التصنيفات
صحة المرأة

تقلصات الرحم: الطلق الكاذب والمخاض والحقيقي Contractions, false labor vs. true labor

قد تلاحظين ازدياد التقلصات (تضيق عضلات الرحم وارتخائها) عندما تكونين على وشك الدخول في المخاض، وذلك أمر طبيعي إذ إن الرحم يتقلص بشكل متكرر في أثناء المخاض، مما يؤدي إلى تلين عنق الرحم وترققه (امحائه effacement) وانفتاحه (توسعه dilation)، مما يمكن الحامل من دفع الطفل إلى الخارج؛ وتوسع التقلصات الرحم بشكل تدريجي حتى يكون كافيا لمرور الطفل من خلاله.

وتختلف التقلصات بشكل كبير من امرأة إلى أخرى خلال الأطوار المبكرة من المخاض، فقد تستمر لمدة 15 – 30 ثانية في البداية، وقد تحدث بشكل غير منتظم بفاصل قدره من 15 – 30 دقيقة أو قد تبدأ بشكل سريع، ثم تقل سرعتها، ولكنها تستمر في الزيادة في التواتر والمدة ما دام أن عنق الرحم يتوسع.

يمكن القول بأن التقلصات قد تكون غير مؤلمة في البداية، إلا أنها تزداد في الشدة تدريجيا، وربما تشعرين كما لو أن رحمك يعقد، أو قد يبدو الألم مثل الشعور بالتوجع أو الضغط أو الامتلاء أو المعص أو وجع الظهر.

المخاض (الطلق) الكاذب والطلق الحقيقي
False labor vs. true labor

قد يتبادر إلى ذهنك عندما تكون هذه هي المرة الأولى التي تلدين فيها أن مجرد بدء التقلصات دلالة أكيدة على بدء المخاض، والواقع أنه ليس بالضرورة أن يكون ذلك صحيحا، إذ إن الكثير من الأمهات المنتظرات يشعرن بتقلصات عرضية غير مؤلمة قبل البدء الحقيقي للمخاض، وقد تكون تلك التقلصات مزعجة في بعض الأحيان.

وقد يبدأ الرحم بالمعص في الأسابيع الأخيرة من الحمل وذلك عند وضع اليد على البطن، وربما تشعرين في بعض الأحيان بأن رحمك يتضيق ويرتخي؛ وتسمى تلك التقلصات الخفيفة الطلق الكاذب false labor (تقلصات براكستون هيكس Braxton-Hicks contractions)، وهي شبيهة بإحماء للرحم استعدادا للمهمة القادمة الكبيرة.

ومع اقتراب الموعد المحدد للولادة، تزداد قوة تلك التقلصات، وربما تصبح مزعجة أو مؤلمة في بعض الأحيان ليصبح من السهل الالتباس في كونها تقلصات حقيقية.

ويكمن الاختلاف بين الطلق الكاذب والطلق الحقيقي في أن التقلصات في الطلق الحقيقي تؤدي إلى توسع عنق الرحم، أما بالنسبة للطلق الكاذب فإنه غالبا ما يحدث في الفترة التي تتوقعين فيها أن يبدأ المخاض، وننوه إلى أنه قد لا يمكن للحامل ملاحظة ذلك الاختلاف.

ومن الطرق الجيدة للتفريق بين الطلق (المخاض) الكاذب والطلق الحقيقي توقيت التقلصات؛ فباستخدام ساعة أو مؤقت، يمكنك قياس طول كل تقلصة والمدة التي تفصل كل تقلصة عن الأخرى؛ وكما هو موضح في المخطط اللاحق، يمكن لذلك التوقيت أن يرسم نمطا معينا للتقلصات في الطلق الحقيقي.

ولكن، وحتى بعد مراقبة كل تلك العلامات، قد لا تعلمين ما إذا كان ذلك الطلق حقيقيا فعلا أم لا؛ وقد تكون الطريقة الوحيدة للجزم بذلك – في بعض الأحيان – هي النظر فيما إذا كان عنق الرحم يتوسع أم لا، وذلك من خلال إجراء فحص للحوض، هذا مع العلم بأن بدء المخاض يختلف من امرأة إلى أخرى، فقد تحدث التقلصات عند بعض النساء لعدة أيام دون أي تغير في عنق الرحم، بينما قد يشعر البعض الآخر بمجرد القليل من الضغط والألم في الظهر؛ ومن غير المستغرب أن بعض النساء قد يذهبن إلى المستشفى لدى حدوث تقلصات منتظمة بفاصل ثلاث دقائق؛ وبمجرد الوصول إلى المستشفى، تتوقف تلك التقلصات. وعلى العكس من ذلك، فمن النساء من تذهب لإجراء الفحص الروتيني ليجد مقدم الرعاية الصحية أن عنق الرحم متوسع بشكل كاف مما يجعله يرسلك إلى المستشفى.

