اعتقدت أن الأطفال يحصلون على الأكسجين عبر حبل السرة. لماذا يتنفس الأطفال قبل ولادتهم إنْ كانوا يسبحون في السائل؟
يبدأ الأطفال بالتنفس قبل أن يدخل الأكسجين إلى الرئتين. يشهقون ويزفرون السائل السلوي نفسه الذي يبولونه. تنقبض عضلة الحجاب وينتفخ البطن. يسترخي الحجاب ويتوسع الصدر. شهيق وزفير. إنه يتنفس.
الأمر أكثر من مجرد تمرين على التأمل قبل الولادة أو حضور صف ما قبل الولادة لشخص لديه الكثير ليُقلقه خلال المخاض مثلك. هذه الحركة الخفيفة الهادئة أساسية للحياة مع أن الأطباء لم يعرفوا ذلك في الوقت الذي كنت أدرس فيه الطب.
هذا تمرين. إنه ينمّي ويقوّي عضلات التنفس، الحجاب، العضلات ما بين الأضلع، العضلات الواقعة فوق عظام الطوق، وتلك الموجودة في العنق. ستتمكن من تأدية وظيفتها عندما ينفصل حبل السرة، حبل السلامة الحالي على نحو مفاجئ. سيستعد الطفل مثل غطاس يفقد فجأة عدّة التنفس. لقد كان يتمرن مع عبوة إضافية.
ولهذا التمرين فوائد أخرى. فهو يوجه نمو الرئتين بحدّ ذاتها، عضوي التبادل الرائعين اللذين يمنحان الحياة من ذرة هواء. عملهما متواصل ويتخذ شكلاً خلال التمرين المتكرر.
إنْ كانت فترة التمرين قصيرة ووُلد الطفل باكراً جداً، قد يكون التنفس مستحيلاً بدون الهواء. في الواقع، إن الحصول على ما يكفي من التمرين هو العامل الأساسي لتحديد ما إذا كان الطفل يتأقلم مع الخارج.
نعلم أن التمرين على التنفس لا يدوم طيلة النهار. يتنفس معظم الأطفال في المساء أكثر. يتنفسون لفترة ويرتاحون لفترة. يعتبر التمرّن على التنفس لعشر دقائق دورة جيدة في هذه المرحلة.
يتنفس بعضهم بشكل بطيء، منتظم وغير واعٍ فيما يتنفس البعض الآخر بشكل سريع، متقطع ومتعمد. يتمرنون على التنفس تلقائياً وعلى التحكم بزمام الأمور.
في هذه الأثناء، ما تفعله الأم يُحدث فرقاً كبيراً، ولكن كيف تفعله يتطلب منا الكثير لتعلّمه. ندرك أن ما تأكلينه وكيف تأكلينه يؤثر على التنفس. يتسارع تنفس الطفل بعد شرب كوب من الماء والسكر ولكنه متقطع. كما أنه يصبح أكثر سرعة وانتظاماً بعد تناول المأكولات الكاملة. يوقف التدخين تنفس الجنين بسرعة. إنه يغير الدافع للتنفس ويعاني نمو الرئتين بشكل كبير. يدوم الأثر بعد انتهاء الأم أو زوجها من الاستمتاع بالتدخين بوقت طويل.