إن النقص البسيط في الوظيفة الفكرية أو الاستعرافية يعد مسألة خطيرة، وهي مشكلة يمكن أن تؤدي إلى ضائقة انفعالية أو عاطفية Emotional distress كبيرة؛ فعقولنا هي الشيء الذي يجعلنا متفردين وأكثر تميزا، حيث تمثل الوسيلة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا، وهي التي تجعلنا نؤثر في ذلك العالم؛ وإنه لمن المزعج جدا أن نفكر بأن ذلك قد ينزلق منا مع تقدمنا بالعمر.
ومن بين أكثر المخاوف التي تطرأ على بال الناس عند تقدمهم بالعمر فقدانهم لاستقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم في تقرير المصير.
وليس الخوف من داء آلزهايمر هو الذي يطاردنا فقط، فحتى التراجع الطفيف في قدراتنا العقلية الراهنة يبدو مهددا جدا؛ ولذلك، قد نضحك من تلك اللحظات التي لا نستطيع فيها أن نتذكر اسم جارنا أو ما إذا سلمنا الغسيل أم لا؛ لكن ضحكنا هذا يقرع بعيدا قليلا، فنحن نضحك لنغطي ارتباكنا، بل لنسكت الخوف المقلق من أن تكون هذه الزلات الصغيرة بداية فعلية لتدهور تدريجي نحو مزيد من النسيان والتخليط. وليس هذا الخوف غير عقلاني أبدا، فنقص الذاكرة القريبة الأمد Short-term memory loss هو العلامة الأولى عادة للتراجع العقلي المرتبط بالعمر.
تشيخ الدماغ
يكون الدماغ عرضة لعملية التشيخ نفسها التي تؤثر في بقية الجسم؛ فالكيمياء الحيوية للدماغ واستقلابه يتغيران مع تقدمنا في العمر، حيث تضطرب السلامة البنيوية للخلايا الدماغية، ويصبح أداؤها أقل كفاءة. كما تنكمش العصبونات وتتصلب، وتصبح المراسيل الكيميائية أقل وفرة، وتفقد الروابط الحيوية.
تبدأ شيخوخة الدماغ بفقده لقدرته على توفير أو إتاحة المعلومات المخزونة ومعالجة المعلومات الجديدة؛ ويصبح من الصعوبة أكثر تذكر الأسماء وأرقام الهواتف. كما تغدو الكلمات عسيرة الإدراك بسبب ضمور مراكز معالجة اللغة؛ ويبطؤ زمن التفاعل، وتضطرب القدرة على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة؛ وتنقص سعة التركيز على التحديات المعقدة وإمكانية حلها.
ولكن لا تكون شيخوخة الدماغ مظهرا محتوما لتقدم العمر، مثلها في ذلك مثل جميع المظاهر الأخرى للتشيخ والتي قد بحثناها؛ فبإمكاننا اتخاذ خطوات للمحافظة على كل من الكيمياء الحيوية والاستقلاب الفتيين للدماغ، حيث نستطيع تأمين المغذيات التي تصون بنية الخلايا الدماغية وسلوكها بشكلهما الشبابي؛ كما نستطيع تعزيز قدرة الدماغ على معالجة المعلومات ونقلها.
وفي حين أن الأسلوب في ذلك متعدد الأوجه، لكن المبدأ بسيط: فبوقاية الدماغ من التغيرات المصاحبة للشيخوخة، يمكنك أن تكبر من دون فقد نشاطك الفكري وذكاءك العقلي. وفي الحقيقة، تبين الأبحاث اليوم أن الدماغ السليم يستطيع الاستمرار بالنمو والتعلم طوال متوسط العمر المتوقع لديك.
المحافظة على الوظيفة الدماغية القصوى
عندما بدأ عدد كبير من الناس باتخاذ خطوات نحو تعزيز الوظيفة الدماغية، تحققوا من أنهم يمتلكون وظيفة دماغية لم يكن يشعرون بها من قبل؛ وكان العديد منهم مندهشا من المستوى الجديد تماما للحدة الفكرية والقوة العقلية. وحتى المرضى الشباب أظهروا مدخرات جديدة من التركيز والتحفز والقدرة على حل المشاكل، وأصبح التعلم والاحتفاظ بالذاكرة يتطلبان جهدا أقل، كما أصبحت الذاكرة والاسترجاع أكثر حدة. كما أشار الكثير منهم أيضا إلى مستويات جديدة من التبصر في عملهم وحياتهم الشخصية. لقد كان تحولا مثيرا للعيان، بل أكثر مما هو متوقع. ومع بزوغ عصر المعلومات وهيمنة الشركات الخدمية، أصبحت القدرة الدماغية Brainpower ضرورية للمحافظة على حيويتنا وإنتاجيتنا ومنافستنا؛ وهذا ما يبقيك في السياق.
