التصنيفات
رشاقة ورياضة | برامج حمية | نظام غذائي

تقليل خطر الإصابة بمرض السرطان: فوائد إنقاص الوزن الصحية ج7

في عام 2013، شخص الأطباء 1.6 مليون حالة إصابة جديدة بمرض السرطان، وتوفي 580350 أمريكيًّا من هذا المرض. نشأت ربع إلى ثلث هذه السرطانات بسبب سوء التغذية، قلة النشاط البدني والوزن الزائد. هذا صحيح. كان من الممكن تجنب ما يقرب من 200000 من هذه الحالات؛ ليس من خلال أدوية خارقة أو علاجات مذهلة – ولكن من خلال اتباع نفس خيارات نمط الحياة التي تقوم بها كجزء من الحمية الغذائية.

يعتبر السرطان مرضًا معقدًا. في الواقع، هناك المئات من الأمراض الفعلية التي يمكن إدراجها تحت المسمى الواسع “السرطان”. مؤخرًا فقط، بدأ الباحثون في استخلاص الروابط بين النظام الغذائي، والوزن ومرض السرطان. ولكن على الرغم من حقيقة أن العديد من الأسئلة لا تزال بلا إجابة، تبرز حقيقة واحدة: يثير الوزن الزائد خطر الإصابة بالسرطان.

كيف تأكدنا من ذلك؟ دعني أشاركك فكرة طرأت على ذهني عندما قرأت الموضوع لأول مرة. لا يفضل العلماء الباحثون الجزم بأسباب قاطعة؛ ويميلون أكثر لتوخي الحذر فيقولون إن عوامل معينة “من الممكن” أن تسبب المرض بدلًا من أن يقولوا إن عوامل معينة “بالفعل” تسبب المرض. ولكن عندما يتعلق الأمر بالوزن والسرطان، فلا مجال للمراوغة من قبل “دبليو فيليب جيمس”؛ وهو طبيب عام، وعضو في لجنة خبراء تمويل أبحاث السرطان العالمية؛ الذي حلل 7000 دراسة عن الوزن ومرض السرطان.
“الرسالة واضحة تمامًا، فالعلاقة بين السرطان والسمنة قوية للغاية، تكاد تقترب من مشكلة التدخين في أمريكا عما وقت قريب”.

حسنًا، لقد تأكدنا من أن الوزن الزائد يعزز خطر الإصابة بمرض السرطان. الآن، دعونا نتحدث عن أسباب وجود هذه العلاقة، وكيف يمكن تقليل فرص الوصول إليها من خلال اتباع الحمية الغذائية.

السرطان والوزن: ما العلاقة بينهما

تتكون أجسادنا من تريليونات الخلايا التي تنمو وتنقسم باستمرار. في بعض الأحيان، وبسبب طفرات جينية، أو التلوث البيئي أو غيرها من الأسباب – تبدأ الخلايا في النمو والانتشار بشكل غير طبيعي. وعندما لا يستطيع الجسم إيقاف أو التحكم في هذا النمو، تحدث الإصابة بالسرطان.
بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالسرطان عن غيرهم. على سبيل المثال، يرتفع خطر إصابة المدخنين بسرطان الرئة وذلك لأن دخان السجائر يحتوي على 69 من المواد المسرطنة المعروفة على الأقل.

في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، وجد العلماء – مقارنة بالوزن الطبيعي للحيوانات – أن الأورام الموجودة لدى الحيوانات السمينة تنمو أسرع وأكبر، وتصبح أكثر مقاومة للعلاج. وجدت الدراسات التي تعتمد على الملاحظة نزعات مماثلة لدى الإنسان: حيث تتسبب زيادة الوزن والسمنة لدى الأشخاص في الإصابة بالسرطان أكثر من غيرهم، كما تزداد حالاتهم سوءًا، ويموتون على الأرجح بسبب هذه السرطانات أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.

لم يرتفع خطر إصابة الأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن أو السمنة بالسرطان؟

– زيادة الوزن تعني زيادة هرمون الأستروجين. تُنتج الدهون الموجودة بأجسادنا هرمون الأستروجين، ويغذي هذا الهرمون بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي الإيجابي الأستروجيني وسرطان بطانة الرحم. كلما زاد معدل الدهون لديك، زاد الأستروجين في دمك.

– تمهد مقاومة الأنسولين الطريق للإصابة بالسرطان ونمو الأورام. على الأرجح، يتعرض الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن والسمنة لمقاومة الأنسولين. إذا كنت مقاومًا للأنسولين، فمن المرجح أن يحتوي دمك على مستويات مرتفعة من الأنسولين ومادة تسمى عامل النمو الشبيه بالأنسولين1 (IGF-1). ويبدو أن كلا من الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 يعززان نمو أنواع معينة من الأورام حيث يساعدان على انقسام الخلايا بشكل منتظم.

