركنسون أو مضاعفاته فإنهم عملياً يموتون. يكمن العلاج في البحث لإيجاد سبب هذا الداء أو إبطاء تقدمه ليحيا المرضى وقتاً أطول مع عوارض أخف.