التصلّب المتعدّد هو مرضٌ ذاتي المناعة ذو سبب غير معروف والذي يهاجم فيه جهاز المناعة النسيجَ الدهني، المعروف باسم النُخاعين (المَيَلين)، الذي يلعب دور العازل للخلايا العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي. وبافتقارها للنخاعين، تصبح الخلايا العصبية غير فعالة في نقل رسائلها على طول الشبكة، وكنتيجة لهذا فإنّ الوظائف التي تقوم بها هذه الخلايا يمكن أن تتأثّر. يشير الدليل الحديث أيضاً إلى أن الجهاز المناعي يهاجم الألياف العصبية نفسها. افترض الباحثون لسنوات بأن عدوى فيروسية تؤدّي إلى استجابة مناعية تهاجم الجسم، رغم أن النظرية تبقى غير مثبَّتة. من الواضح أن هناك عنصراً وراثياً (جينياً) أيضاً لأن المرض شائع أكثر عند الأناس الذين لديهم قريب مصاب. يرجَّح أن الأناس المنحدرين من شمالي أوروبا بالإضافة إلى أولئك الذين ينشأون في ظروف مناخية باردة هم أكثر احتمالاً للإصابة بالمرض.
إنّ المسار الطبي للتصلّب المتعدّد متباين إلى حد كبير، من خفيفٍ تماماً إلى موهِن على نحوٍ سريع. الشكل التقليدي والأكثر شيوعاً منه هو ما يُعرَف بالتصلّب المتعدّد المعاوِد المهادن (المتردد). في هذا النوع، تسفر الهجمات عن خسارات متفرِّدة في الوظيفة العصبية تختلف من هجوم إلى آخر، والتي تختفي كلياً أو جزئياً بين الهجمات. هذا هو شكل المرض الذي يعاني منه جاك وإريك كلاهما. وعلى نحوٍ أقل شيوعاً، يتقدّم المرض باطّراد دون فترات هجوع. وأحياناً، لأسبابٍ غير معروفة، يدخل التصلّب المتعدِّد في فترة هجوع دائمة أو طويلة الأمد.
إنّ عوارض التصلب المتعدِّد متنوعة للغاية، حيث تعكس الأجزاء المختلفة المتورِّطة من الجهاز العصبي. تتضمَّن العوارض الشائعة ثقلاً أو فقداناً للإحساس في الذراعين والرِجلين، وصعوبة في التوازن، وانخفاضاً في التحكم في الأمعاء أو المثانة، واختلالاً وظيفياً جنسياً. من الأعراض الشائعة أيضاً فقدان النظر في إحدى العينين أو كلتيهما نتيجةً لاشتراك العصب البصري، والشفَع (ازدواج الرؤية) مثل الذي اختبره جاك، وانقباضات مؤلمة في العضلات، وإعياء طاغٍ، ومشاكل انفعالية، وصعوبة في التفكير والذاكرة.
تحذير
ليس هناك اختبار حاسم (نهائي) للتصلّب المتعّدد. إنّ تقرير التشخيص يعتمد على أخذ تاريخ دقيق للعوارض ودراسة النتائج الموحية ولكن غير الحاسمة لمسح الـ MRI وغيره من الاختبارات. إنه لأمرٌ أساسي أن تكون متأكِّداً من أنك تعاني فعلياً من المرض، وتحديداً إذا كنت تعتزم تناول أدوية يمكن أن تكون لها تأثيرات جانبية خطيرة، وتكلِّف الآلاف من الدولارات سنوياً، ويُفترض أن تكون أنظمةً طويلة الأمد. لا يزال هناك جدال بين الخبراء بشأن معدَّل المرات التي يتم فيها تشخيص المرض على نحوٍ خاطئ، ولكن التقديرات تتراوح من عُشر إلى ثلث العدد الكلي للحالات. إذا كان لديك أي شكّ بشأن تشخيص مرضك، فلا تتردَّد في الحصول على رأي ثانٍ وثالث.
كيف تساعد اليوغا في علاج التصلب المتعدد؟
هناك عددٌ من الطرق تستطيع بها اليوغا أن تساعد في حالة التصلّب المتعدّد. رغم أن الفكرة تبقى مثار جدلٍ بين بعض الأطباء، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الإجهاد هو عامل هام في زيادة احتمال الإصابة بالمرض وفي ظهور العوارض بعد الظهور الأولي للمرض. لا يُعلَم بالضبط كيف يتسبب الإجهاد بهذه التأثيرات، ولكن يُفترَض بأنّ المستويات المرتفعة لهرمون الإجهاد، الكورتيزول، تزيد مستويات المتحرّكات الخلوية cytokines قبل – الالتهابية، وهي عبارة عن الرُسُل الداخلية للجهاز المناعي للجسم، والتي تحثّ الالتهاب وتساهم في تدمير بطانة النُخاعين للألياف العصبية.