إن قدرتنا على تعزيز الوظيفة الدماغية طوال الحياة تنجم عن فهمنا المتصاعد لآلية عمل الدماغ؛ فكما سنتعلم أكثر عن العمليات الحيوية الكيميائية والمنتجة للطاقة والتي تقف وراء تفكيرنا وذاكرتنا، أصبحت لدينا فرصة أكبر لدعم هذه العمليات وتعزيزها؛ فباستعمال توليفة من التغيير في نمط الحياة والسلوك والنظام الغذائي والمكملات، والمستحضرات الدوائية في بعض الحالات، نهدف إلى:
1. زيادة الدوران والأكسجة في الدماغ
2. تعزيز إنتاج الطاقة في الدماغ
3. تشجيع إنتاج النواقل العصبية
4. المحافظة على السلامة البنيوية للأغشية العصبونية
5. زيادة حجم شبكة العصبونات وتعقيدها
6. حماية الدماغ من الضرر التأكسدي Oxidative damage
تعزيز جريان الدم والأكسجين إلى الدماغ
الدماغ عضو نهم؛ فمع أنه مسؤول عن 2% فقط من إجمالي وزن جسمك، فهو يستعمل ربع الإمداد الأكسجيني للجسم، ونصف الغلوكوز في الجسم لتأمين حاجاته الاستثنائية من الطاقة. ورغم أن حاجاته من المغذيات والطاقة هائلة، لكن الدماغ – خلافا للقلب والعضلات الأخرى – لا يستطيع تخزين المغذيات أو الأكسجين أو الطاقة للاستعمال المستقبلي. ويعلم كل مساعد طبيب وطبيب في قسم الطوارئ أن الخلايا الدماغية تبدأ بالجوع والموت إذا انقطع جريان الأكسجين والمغذيات ولو لدقائق معدودة؛ فالأكسجين والغلوكوز والمغذيات الأخرى تصل الدماغ عبر الدم، لذلك يعد ضمان الجريان الدموي الممتاز إلى الدماغ من بين أهم الطرق للحفاظ على الحيوية الاستعرافية.
يمكن أن تساعد التمارين الهوائية Aerobic exercise على زيادة عدد الأوعية الدموية وحجمها في الدماغ، وهذا ما يزيد كثيرا الإمداد بالأكسجين والمغذيات. وتظهر الدراسات الحديثة المجراة في جامعة ماريلاند أن التمارين الجسدية يمكن أن تقي من نقص القدرات الفكرية والذهنية مع تقدمك بالعمر؛ وقارنت الدراسات الأداء الفكري عند المسنين والشباب الذين كانوا قليلي الحركة أو لائقين جسديا؛ ففي الأشخاص الشباب، لم يكن للنشاط الجسدي تأثير كبير جدا في النتائج الإدراكية لديهم، بينما كان لمستوى النشاط الجسدي تأثير ملحوظ في مستوى الحدة الفكرية والاستعرافية عند الأشخاص المسنين.
وقد أبدى الأشخاص المسنون القليلو الحركة نتائج أسوأ في الاختبارات التي تقيس زمن الاستجابة Reaction time، والقدرة على حل المشاكل، والمهارات الذهنية الأخرى من المجموعات الثلاث الأخرى؛ لكن الأشخاص المسنين النشيطين كانوا مماثلين للشباب في أدائهم العقلي. ولذلك، فإن التمارين المنتظمة تساعدك على المحافظة ليس فقط على اللياقة الجسدية، بل على اللياقة الذهنية أيضا.
كما أن الخصائص الجريانية (علم الجريان Rheology) لدمك تؤثر في كفاءة دورانه عبر الدماغ والجسم؛ وتتصف الكريات الحمر Red blood cells الفتية بصفتين هامتين، وكلاهما يزيد سعتها الحاملة للأكسجين Oxygen-carrying capacity: فهي مرنة جدا وزلقة؛ كما تتحرك بسهولة عبر الجسم، وتعبر أصغر الشعيرات الدموية بيسر؛ وتتجلى أهمية ذلك في الدماغ، حيث تتغذى معظم المادة السنجابية Gray matter الكثيفة بشبكة كبيرة من الأوعية الدموية الدقيقة.
وعندما نكبر، قد تتبدل خصائص الدم؛ فالكريات الحمر تميل إلى فقدانها لمرونتها، وتصبح لزجة شيئا فشيئا؛ وعندما يكون الدم ثخينا وشبيها بالوحل، يصبح من الصعب أكثر أن يعبر الشعيرات الدموية الدقيقة، ويعاني الدماغ الشائخ من نقص الأكسجين نتيجة لذلك، وأنا أسمي ذلك “متلازمة الدم الثخين Thick-blood syndrome”؛ وهي تشبه محاولة تزييت محرك بزيت ثخين طيني بوزن 50 في الوقت الذي ترغب فيه باستعمال زيت خفيف زلق بوزن 10.
ويمكن للمغذيات التي تعزز الخصائص الجريانية للدم أن تزيد جريان الدم (والأكسجين) إلى أعمق مناطق الدماغ وأكثرها حيوية – مراكز الانفعال أو العاطفة والمزاج والشبق والذاكرة القصيرة الأمد. ويساعد كل من الفيتامين E وزيت السمك Fish oil على المحافظة على كرياتك الحمراء زلقة ومرنة، وعلى الجريان الدموي بحرية.
