التصنيفات
الباطنية

تليف الكبد

إن تليف الكبد مصطلح توصف به مراحل عديدة لمرض الكبد حيث تحدث التهابات مزمنة لخلايا الكبد مما يسبب تراكم أنسجة متمزقة فى الكبد، وهى أنسجة ليفية خشنة، والتى تحل محل الخلايا التالفة فى الكبد. تلك الأنسجة المتمزقة لا تقوم بوظائفها ولا يمكنها الاضطلاع بمهام خلايا الكبد.

هناك نوع خاص من خلايا الكبد تعرف بالخلايا النجمية تقوم بإنتاج النسيج المتمزق لتحمى نفسها من الالتهابات التي تصيب الكبد. وما يؤدى إلى هذه الالتهابات هو الجذور الكيميائية الطليقة المتولدة عن الفيروسات، والسموم، والدهون الضارة، والمشروبات الكحولية، وبعض العقاقير والأجسام المضادة التي تهاجم الخلايا، ولا يحتوي الكبد السليم على خلايا نجمية ولا ينتج مقادير كبيرة من النسيج المتمزق. وعلى النقيض، ففى الكبد المصاب بالتهابات مزمنة تنشط الخلايا النجمية وتتضاعف وتنتج مقادير كبيرة من النسيج المتمزق.

يصبح الكبد المتليف صلباً بسبب النسيج المتمزق، الذي يقلل من الدم الواصل إليه. ولا يعود هناك ما يكفى من الأنسجة الكبدية السليمة لتقوم بتأدية عمليات التمثيل الغذائى والتخلص من السموم، وهى العمليات التي يجب على الكبد القيام بها للحفاظ على سلامة وصحة الجسم.

إن تليف الكبد هو السبب الرابع من أسباب وفاة الأشخاص فى السن ما بين 30 و 50. والالتهابات الكبدية المزمنة (الناجمة عن الالتهاب الكبدى الفيروسي B أو C) تنجم عن تناول الكحوليات، وهى السبب الأساسي للإصابة بتليف الكبد.

مع ملايين الأشخاص فى أنحاء العالم الذين يعانون تليف الكبد، فإنه ليس من العملى الاعتماد بشكل كلى فقط على زراعة الكبد كعلاج نهائى، ناهيك عن التكلفة العالية وعدم والوفرة فى الإمدادات.

أسباب الإصابة بتليف الكبد:

التناول المفرط للكحوليات، التهاب الكبد الفيروسى B و C، أمراض المناعة الذاتية بالكبد مثل التهاب الكبد الناجم عن المناعة الذاتية أو تليف القناة المرارية، اضطرابات عملية التمثيل الغذائى مثل مرض ويلسون وداء التلون الدموي ورد الفعل العكسي على بعض العقاقير مثل الميثوتركسات.

 

علامات مرض تليف الكبد

قد تتضمن علامات مرض التليف الكبدى فى مراحله المتقدمة:

  • أوعية شعيرية ذات شكل عنكبوتي على البشرة.
  • نزيف مفرط تحت الجلد.
  • تقيؤ دم ونزيف من المرىء.
  • اليرقان (تغير لون البشرة والعينين إلى الأصفر).
  • تضخم الكبد.
  • كبر حجم الطحال.
  • كبر حجم أطراف الأصابع.
  • الاستسقاء (تراكم السوائل فى البطن).
  • تراكم السوائل بالأطراف (أويما).
  • ارتعاش عضلي فى اليدين.
  • تشوش ذهني وشرود البال.

 

مراحل التليف الكبدى

هناك أنظمة متنوعة لقياس درجة خطورة التليف الكبدى، وإليك كيفية تصنيف نتائج فحص نسيج الكبد.

مرحلة التليف (مستوى التمزق والندوب فى الكبد)

المرحلة 1: الحدود الدنيا للتمزق فى مساحة صغيرة للكبد.

المرحلة 2: تمزق أكثر فى مساحة أكبر وعادة ما يقتضى الأمر 12 عاماً للانتقال من مرحلة 1 إلى مرحلة 2.

المرحلة 3: تمزق أكثر وفى مساحة أكبر من المرحلة 2.

المرحلة 4: عادة ما تعتبر حالة تمزق خطيرة، ولا يمكن علاجه بروابط طويلة للنسيج المتمزق الذى يفصل عقيدات الكبد.

يمكن تحديد درجة تليف الكبد كذلك إلى مستويات أربعة تبعاً لمستوى التهاب الكبد.

