لم تعد تبنى العمارات كالسابق ولهذا السبب نعاني من الأمراض. في النصف الأول من القرن العشرين، كان للمكاتب نوافذ تنفتح. وما إن أصبح نظام التكييف الهوائي شائعا، استغنت المباني عن النوافذ وأخذ المدير على عاتقه عملية تنظيم كمية دخول الهواء النقي إلى المبنى. في الوقت عينه، إجتاحت السوق مواد ومنتجات جديدة مرتكزة على مواد كيميائية صناعية.
وتتفوق المواد الصناعية على المواد التقليدية بعدة مزايا من حيث الثمن الزهيد والمتانة والقوة. لن تصدأ ولن يتمكن العث أو النمل الأبيض من تآكلها أو التسبب باهترائها. فقد صممت لتقاوم التلوث والشوائب. إن مواد التنجيد، السجاد، البسط، الألواح الجدارية، الأجواخ والأثاث جميعها مصنوعة من المواد الصناعية. أضف إلى ذلك الغراء، المواد اللاصقة، الطلاء، مبيدات الهوام، مواد التنظيف، العطورات الصناعية والمواد المرطبة للأجواء، فيسهل ملاحظة أننا أحطنا أنفسنا بالمواد الكيميائية. لقد تحولت أماكن إقامتنا وعملنا إلى بيئات ملوثة.
في سبعينات القرن الماضي، وفي خطوة للتخفيف من استهلاك الطاقة، تم عزل المباني أكثر فأكثر للحفاظ على درجة حرارة الهواء. وسرعان ما انتشرت تقارير عن أمراض مرتبطة بالعمل في مكاتب المباني المقفلة بإحكام. وصاغت لجنة في منظمة الصحة العالمية عبارة جديدة وهي متلازمة المباني الملوثة لوصف هذه المشكلة. ويعتبر الالتهاب النتاج الصحي الأولي للمباني الملوثة.
إن المجرى التنفسي هو الموقع الأكثر شيوعا الذي يصيبه الالتهاب بسبب المباني الملوثة. ونجد أعراض الالتهاب التنفسي بما في ذلك السعال، انقطاع النفس، الاحتقان الأنفي، قشع وبلغم غير عاديين والأزيز لذى حوالى 30% من العاملين في مبان ملوثة. وقد سجلت أعراض التعب والفتور المرتبطة بالالتهاب بالإضافة إلى حالات الصداع، صعوبات في التركيز والذاكرة والتفكير. وعانى البعض إلى حد ما من الطفح الجلدي، الحكاك وآلام في العضات والمفاصل.
ألديك فكرة عما تحويه سجادتك؟
في خطوة لمعرفة المشكلة في المباني الملوثة، قامت الوكالة الأميركية لحماية البيئة بقياس كمية المواد الكيميائية العضوية المتطايرة في أجواء المباني الملوثة. (من المعروف أن هذه المواد سامة عندما تكون بكميات مرتفعة.) ثم، قام الدكتور لانس والاس وهو عالم في الوكالة مع فريقه المؤلف من باحثين بإجراء اختبارات لمعرفة نوع الأشخاص المعرضين لها. طلب من مجموعات من الأشخاص وضع مضخة صغيرة مزودة ببطارية يقتصر عملها على امتصاص الهواء من منفذ بالقرب من الأنف أو الفم إلى خرطوشة فحم منشط يمكن أن تمتص المواد الكيميائية العضوية المتطايرة. وأظهرت الدراسة أن الأميركيين معرضون يوميا لمجموعة من هذه المواد الكيميائية ومنها البنزين، الزيلين، الفورملديهايد والإثيلين الثلاثي الكلور. قد لا تكون هذه الأسماء مألوفة ولكنها بدون شك مضرة.
وكشف بحث الدكتور والاس عن واقع أن معظمنا يعيش في أجواء ملوثة في الداخل أكثر منه في الخارج. فالهواء في المنزل، المدرسة والمكتب يحتوي على أكثر من مئة مادة كيميائية عضوية بما فيها مواد مسرطنة عديدة. وتختلط هذه المواد بالهواء عبر عملية تدعى عملية نزع الغاز المحتبس (التفريغ الإضافي). عندما يتم طلاء الجدار، يجف الطلاء فيما تتبخر المواد المذيبة في الهواء. والعملية ذاتها تحدث مع العديد من المواد الصناعية. تبخر ألواح الورق المكبوس الفورملديهايد والمذيبات من الغراء. ينزع السجاد الصناعي مواد مختلفة منها مادة كيميائية مضرة معروفة باسم 4-MP. (عندما أرادت الوكالة الأميركية لحماية البيئة أن تعاين هذه المادة، طلب من مصنع كيميائي أن يحضر كيلوغرامين منها لاخضاعها للاختبار. وعندما استلم العلماء طلبهم وفتحوا العبوة، تبين أن المادة مضرة جدا لدرجة إخلاء المبنى وإخراج الناس إلى الشوارع لتجنب آثارها.) إن الغراء المستخدم للصق السجاد بالأرض ينزع الغاز المحتبس. والأمر سيان بالنسبة إلى البلاستيك والأقمشة لفترات متفاوتة من الوقت عندما تتصلد. كما أن آلات النسخ والحواسيب تنزع الغاز عندما تحمى مركباتها الداخلية.