تعد الجنكة ذات الفصين Ginkgo biloba نبتة عشبية ثلاثية تعزز الوظيفة الدماغية بعدد من الطرق المتممة لبعضها البعض؛ فأولا، تبين أنها تعزز الدوران بوجه عام، وتحسن بوجه خاص الجريان الدموي إلى الدماغ بتوسيع الأوعية الدموية.
وثانيا، تقي الجنكة الصفيحات من الالتصاق ببعضها البعض، وهذا ما يحافظ على الدم رقيقا وزلقا؛ كما تعمل الجنكة بالآلية المضادة للتخثر نفسها مثل الأسبرين، حيث تثبط تشكل عوامل تكدس الصفيحات Platelet aggregation factors (PAF)، وبذلك تقدم لك الفوائد نفسها التي تقدمها الجرعات الصغيرة من الأسبرين، ولكن مع مجموعة كبيرة من الفوائد الأخرى. وثالثا، تعد الجنكة مضاد تأكسد قويا؛ وسنرى الآن السبب في أن ذلك هام جدا.
لقد أشارت أكثر من 40 دراسة سريرية إلى أن الجنكة يمكن أن تحسن أعراض التراجع الفكري المرتبط بالعمر، مثل مشاكل الذاكرة والتخليط والتعب؛ وقد تبين أيضا أنها تساعد على إبطاء ترقي أو تقدم داء آلزهايمر. وتستعمل الجنكة على نطاق واسع في ألمانيا كمعالجة دوائية للخرف Dementia.
يمكن أن تؤدي تأثيرات زيادة الجريان الدموي إلى الدماغ إلى فرق ملحوظ في وظيفتك الذهنية خلال فترة زمنية قصيرة بشكل مدهش؛ وأظهرت إحدى الدراسات أن جرعة كبيرة مفردة من خلاصة الجنكة كانت كافية لتحسين النقاط المحرزة للأشخاص بشكل هام في الاختبارات التي تقيس الذاكرة القصيرة الأمد. وتكون تأثيرات الجنكة أكثر وضوحا عند المسنين منها عند الشباب، وهذا ما يؤكد حقيقة أنها تعمل أو تؤثر بشكل خاص في التغيرات المرتبطة بالعمر على مستوى الجريان الدموي والوظيفة الدماغية.
زيادة إنتاج الطاقة في الدماغ
عندما يصل الأكسجين والغلوكوز (السكر) إلى الخلايا الدماغية عبر الدم، ينبغي أن يتحولا إلى شكل من الطاقة يمكن استعماله من قبل الخلايا؛ وربما تتذكر من دراسة البيولوجيا (علم الأحياء) في المدارس العليا أن النباتات تصنع الطاقة بالتخليق الضوئي Photosynthesis الذي يحول الطاقة من الشمس إلى شكل من الطاقة يمكن استعماله من قبل الخلايا النباتية.
وتستطيع أجسامنا من خلال عملية مماثلة أن تولد الطاقة الخلوية عبر تحويل الغلوكوز إلى شكل كيميائي من الطاقة يدعى الأتب (ثلاثي فسفات الأدينوزين) ATP؛ وتحتاج كل خلية في الجسم إلى الأتب ATP كمصدر للطاقة فيها؛ لكن من بين جميع الخلايا في الجسم، تتصف الخلايا الدماغية بأعلى متطلبات من الأتب؛ وهي – خلافا للخلايا الأخرى – لا تمتلك سعة لتخزين الأتب ATP، ولا قدرة على “استعارته” من الأعضاء المجاورة، وهذا ما يجعل الدماغ عرضة بشكل شديد لنقص الطاقة الخلوية.
يتهم نقص الطاقة في الدماغ بدوره في بعض الأمراض العصبية، مثل داء آلزهايمر Alzheimer’s وداء باركنسون Parkinson’s وداء هنتنغتون Huntington’s. ولكن، قبل ظهور هذه الأمراض بفترة طويلة، يؤدي نقص الطاقة الخلوية في الدماغ إلى تقويض قدرتك على التفكير بسرعة وبصفاء. وعلى المستوى الأساسي أكثر، يكون حتى للاكتئاب والإعياء جذور في هذا النقص في إنتاج الطاقة.
يحصل تحول الغلوكوز إلى أتب ATP في المتقدرات Mitochondria، وهي مصانع الطاقة الدقيقة الموجودة في كل خلية؛ ومع تقدمنا في العمر ينقص حجم المتقدرات وعددها؛ أما المتقدرات المتبقية فتصبح أقل كفاءة في إنتاج الأتب ATP؛ ويعتقد أن هذا النقص في الوظيفة المتقدرية عامل مساهم رئيسي في شيخوخة الجسم بوجه عام، والدماغ بشكل خاص.
يقود النقص في إنتاج الطاقة في الدماغ إلى بعض الأعراض، مثل ضعف الذاكرة ونقص الوظيفة الفكرية (الاستعرافية) Cognitive function. كما يؤدي إعياء المتقدرات وقصورها إلى تراكم الحطام الخلوي الذي يقتل الخلايا الدماغية في نهاية المطاف. وليس من السهولة استبدال الخلايا الدماغية مثل الخلايا الأخرى في الجسم، لذلك يعد فقد الخلايا الدماغية مشكلة خطيرة. وأخيرا، عندما يموت ما يكفي من الخلايا الدماغية، يؤدي ذلك إلى أعراض الخرف أو وهن العقل بسبب الشيخوخة Senility.