 

استراتيجيات لمعاونة المصابين فعلياً بالتليف الكبدى

زد من تناول مضادات الأكسدة التي تحيِّد الجذور الكيميائية الحرة

وأهم هذه المضادات على الإطلاق هو فيتامين (هـ E) بجرعة يومية من 400 إلى 1000 وحدة دولية، وفيتامين (ج C) بجرعة 1000 ملجم ثلاث مرات يومياً، والسيلينيوم بجرعة يومية من 100 إلى 200 ملجم، وبمقدور فيتامين (هـ E) أن يقلل من قدرة الخلايا النجمية على تصنيع الكولاجين وبهذا يقلل من إنتاج النسيج المتمزق، وبمقدور فيتامين (هـ E) كذلك أن يزيل خشونة وصلابة النسيج المتمزق الموجود بالفعل، إضافة إلى أنه يحسن من تدفق الدم إلى الكبد، وهو الأمر اللازم لإعادة تجديد خلايا الكبد. كما يساعد فيتامين (هـ E) على الاحتفاظ بمعدلات عالية من “ الجلوتاثيون “ وهو من أهم مضادات الأكسدة للكبد الذي يمنع حدوث التليف. إن الدراسة الإكلينيكية لحاملى التهاب الكبد الفيروسى C الذين لا يستجيبون للعلاج “ بالانترفيرون “ أوضحت أن حوالى 50 % منهم يبدون تحسناً ملحوظاً بعد تناول جرعة يومية من فيتامين (هـ E) مقدارها 800 (هـ). لا تستخدم إلا فيتامين (هـ E) الطبيعى المعروف بـ “ دي ألفا توكوفرول “.

ومن مضادات الأكسدة الأخرى “ البيتاكاروتين “ الطبيعى وبمقدوره تحسين وظائف الكبد، ومن الممكن أن يتم تناوله كأحد مقويات الكبد. ومن الضرورى أيضاً الحصول على مقدار وافر من “ البيتا كاروتين “ ومشتقاته مثل “ كاروتينويدز “ بتناول تنوع كبير من البرتقال الزاهى الألوان والطازج، والفواكه الصفراء والخضراوات. يتحول “ البيتاكاروتين “ داخل الجسد إلى فيتامين (أ A)، عند الحاجة إليه، ولا يمكن حدوث أي تسمم من فيتامين (أ A) المأخوذ من “ البيتاكاروتين “. كما أن “ البيتا كاروتين “ وأنواع “ الكاروتينويدز “ الأخـرى وفـيـتـامـيـن (أ A) ذات أثـر حـيـوى مـضـاد للـسـرطـان بالنسبة للمصابين بتليف الكبد، وهذا من شأنه التقليل من خطر إصابة الكبد المتليف بسرطان. وهؤلاء المصابون بمرض فى الكبد فى أمس الحاجة للانتباه إلى عدم تناول مقادير مفرطة من فيتامين (أ A) وعدم تعاطى أكثر من 10.000 وحدة دولية يومياً.

تعد العصائر الطازجة مصدراً ممتازاً للفيتامينات والصبغات المضادة للأكسدة. تناول كوبين من عصائر الخضراوات الطازجة يومياً.

ما بين 40 إلى 50 % من نظامك الغذائى ينبغى أن يشتمل على الخضراوات والفواكه النيئة. من الممكن إعداد تتبيلات السلاطة من خل عضوى (بلسمى، خل التفاح، إلخ) وزيوت الخضراوات المكبوسة كبساً بارداً. تناول الخضراوات من الفصيلة الصليبية (مثل الكرنب والقرنبيط)، والثوم والبصل لدعم قدرة كبدك على التخلص من السموم.

كثير من الأشخاص المصابين بتليف الكبد يعانون مشكلة النزيف الداخلى أو النزيف الشديد ؛ لأن الكبد لا يفرز ما يكفى من عناصر التجلط. ومن الممكن مواجهة ذلك عن طريق الاستهلاك اليومى للعصير الطازج المصنوع من مزيج الخضراوات داكنة الخضرة الطازجة. والخضراوات المناسبة لهذا الغرض هي: السبانخ، الكرنب الأجعد، البنجر جذوره وأوراقه البقدونس، النعناع، الجرجير، وهى كلها غنية بفيتامين (ك K) الذى يساعد على تقليل الضعف فى عناصر التجلط وسوف يقلل من النزيف الداخلى والنزيف الخارجى.

تناول أحد مقويات الكبد

والذي يحتوى على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لدعم قدرة الكبد على تفتيت وطرد السموم. وسوف يقلل هذا من التلف الناجم عن السموم الذي ينعكس على خلايا الكبد.