– تُنتج الخلايا الدهنية البروتينات المحفزة للسرطان. تطلق الخلايا الدهنية بجسمك – وخاصة الخلايا الدهنية الموجودة بمنطقة البطن – بروتينات تسمى أديبوكين، والتي تلعب دورًا في نمو الخلايا. وتنخفض نسبة بروتين الأديبونيكتين لدى الأشخاص الذين تكثر دهون البطن لديهم؛ والذي يساعد على منع نمو الخلايا السرطانية. وعلى الأرجح أيضًا ترتفع لديهم نسب اللبتين؛ الذي يبدو أنه يساعد على تكاثر الخلايا السرطانية.

– يمكن للدهون أن تثير جينات السرطان. يرتبط نحو 5% من السرطان بالطفرات الجينية. ولكن لا يصاب كل شخص لديه هذه الطفرات الجينية المسببة لأنواع معينة من السرطان بالضرورة بالسرطان. يعتقد العلماء أن بعض العوامل (مثل السموم البيئية، النظام الغذائي، الدهون الموجودة بالجسم، التدخين وغيرها من العوامل) لديها القدرة على إثارة بعض جينات السرطان. ويبدو أن زيادة الدهون في الجسم تسهم في إثارة الجينات المرتبطة بالسرطان لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي.

– يعزز الوزن الزائد الالتهابات. يرفع الوزن الزائد ودهون الجسم – خاصة الدهون الموجودة بالبطن – حرارة الالتهابات المزمنة، والتي يبدو أنها تُسهم في الإصابة ببعض أنواع السرطان.

– يسهم الكسل في ذلك أيضًا. من غير المرجح أن يمارس من يعانون زيادة الوزن أو السمنة القدر الكافي من التمارين الرياضية مقارنة بمن يتمتعون بأوزان صحية.ولأن ممارسة الرياضة تساعد على درء السرطان، يُعتقد أن الخمول أحد العوامل التي تربط بين زيادة الوزن والسرطان. يحفز النشاط عمل العديد من العوامل المحاربة للسرطان: حيث يقلل الالتهابات، ويعزز المناعة، ويقلل معدل الهرمونات الموالية للسرطان مثل الأستروجين في الدم، كما يساعد على تنظيم اللبتين (المعروف باسم “هرمون الوزن”) ويحسن سكر الدم ومقاومة الأنسولين.

خسارة الوزن وتقليل الخطر

يستغرق السرطان وقتًا طويلًا حتى يمكن الإصابة به. قد يمر ما يقرب من 10 سنوات قبل ظهور التغيرات الخلوية المبكرة للسرطان، والتي تسبب العلامات والأعراض التي يمكن أن يكتشفها الأشخاص وأطباؤهم؛ لذا، كان صعبًا بعض الشيء على الباحثين أن يكتشفوا روابط مؤكدة بين إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بمرض السرطان. ومع ذلك، هناك قدر لا بأس به من الشواهد التي تؤكد أن القيام بتغييرات يمكنها أن تقلل الإصابة بالسرطان.

على سبيل المثال، كشفت الدراسة التي أُجريت عام 2006 ونُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن النساء اللاتي أنقصن من 4 إلى 11 رطلًا من أوزانهن بعد انقطاع الطمث أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالنساء اللاتي لم تتغير أوزانهن بنسبة تتجاوز 20%. لا تُظهر جميع الدراسات هذه الفائدة نفسها، ولكن مع ذلك، تبقى هناك أدلة كافية بالنسبة لي لتشجيع جميع النساء اللاتي أعرفهن على محاولة إنقاص الأرطال الزائدة.

تشير الدراسات أيضًا أنه يمكن للنشاط المتزايد أن يساعد على الوقاية من سرطان القولون، الثدي، البروستاتا وبطانة الرحم. على سبيل المثال، أظهرت بعض الأبحاث أنه يمكن للنشاط البدني تقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة 20 – 40% وسرطان الرئة بنسبة 20%.

يساعد القيام بتغييرات مرضى السرطان الصامدين فضلًا عمن لم يصابوا بالسرطان مطلقًا. فقد كشفت الأبحاث أن مرضى سرطان الثدي ممن كانوا يمارسون الرياضة باعتدال (ثلاث إلى خمس ساعات أسبوعيًّا بشكل معتدل) لديهم معدلات نجاة أفضل ممن لا يمارسون الرياضة. وتظهر أبحاث أخرى أنه من غير المحتمل أن يعاود ظهور سرطان القولون مرة أخرى لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة.

ما بيت القصيد؟ من خلال اتباع التوصيات، تناول نظاما غذائي صحي، إنقاص الوزن، التخلص من دهون البطن وأن تصبح أكثر نشاطًا – يمكنك أن تخطو خطوات كبيرة نحو تقليل خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان. وإذا بدأت بالفعل في اتباع خطة، هنيئا لك – فأنت بالفعل على طريق تقليل الإصابة بمرض السرطان!

ناتج آخر إضافي

بمجرد أن تتخذ خيارات مغيرة للحياة في نظامك الغذائي ومعدل نشاطك وتبدأ في إنقاص وزنك الزائد، ستتفاجأ من النتائج التي ستجنيها. بالعيش وفقًا لحياة صحية، ستجلب المكافآت لعائلتك فضلًا عن نفسك. صدق أو لا تصدق، يمكن أن تؤثر على أفراد عائلتك الذين لم يولدوا بعد!