تتصف بعض المغذيات بالقدرة على زيادة وظيفة المتقدرات، والوقاية من الإعياء المتقدري المرتبط بالعمر ومعاكسته؛ فالكارنيتين Carnitine – على سبيل المثال – حمض أميني حيوي يساعد على تعزيز إنتاج الأتب ATP في المتقدرات؛ ويمكن أن تساعد تأثيرات الكارنيتين في استقلاب الطاقة عبر الجسم على تحريك الشحم المخزون، وزيادة الكتلة العضلية الاستنادية، وزيادة كفاءة الطاقة الدماغية والقلبية؛ غير أن الكارنيتين لا يعبر الحائل الدموي الدماغي Blood-brain barrier (BBB) بكفاءة عالية.
ولتعزيز تأثيرات الكارنيتين في متقدرات الخلايا الدماغية، يعطى بشكل أسيتيل الكارنيتين المياسر Acetyl-L-carnitine (ALC) غالبا، وهو شكل منه ذواب في الشحوم يمتص بسهولة عبر الحائل الدموي الدماغي؛ وهذا ما يحافظ على مخازن الطاقة الدماغية من الأتب ATP عالية، ويقي من الموت الخلوي.
لقد بينت الدراسات البحثية على حيوانات مختبرية شائخة أن إعطاء أسيتيل الكارنيتين المياسر يعاكس النقص المرتبط بالعمر في الأداء الوظيفي الذهني، ويحسن الذاكرة والقدرة على التعلم وحل المشاكل عند الحيوانات. وفي دراسة على عدة مئات من المسنين الأصحاء، أثبت الباحثون الإيطاليون تأثيرات أسيتيل الكارنيتين المياسر في شيخوخة البشر؛ وذكر الأطباء أن “كل مقياس للوظيفة الفكرية” تحسن من خلال استعمال أسيتيل الكارنيتين المياسر، ملاحظين أنه أدى أيضا إلى تحسن في المزاج وسلامة الانفعال. ولقد ذهلت بشكل خاص بدراسة حديثة وجدت أن أسيتيل الكارنيتين المياسر أنقص الصمم المرتبط بالعمر من خلال المحافظة على وظيفة المتقدرات في الأذن الباطنة والعصبين السمعيين.
أما المغذي الثاني الذي يعد حيويا في إنتاج الطاقة الخلوية فهو تميم الإنزيم Q10 Coenzyme Q10 (CoQ10)؛ فقدرة الخلية على “التنفس” (نقل الإلكترونات من المتقدرات وإليها) تعتمد على مقدار تميم الإنزيم Q10 المتوفر. ويقوم جسمك بتصنيع تميم الإنزيم Q10 الخاص به، وهو أحد أغزر المغذيات في الجسم. ولكن مع تقدمنا بالعمر، يمكن أن ينقص مقدار تميم الإنزيم Q10 في الجسم حتى 50%.
يتصف مضاد التأكسد هذا بألفة خاصة نحو الأعضاء ذات الحاجات الكبيرة من الطاقة، مثل الدماغ والقلب؛ وعندما يعطى كمكمل، يبدو أنه يتركز بشكل خاص في خلايا القلب والدماغ، ويحمي المتقدرات من الجذور الحرة والسموم المسببة للضرر. كما يستطيع تميم الإنزيم Q10 إعادة إنتاج الطاقة في الخلايا الدماغية المضعفة إلى مستويات شبه طبيعية، فيقي من الموت الخلوي.
عبور الحائل الدموي الدماغي
تعد الخلايا الدماغية حساسة جدا للمواد الكيميائية التي قد تجري عبر الدوران الدموي، وتشتمل هذه المواد على المواد الكيميائية المتعادلة Natural chemicals، مثل الهرمونات والمغذيات، فضلا عن المواد الكيميائية غير المتعادلة Unnatural chemicals مثل العقاقير الدوائية والسموم البيئية. ويمثل الحائل أو الحاجز الدموي الدماغي منظومة وقائية خاصة من الخلايا تمنع الجزيئات الكبيرة والمواد المحتملة الضرر من دخول النسيج الدماغي عبر الدم.
ولا يستطيع الكثير من المغذيات الجائلة في الدوران الدموي عبور الحائل الدموي الدماغي، مما يجعل تغذية الدماغ أمرا صعبا؛ ولذلك، تكون المغذيات التي تعبر الحائل الدموي الدماغي بسهولة قيمة بشكل خاص في المحافظة على الوظيفة الدماغية.
زيادة وظيفة النواقل العصبية
تعتمد قدرتك على معالجة المعلومات وتخزينها وإتاحتها على قدرة خلاياك الدماغية على التواصل مع بعضها البعض؛ كما يعتمد التواصل بين الخلايا Cell-to-cell communication على الإمداد الكافي بالمواد الكيميائية التي تسمى النواقل العصبية Neurotransmitters.