وعدا عن الدور المُحتمَل للإجهاد في فسيولوجية التصلّب المتعدّد، فإن الإجهاد بكل تأكيد هو نتيجةً فرعية للحياة مع المرض الذي يمكن أن يكون شاقاً جداً. إذا كان فقط بإمكان اليوغا مقاومة الإجهاد والاكتئاب بفاعلية، فهي علاج مفيد لأولئك الذين يحاولون أن يواجهوا المرض بنجاح، حيث تساعدهم على تحسين نوعية الحياة خلال ظهور العوارض وفيما بينها على حدٍّ سواء.
تستطيع اليوغا أن تساعد بطرقٍ أخرى أيضاً. إنّ اكتساب وعي مضاعف للجسم، والتنفس بشكلٍ أعمق وأكثر انتظاماً، وتحسين التوازن والتنسيق، وتعلُّم إرخاء الشدّ في العضلات، هي جميعاً مجالات يمكن لممارسة اليوغا، وتحديداً الآسانا والبراناياما، أن تُحدِث فيها فرقاً كبيراً. يمكن أن يُصاب مرضى التصلّب المتعدّد بالقفاع، وهي مساحات يتضيَّق (يشدّ ويتوتر) فيها النسيج الرابط حول المفاصل، ما يؤدِّي إلى فقدان الحركة. يمكن للممارسة المنتظمة لليوغا والتنفس الأبطأ والأعمق الذي يرافقها أن يساعدا، مع الوقت، على عكس هذه التغيّرات المؤذية.
يمكن للوضعية الرديئة أن تسهم في الشدّ العضلي والألم. يمكن لتدريب الآسانا أن يحسّن الوقفة كما يمكن للممارسة المنتظمة للبراناياما والتأمل أن تفعل ذلك. يبدو أن كل هذه التدريبات هي مفيدة أيضاً في تعزيز المزاج. قد تكون الممارسة المنتظمة للتأمل مفيدة تحديداً في المساعدة على السيطرة على الألم.
قد تكون الوسيلة اليوغية المعروفة باليوغا كرما، أو الخدمة الغيرية، مفيدة أيضاً. وجدت إحدى الدراسات بأن الأناس المصابين بالتصلّب المتعدّد والذين تطوّعوا للعمل على خط دعم هاتفي لأناس آخرين يعانون من المرض نفسه قد لاحظوا تحسنات هامة في احترام النفس، والثقة، والمزاج. والحقيقة أنّ المتطوّعين في تلك الدراسة قد أظهروا منافع أكبر من أولئك الذين كانوا يدعمونهم هاتفياً. قد يملك الفرع المحلي لجمعية التصلّب المتعدد القريب منك معلومات عن فُرَص التطوع، والتي عدا عن فوائدها الصحية، توفِّر اتصالات اجتماعية في مرضٍ يمكن أن يكون عازلاً للمصاب به.
من شأن المسار الطبي للتصلّب المتعدّد أن يكون متغيِّراً تماماً، وأحد الأشياء الجميلة التي تتميَّز بها اليوغا هو أنها يمكن أن تتكيّف لتلبِّي حاجات الطالب الحالية. إذا كان الإعياء مشكلة، فإنّ تدريباً أكثر ترميماً يمكن أن يُستخدَم. إذا كان طرفٌ معيّن ضعيفاً، فمن الممكن استخدام وسائل الإسناد لمساعدة الشخص على القيام بالوضعيات بسهولة أكبر. إذا كان التوازن مشكلة، يمكن أداء الوضعيات بالوقوف قبالة حائط أو بالإمساك بكرسي للإسناد. بالنسبة للأناس العاجزين عن الوقوف حتى مع المساعدة، يمكن تعديل تدريب الآسانا ليلائم وضعهم. كما يمكن أداء بعض تمارين التنفس، والتأمل الموجَّه، وتدريبات التأمل، في السرير إذا لزم الأمر. يقول سام دْوُركيس الذي عانى هو نفسه من التصلّب المتعدد لسنوات، بأن اليوغا عبارة عن “تعلُّم كيفية القبول بما يتيح لك جسمك أن تقوم به في أية لحظة معيّنة، وأن تفهم بأن تلك هي الحقيقة”. إذا كنت تظن بأنك لست معافى بما يكفي أو مَرِناً بما يكفي لتمارس اليوغا، فهو يعتقد بأنك تركِّز أكثر مما ينبغي على ما تعجز عن فعله، ولا تركِّز كفاية على ما تستطيع فعله. يقول: “الشيء المثير جداً للاهتمام بالنسبة لي هو أنّ ممارستي لليوغا تمكِّنني من أن أعير انتباهاً أكثر للأشياء التي أملك بالفعل سيطرة عليها”.
