لقد أصبحت معتاداً على الموضات الصحية، وجنون التمارين الرياضية التي تظهر وتختفي بسرعة مباغتة. وطالما أن هذه الأشياء لا تسبب ضرراً، فأنا سعيد بأن أقبل أن يلقى بعض الأشخاص بأموالهم إلى أي شىء يَعِدُهُم بأجسام صحيحة، وحياة زوجية خيالية، وطاقة لا نهاية لها، وهكذا.
ولكن، من حين لآخر يظهر شىء جديد يقوم بالفعل على أساس الفطرة السليمة، والمثال الجيد لذلك هو تمارين البايليتس Pilates Exercises. وعلى الرغم من أن هذا النظام الذي يقوّي الجسم واللياقة كان منتشراً لعشرات السنين، إلا أنه يعتبر حديثاً نسبياً، وقد أصبحت فوائده معروفة على نطاق واسع. إن هذا الشكل الفريد للتكيف العقلي والجسدي يقوم على أساس نظم غربية، وشرقية، ويستخدمه الرياضيون بشكل متزايد في العلاج والوقاية من الإصابات. والهدف منه هو تحقيق الدقة والانضباط في السيطرة على العضلات، والقوة والمرونة، والميزة الكبرى هي أنه يمكن ممارسته في أي عمر بدءاً من التاسعة وحتى التسعين. وعلى الرغم من أنه لا يفيد إلا قليلاً في لياقة الجهاز القلبي الوعائي إلا أنه يجعلك تشعر بأنك أكثر مرونة، وبذلك تصبح أكثر قدرة على القيام بأي تمرين تختاره.
وأحد الأسباب التي جعلتني أحب هذا النوع من فنون التدريبات هو أن الاسترخاء شىء حاسم ومهم ومفيد لصحة أي شخص. لابد أن تركز بقوة على ما تقوم به، حتى تتخلص من كل مشتتات الحياة اليومية. ولأن الجسم يتوحد ببطء مع الوضع الصحيح تشريحياً، فربما لن تكون هناك مخاطر لحدوث أي تلف خطير له. والحركات لابد أن تكون متناسقة ومناسبة، وتركز على تقوية عضلات الظهر والحوض ووسط البطن. وأفضل أوقات التمرين يكون في المساء أو مبكراً في الليل، عندما تكون أنشطة العمل اليومي قد قامت بإحماء العضلات. وهذه الرياضة لا تحتاج إلا إلى القليل من المعدات، ولكنها تحتاج إلى مساحة فارغة، فهذا ضروري.
إن ممارسة فن البايليتس يساعد في كثير من المشكلات الصحية الشائعة، خاصة آلام الظهر. ويمكن أن يعالج مشكلات القدم مثل القدم المسطحة (Flatfoot)، وذلك من خلال إعادة ضبط الأطراف السفلية بطريقة صحيحة، وتخفيف الإجهاد على مفاصل الأوراك. إن تمرين المفاصل من خلال مداها الطبيعي الكامل للحركة يساعد على الإفراز الطبيعي للسائل الزلق الذي تفرزه المفاصل، والذي يلين حركتها. وتتم مساعدة المصابين بالتهاب المفاصل بهذه الطريقة، لأن المفصل يتم تمرينه كاملاً دون أن نحمِّلَه بأي جهد غير ضروري. ومن بين كل فوائد تمارين البايليتس، وأكثرها شيوعاً الوقاية من الصداع الناتج عن التوتر وعلاجه، خاصة إذا كانت هذه الحالة ناتجة عن سوء وضعية الجسم.
لقد قال “ بات كاش “ البطل السابق في مسابقات ويمبلدون إن تدريبات البايلتيس كانت بالنسبة له الأكثر فائدة. ولكن إذا كنت تعاني مشكلة في الظهر، أو إذا كنت سيدة حامل، فمن الواجب الحصول على استشارة طبية قبل البدء في ممارسة تدريبات برنامج مثل هذا. وسواء تمت ممارسته فردياً، أو مع مجموعة، وسواء مع مدرب؛ أو بدون مدرب، فإن تمارين البايليتس تقدم فائدة لكل شخص حتى في سن الشيخوخة.
إذا كنت تبحث عن أحد نظم التدريبات لزيادة المرونة والوضعية السليمة، فقد تكون تمارين البايلتس مناسبة لك، فقد تفيد صحتك العامة بطرق كثيرة.