تشغل النواقل العصبية الأحياز أو المسافات بين الخلايا الدماغية، والمشابك، وهي تحمل الإشارات (الدفعات) الكهربية (الكهربائية) التي تصدرها الخلايا الدماغية عبر هذه الفجوات المشبكية Synaptic gaps إلى الخلايا الدماغية المجاورة؛ وعندما تنخفض مستويات النواقل العصبية، مثلما يحصل مع تقدم العمر وفي بعض الأمراض العصبية، تنقص الوظيفة الدماغية.
لقد تعرف العلماء إلى نحو 60 ناقلا عصبيا مختلفا، بما في ذلك الأدرينالين Adrenaline والدوبامين Dopamine والسيروتونين Serotonin وحمض الغاما أمينوبوتيريك (الغابا) GABA؛ ولكل منها أدواره النوعية في التحكم بالمزاج والتيقظ والحركة والتناسق والتآثر (التفاعل) الحسي وغير ذلك من الوظائف الدماغية؛ فعلى سبيل المثال، يعد الأدرينالين والدوبامين من النواقل العصبية المنبهة أو المنبهة للطاقة (المنشطة)، بينما يكون السيروتونين وحمض الغاما أمينوبوتيريك (الغابا) مهدئين أو مسكنين. ويتصف الأسيتيل كولين Acetylcholine بأنه أكثر النواقل العصبية جميعها وفرة، وهو أهمها لوظيفة الذاكرة.
ولزيادة كفاءة التواصل بين الخلايا، نرغب بزيادة مستوى الأسيتيل كولين في الدماغ؛ لكن الأسيتيل كولين – مثله مثل الكارنيتين – يواجه صعوبة في عبور الحائل الدموي الدماغي؛ لذلك، نستعمل بدلا منه فسفاتيديل الكولين Phosphatidylcholme PC، وهو طليعة مغذية تحتوي على اللبنات البنائية التي يحتاج إليها الدماغ لتصنيع الأسيتيل كولين. وعندما يؤخذ فسفاتيديل الكولين كمكمل قوتي، يساعد على زيادة المستويات الدماغية لهذا الناقل الهام، ويعزز التواصل الخلوي؛ كما أن فسفاتيديل الكولين هو أحد أكثر المغذيات المعززة للذاكرة المستخدمة شيوعا.
ويمثل ثنائي ميثيل أمينو الإيثانول Dimethylaminoethanol DMAE طليعة أخرى للأسيتيل كولين، وهو يعبر الحائل الدموي الدماغي بسهولة؛ ويعمل هذا المركب داخل الدماغ مع فسفاتيديل الكولين على زيادة مستويات الأسيتيل كولين؛ ويستعمل ثنائي ميثيل أمينو الإيثانول على نطاق واسع في أوروبا كعقار معزز للذاكرة.
المحافظة على سلامة أغشية الخلايا الدماغية
النواقل العصبية هي الحمام الزاجل الحيوي الكيميائي الذي يحمل الرسائل من عصبون إلى آخر، وتقوم بتسليم الرسائل عبر استهداف مواضع المستقبلات في الغشاء الذي يحيط بكل خلية؛ فعندما تكون الأغشية سليمة ومرنة، تتفعل مواضع المستقبلات، ويتعزز التواصل بين الخلايا.
تتكون الأغشية الخلوية بشكل رئيسي من الشحميات أو الدهون، وأهمها فسفاتيديل السيرين Phosphatidylserine PS الذي يشكل نحو 70% من الغشاء الخلوي؛ ومع تقدمنا بالعمر، ينقص مستوى فسفاتيديل السيرين في الخلايا الدماغية، وتصبح الأغشية الخلوية هشة وأقل نفوذية، وهذا ما يلحق الضرر بقدرة الخلية على امتصاص المغذيات وتلقي الرسائل من النواقل العصبية.
عندما يؤخذ فسفاتيديل السيرين كمكمل غذائي، يستطيع أن يعيد مقدار الموجود في الخلية الدماغية إلى مستويات شبابية، وهذا ما يعزز التواصل الخلوي الخلوي؛ ففي دراسة على 150 مسنا يعانون من نقص ذاكرة مرتبط بالعمر، أعطي نصفهم فسفاتيديل السيرين ونصفهم الآخر دواء وهميا لمدة 12 أسبوعا؛ وفي نهاية هذه المدة، أظهر الذين تناولوا فسفاتيديل السيرين تحسنا في الأداء باختبارات الذاكرة والتعلم مقارنة بأولئك الذين استعملوا الدواء الوهمي. ومن اللافت للانتباه أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من أكبر صعوبة في الذاكرة عند بدء الدراسة هم الذين أظهروا أفضل استجابة.
زيادة حجم الشبكة العصبية وتعقيدها
تشبه الوظيفة الفكرية نظام النقل العام نوعا ما؛ فنظام النقل الجماعي الجيد يمتلك عددا من الحافلات أو الأنفاق التي تجوب المدينة بكاملها؛ فإذا سد أحد الطرق، هناك الكثير من الطرق الاحتياطية؛ وإذا ما تتعطل حافلة أو نفق، تتوفر حافلات بديلة، وفي هذه الحافلات الكثير من الوقود.
