في معظم الحالات، يكون لتغير الوزن أسباب واضحة. فتغير النظام الغذائي أو النشاط اليومي يؤثر في الوزن. إلا أن من شأن المرض الجسدي أيضا أن يؤثر سلبيا في الوزن. فالتغير غير المتوقع لوزن الجسد من 5 إلى 10 بالمئة (من 3.4 إلى 6.8 كلغ لمن يبلغ وزنه 68 كلغ) خلال ستة أشهر أو أقل هو أمر مثير للقلق. فإن انخفض وزنك أو ارتفع من دون سبب محدد، أو بسرعة شديدة، اعرض نفسك على الطبيب.
ارتفاع الوزن
في الواقع، يعتبر ارتفاع الوزن الهاجس الأكبر في مرحلة الرشد. وهو ينمو عادة بشكل تدريجي، عبر اكتساب عدة باوندات (كيلوغرامات) كل سنة. غير أن اعتماد نظام غذائي معتدل وممارسة الرياضة بانتظام قد يضعان حدا لهذه الزيادة.
أما إن عانيت من زيادة سريعة في الوزن، استعرض الأسباب المحتملة التالية:
1. تغير في النظام الغذائي. زيادة استهلاك المشروبات أو الصودا، تناول نوع جديد من الأطعمة المفضلة المحتوية على نسبة عالية من الدهون كالمثلجات أو الحلويات أو المقالي، زيادة تناول الوجبات الخفيفة أو التحول إلى الوجبات السريعة أو الجاهزة.
2. انخفاض النشاطات الجسدية. وذلك بسبب إصابة حدت من حركة الجسم أو بسبب الانتقال من عمل يتطلب الحركة إلى آخر يحتاج إلى إطالة الجلوس أو تغيير في الروتين اليومي كالتوقف عن صعود السلالم أو الذهاب سيرا إلى العمل.
3. استعمال دواء جديد. من شأن أنواع من الأدوية أن تساهم في زيادة الوزن، كبعض مضادات الاكتئاب والهرمونات، بما في ذلك الإستروجين والبروجسترون والكورتيزون.
4. تغير المزاج. ففرط الانفعال أو التوتر أو الاكتئاب قد يزيد من النشاط وبالتالي استهلاك الأطعمة.
5. احتباس الماء. تسبب بعض الحالات المرضية كالفشل القلبي أو الكلوي أو مشاكل الغدة الدرقية تزايد الماء في الجسم. فيشعر المصاب بانتفاخ في الأنسجة، ويبدو ذلك من خلال الصعوبة في وضع الخواتم أو ارتداء الأحذية أو عبر التورم التدريجي للكاحلين مع تقدم النهار، أو قصر غير اعتيادي في النفس أو دخول الحمام عدة مرات في الليل.
العناية الذاتية
إن انطبق السبب 1 أو 2 على حالتك، غير نظامك الغذائي وضاعف من نشاطك الجسدي. انتظر ما بين أربعة إلى خمسة أسابيع لملاحظة مفعول هذا التغيير. فإن لم تلاحظ أي انخفاض في وزنك، أو وجدت بأن السبب 3 أو 4 أو 5 هو مصدر ارتفاع وزنك، اعرض حالتك على الطبيب.
نقصان الوزن
إن فقدان 5 إلى 10 بالمئة من وزن الجسد خلال ستة أشهر أو أقل، هو أمر مقلق، ولكن ليس في جميع الحالات. استعرض الأسباب التالية:
1. تغير النظام الغذائي، كتفويت بعض الوجبات، أو تناول الطعام بسرعة أو انخفاض ملحوظ في استهلاك الدهون وقد يعود ذلك أيضا إلى تغيير في طرق تحضير الوجبات أو في العادات المتعلقة بوقت الطعام، أو إلى تناول الطعام على انفراد.
2. تغير في مستوى النشاط الجسدي، كالانتقال من وظيفة مريحة إلى أخرى تحتاج إلى الحركة أو اعتماد برنامج رياضي جديد أو الانهماك ببرنامج عمل محموم، أو بسبب تغيير الفصول.
3. انخفاض الشهية، ربما بسبب التوتر، القلق، أو مشكلة صحية كامنة، قد يؤدي إلى نقصان الوزن.
4. تعاطي عقار جديد، كبعض أنواع مضادات الاكتئاب أو المنبهات، موصوف أو غير موصوف (الكافيين، أو الأعشاب).
5. التغيرات المزاجية، كالاكتئاب قد تسبب فقدانا للوزن.