حتى إحضار الملابس الخاضعة للتنظيف الجاف إلى المنزل يمكن أن يكون إضافة على المواد الكيميائية في المنزل. اكتشف الباحثون أن المعدلات القابلة للقياس للمذيبات المسرطنة في عملية التنظيف الجاف تبقى في أجواء المنزل لعدة أيام بعد تعليق الملابس المنظفة في الخزانة. كلما كان المنزل مغلقا بإحكام، كلما طال بقاء الأدخنة الصادرة عن استخدام طريقة التنظيف الجاف في المنزل.
كما واكتشف الباحثون الكثير من مبيدات الهوام المختلفة في الأجواء داخل المنازل التي تم معاينتها. إن بعض هذه المبيدات المحظر إستعمالها في المنازل بسبب سميتها يمكن أن تبقى في بيوتنا لعقود. وحتى مبيدات الهوام القابلة للانحلال الحيوي والتي تتفكك في الأجواء الخارجية يمكن أن تبقى لأشهر في المباني المحكمة الإغلاق.
مبان ملوثة تؤدي إلى الإصابة بالأمراض
بعد التعرف على المواد الكيميائية، تمثلت الخطوة التالية بتحديد ما إذا كانت نسبة هذه المواد في أجواء أماكن إقامتنا تسبب الالتهاب. قام الدكتور هيلل كورن من الوكالة الأميركية ومعاونوه ببناء غرفة كبيرة وتلويث هوائها بمزيج من المواد الكيميائية المطابقة لتلك الموجودة في المباني الملوثة. وتم تجنيد طلاب أصحاء للتنزه في الغرفة لمعرفة ما سيحدث. وخضع الطلاب لعملية غسل للمجاري الأنفية بواسطة محلول مالح قبل التعرض لغازات المباني الملوثة الموجودة في الغرفة وبعده. وتم تحليل عمليات غسل المجاري الأنفية لمعاينة خلايا الدم البيضاء التي تنتقل من مجرى الدم إلى مناطق الالتهاب. كانت النتائج حاسمة: تؤدي الغازات في المباني الملوثة إلى الالتهاب في المجاري التنفسية حتى لدى الأصحاء أساسا!
لو كان الأنف الراشح من أعراض المباني الملوثة، لما شعر أحد بالقلق. ولكن الالتهاب الطويل الأمد يمكن أن يعيث فسادا في أجزاء عديدة من الجسم مؤديا أحيانا إلى عواقب غير متوقعة. حضر إلى عيادتي امرأتان تشكوان من مشاكل تعرضتا لها خلال العمل في مبنى ملوث مسجل. وقد كانتا بصحة ممتازة قبل بدء العمل فيه. يتطلب عملهما الذي يقتصر على إرسال البرقيات قضاء أيام العمل في مبنى صغير لا نوافذ له. مع مرور الوقت، زادت حالهما سوءا بسبب المشاكل التنفسية التي تفاقمت في مكان العمل. ودخلت إحداهما إلى المستشفى عدة مرات لإصابتها بالربو. بعد أشهر من تجاهل شكواهما، أحضر أخيرا المستخدم أخصائيا في الصحة الصناعية لتقييم المبنى. ووجد أن المبنى خال من التهوية إلا عندما يفتح الباب الخارجي ونتيجة لذلك، كان مليئا بالمواد الكيميائية.
وخلال إحدى المعاينات، قالت الامرأتان إنهما أصبحتا سمينتين خلال العمل على الرغم من أنهما كانتا ممتلئتي الجسم قبل عملهما في المبنى الملوث. وكانت كلتاهما قصيرتي القامة ويتجاوز وزن كل منهما المئتي باوند (90 كيلوغراما).
صرحتا قائلتين: “كل من جاء للعمل كسب الوزن. عندما بدأ الموظفون الجدد بالعمل، حذرناهم من مشكلة كسب الوزن. فكنا نمزح قائلتين، أنظروا إلينا، بلغ وزن كل منا 110 باوند (50 كيلوغراما) عندما بدأنا العمل.”