يحتوي دماغك على بلايين العصبونات؛ ولكل عصبون أذرع تدعى التغصنات Dendrites، وهي تمتد إلى العصبونات الأخرى لإيجاد مسالك معلوماتية. ويكون للعصبونات في الدماغ السليم الكثير من التغصنات التي تربط كل عصبون بعشرات آلاف العصبونات الأخرى؛ وتشبه هذه الشبكة من الروابط التغصنية نظام نقل متطور، فهناك طرق عديدة لنقل المعلومات، وهذا ما يسمح للدماغ بمعالجة المعلومات بسرعة وتعلمها وتركيبها وتذكرها بكفاءة، وباستعمالها في عدة مهام مختلفة في الوقت نفسه.
ومع تقدمنا بالعمر، تتراجع البنية التحتية لشبكتنا العصبية؛ وينكمش حجم العصبونات نفسها، ويقل عدد الروابط بين الخلايا الدماغية. ويؤدي النقص في تعقيد الشبكة العصبية وغناها إلى تأخر وانقطاع في معالجة المعلومات؛ ونتيجة لذلك، تتأثر قدرتنا على التعلم والتذكر، كما يتأثر زمن الاستجابة ومراكز المنطق واللغة.
وبكلمة أخرى، يصبح نظام النقل الجماعي الفكري لدينا أقل كفاءة؛ فيقل عدد الحافلات، وليس لدى الحافلات كثير من الوقود، وهي تسير في طرق قليلة فقط. كما تكثر الطرق المغلقة والمعطلة؛ ويستغرق الركاب وقتا طويلا للوصول إلى ما يرغبون الذهاب إليه، بينما لا يصل البعض الآخر أبدا.
إن أفضل طريقة للمحافظة على شبكة عصبية صحية معقدة هي التحدي وتمرين دماغك مع تقدمك بالعمر؛ فالتعلم وحل المشاكل وتمارين الذاكرة كل ذلك ينبه تشكيل مسالك عصبية جديدة. كما أن بعض الألعاب، مثل الجسر أو الشطرنج وألعاب الكلمات والألغاز، هي “رياضة هوائية عقلية Mental aerobics” رائعة، حيث تمرن الدماغ وتحافظ على الروابط قوية وحيوية؛ وبالحفاظ على شبكة معقدة من هذه الروابط، لا تفقد سرعة المعالجة مع تقدمك بالعمر.
الوقاية من الضرر (التلف) التأكسدي
تكون الخلايا الدماغية بشكل خاص عرضة للضرر التأكسدي Oxidative damage بسبب الجذور الحرة Free radicals، وهي جزيئات غير مستقرة تتلف الأغشية والمتقدرات الخلوية.
يولد إنتاج ATP في المتقدرات عددا كبيرا من الجذور الحرة داخل الخلية؛ وللوقاية من تضرر DNA في العصبونات، ينبغي استعدال الجذور الحرة بمضادات التأكسد. كما أن الغشاء الدهني المحيط بكل عصبون هو هدف مفضل للأكسدة بالجذور الحرة. ويساعد عدد من العوامل المذكورة آنفا، بما في ذلك الجنكة Ginkgo وCoQ10 والفيتامين E، على مقاومة الضرر الدماغي الناجم عن الجذور الحرة.
الخطوات الست لتعزيز القدرة الدماغية
1. الدعم الغذائي الأساسي.
2. التمارين الجسدية.
3. التوازن الهرموني.
4. التمارين الذهنية.
5. التقليل من الإجهاد.
6. التغذية الدماغية الموجهة.
الخطوة الأولى: الدعم التغذوي الأساسي
تقوم الخطوة الأولى لأي برنامج مضاد للشيخوخة على التأكد من الوفاء بالحاجات الغذائية الأساسية للجسم؛ ويحصل القليل من الأميركيين على المغذيات التي يحتاجون إليها بمقادير كافية من الأطعمة التي يأكلونها، وهذا ما يقوض وظيفة الجسم على كل المستويات.
تتأثر الوظيفة الفكرية مباشرة بالحالة الغذائية لديك بشكل خاص؛ فالأشخاص الذين يحصلون على مدخول مرتفع من مجموعة الفيتامين B ومضادات التأكسد، مثل الفيتامينات A وC وE يظهرون نتائج أفضل في اختبارات الوظيفة الفكرية (الإدراكية). وتعد الفيتامينات B ضرورية لوظيفة الجهاز العصبي المركزي، ولتصنيع النواقل العصبية. وقد بينت الدراسات أنه عندما تكون مستويات الفيتامينات B منخفضة في الجسم، يحصل اضطراب في الوظيفة الذهنية (الإدراكية). وعلاوة على ذلك، يؤدي إعطاء الفيتامينات B إلى تحسن سريع في الذاكرة والوظائف العصبية الأخرى، ويمكن أن يقي من شيخوخة الدماغ.
لا بد من المغذيات المضادة للتأكسد للوقاية من الشيخوخة الباكرة للدماغ بسبب التضرر بالجذور الحرة؛ ولقد وجد الباحثون أن قدرة المسنين على تذكر الأسماء، وتمييز الوجوه، واستدعاء المفردات تتناسب طردا مع مدخول المغذيات المضادة للتأكسد.