6. حالات أخرى، كمشاكل الأسنان، داء السكر غير المضبوط المصحوب بالعطش أو بزيادة التبول، فرط نشاط الغدة الدرقية، الاضطرابات الهضمية كسوء الامتصاص أو القرحة المصحوبة بألم البطن، التهابات الأمعاء، كداء كرون Crohn’s أو التهاب القولون، والتي تسبب الإسهال ودما في البراز، حالات إنتان كفيروس نقص المناعة البشرية أو مرض نقص المناعة المكتسبة أو السل، أو السرطان.
العناية الذاتية
إن انطبق على حالتك أحد السببين الأولين فقط، قم بتعديل نظامك الغذائي. تناول ثلاث وجبات متوازنة. وحين تضطر لتناول وجبة سريعة أو تعجز عن تناول وجبة جيدة، اشرب عصيرا يحتوي على مكملات غذائية. فالمساحيق التي تمزجها مع الحليب بسيطة ومتوازنة وأقل كلفة من المكملات الجاهزة للأكل. إن لم تتمكن من استعادة وزنك خلال أسبوعين، أو كان فقدان وزنك عائدا للسبب 3 أو 4 أو 5 أو 6، اعرض نفسك على الطبيب بدون تأخير.
العناية بالأطفال
قد يعود انخفاض الوزن أو عدم ازدياده لدى الأطفال إلى مشكلة هضمية تعيق هضم المغذيات الأساسية أو امتصاصها. ومن شأن فقدان هذه المغذيات أن يؤدي إلى إعاقة النمو وغيرها من المشاكل. وقد يكون الانخفاض ناجما أيضا عن اضطراب في الأكل أو عن مشكلة صحية غير ظاهرة. فإن عانى طفلك من فقدان غير مبرر للوزن، اعرضيه على الطبيب.
اضطرابات الأكل: القهم والنهام
القهم العصابي هو خلل في الأكل يفضي إلى فقدان كبير للوزن نتيجة شبه جوع مفروض ذاتيا. أما المصاب بالنهام فهو غالبا ما يكون شخصا طبيعي الوزن ولكنه يلجأ إلى تناول كميات كبيرة من الطعام وإلى المسهل (التقيؤ الإرادي أو فرط استعمال المسهلات) كوسيلة للتحكم بوزنه. يشيع كلا الخللين لدى المراهقات والشابات ولكنهما قد يصيبان أحيانا الذكور والأشخاص الأكبر سنا.
والجدير بالذكر أن عدد المصابين بالقهم العصابي والنهام قد تزايد مع ازدياد التركيز على النحافة والجاذبية في المجتمع. بالتالي فإن تقليص هذا التركيز وعدم تعليق آمال غير واقعية على المراهق، يشكل خطوة هامة باتجاه كبح هذا الميل. فإن اشتبهت بوجود خلل في الأكل لديك أو لدى شخص آخر، اعرض الحالة على الطبيب.
القهم (فقدان الشهية) العصابي
الأعراض والعلامات:
= صورة خاطئة عن الجسد، إذ يرى المرء نفسه أسمن مما هو في الحقيقة.
= خوف غير واقعي من زيادة الوزن.
= فرط الحمية والتريض.
= انخفاض ملحوظ في الوزن أو فشل في ارتفاع الوزن خلال فترة النمو.
= رفض الحفاظ على وزن طبيعي.
= غياب الدورة الشهرية.
= انشغال الذهن بالطعام والسعرات الحرارية ووصفات الأطعمة.غياب الدورة الشهرية.
والواقع أن سبب القهم العصابي غير واضح، غير أنه قد يشتمل على عوامل بيولوجية ونفسانية. والشفاء التام ممكن إن تم التشخيص باكرا. أما ترك القهم العصابي بدون علاج فمن شأنه أن يؤدي إلى الوفاة. ويشتمل العلاج على المعالجة النفسية والنصائح الغذائية والعائلية في معظم الحالات. وقد يتم اللجوء إلى الاستشفاء في الحالات الخطيرة.
النهام
الأعراض والعلامات:
= تناول الطعام بنهم بشكل متكرر.
= افتعال التقيؤ أو فرط تناول المسهلات.
= وزن معتدل لا يتجاوز عادة الحدود الطبيعية.
= خوف من البدانة.
ويترتب النهام على تناول كميات كبيرة من الأطعمة ومن ثم تصريفها بواسطة التقيؤ أو المسهلات. وهو أيضا شكل من أشكال شبه الجوع. ويؤدي تفريغ الطعام إلى استنفاد الماء والبوتاسيوم من الجسد ومن شأنه أن يقود إلى الوفاة. وغالبا ما يصاب المرء بالاكتئاب حين يدرك بأن طريقته في الأكل غير طبيعية. ويشتمل العلاج على تعديل سلوكي وعلاج نفساني وفي بعض الحالات على أدوية مضادة للاكتئاب. ويتم اللجوء إلى الاستشفاء أحيانا إن خرج الخلل عن السيطرة وأدى إلى مضاعفات جسدية.