التصنيفات
صحة المرأة

تقلب مزاج الحامل، البكاء، التهيج Mood swings, Weepiness & Irritability

إن تقلب المزاج أمر شائع في أثناء الحمل، فقد تشعر الحامل في لحظة ما بالابتهاج والسعادة، ثم ما تلبث أن تشعر بالرغبة في البكاء بعد فترة قصيرة، لا سيما في الأثلوث الأول من الحمل، وكلما اقتربنا من نهاية الأثلوث الثالث؛ وقد تتقلب المشاعر التي تحس بها الحامل ما بين الفرح والابتهاج إلى الشعور بالتعب أو التهيج أو البكاء والاكتئاب، وقد تكون تقلبات المزاج في أثناء الحمل أكثر حدة إذا كانت الحامل قد عانت قبل الحمل من المتلازمة السابقة للحيض premenstrual syndrome.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الوقت “ما الذي يسبب هذا التقلب في المزاج؟”؛ في الحقيقة، يعزى بعض من ذلك التقلب إلى الانزعاج الحاصل بسبب تبعات الحمل من غثيان وتبول متكرر وتورم وألم في الظهر؛ ويمكن لأي من تلك الأعراض أن تؤدي إلى اضطراب النوم؛ كما أن التعب وتغير نمط النوم والأحاسيس الجسمانية الجديدة قد تؤثر في مشاعر الحامل أيضا، هذا بالإضافة إلى محاولة الحامل التأقلم مع مظهرها الجديد في الأثلوث الأول من الحمل؛ وإذا أخذنا ذلك التعب والانزعاج بعين الاعتبار، فإننا نجد أنهما كافيان لجعل الحامل متعبة نفسيا مما يؤثر بدوره في الشعور الجسماني.

ولا يخفى أن تقلب المزاج ربما يحدث بسبب الهرمونات المفرزة والتغيرات التي تحدث في الأيض (الاستقلاب)؛ فكما أن التقلب في مستوى البروجستيرون والإستروجين وبعض الهرمونات الأخرى يرتبط بشعور الاكتئاب الذي تحس به الكثير من النساء قبل الدورة الشهرية أو بعد الولادة، فإن تلك التغيرات الهرمونية قد تلعب دورا في تقلب المزاج في أثناء الحمل.

هذا بالإضافة إلى أن مجرد الحمل قد يجلب إلى حياة الحامل عددا من التوتر الجديدة؛ فالتأقلم مع التغيرات الحاصلة في طريقة الحياة والاستعداد للاضطلاع بالمسؤوليات الجديدة قد يجعل معنويات الحامل مرتفعة في أحد الأيام ومنخفضة في اليوم التالي؛ كما أن التبعات الاقتصادية مصدر آخر للإجهاد، وكذلك الأمر بالنسبة للقلق بشأن صحة الطفل والقدرة على القيام بشكل جيد بدور الأم.

ومما لاشك فيه أن للحمل تأثيرا كبيرا في جسم الحامل وعلاقاتها وفي الكثير من مظاهر الحياة، ولا عجب! فالحمل مرحلة تحتاج فيها الحامل إلى دعم إضافي من شريكها وعائلتها ومن رئيسها في العمل ومن كل المجتمع؛ ولكن، وللأسف، فقد لا يتوفر ذلك الدعم في جميع الأوقات.

وبعد كل ما ذكر، لابد أن تكون الحامل قد تيقنت من أن تقلب المزاج أمر طبيعي في أثناء الحمل ولا يستدعي القلق؛ وليس ذلك فحسب، بل إن القلق قد يجعل التعامل مع الأمر أكثر صعوبة؛ فعندما يصل التوتر إلى مستويات غير مريحة، قد يؤدي إلى التعب والأرق والقلق وضعف الشهية أو ربما الأكل الزائد، وقد يؤدي أيضا إلى الصداع وألم الظهر؛ وعلاوة على ذلك، فإن استمرار التوتر لمدة طويلة قد يساهم في حدوث مشاكل صحية خطيرة.

وعندما تتعامل الحامل مع ذلك التوتر بصورة جيدة – أي أنها تؤدي دورها بشكل جيد وتشعر بالحيوية بدلا من الشعور بالإعياء – فإن ذلك التوتر لن يكون خطرا على صحة الأم أو طفلها.

الوقاية والرعاية الذاتية في حالة تقلب المزاج

إن مجرد معرفة أسباب ذلك التقلب في المزاج، وأن ذلك أمر مؤقت، قد يساعد الحامل على مواجهة تلك العواصف تماما كما تفعل العادات الصحية الآتية، إلا أن ممارسة تلك العادات قد تساعد على منع حدوث تقلب المزاج بتاتا؛ وإليك بعضا من تلك العادات:

●   المحافظة على صحة الجسم من خلال تناول وجبات مغذية والنوم الكافي والابتعاد عن شرب الكحول والسجائر والعقاقير والقيام ببعض التمارين بانتظام، حيث أنها تعد مخففا طبيعيا للتوتر، وقد تمنع حدوث ألم الظهر والتعب والإمساك.

●   تعزيز شبكة الدعم للحامل لتشمل الشريك والعائلة والأصدقاء ومجموعات الدعم، إذ قد تساهم شبكة الدعم الجيدة في رفع معنويات الحامل ومساعدتها في القيام بوظائف المنزل.

●   الحرص على اقتطاع وقت للاسترخاء يوميا، ويمكن للحامل محاولة القيام بطرائق الارتخاء، مثل التأمل والتخيل الموجه وإرخاء العضلات المتعاقب، وغالبا ما تدرس هذه الطرق في صفوف الولادة.

●   التسليم بأن الحامل قد لا يمكنها القيام بكل ما كانت تفعله قبل الحمل؛ لذا، يجب التوقف عن القيام بالأنشطة غير الضرورية لأنها قد تساهم في حدوث التوتر والانزعاج.

متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب تقلب المزاج

قد يكون ذلك المزاج الذي يتعارض مع قدرة الحامل على القيام بوظائفها أكثر من حالة تعب عابرة أو شعور بالتوتر أو الحزن، بل قد يكون تقلب المزاج الحاد والمستمر لأكثر من أسبوعين علامة على الاكتئاب depression، حيث يعد الاكتئاب الخفيف أمرا شائعا جدا في أثناء الحمل؛ ومما يدل على الاكتئاب الشعور المستمر بالحزن أو كثرة البكاء أو الشعور باللامبالاة وتغير عادات الأكل والنوم واضطراب العمل والفرح بشكل أقل بالأشياء التي كانت تجلب السعادة في العادة.

ويجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية عندما تعجز الحامل عن التعامل مع تقلب المزاج بمفردها أو عندما تحس بأعراض الاكتئاب وعلاماتها؛ ومع أن الاكتئاب مرض خطير، إلا أنه لا يمكن التحكم به بأكثر مما يمكن في حال التهاب الحلق بالعقديات، ويمكن معالجته في أثناء الحمل عن طريق الاستنصاح counseling أو المعالجة النفسية psychotherapy أو العقاقير أو بتلك الطرق مجتمعة؛ ونذكر مرة أخرى بضرورة طلب المساعدة عند الشعور بأعراض الاكتئاب وعلاماته.