تستطيع اليوغا أن تساعد أيضاً في زرع الأمل. بالرغم من أن اليوغا لا تستطيع شفاء المرض، إلا أن ممارستها يمكن أن تقلِّل العوارض عندك وتعزِّز إحساسك بحسن الحال، مشجِّعةً الإيمان وربما التفاؤل أيضاً. عندما تدرك بأنك تشعر بتحسّن كنتيجة مباشرة لشيء قمت به، فإنّ ذلك يمنحك إحساساً بالتمكين بسبب الخطوات الواقعية التي اتّخذتها لتحسين وضعك.
وسيلة يوغية:
تاباس TAPAS. التاباس هو الإخلاص والانضباط اللذان يحثّانك على ممارسة اليوغا. يؤكِّد إريك بأن المفتاح للنجاح في اليوغا هو العمل الذي تقوم به. يقول: “لا يثير اهتمامي شخص يأتي إلى هنا ويلقي بجسده أمامي، ويدعني أقوم بكل العمل. ليس هذا ما تدور حوله اليوغا. اليوغا هي ما تفعله أنت لنفسك. وهذه خطوة كبيرة؛ خطوة كبيرة. يمكنك أن تقول بسهولة: آه، لا أستطيع أن أقوم بهذا لأني مصاب بالتصلّب المتعدّد. ولهذا سأجلس هنا وأكون عاجزاً. أو إذا قمت به لثلاثة أسابيع، هل سأشعر بتحسّن؟ إنّ متطلباتي هي أن تلاقيني في منتصف الطريق. بقدر ما أعطيك، يجب أيضاً أن تتدرّب لتعطي نفسك”. المقدار الأدنى من التدريب الذي يوصي به إريك هو نصف ساعة يومياً. يقول: “ويجب على الطلاب أن يأتوني بصحائف واجباتهم البيتية مشيرين فيها إلى مقدار الوقت الذي استغرقوه في أداء كل تمرين”.
تمارين اليوغا لعلاج التصلب المتعدد
التمرين رقم 1. إنشاد أوم OM.
اجلس في وضعٍ منتصب مريح على الأرض أو على كرسي وأغمض عينيك. إذا جلست على كرسي، فضع بطانيات مطوية على مقعد الكرسي (انظر الشكل 1.26)، أو على الأرض أمام الكرسي بالاعتماد على طولك، بحيث تكون ركبتاك ووركاك عند المستوى نفسه وتكون ركبتاك مباشرة فوق كاحليك، وقدماك مسطَّحتان على الأرض. اشهق. عند الزفير، ابدأ بإحداث الصوت “أو O” لعدة ثوان. وبينما تستمر في الزفير، أغلق شفتيك وهمهِم الصوت “م M” لبضع ثوان إضافية، كرِّر مرتين.
الشكل 1.26
يطلب إريك من الطلاب أن يجعلوا إنشاد أوم جزءاً من تدريبهم البيتي لأنه يعتقد بأن العنصر الاهتزازي لموجات الصوت له قيمة علاجية، وتحديداً في حالة الاضطراب العصبي.
فكرة مفيدة
في كل الآسانا التي يدرِّسها إريك، يبقى التنفس مركز اهتمام رئيساً. “يتم أداء أية حركة موسِّعة (تمدّدية) عند الشهيق، وأي انقباض عند الزفير، إجراء تشغيلي قياسي”. على سبيل المثال، أنت تشهق لدى دخولك في انحناء ظهري خلفي أو لدى رفعك للذراعين فوق الرأس، لأن هاتين الحركتين تفتحان الجسم وتُعتبَران موسِّعتين. أنت تشهق عند الدخول في انحناءات أمامية، وهي حركة تضمّ الجسم على بعضه، وتُعتبَر انقباضاً.
التمرين رقم 2. وضعية الإسكافيّ (بادها كوناسانا)، على كرسي.