ومن الممكن أن تحدث التقلصات لساعات قبل البدء الحقيقي للمخاض، إذ إن بدء المخاض يعلن عند بدء عنق الرحم بالتوسع؛ وما دام أن التقلصات تزداد طولا وقوة وتقاربا، فهذا يعني أن الأمور تسير بالشكل الصحيح.

هل هذا طلق كاذب أم طلق حقيقي؟

سمة التقلصات الطلق الكاذب – تقلصات براكستون هيكس الطلق الحقيقي
تواتر التقلصات · غير منتظمة
· لا تتقارب من بعضها البعض بشكل ثابت
· ذات نمط منتظم
· يزداد تقاربها من بعضها البعض
طول وشدة التقلصات · مختلفة
· تكون ضعيفةً عادةً
· لا تزداد في القوة
· تستمر لمدَّة 30 ثانية على الأقل عند بدايته
· تزداد في الطول (قد تصل إلى 75 ثانية)
· تزداد في القوة
كيف تتغيَّر التقلصاتُ تبعاً لاختلاف النشاط · تتوقَّف عند المشي والراحة أو تغيير الوضعية عادةً · لا تختفي بأية حالة من الحالات
· قد تزداد قوةً مع بعض الأَنْشِطَة، كالمشي
موقع التقلصات · تتمركَز في أسفل البطن والمنطقة الأُرْبيَّة · تنتقل ما بين الظهر والبطن
· تنتشر في جميع أنحاء أسفل الظهر وأعلى البطن

الرعاية الذاتية عند حدوث التقلصات

يمكنك القيام بحمام دافئ وشرب كمية وافية من السوائل عندما تشعرين بالانزعاج بسبب تقلصات الطلق الكاذب.

أما في حالة الطلق الحقيقي، فيمكنك الاستمرار في المشي إذا كان ذلك مريحا لك مع بعض التوقف – إذا كان ذلك ضروريا – من أجل التنفس في أثناء التقلصات، وقد يبدو ذلك الطلب غريبا بعض الشيء، ولكن المشي في حقيقة الأمر قد يفيد في أثناء المخاض، كما أنه قد يساعد على تحديد ما إذا كانت التقلصات كاذبة أم حقيقية؛ وربما تحتاج بعض النساء إلى المساعدة في المشي في أثناء التقلصات، وقد يجد البعض الآخر أن التأرجح على كرسي هزاز أو أخذ حمام دافئ يساعد على الارتخاء بين التقلصات عند اشتداد الألم.

ولابد من التذكير بأنه يجب محاولة كبح جماح تلك الرغبة الملحة في الضغط أو الكبس حتى تخبر الحامل بأن عنق رحمها قد توسع بشكل كامل، حيث يساعد ذلك على منع حدوث تمزق عنق الرحم أو تورمه.

متى تحتاجين إلى الرعاية الصحية في حالة التقلصات

راقبي تقلصاتك عن كثب لملاحظة ما إذا كانت:

●   تستمر لمدة 30 ثانية على الأقل.
●   تحدث بانتظام.
●   تحدث أكثر من ست مرات في الساعة الواحدة.
●   لا تختفي مع الحركة.

وعندما يكون عندك شك فيما إذا كنت في المخاض أم لا، لا تترددي في الاتصال بمقدم الرعاية الصحية، حيث يستفسر منك عن الأعراض الأخرى التي تشعرين بها وعن المدة التي تفصل بين التقلصات وعما إذا كان بإمكانك التكلم في أثناء التقلصات، وقد يضطر إلى إجراء فحص مهبلي للنظر فيما إذا كان عنق الرحم يتوسع أم لا.

وبشكل عام، يجب الذهاب إلى المستشفى في الحالات التالية:

●   عند تمزق الأغشية (تسرب المياه) حتى من دون وجود تقلصات، إذ من الممكن عدم الشعور بأي تقلص حتى وإن تسربت المياه.
●   عندما تحدث التقلصات بفاصل قدره خمس دقائق أو أقل، وقد تكون التقلصات المتكررة علامة على الولادة السريعة.
●   عند حدوث ألم مستمر وشديد.

ويجب طلب الرعاية الطبية في حال حدوث تقلصات منتظمة أو تسرب مفاجئ للسوائل من المهبل قبل ثلاثة أسابيع أو أكثر من الموعد المحدد للولادة، لأن ذلك قد يوحي بحدوث الولادة المبتسرة.