وفي وقت لاحق، عاينت أربعين شخصا في مبنى ملوث واحد لا يدخله الهواء النقي بل مجموعة من المواد الملوثة. وبالإضافة إلى المشاكل المعتادة للمبنى الملوث، كان هذا الأخير يرش بشكل روتيني بمبيدات الهوام وقد أضيفت المواد الكيميائية الصناعية إلى نظام التهوية لإضفاء روائح مختلفة على الهواء، وذلك لأن بعض الدراسات أظهرت أن الروائح الطيبة تحسن إنتاجية العامل. حشر العمال في حجرات صغيرة تضم حاسوبا وهاتفا. وقد تلوثت المياه بالتراب. والمشكلة الأكبر تمثلت بإعادة ترميم مكان خال من الهواء النقي وإعادة طلائه حديثا ووضع سجاد جديد واستعمال الغراء والمواد اللاصقة بالإضافة إلى ألواح جدارية وأقمشة جديدة. انتقلت مجموعة من الأشخاص إلى المقر الجديد وأصيبوا جميعا بالمرض. ومن بين الذين عاينتهم في عيادتي، تعرضوا جميعا بنسبة مئة بالمئة لالتهاب المسلك الهوائي مع الإصابة بالتهاب القصبات والربو والتهاب الجيوب الأنفية. 97% من العمال اشتكوا بشكل أساسي من التعب وعانى 94% من الصداع وأصيب
79% بمشاكل في الذاكرة فيما تعرض 48% من الاضطراب الذهني. وبشكل غير متوقع، عانت 64% من النساء اللواتي يبلغن ما دون الخامسة والأربعين من مشاكل في الدورة الشهرية (بما في ذلك متلازمة ما قبل الطمث والمغص الحاد والألم) خلال عملهن في المبنى وقد زالت هذه الأعراض بعد مغادرتهن. كما تفاجأنا عندما أفاد 61 بالمئة عن إصابتهم بزيادة في الوزن خلال فترة توظيفهم. ليس معروفا سبب زيادة الوزن ولكنه قد يكون من جراء جرعات الستيروئيد الكبيرة المؤدية إلى زيادة الشهية والوزن والتي توصف عادة للتخفيف من حدة الالتهاب. كذلك، قد يكون هناك مواد كيميائية سامة تدعى المواد المعطلة للصماء تتواجد في المباني الملوثة وتتسبب باضطرابات هورمونية. من الضروري إجراء المزيد من البحوث في هذا المجال.
عندما غادر الأشخاص المبنى الملوث، تحسنت مشاكلهم الصحية. وزالت حالات الطفح الجلدي وآلام المفاصل والعضلات، بالإضافة إلى أعراض الطمث المؤلمة. ولكن ما لم يزل هو التهاب المسلك الهوائي المزمن. ولم تختف المشاكل التنفسية مع الربو والتهاب القصبات والتهاب الجيوب الأنفية. أصبحت المسالك الهوائية مفرطة الاستجابة مما أدى إلى ظهور مشاكل في أماكن أخرى. واستمر التعب والصداع في توليد مشاكل للبعض.
يعتقد العلماء حاليا أن متلازمة المباني الملوثة ناتجة عن مزيج معقد من ملوثات الهواء الموجودة في الهواء الداخلي للمباني. وبالإضافة إلى عملية إزالة الغازات من المواد الصناعية، قد يكون هناك مواد مستأرجة في الهواء الداخلي، الذيفان الداخلي من البكتيريا، المنتجات المنظفة، المواد المرطبة للأجواء، مبيدات الهوام والعطورات. كما أن منتجات الاحتراق من أدخنة الأفران، أفران الطهو العاملة على الغاز، المواقد الخشبية، المستوقد ومنتجات التبغ، كلها تلوث الهواء ويمكن أن تسبب مشاكل صحية. كذلك، يمكن أن تؤدي الحيوانات الأليفة إلى مشاكل للمصابين بالحساسية تجاه الكلاب والقطط. وحتى خشب الصنوبر والأرز يمكن أن يطلق مواد كيميائية عضوية متطايرة في الهواء الداخلي. أما أبواغ العفن فقد تسبب مشاكل خطيرة للمصابين بالحساسية. يمكن أن يؤدي نمو البوغ الكثيف إلى إطلاق مواد كيميائية عضوية متطايرة في الهواء مما يؤثر في الجميع. وتمنح هذه المواد الأقبية السفلية الرطبة رائحة العفن. وعلى الرغم من عدم وجود دراسات تثبت عملية الصلة، ولكن واقع أن العديد من المواد الكيميائية العضوية المتطايرة هي مواد مسرطنة تؤكد أن نتائج تلوث الهواء الداخلي الطويلة المدى رهيبة.