هيِّئ للوضعية بوضع وسادة أو اثنتين أو كرسياً ثانياً أمام كرسيك لإسناد قدميك. كلما كنت متيبِّساً أكثر، كلما وجب أن يكون ارتفاع وسيلة الإسناد أقل. للدخول في الوضعية، اجلس منتصباً على كرسيك، واثنِ ركبتيك، واجلب أخمصي قدميك على وسيلة الإسناد وضمّهما معاً، أتِح لركبتيك أن تهبطا بلطف إلى الجانبين.
نتيجةً لبعض التيبس، بدأ جاك وقدماه على وسادةٍ موضوعة على الأرض أمام الكرسي (انظر الشكل 2.26أ) وأضاف لاحقاً وسادة أخرى فوقها. بعد ثلاثة أشهر من التدريب المنتظم، كان قادراً بسهولة على وضع قدميه على مقعد كرسي ثان وعلى خفض ركبتيه بزاوية 60 درجة على الأقل (انظر الشكل 2.26ب).
التمرين رقم 3. وضعية المحارب II المُسنَدة (فيرابهادراسانا II Virabhadrasana)، مع الإمساك بحزام.
من أجل أن تهيِّئ للوضعية، ضع كرسياً على بساط يوغا وليكن بقربك حزام يوغا حَلَقي. والآن، اخطُ بقدمك اليمنى عبر ظهر الكرسي، واثنِ ركبتك بحيث يكون فخذك مُسنَداً بمقعد الكرسي وتكون قدمك الأمامية على الأرض. إذا كان التوازن يمثِّل مشكلة، فأدِر الكرسي جانبياً (انظر الشكل 3.26)، لأن وضع القدم عبر ظهر الكرسي يمكن أن يؤدي إلى السقوط. مدّ رِجلك اليسرى خلفك وأدِر قدمك اليسرى نحو الداخل قليلاً. إنّ وضع ثقلك أكثر على الرِجل التي على مقعد الكرسي قد يسمح لك بأن تحقِّق تراصفاً أفضل لرِجليك. ثانياً، مدّ ذراعيك إلى الجانبين، ممسكاً الحزام بحيث تلتف حلقته حول اليد اليمنى بين إبهامك وراحة يدك، وممتداً حول ظهر عنقك وبين إبهام وراحة يدك اليسرى. عندما يعبر الحزام عنقك، يجب أن يمر فوق الفقرة العُنُقية السابعة (C7، النتوء البارز على الجزء الأسفل من ظهر عنقك). قم بالقليل من “الدفع – السحب” بين يديك. كرِّر الوضعية على الجانب الآخر.
الشكل 2.26 (أ)
الشكل 2.26 (ب)
الشكل 3.26
يقول إريك بأن الحزام هو “لأجل تثبيت الأعصاب، حيث تخرج الأعصاب من العمود الفقري”. أنت تسند أيضاً الفقرة العنقية السابعة وذراعيك كي لا تُصاب ذراعاك بالاهتزازات.
فكرة مفيدة
لا يستخدم إريك الأحزمة الرفيعة الشائعة في محترفات يوغا إينغار مع طلابه المصابين بالتصلّب المتعدد. هو يوصي بأحزمة عريضة بدلاً من ذلك. يقول إريك: “كلما كانت لديك مساحة اتصال أكثر على الجسم، كلما تلقَّيت استجابة عصبية محيطية أكثر. هذا مهم جداً”. هو يفضِّل أيضاً الأحزمة التي تملك مشبك أمتعة مقارنة بالإبزيم، لأنّ استعمالها أسهل وأسرع.
التمرين رقم 4. وضعية الزاوية الجانبية المُسنَدة (يوتهيتا بارسفاكوناسانا Utthita Parsvakonasana)، باستخدام كرسيّين.
كي تهيِّئ للوضعية، ضع كرسيين على بساطك اليوغي، واحداً بجانب الآخر.
اجلس على الكرسي الأيسر، وضع ساعدك الأيمن وراحتك اليمنى على مقعد الكرسي الأيمن، ومِلْ نحوهما. أدِر رِجلك اليمنى خارجاً إلى اليمين واثنِ الركبة اليمنى. استخدم ذراعك الأخرى لتمسك بها ظهر الكرسي الأول (انظر الشكل 4.26). كرِّر الوضعية على الجانب الآخر.
الشكل 4.26
يقول إريك: “يفتح ذلك الصدر، ويحث الكليتين على العمل، ويحرِّر ضغط الكبد، ويحفِّز القولون المستعرض والقولون النازل”.
