إن مسألة الكافيين تجعلني إلى حد ما في موقف مبهم وغير محدد عندما يتعلق الأمر بالصحة، إلا أن الكافيين يظل أحد أكثر المواد التي جرت عليها بحوث في مجال الأغذية. إنه ليس له قيمة غذائية، ولا يحتاجه الجسم من الناحية الوظيفية، بل إنه أحيانا يساء استخدامه من قبل المجهدين، أو المصابين بالتوتر والشد العصبي. ولهذه الأسباب يدينه ويشجبه متخصصو الصحة. ولكن الأبحاث الطبية الحديثة تقرر أن تناوله باعتدال ليس له آثار ضارة على الصحة على المدى البعيد. إذن لماذا يجب علي أن أذكره في هذا الموضوع؟ لأن كثيرا ممن يتناولون القهوة بكثرة يفعلون أشياء لا تؤدي إلى صحة جيدة , وتظهر البحوث الاستقصائية أن مدمني تناول القهوة يميلون إلى التدخين، وتناول أغذية عالية الدهون، ولا يمارسون الرياضة بشكل منتظم، وقد لا يمارسونها على الإطلاق.
وهناك أيضا موضوعات تتعلق بتناول القهوة تستحق منا أن نذكرها:
▪ الكافيين مدر للبول، لأنه يجعل الكليتين تفرزان سوائل أكثر من الطبيعي، ولذلك فإن تناول القهوة بكثرة يمكن أن يسبب جفافا للجسم بمرور الوقت، ولنفس السبب لا يعتبر الكافيين وسيلة جيدة لتعويض السوائل المفقودة بعد ممارسة التمرينات الرياضية.
▪ تعوق القهوة والشاي امتصاص الحديد داخل الجسم، فإذا كان لديك استعداد للإصابة بفقر الدم (الأنيميا) وتتناول أيّا من المشروبين، فحاول أن تفعل ذلك قبل تناول الطعام بساعة بدلا من تناولها بعد الطعام بساعة.
▪ يجب على النساء الحوامل تجنب الكافيين قدر الإمكان، لأنه يعبر المشيمة (غشاء الجنين) ويدخل إلى الجنين , وأيضا ينقل داخل حليب الثدي.
▪ إن التوقف الفجائي عن تناول الكافيين يسبب أعراض الانسحاب الذي تظهر أعراضه علي شكل صداع، وإجهاد عصبي، وإرهاق، وغثيان. ولكن يمكن حل المشكلة بتقليل عدد مرات تناوله تدريجيا بدلا من الامتناع عنه مرة واحدة.
▪ الأساس هو الاعتدال. نصيحتي للمرضي ليست بالضرورة التوقف عن تناول القهوة ولكن أن يظل استهلاكهم لا يزيد عن فنجانين أو ثلاثة في اليوم وتناول القهوة المغلية بدلا من القوة السريعة أو القهوة التي يتم إعدادها في ماكينة القهوة. بهذه الطريقة يمكن الاستمتاع بالأثر المنبه باعتدال دون القلق بشأن المشكلات الصحية.
ربما يقل ضرر القهوة إذا تم تناولها باعتدال. ولكن إذا كانت جزءا من أسلوب الحياة، ومصحوبة بالتدخين، وقلة التمارين الرياضية، وسوء التغذية، فيجب التوقف عن هذه العادة مبكرا قبل التركيز علي بقية المشكلات.