في حال كان المبنى الذي تقيم فيه ملوثا
قبل خمس سنوات من صياغة عبارة متلازمة المبنى الملوث، علمت مادتي الرياضيات والفيزياء في جامعة حكومية تضم مبنى واحدا لاحتواء كل العلوم. وشعرت على الفور بوجود خطب ما في المبنى. فقد أصبت بالصداع والاحتقان الجيبي في كل مرة كنت أدخل إليه. اتضحت لي أمور عديدة فيما كنت أنظر حولي. كان لمخزن المواد الكيميائية العضوية التي كان معظمها من المواد المسرطنة مروحة تهوية موجهة نحو الرواق بدلا من أن توجه إلى خارج المبنى. وقد عج المبنى بأنابيب غاز متآكلة وراشحة لمئات من مواقد بنزن (Bunsen) المستخدمة في المختبرات. كذلك، كانت مطبعة تستخدم مذيبات سامة جدا ومنها كلوريد المثيلين. وتم تخزين مواد مشعة لإجراء البحوث بشكل غير صحيح، فيما كان المبنى محكم الإغلاق وخاليا من التهوية.
لسذاجتي، أعددت كتابا خطيا لرئيس الجامعة ذكرت فيها اثنتي عشرة قضية خطيرة في المبنى وطالبت بتعويض. كان الرد سريعا. فقد جاء حاجب المحكمة إلى منزلي في المساء لإعلامي بانعقاد محكمة كنغرية للاستماع إلى قضيتي وطردي. فذكرت في المحكمة أن مبنى العلوم مليء بالغاز السام وأنني طردت بسبب الإشارة إلى هذه الشوائب وقد أخاطر بعملي ليجري خبير بيئي تقييما موضوعيا لمشاكل المبنى.
مع أن تقييمي وأداء عملي كانا ممتازين، إلا أن المحكمة أقرت برفض منحي عقد عمل للسنة الأكاديمية التالية على الرغم من عدم ذكر أي سبب وجيه. تشكل اتحاد لمناقشة اتفاقية لمصلحة النظام كله، وقد تم إرسال شكوى باسمي. فاستقطبت رسالتي وقضيتي الانتباه. وتقدم آخرون بشكاوى متعلقة بالمبنى. أعيد تجديد عقدي بشكل مفاجىء.
مع بداية السنة الأكاديمية التالية، استقلت ودخلت إلى كلية الطب. بعيد ذلك، وصل فريق بيئي لتقييم المبنى. كانت لائحتي ضعيفة مقارنة مع لائحتهم مما أدى إلى هجر المبنى وإغلاقه. فقدت الجامعة 25% من مساحة الصفوف وأوقفت الحصص حتى الساعة العاشرة مساء في مبان أخرى. في السنة التالية، رحل رئيس الجامعة ولم يسمع عنه شيء.
مكافحو الالتهاب
• لا تسمح لنفسك بأن تكون ضحية العزلة. إن كنت تعاني من مشاكل صحية مرتبطة بتلوث المبنى، بدون شك سيعاني الآخرون من المشاكل ذاتها. اسألهم إن كانوا يعانون من أي أعراض. قارن الملاحظات المدونة حول الأعراض ووقت بدئها.
• احفظ دفتر ملاحظات حول الروائح “الغريبة”، الأمراض، حالات الصداع والأنف الراشح والأعراض الأخرى. أذكر التواريخ وحدة أعراضك.
• إذا أمكن، خذ عطلة لدراسة الأعراض عبر تغيير مكان عملك. إن اختفت الأعراض عند ابتعادك عن مكان العمل ثم عادت بعد رجوعك إليه، فعلى الأرجح أنك تعمل في مبنى ملوث.
• أحضر مجموعة عمال عبر مكتب توظيف أو اتحاد ما وأطلب إجراء تقييم من قبل أخصائي في علم الصحة الصناعية يتمتع بالخبرة في ما يتعلق بالمباني الملوثة. قد لا يكون للطلب الفردي أثر فعال ومن الممكن أن يؤدي إلى اتهامات مضادة ولكن يستحسن أن يكون طلبا جماعيا.
• إن بعض الشركات والمؤسسات مسؤولة عن عمالها وتود الأفضل لهم. فيما قد يفكر البعض أن الطريق الأسهل هو في القضاء على الوسيط مثلما اكتشفت. عند هذه النقطة، تنفع كثيرا الاستشارة القانونية.