تحذير
في الوضعيات التي تشتمل على عنصر التواء مثل وضعية المثلث ووضعية الزاوية الجانبية الممتدة (التمرينين 4 و5)، يجعل إريك طلابه يبقون الرأس في تراصف طبيعي. لأنه لا يعرف أين توجد مناطق زوال النُخاعين (اللويحات) لدى طلابه، فهو يتجنَّب جعلهم يفتلون أعناقهم كي يضمن عدم إساءتهم أكثر إلى إيصال عصبي مقيّد بالفعل. إنّ عدم فتل الرقبة يسمح أيضاً بمرور أسهل للنَّفَس. هو يوجِّههم بأنه عوضاً عن إدارة رؤوسهم إلى الجانب، يجب دائماً أن يبقوا أنوفهم مشيرة في اتجاه الصدر نفسه.
التمرين رقم 5. وضعية المثلث المُسنَدة (ترايكوناسانا) عند الحائط، باستعمال كرسي.
هيِّئ للوضعية بوضع بساطك بجانب حائط، وضعْ كرسياً على البساط بحيث يكون ظهر الكرسي مستنداً إلى الحائط. مدّ رِجلك اليمنى خارجاً إلى الجانب قدر ما تستطيع، وقدمك مُدارة نحو الخارج 90 درجة. ثم اخط برِجلك اليسرى خارجاً إلى الجانب الأيسر مع القدم مُدارة قليلاً نحو الخارج (انظر الشكل 5.26). أطِل الجانب الأيمن من جذعك، وانحنِ من الورك الأيمن، وضع يدك اليمنى على مقعد الكرسي. مدّ ذراعك اليسرى باستقامة نحو الأعلى. إذا لم يكن هذا ممكناً، فضع يدك على وركك كما هو مبيّن. دع قفصك الصدري يدور باتجاه السقف. للخروج من الوضعية، عدْ إلى الوسط. كرِّر الوضعية على الجانب الآخر.
الشكل 5.26
التمرين رقم 6. المحارب I (فيرابهادراسانا I Virabhadrasana)، باستعمال كرسي.
هيِّئ للوضعية بأن تضع كرسياً بشكلٍ جانبي على البساط. قف مواجهاً جانب الكرسي، واجلب رِجلك اليمنى فوق المقعد وضع قدمك على الأرض. اثنِ ركبتك 90 درجة. ارفع عقبك الأيسر وأدِر رِجلك اليسرى بحيث تلامس مقدّمة فخذك حافة مقعد الكرسي. قوِّم رِجلك اليسرى قدر الإمكان. ممسكاً ظهر الكرسي بيدك اليمنى، ارفع يدك اليسرى فوق الرأس. مستعملاً يدك على ظهر الكرسي لإحداث قوة رفع، ارفع صدرك (انظر الشكل 6.26). اخرج من الوضعية. كرِّر الوضعية على الجانب الآخر.
التمرين رقم 7. وضعية الزاوية الجانبية المُدارة (باريفيرتا بارسفاكوناسانا Parivirtta Parsvakonasana)، باستعمال كرسي.
اجلس على كرسي مباعداً بين رِجليك إلى الجانبين، وقدماك تلامسان الأرض. استدر إلى اليمين بحيث تكون رِجلك اليسرى خلفك ويلامس أعلى فخذك الأيسر مقعد الكرسي. اثنِ ركبتك اليمنى 90 درجة. ضع مرفقك الأيسر على الحافة الخارجية لركبتك اليمنى. أمسك ظهر الكرسي بيدك اليمنى بينما تُبقي رأسك مواجهاً الأمام (انظر الشكل 7.26). استخدم حركة المرفق الأيسر لتفتح صدرك، مستمراً في مواجهة الأمام برأسك، كرِّر الوضعية على الجانب الآخر.
الشكل 7.26
الشكل 6.26
التمرين رقم 8. انحناء أمامي جلوسي (باستشيموتاناسانا Paschimottanasana)، باستعمال كرسيّين.
هيِّئ للوضعية بإسناد كرسي إلى حائط مع كرسي ثانٍ مواجه له. اجلس على الكرسي الذي يلامس الحائط. مدّ رِجليك خارجاً نحو الكرسي الثاني وضع يديك على مقعده. ثم ادفع الكرسي الثاني نحو الأمام إلى أن تبدأ أوتار مأبضك (عضلات الفخذ الخلفية) بالارتخاء (انظر الشكل 8.26).
الشكل 8.26
الشكل 9.26
التمرين رقم 9. التواء جلوسي (بهارادفاجاسانا I Bharadvajasana)، مع كرسي.