تعد الحموض الدهنية الأساسية Essential fatty acids EFAs فائقة الحيوية للقدرة الدماغية، فهي تساعد على حفظ مرونة أغشية الخلايا الدماغية ونشاطها، فتعزز الوظيفة العصبية والدماغية. ويمثل حمض الإيكوسابنتينويك Eicosapentaenoic acid EPA والدوكوساهكسينويك Docosahexaenoic acid DHA أهم الحموض الدهنية الأساسية، فكلاهما موجود في زيت السمك الذي على تعزيز الجريان الدموي إلى الدماغ أيضا.
سكر الدم والدماغ
يمثل الحفاظ على مستويات ثابتة لسكر الدم عنصرا هاما أيضا لوظيفة دماغية صحية؛ ويؤدي السكر المكرر والأطعمة العالية التصنيع – التي تشكل وللأسف جزءا كبيرا من النظام الغذائي الأميركي المعياري – ارتفاعا حادا في سكر الدم؛ ويحرض هذا الازدياد الفجائي في سكر الدم دفقة من الأنسولين من البنكرياس، مما يقود إلى تصفية السكاكر من الدم. ولا يسبب هذا التأثير “الارتدادي للسكر” “Sugar rebound” effect شعورا بالتعب والإنهاك فقط لديك، بل ويحرم الدماغ من الوقود الذي يحتاج إليه للقيام بوظيفته على الوجه الأمثل.
الخطوة الثانية: التمارين الجسدية
تساعد التمارين الهوائية على المحافظة على حدة الذهن، من خلال زيادة الجريان الدموي والأكسجين إلى الدماغ بشكل رئيسي؛ وحتى التمارين المتوسطة تزيد نشاط الموجات الدماغية. وقد بينت الدراسات أن المسنين من ذوي النشاط الجسدي الكبير يمتلكون قدرة أكبر على تغيير حالات الشرود Distractions، وتركيز الانتباه.
كما أن التمرين يعاكس تأثيرات الإجهاد المحرضة للشيخوخة، كما يعزز إطلاق هرمون النمو. وعليك أن تضمن على الأقل ألا يخلو يوم من الأيام من نمط ما من الجهد الجسدي، سواء أكان مشيا سريعا، أم العمل لمدة ساعة في الحديقة، أم رياضة أكثر تنظيما أو نشاطا للياقة. وتكون تأثيرات التمرين في المزاج والصفاء الذهني فورية، كما تدوم التأثيرات المضادة للشيخوخة على الدماغ فترة طويلة.
الخطوة الثالثة: التوازن الهرموني
ترتبط الوظيفة الدماغية بالتوازن الهرموني ارتباطا وثيقا؛ فالنسيج الدماغي غني بمستقبلات الإستروجين والتستوستيرون وهرمون النمو، وجميع هذه الهرمونات تعزز إنتاج النواقل العصبية. كما يتصف الدماغ بأنه حساس لهرمونات الإجهاد التي يمكن أن تضر بالخلايا الدماغية وتؤدي إلى تشيخها. ومع التقدم بالعمر، تميل مستويات الإستروجين والتستوستيرون وهرمون النمو إلى الانخفاض، في حين تزداد مستويات الكورتيزول، مما يؤدي إلى شيخوخة الدماغ ونقص الوظيفة الذهنية.
وكجزء من برنامجك المضاد للشيخوخة، أوصيك بتقييم المستويات الهرمونية لديك من قبل اختصاصي مؤهل في طب مكافحة الشيخوخة. وسيساعدك برنامج للاستعاضة الهرمونية الحيوية المثلية على المحافظة على حالة من الصحة والشباب في الجسم والعقل. وتشتمل تأثيرات برنامج التحوير الهرموني بشكل دائم تقريبا على تحسن ملحوظ في الصفاء الذهني والطاقة.
الخطوة الرابعة: التمارين الذهنية
مع أن الدماغ ليس عضلة، لكنه يستجيب للتمرين الذهني مثلما تستجيب العضلات للتمارين الجسدية؛ فلتنشيط مراكز اللغة في الدماغ، تعلم لغة جديدة، واقرأ الموسيقى، وانظم الشعر أو اكتب المقالات، وحل الكلمات المتقاطعة وغير ذلك من ألعاب الكلمات.
مرّن الأجزاء المنطقية لحل المشاكل في دماغك بألعاب إستراتيجية، مثل الشطرنج؛ وأعط لذاكرتك تجربة على تذكر أرقام الهواتف بدلا من برمجتها على هاتفك؛ وتذكر القصائد أو الأشعار أو قوائم التسوق القصيرة؛ وابذل جهدك للقاء أناس جدد، وحاول تجربة أشياء جديدة؛ فكلما مرّنت دماغك وأدخلته في تحدّ، زادت حيويته.