• إن الخبير الذي يدخل إلى المبنى يتجول فيه في محاولة لتحديد المشاكل. من السهل الكشف عن معدلات ثاني أكسيد الكربون. إن كانت هذه المعدلات مرتفعة، عندئذ تكون التهوية غير كافية ويحتمل ارتفاع نسبة المواد السامة.
• إن تم التعرف على مصادر التلوث، يجب أن يزيلها الخبير.
• افعل ما بوسعك لتنشق الهواء النقي إلى حين التوصل إلى حل (تعتمد السويد مقاربة خلاقة تتمثل بضخ الهواء النقي إلى أماكن العمل الفردية). افتح نوافذ المبنى إذا أمكن. خذ عدة استراحات للتنزه في الخارج لتنشق الهواء. أطلب أن يتم نقلك إلى قسم مختلف من المبنى أو أطلب الإذن من مستخدمك للعمل من منزلك.
• لا ترتبط كل حالات الالتهاب بالمباني الملوثة. استشر طبيبك إن كنت تعاني وحدك من المشاكل أو إن كانت نتائج الفحص الذي أجراه الخبير إيجابية. قد تكون مصادر الالتهاب في منزلك أو في الطعام الذي تتناوله مما يسبب لك المشاكل.
قد تتطلب عملية تقليص نسبة التلوث في منزلك قليلا من الجهد ودفع المال ولكنها أساسية للحفاظ على صحة سليمة. إن الذين يتنشقون هواء نقيا يشعرون بتحسن أكثر وبطاقة أكبر وبنسبة أقل من الأمراض. بعض المناطق الملوثة مهجورة وميؤوس من حالتها فيما يمكن إنعاشها بدون بذل الكثير من الجهد. يمكن التمتع بالهواء النقي إن كان الخيار حكيما من حيث الأثاث، التهوية، التحكم بالأوبئة وأنظمة التدفئة والتبريد.
تلوث الهواء الخارجي
بينت الدراسات أنه بالنسبة لمعظمنا، يعتبر تلوث الهواء الداخلي أسوأ من تلوث الهواء الخارجي. ولكن في العديد من المدن الكبرى أو الصناعية، يشكل تلوث الهواء مصدر قلق كبير. فازدحام السير وأدخنة شاحنات الديزل والمواد الملوثة من معامل تكرير النفط وغيرها من المصانع الكيميائية الأخرى يمكن أن تسبب كلها أجواء سامة. على الرغم من وجود طرق للتحكم بالهواء الداخلي، إلا أننا لا نستطيع التحكم كثيراً بالهواء الذي نتنشقه عندما نخرج من منازلنا. إنّ الذين يقيمون بالقرب من طرق العبور السريع، معامل تكرير النفط، المصانع الكيميائية، وحدات توليد الطاقة، مخازن شاحنات الديزل ومصانع البلاستيك معرضون بشكل كبير لمجموعة من المواد الملوثة الالتهابية في الهواء الخارجي.
أظهرت الدراسات أن التعرض لعادم الديزل يرتبط بنسبة مرتفعة من الإصابة بسرطان البروستاتة وسرطان الرئة لدى الرجال. وتم ربط العوامل البيئية بالأمراض المنيعة للذات بما في ذلك الذأب، تصلب الجلد وداء الغدة الدرقية المنيع للذات. ويرتبط تلوث الهواء الخارجي بنسبة متزايدة من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. ترتفع نسبة الدخول إلى قسم الطوارىء والمستشفى لمعالجة الربو والتهاب القصبات المزمن خلال أيام “الهواء المضر”. هذه ليست مخاوف ثانوية ولكن لها عواقب تؤثر في حياة المرء. وهي فقط الروابط الظاهرة. للتلوث آثار حادة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد. مثلاً، اكتشف الباحثون أن تنشق الهواء الملوث لساعتين فقط كفيل بتضييق الأوعية الدموية. وكلما زادت هذه الأخيرة تضيقاً، كلما زاد خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية.
مكافحو الالتهاب
• إذا أمكن، ابتعد عن المدن ذات النسبة المرتفعة من التلوث وانتقل إلى وظيفة لا تعرضك لابتعاثات الديزل.
• لا تدخن إنْ كنت تعمل في محيط نفط الديزل أو تعيش في مدينة ذات نسبة مرتفعة من التلوث. فالتدخين سيزيد المخاطر سوءاً.
• ادعم البرامج، المنظمات، الصناعات والسياسيين الذين يعملون على تنظيف الهواء من التلوث. اتخذ سبل التنقل الشخصية التي تحدّ من تلوث الهواء.