اجلس جانبياً على كرسي مواجهاً اليمين، بحيث يكون البعد بين ركبتيك وبين قدميك مساوياً لعرض وركيك. استدِر إلى يمينك واستعمل كلتا يديك لتمسك ظهر الكرسي، مستعملاً ذراعيك لمساعدتك في الالتواء (انظر الشكل 9.26). مع كل شهيق، أطِل عمودك الفقري. مع كل زفير، استدِر من سرّتك وانفتل بعمق أكثر بعض الشيء إلى داخل الوضعية، ولكن أبقِ رأسك في اتجاه صدرك نفسه. أبقِ كتفيك مستويتين. للخروج من الوضعية، أرجح رِجليك إلى الجانب الآخر من الكرسي. كرِّر الوضعية على الجانب الآخر.
التمرين رقم 10. تمدُّد مقدّمة الجسد المُسنَد (بيرفوتاناسانا Purvottanasana)، على كرسيّين.
هيِّئ للوضعية بأن تضع كرسياً أمام حائط بحيث يبتعد ظهره حوالى ستين سنتمتراً عن الحائط، وضع كرسياً ثانياً مواجهاً للأول. اجلس بشكلٍ معكوس على الكرسي الأقرب إلى الحائط ومرّر رِجليك عبر الظهر (انظر الشكل 10.26أ)، ثم اثنِ ركبتيك وثبِّت قدميك على الحائط. من هذا الوضع، استلقِ خلفاً على الكرسيين ورأسك قرب مؤخرة مقعد الكرسي الثاني. يمكنك أن تضع رأسك مباشرة على مقعد الكرسي الثاني، أو إذا كان ذقنك أعلى من جبهتك حين يكون رأسك مستوياً، ضع سناداً تحت رأسك. ممسكاً بالكرسي الأول بيديك، استخدم رِجليك لتدفع بعيداً عن الحائط إلى أن تصبح رِجلاك مستقيمتين. ومن هناك، أدخل ذراعيك بحذر عبر ظهر الكرسي الثاني ومدّهما باتجاه وسط الغرفة (انظر الشكل 10.26ب).
الشكل 10.26 (أ)
الشكل 10.26 (ب)
لا يستخدم إريك عادةّ بطانة على الكرسيّين في هذه الوضعية، ولكن إذا وجد طالب أن السطح قاسٍ جداً، فسيضع له بساطاً لزجاً وبطانية على مقعد الكرسي. ومع ذلك، هو يفضِّل بشكلٍ عام أن لا يفعل ذلك لأنه يريد من الطلاب أن يكونوا قادرين على زلق أردافهم جيئة وذهاباً، وهو ما يكون صعباً بوجود بطانية أو بساط لزج.
يقول إريك: “إنه انحناء ظهري خلفي لطيف جداً، وسهل الإنجاز”. اختار إريك هذا الانحناء الظهري لجاك لتخفيف الاكتئاب الذي ظنّ أنّ جاك يعاني منه، ولأنه اعتقد بأنه سيحسّن الهضم لدى جاك.
التمرين رقم 11. وضعية الاسترخاء المُسنَدة (شافاسانا)، مع الرِجلين على كرسي.
هيِّئ للوضعية بوضع كرسي بشكلٍ جانبي على بساطك (إذا كانت رِجلاك طويلتين، فقد تحتاج لاستعمال كرسيّين). اطوِ بطانية على شكل مستطيل طويل وضعها بشكلٍ متعامد مع الكرسي. اجلس على البطانية وردفاك قرب الكرسي وأرجِح رِجليك نحو الأعلى على الكرسي، مُسنِداً رِبلتي ساقيك على مقعد الكرسي. يجب أن يكون فخذاك متعامدَين مع الأرض ورِبلتا ساقيك موازيتين لها. والآن، استلقِ خلفاً على البطانية المطوية بحيث تسند عمودك الفقري بأكمله، من وركيك إلى رأسك. إذا كانت ملامسة ذراعيك للأرض تمثِّل مشكلة بالنسبة لك، فضع بطانيات تحت ذراعيك، من الكتف إلى أطراف الأصابع. إذا كان ذقنك أعلى من جبهتك عندما تستلقي، فضع بطانية إضافية تحت رأسك.
الشكل 11.26
يقول إريك: “مع التصلّب المتعدّد، يجب إسناد العمود الفقري والرأس في أي وقتٍ يكون فيه الطالب مستلقياً على الأرض أو في وضعية انقلاب”.
التمرين رقم 12. براناياما إدراك النَّفَس، ثلاث دقائق. ضع وسادة بشكلٍ طولي على بساطك.
