التصنيفات
صحة المرأة

تكوين الثدي – أنواع الأورام: سرطان الثدي

يتألف الثدي من أجزاء عدة تقع تحت الجلد منها: غدد تفرز الحليب والدهون، أنسجة وعضلات صغيرة تربط الغدد ببعضها البعض، مجاري غدد الحليب، أوعية دموية، أوعية لمفاوية متصلة بالعقد الليمفاوية، الجلد والحلمة.

التكوين الطبيعي للثدي: النسجة الشحمية (الدهن) وغدد الحليب وأقنية ومجاري الغدد الحليبية والحلمة والجلد وعضلات وعظام القفص الصدري. تكون الغدد أكثر كثافة في وقت البلوغ وحتى سن اليأس عندما تزيد كمية الدهون وتخف نسبة الغدد. العوارض المرضية يمكن أن تظهر في مختلف أقسام الثدي.

أين هي عقد الثدي الليمفاوية؟

تقع بعض العقد اللمفاوية في محيط الثدي. بعضها قد يكون داخل الثدي (Intramammary Lymph Nodes) وبعضها داخل القفص الصدري (Internal Mammary Chain Lymph Nodes)، أو فوق الترقوة (Supraclavicular Lymph Nodes)، ولكن أكثرها وأهمها يقع تحت الإبط (Axillary Lymph Nodes).

هذه العقد جميعها تجري إليها سوائل الليمف وإفرازات الثدي الداخلية وتكون بمثابة خط الدفاع الأول ضد الالتهابات والأورام، أو تكون محطة لانتشارها.

تتواجد عادة العقد الليمفاوية للثدي تحت الإبط في ثلاثة مستويات قريبة من بعضها، ولكن تختلف في عمق تواجدها. العقدة الأولى منها نسميها العقدة سنتينل. هناك أيضاً عقد في أسفل الرقبة فوق عظمة الكلافيكل (الترقوة)، وعقد الثدي الداخلية الثديية (IMC). العقدة الأولى الحارسة تكون في بداية عقد تحت الإبط ويمكن اكتشافها بواسطة التلوين الأزرق أو الاشعاع النووي.

هناك أنواع كثيرة من أمراض وأورام الثدي منها الحميدة ومنها الخبيثة.

أنواع أمراض الثدي

1 – التهابات حادة
2 – أكياس سائلية
3 – تليفات غدد حليبية
4 – تكلسات
5 – أورام حميدة
6 – أورام خبيثة

أورام الثدي الخبيثة

1- سرطان مبتدىء: هناك أنواع تسمى “ما قبل السرطان “Pre-Cancer” أو نمو موضعي أو نمو داخلي تحولي “in-situ” أو Intra-epithelial. هذه الأنواع قد تتطور وتصبح سرطانية، وهي بذاتها نوعين: نوع يكون موجودا في الغدد ويبقى داخل غلافها ويسمى (Lobular Carcinoma in-situ: LCIS) ونوع آخر يكون موجوداً في ممرات أو قنوات الحليب ويبقى بداخلها ويسمى (Ductal Carcinoma in-situ: DCIS). هذه الانواع الما قبل السرطان تظهر عادة بشكل تكلسات صغيرة ميكروسكوبية غير منتظمة يتم اكتشافها عن طريق صورة الماموغرافي، وفي بعض الأحيان تظهر بشكل ورم في الثدي أو على الصورة الماموغرافية.

2- سرطان الغدد وسرطان قنوات الغدد الحليبية: أما أنواع الأورام التي تحتوي على خلابا خبيثة خرجت من الغدد الحليبية وقنواتها وأنتقلت إلى محيطها في داخل الثدي فنسميها سرطان الثدي. اكثر أنواع سرطان الثدي هو نوع سرطان الغدد Infiltrating Lobular Carcinoma (ILC) أو سرطان قنوات الغدد Infiltrative Ductal Carcinoma (IDC). هذه الأنواع من الأورام تتكون من خلايا تستطيع ان تكبر في كل الثدي وأن تنتشر خارجه إلى العقد الليمفاوية والدم وأعضاء الجسم الأخرى.

3 – سرطان الثدي الملتهب: قد يكون سرطان الثدي ملتهباً مع احمرار وحماوة في أكثر من ثلث الثدي وفي الجلد المحيط به ويسمى Inflammatory Breast Cancer.

4 – ليمفوما الثدي (ورم لمفاوي في الثدي): قد يكون ورم الثدي مكوناً من خلايا ليمفاوية موجودة في الثدي أو في العقد الليمفاوية التي تقع تحت الإبط. هذا النوع من أورام الثدي يختلف كلياً عن سرطان الثدي ويتم علاجه والشفاء منه ليس بالجراحة بل بالأدوية الكيميائية والأدوية المهدفة الخاصة والعلاج الشعاعي مثل سائر أورام الدم والعقد الليمفاوية.

