التصنيفات
صحة المرأة

تعزيز جهاز المناعة خلال فترة الحمل

“خلال هذا الأسبوع كنت أنا وزوجي وطفليً الإثنين نعاني من التهاب الحلق واحتقان الأنف و السعال. كان أمرا مزعجا للغاية، وبطبيعة الحال كانت حالتي هي الأكثر سوءًا! وذلك لأني لم أرغب بتناول أي نوع من الأدوية واخترت أن أصبر حتى يأخذ المرض دورته الطبيعية. في تلك الفترة شعرت أن التعب والإرهاق قد أخذا منُي كل مأخذ حتى راودتني المخاوف من أن المرض سيكون سببا في ولادتي قبل الآوان – فهل من الممكن أن يحدث ذلك؟ ”

هناك نظرية تقول أن الجهاز المناعي للمرأة يضعف خلال فترة الحمل وذلك حتى لا يقوم برفض الجنين الذي ينمو داخل جسدها. وعموما، سواءا كانت هذه النظرية صحيحة أم لا، أستطيع ان أجزم أن المرأه عندما تحمل تضعف قواها الدفاعية بشكل عام وتصبح أكثرعرضة لإلتقاط أبسط أنواع المرض.

إحدى صديقاتي كانت تصاب بالتوتر السريع بمجرد ظهور أي عارض بسيط للمرض خلال فترة الحمل. فكانت تسرع لتناول الأدوية في محاولة للتصدي للمرض خوفاً أن يتأثر جنينها بأي عارض. في حين أرى أنا أن الجسم يستطيع وحده أن يقاوم ما يحدث له خلال فترة المرض وأن على الحامل أن تعطي جسمها الفرصة للمقاومة.

نصائح للوقاية من المرض

لا شك أن الوقاية من المرض هي أفضل كثيرا من معالجة المرض بعد حدوثه. وكما في المثل السائد “درهم وقاية خير من قنطار علاج” وعندما نتحدث عن كلمة “الوقاية ” في حال المرأة الحامل فهي تعني تعديل في النظام الغذائي وأسلوب الحياة بحيث يتم إمداد الجسم بكل ما يحتاجه من الأغذية والفيتامينات التي تساعده على الوقاية من المرض.

– انتبهي للمؤشرات التي قد تظهر على جسدك. فعلامات حدوث مرض وشيك من السهل معرفتها إذا كنت تعرفين جسدك وتستطيعين ترجمة التغيرات التي تحدث فيه. فمثلا أي تغير في مستوى الطاقة يعطي مؤشرا مهما على وجود خطب ما، ووجود أعراض جديدة لم تكن موجودة من قبل قد يعني أن جسدك يعاني من نقص في مادة معينة. ومن المؤشرات على وجود خلل ما: التعب الشديد، تقلب المزاج، حكة الأذن، التهاب الحلق، زيادة في المخاط، والصداع.

– بمجرد أن تلاحظي أن جسدك يعاني من خطب ما، راجعي نظامك الغذائي وأسلوب حياتك. وتأكدي من الحد من العوامل المسببة لضعف المناعة وزيادة العوامل التي من الممكن أن تعزز نظامك المناعي وإليك بعض الإرشادات:

العوامل التي تقلل من المناعة

– العوامل الغذائية: السكر، الأغذية البيضاء المكررة، الكافيين، المشروبات الغازية، واتباع نظام غذائي يرتكز على المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والألبان.

– الإجهاد والتوتر (خاصة إذا كان لفترة طويلة) واستعمال الأدوية والمضادات الحيوية.

– السموم مثل دخان السجائر، التلوث، أبخرة الطلاء، بخاخ مبيد الحشرات وغيرها.

العوامل التي تعزز المناعة

– اتباع نظام غذائي غني بالسلطات والخضروات والحبوب الكاملة.

– البروبويتك (البكتريا النافعة) Probiotics، المكملات الغذائية من المعادن والفيتامينات المتعددة و فيتامين سي.

– ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام.