اجلس أمامها (وليس عليها)، ولفّ حزاماً حول فخذيك. ضع، إذا لزم الأمر، بطانية مطوية تحت رأسك كما هو مبيّن في الشكل 12.26، بحيث يكون ذقنك أخفض من جبهتك عندما تكون في الوضعية. استلقِ خلفاً. والآن، تآلف مع إحساس النَّفَس في أنفك. شجِّع شهيقك ليأتي عند قاعدة منخريك، وزفيرك ليكون عبر قمة منخريك. في هذا التنفس المسترخي، لا تنفخ بطنك نحو الأعلى كما يُفعل في التنفس البطني. تنفَّس بسلاسة إلى الداخل والخارج من دون أي احتباس للنَّفَس.
الشكل 12.26
يقول إريك بأنه يدرِّس هذه البراناياما في الدرس الأول للطلاب المصابين بالتصلّب المتعدد لأنه يجدها نافعة جداً. وكما هو الحال مع الشافاسانا، فإنّ كل البراناياما التي يدرِّسها لهؤلاء الطلاب يتم أداؤها في وضعٍ استلقائي مُسنَد. وبينما يتقدّم طلابه بالبراناياما عبر الأسابيع التالية، هو ينتقل من التنفس السلس الموصوف أعلاه إلى تنفس أوجايي، بإحداث صوت صافر لطيف عند الشهيق والزفير على حد سواء. تبقى التعليمات الخاصة بالبطن كما هي.
في الأيام التي يكون فيها جاك منهكاً، يوصي إريك بأن يبدِّل إلى تدريب مرمّم أكثر يشتمل على وضعيات مثل وضعية “الرِجلان أعلى الحائط” (فيباريتا كاراني) ووضعية الإسكافيّ المستلقي (سوبتا بادها كوناسانا). في كلتا هاتين الوضعيتين، هو غالباً ما يقترح وضع أكياس رمل على الكتفين لتسهيل مستوىً أعمق من الاسترخاء. إنّ أكياس الرمل الثقيلة والموضوعة بتدبير يمكن أن تساعد أيضاً على تشجيع العضلات المنقبضة بشكلٍ تشنجي على الارتخاء. يقول أريك: “أنا أستخدم الكثير من الأثقال مع التصلّب المتعدد”. على سبيل المثال، قد يضع أكياس رمل على اليدين عندما يكون الطالب على الأرض في وضعية الإسكافيّ المستلقي أو في وضعية الاسترخاء. وفي أحيان أخرى، يضع أثقالاً على يدي الطالب، وذراعيه، وعضلات أربيتيه، وحتى على رأسه. ونظراً لأن أكياس الرمل الموضوعة بشكلٍ غير صحيح يمكن أن تتسبَّب بأذى، فيجب أن تُستخدَم تحت إشراف معلِّم متمرِّس.
تحذير
يعتقد إريك بقوة بأن القراء الذين يرغبون في تنفيذ أيّ من اقتراحاته يجب أن يفعلوا ذلك تحت إشراف معلِّم يوغا إينغار مجاز وخبير. ورغم أن بعض المدرِّسين يدّعون بأنهم مُجازون من قِبَله، إلا أنه يقول بأنه فيما يعطي بالفعل ورشات عمل على تدريس اليوغا للأناس المصابين بالتصلّب المتعدد، لكنه لا يمنح شهادة للمشاركين تخوِّلهم للتدريس.
نصائح طبية عن علاج التصلب المتعدد
● تشير الدراسات إلى أنّ الألم يُعالج على نحوٍ ناقص لدى مرضى التصلّب المتعدد. بما أنّ مخفِّفات الألم الطبيعية لا تكون فعالة دائماً، فإنّ الأطباء غالباً ما يقترحون مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (الموصوفة بجرعات أقل من تلك المستخدمة نموذجياً للاكتئاب) وبعض الأدوية المستخدمة عادةً لعلاج الصرع. يثبت في كثير من الأحيان أن مجموعة مؤتلفة من أدوية مختلفة هي أكثر فعالية من أي دواء يُستخدم بمفرده.
● التدابير اللادوائية مثل التأمّل والعلاج السلوكي الإدراكي لتعلُّم مهارات مواجهة المرض بنجاح، قد تقلِّل الحاجة إلى عقاقير تخفيف الألم أو تتيح لك استعمال جرعات أقل منها.