انتبه للبروتين

احصل على معظم البروتين عن طريق مزج الحبوب، بالمكسرات النيئة، والبذور النيئة، والبراعم والبقوليات فإن الكبد المتليف لا يمكنه احتمال مقادير كبيرة من البروتين المركز، ولهذا السبب اجعل ما تستهلكه من اللحوم حمراء وبيضاء عند الحد الأدنى. فإذا تناولت ما يزيد على اللازم من البروتين الحيوانى، فإن معدلات “ الأمونيا “ سوف تتراكم فى مجرى الدم، مما يسبب الإنهاك العقلي والتشوش الذهني. إذا كان لديك قصور حاد فى وظائف الكبد أو فشل كبدى، أو هما معاً فسوف يتعين عليك تجنب جميع البروتين الحيوانى (بما فى ذلك البيض، والأطعمة البحرية، واللحوم الحمراء والبيضاء) وتقصر مصادرك من البروتين على البقوليات (الفول والفاصوليا والبازلاء والعدس) والحبوب، والبذور، والبراعم، والمكسرات.

كما أن البقوليات مصدر جيد لحمض “ الأرجينين “ الأمينى، الذي يساعد الكبد على التخلص من “ الأمونيا “.

إذا كنت ممتنعاً عن تناول أي منتجات غذائية حيوانية فستكون بحاجة إلى تناول مكمل التورين بجرعة 1000 ملجم مرتين يومياً وفيتامين (ب 12 B12) بجرعة 100 ملجم يومياً. احرص على أن تكون تحت إشراف طبيبك الإخصائى جنباً إلى جنب إخصائى تغذية ماهر.

تجنب الإمساك

عن طريق استهلاك مقدار وفير من الفواكه والخضراوات الطازجة والنيئة، والبذور الطازجة المطحونة (بذور الكتان، بذور اليقطين، بذور عباد الشمس) واللوز، المخلوطة فى مطحنة بن أو معالج أطعمة، مع الشوفان لزيادة الألياف الغليظة، فالألياف تزيد من سرعة مرور السموم إلى خارج القولون، وسوف يقلل ذلك من قدرة السموم على أن تعود مرة أخرى من خلال دورة جديدة إلى الكبد.

إذا كان هناك ضعف فى وظائف الأمعاء بسبب الإمساك وهناك الكثير من البكتيريا الضارة، فمن الممكن أن يؤدى ذلك إلى التخمر المفرط لمحتويات الأمعاء، مما يزيد من امتصاص الآمونيا السامة والمركبات النيتروجينية الأخرى من الأمعاء لتعود مرة أخرى إلى الكبد. إن الكبد السليم بوسعه أن يحول النيتروجين إلى يوريا، التي تطرد فى صورة بول. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من تليف الكبد الشديد وقصور حاد فى وظائف الكبد، لا يعود بمقدور الكبد التعامل مع تلك المعدلات المرتفعة من الآمونيا، ومن المحتمل حدوث أعراض تسمم للمخ. فى هذه الحالة يجب تحسين وظائف الأمعاء عن طريق زيادة ما يتم تناوله من أطعمة طازجة غنية بالألياف وتناول المكملات مثل بكتيريا اللاكتوباسيليوس النافعة أو زبادى الآسيدوفيليوس السادة. إذا بلغ الإمساك حالة خطيرة أو فى حالة التسمم الذاتى من الأمعاء، فإن غسيل الأعضاء أو الحقن الشرجية يمكن أن تفيد أيضاً.

تناول الليسيتين

تناول الليسيتين في صورة حبيبات (ينبغى أن تكون طازجة ومحفوظة مجمدة) مع رقائق الحبوب بجرعة من 2 إلى 3 ملاعق كبيرة يومياً. سيعمل الليسيتين على زيادة معدلات الكولين فى الكبد، وسوف يزيد الكولين بدوره من إنزيم الكولاجينز، وهو ذو مفعول قوى جداً فى تفتيت كولاجين (النسيج المتمزق) مما يقلل من التليف.

حمض الألفا ليبويك المضاد للسموم

ينتفع بعض مرضى التليف الكبدى من حمض الألفا ليبويك المضاد للسموم، بتناول بجرعة من 300 ملجم إلى 600 ملجم كل يوم، كما أن إس آدينو سيل إل ميثيونين وإن آسيتايل كايستين “ قد يساعدان على الاحتفاظ بمعدلات ما فى الكبد من الجلوتاثيون المضاد للتسمم.

اجعل استخدامك للمواد المسممة للكبد عند حده الأدنى

خاصة سموم الكبد من مثل العقاقير المسكنة للآلام (خصوصاً بارا سيتامول المعروف بـ أسيتامينوفين و ناركوتيكس)، والعقاقير المخفضة لمعدل الكوليسترول، والمضادات الحيوية. تجنب الكحوليات والمواد الكيماوية الخاصة بالمنزل أو أماكن العمل مثل المبيدات الحشرية، ومبيدات الآفات الزراعية، وغاز الكلور، والدهانات، والمبيضات، والصمغ، والمذيبات.