– أن تكوني سعيدة

الإرشادات في الفترة التي تعانين فيها من المرض

إذا كنت قد أصبت بالمرض، عليك أخذ الأمر ببساطة ولا تجعلي نفسك فريسة للخوف. جميع الأمراض الخفيفة تحتاج أن تأخذ دورتها قبل أن يتحسن الوضع. وبشكل عام يأخذ الفيروس من 5– 10 أيام حتى يكمل دورته، وفي أحيان كثيرة كل ما تحتاجينه هو الصبر حتى تنتهي دورة المرض. ولكن بالطبع من الأفضل مراجعة الطبيب في حال الضرورة.

في الفترة التي تعانين فيها من المرض من المهم أن تتبعي الإرشادات التالية:

– الحصول على قسط كبير من الراحة والإكثار من شرب الماء.

– استخدمي كل العوامل (ذكرت أعلاه) التي تعزز المناعة في الجسم حتى يقوم نظامك المناعي بكل ما يلزم لمحاربة المرض.

– تجنبي الإجهاد و التوتر والسموم قدر الإمكان. تأكدي أنك تتبعين نظام غذائي متكامل.

– تحققي من وجود أي بقع بيضاء على أظافرك فهي إشارة إلى وجود نقص في مستوى الزنك في الجسم. و نقص الزنك قد يؤدي إلى ضعف المناعة.

– استخدمي العلاجات الطبيعية قدر المستطاع.

العلاجات الطبيعية

– أمزجي العسل الطبيعي مع الثوم وخل التفاح لمحاربة الزكام، والحمى وأي نوع من العدوى. وعادة ما أقوم بخلط ملعقة صغيرة من العسل الصافي مع كمية صغيرة من الثوم المهروس ونصف ملعقة صغيرة من خل التفاح العضوي، ثم أتناوله ثلاث مرات في اليوم حتى أشعر بالتحسن.

– جربي تناول مستخلص إيكينيشيا (Echinacea) لتقوية المناعة، وهوعلاج عشبي، ولكن يُفضل أولا التحقق من طبيبك قبل تناوله.

– استخدمي الغرغرة لعلاج التهاب الحلق، اضيفي بضع قطرات من زيت شجرة الشاي في كوب من الماء واستخدميه للغرغرة (دون أن تبلعيه).

– زيدي جرعتك من فيتامين سي. ولكن تأكدي أن ما تتناولينه من المكملات من فيتامين سي مغلف و لا يحتوي على السكر أو مواد التحلية الإصطناعية أو الألوان. وبناءا على درجة المرض من الممكن أن يُؤخذ فيتامين سي على جرعات تقسم على مدار اليوم. فمثلا عندما كنت مريضة، كنت أتناول ما يوازي 3,000 ملجرام من فيتامين سي مقسمة على مدار اليوم الواحد (تقلل الجرعة في حال كنت تعانين من الإسهال) ثم تخفف هذه الجرعة تدريجيا حتى يستغنى عنها.

– تناولي البروبيوتيك (Probiotics) وهي نوع من مكملات البكتريا النافعة التي تعمل على تعزيز النظام المناعي في الجسم وعادة ما تكون متواجدة في الجهاز الهضمي. غير أن فاعلية هذه البكتريا قد تضعف في حال التوتر أوعند تناول المضادات الحيوية أوحتى عند تناول الأطعمة الحارة بكثرة. وبإمكانك الحصول على هذه البكتريا على شكل مكملات غذائية وتناولها أثناء فترة المرض. وهناك بعض الأطعمة المخمرة مثل الميسو تحوي أيضا بعضا من هذه البكتريا النافعة، كما توجد أيضا في اللبن الرائب (ولكن لا تتعجلي الآن لتناول اللبن الرائب لوحده).

– تدليك الجسم. قومي بدهن جسمك كاملا بقليل من زيت السمسم غير المكرر (الذي تم عصره على البارد) ودلكي جسدك على أن يكون التدليك باتجاه القلب. (مع الحذرعند تدليك منطقة البطن)

– جربي علاج الهوماباثي (Homeopathy). أدوية المعالجة بالهوماباثي تعتبر آمنة من حيث تناولها خلال فترة الحمل والرضاعة. فمن تجربتي الشخصية وجدت أنها فعالة وأمدتني بالطاقة خلال فترة حملي. فقط تأكدي من الرجوع إلى شخص مختص و مؤهل في الهوماباثي لاستشارته فيما ترغبين بتناوله من العلاج