● بالنسبة لمرضى التصلّب المتعدّد الذين يعانون من الاكتئاب، ثبت أن العلاج إمّا بالأدوية أو بالمعالجة النفسية يقلّل مستويات الرُسل الكيميائية (المتحرِّكات الخلوية قبل – الالتهابية) التي تحثّ الالتهاب. وبالتالي فإنّ تخفيف الاكتئاب قد يكون له تأثير نافع على عملية المرض نفسها. يبدو أيضاً أن معالجة الاكتئاب تقلِّل الإعياء.
● إنّ النظام الغذائي الغني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة يقاوم الالتهاب وله خواصّ شفائية أخرى.
● يبدو أن الدهون المشبَّعة والأحماض الدهنية المحوّلة الموجودة في العديد من الأطعمة المُعالَجة، تعزِّز الالتهاب ويجب تفاديها. تعمل الأحماض الدهنية أوميغا – 3 على تخفيف الالتهاب.
● يملك الزنجبيل والتابل الهندي tumeric خواص مضادة للالتهاب. يمكن استعمالهما في الطبخ أو تناولهما على شكل مكمِّلات.
● يمكن للألياف الغذائية مجتمعة مع كمية وافرة من الماء أن تساعد على الوقاية من الإمساك، وخاصة إذا ترافقت مع تدريب آسانا منتظم، ومشي، أو أشكال أخرى من التمرين.
● العشبة الأيورفيدية تريفالا هي مفيدة أيضاً لتحسين الهضم. ورغم أنك تستطيع أن تجدها في متاجر الطعام الصحي، وبالرغم من أنها آمنة جداً بشكلٍ عام، إلا أن المقاربة الأفضل هي أن تستشير طبيباً أيورفيدياً.
● يجد العديد من مرضى التصلّب المتعدّد بعض الراحة باستخدام حشيشة القنبز (الماريجوانا) الطبية لعوارض مثل الألم، والشنّج العضلي، والارتجافات، رغم أنّ استعمال العشبة هو غير قانوني مع بعض الاستثناءات.
● يجد العديد من مرضى التصلب المتعدد فائدة في الطب الصيني التقليدي.
● إنّ التدليك والأشكال الأخرى من عمل الجسم باعثان على الاسترخاء، ويمكن أن يساعدا في تخفيف التشنّج العضلي، كما أنهما متمِّمان قيِّمان لتدريب الآسانا.
● نظراً لأن التشارُك الاجتماعي يمكن أن يكون علاجياً في حالة التصلب المتعدّد، وبما أن العديد من الأناس المصابين بالمرض لديهم قابلية حركة محدودة، فإنّ الإنترنت يمكن أن تكون وسيلة مفيدة. تتوفر مجموعات الدعم للتصلّب المتعدد بكثرة على شبكة الإنترنت.
موانع واعتبارات خاصة وتعديلات
● إحدى أكبر المخاطر بالنسبة للأناس المصابين بالتصلّب المتعدد هي التدفئة الزائدة عن الحد، والتي يمكن أن تزيد العوارض سوءاً لأنها تبطِّئ الإيصال العصبي. ولهذا السبب تعتبَر اليوغا الساخنة والأساليب القوية التي تسخِّن الجسم من الموانع بشكلٍ عام بالنسبة للأناس الذين يعانون من المرض. يُبقي إريك درجة حرارة الغرفة عند 67 درجة فهرنهايتية ويراقب مستويات النشاط بمنتهى العناية. وهو لا يدرِّس أي صفوف مسائية في الصيف لأن الجو حار جداً في كاليفورنيا الجنوبية حيث يعيش. عندما يكون الطقس دافئاً جداً، أو إذا كان أحد الطلاب يعاني من ظهور لعوارض التصلّب المتعدّد أو يشعر بإعياء شديد (وهي تجربة شائعة لطلاب إريك لأنهم قد يستغرقون ساعات للوصول إلى الصف بالمواصلات العامة)، فهو سيقودهم عبر تدريب مرمّم بشكلٍ رئيس.
● يجب على الأناس المصابين بالتصلّب المتعدد أو حالات عصبية أخرى أن يتجنّبوا أي وضعيات تتطلَّب دفعة مفاجئة من الطاقة للدخول في الوضعية، مثل الانحناء الظهري الخلفي الكامل (أردفا دانوراسانا Urdhva Dhanurasana) أو وقوف اليدين. يجد بعض مرضى التصلّب المتعدّد بأن التمرين يمكن أن يزيد المشاكل المتعلقة بالتشنج العضلي. إنّ التحمية بلطف وبطء، والتركيز على إبقاء التنفس سلساً وعميقاً وبطيئاً خلال كامل التدريب يمكن أن يساعدا في حلّ هذه المشكلة.