5 – أنواع أورام متفرقة: يوجد أيضاً عشرات الأنواع الأخرى مثل الورم الميدوللاري والكولوويد وتيوبيلار (tubular, medullary, colloid) وغيرها. بعضها تنمو ينمو ببطئ أصبحنا نعالجها بالأدوية الهرمونية وبدون اللجوء إلى العلاج الكيميائي وبعضها ينمو بسرعة ويتم تحديد النوع والمواصفات الخبيثة ودرجتها عبر دراسة الورم بما يسمى الفحص النسيجي أو الزرع حسب التعبير الشعبي. وتجدر الإشارة إلى نوع نادر اسمه سيستوكركوما فيللويديس (Cystosarcoma Phylloides) ينمو ييطء ولكن أحيانا ينمو يسرعة ويتم عادة إستئصاله بواسطة جراحة جزئية للثدي حيث يجب التأكد من أن حدود الجراحة سليمة وأما في الحالات القليلة التي يكون فيها مواصفات ساركوما خبيثة فيتم إضافة علاج شعاعي أو كيميائي حسب اللزوم.

ما هي علاقة غدد الثدي وسرطان الثدي بالهرمونات النسائية؟

من المعروف ان خلايا الثدي لها علاقة وثيقة بالهرمونات النسائية. يتبع حجم الثدي ونمو الغدد الحليبية وتحجرها نسبة الهرمونات النسائية في الدم خلال الدورة الشهرية ويتأثر به.

عندما يتم تحول خلايا الثدي من خلايا طبيعية إلى خلايا سرطانية، فهذه قد تحتفظ في نواتها في الكثير من الحالات على متلقيات هرمونية نسميها Estrogen Receptors and Progesteron Receptors (ER & PR) أي متلقيات للأستروجين ومتلقيات للبروجستيرون في داخل النواة. لهذا فإن الهرمونات النسائية التي تساعد خلايا الثدي الطبيعية على العيش والنمو، قد تساعد أيضاً الخلايا السرطانية على التحول والنمو والتكاثر. وإذا اعطينا المريضة دواءً مضادا للهرمونات النسائية اسمه تاموكسيفين مثلاً، أو إذا قطعنا مصدر الهرمونات وأوقفنا انتاجها، فاننا قد نستطيع ان نبطىء نمو الخلايا السرطانية أو نوقفها عن النمو ونتسبب في التالي بموتها.

هذا وأثبتت دراسات حديثة أن تناول الهرمونات النسائية بعد سن الحيض يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي وأصبحنا لا ننصح بها الا عند الضرورة وهناك دراسات حول إعطائها بكميات قليلة أو مع دواء تاموكسيفبن المضاد بجرعات مخفضة حسب دراسة حديثة.

الهرمونات النسائية والسرطان

لقد أثبتت دراسة WHI إن تناول حبوب البدائل الهرمونية بعد سن انقطاع الحيض تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. فبعد أن كان أطباء الأمراض النسائية ينصحون معظم السيدات بتناول الهرمونات النسائية بعد سن اليأس، غيرت هذه الدراسات السريرية مجرى الأمور ولم نعد نوصي الآن السيدات باستعمالها الا إذا كانت هناك ضرورة لها. يجب عندئذ أن تكون السيدة على معرفة باحتمالات ازدياد الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب وجلطات الشرايين وتتقبل هذه الخطورة وتخضع للرقابة الطبية الدائمة لقاء التخفيف من عوارض ومشاكل سن اليأس.

تجدر الإشارة إلى أنه هناك دراسات جديدة لتحليل هذه النتائج بدقة أكثر لاختيار السيدات الذين اللواتي يمكن إعطائهن حبوب هرمونات بديلة بجرعة مخفضة لعلاج عوارض سن اليأس لحاجتهن لها. هذا وقد أثيتت دزاسة جديدة إمكانية استعمال تاموكسيفين بجرعة مخفضة 5 مغم يومياً مع الهرمونات النسائية البديلة. (أنظر الفصول الخاصة). هذا وتبقى مراقبة السيدات بعد استعمال الهرمونات البديلة ضرورية.

أما بالنسبة لحبوب منع الحمل، قبل سن اليأس طبعاً، فإن الدراسات حولها تختلف ولكن المعروف والمقبول أن السيدة التي تناولت هذه الحبوب لمدة أكثر من خمس أو عشر سنوات أو خمسة عشر سنة تزيد قليلاً عندها نسبة حدوث الإصابة، وكذلك نعرف أن نسبة الإصابة لا تبقى زائدة عند السيدات اللواتي أوقفن حبوب منع الحمل منذ عشر سنوات أو أكثر.