يزيد التعلم الجريان الدموي إلى الدماغ، وينبهه لزيادة عدد الروابط العصبية وتعقيدها؛ كما يعزز إنتاج عصبونات جديدة. وقد اعتاد العلماء على الاعتقاد بأن الخلايا الدماغية لم تكن قادرة على التكاثر، كما قد تكون تعلمت في المدرسة أنه عندما تفقد الخلايا الدماغية، فهي تفقد للأبد؛ لكن المكتشفات الحديثة أبطلت هذه الفكرة القديمة. فنحن نعلم اليوم أن الخلايا الدماغية المفقودة يمكن في الحقيقة أن تتجدد في أي عمر! ومع أن الخلايا الدماغية لا تتكاثر أو تتوالد بالسهولة نفسها مثل الأنماط الأخرى للخلايا، لكن التجارب على جرذان المختبر تظهر أن الجرذان المسنة التي تحتاج إلى تعلم متاهات معقدة تنتج مواد كيميائية في الدماغ تشجع على تشكل خلايا دماغية جديدة؛ وتتعزز هذه القدرة المدهشة بالمشاركة بين التعلم والنشاط الجسدي.
ويشير هذا الاختراق في فهمنا لقدرة الدماغ على التجدد إلى أنه لم يتأخر الوقت أبدا للتعلم، وزيادة حجم الشبكة العصبية وتعقيدها لديك، وإبطاء تأثيرات الشيخوخة في الدماغ وحتى إزالتها.
الخطوة الخامسة: التقليل من الإجهاد
يؤدي الإجهاد إلى رفع مستويات الكورتيزول، مما يقود إلى شيخوخة باكرة للدماغ وحتى إلى مرض عصبي؛ وفضلا عن التمرين المنتظم الذي يساعد على إنقاص مستويات الكورتيزول، تأكد من أن كل يوم يشتمل على لحظات قليلة من الاسترخاء الحقيقي. وتعد الصلاة ثم التأمل والتمديد اللطيف أو أشرطة الاسترخاء والتمارين التنفسية واليوغا من الممارسات المنقصة للإجهاد والتي تعزز حيويتك الذهنية (الإدراكية).
الخطوة السادسة: التغذية الدماغية الموجهة
تقوم الخطوة الأخيرة نحو الطاقة الدماغية المثلى على برنامج من المكملات الغذائية التي تركز بشكل خاص على وظيفة الدماغ من عدة زوايا؛ ويمكن شراء هذه المغذيات بشكل منفصل أو بشكل مستحضرات مشتركة من مخازن الأطعمة الصحية.
المغذيات للتعزيز الذهني الإدراكي: أسلوب العبور الأول إلى الحيوية الفكرية الإدراكية
• Phosphatidylcholine فسفاتيديل الكولين: 1200-6000 مغ/اليوم. يؤمن الطلائع الأساسية لتصنيع الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي هام.
• DMAE ثنائي ميثيل أمينو الإيثانول: 100-300 مغ/اليوم. يعمل مع فسفاتيديل الكولين على زيادة مستويات الأسيتيل كولين.
• Ginkgo biloba extract خلاصة الجنكة ذات الفصين: 120 مغ/اليوم. تعزز الجريان الدموي إلى الدماغ، وتقي من تكدس الصفيحات (التجلط)، وتحمي العصبونات من التضرر بالجذور الحرة.
• Acetyl-L-carnitine أسيتيل الكارنيتين المياسر:1000-2000 مغ/اليوم. يحسن إنتاج الطاقة في المتقدرات، ويعزز إنتاج النواقل العصبية.
• Q10 تميم الإنزيم: 100-200 مغ/اليوم. يحسن إنتاج الطاقة في المتقدرات، ويقاوم الضرر بالجذور الحرة.
• Phosphatidylserine فسفاتيديل السيرين:100-300 مغ/اليوم. يحافظ على سلامة الأغشية الخلوية الدماغية، فيعزز التواصل الخلوي الخلوي.
الأدوية الذكية: أسلوب العبور الثاني إلى الحيوية الفكرية الإدراكية
يفتح ظهور الأدوية الذكية Smart drug المعروفة باسم منشطات الذهن Nootropics الباب نحو مستقبل مثير جدا؛ فهي لا تساعد على الوقاية من التراجع الفكري والإدراكي المصاحب للشيخوخة فقط، بل يمكنها أن تحسن الوظيفة الاستعرافية والحيوية الذهنية لديك فعليا في أي عمر. ولتتخيل أنك قادر على الحصول على المزيد من الطاقة العقلية والإبداع والسرعة وحتى الذكاء في حياتك اليومية، فهي فرصة لا تقدر بثمن للطب حتى يحسن حياتنا وحتى العالم، وذلك بالسماح لنا أن نتفاعل ونبدع ونشارك بأعلى مستوى.
ولكن لم يوافق على استعمال بعض هذه الأدوية في الولايات المتحدة، مع أنها تستعمل على نطاق واسع في أوروبا وأماكن أخرى من العالم؛ فبعض الأدوية الأوروبية يمكن أن تستورد من قبل أطباء مكافحة الشيخوخة للاستعمال في الولايات المتحدة؛ ولكن الصعوبة النسبية في الحصول على هذه الأدوية القيمة تدل على أنها غير مستعملة على نطاق واسع.