التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

تنقية النظام الغذائي للطفل: الأطعمة التي لا يحتاجها طفلك

كثيراً ما سمعنا عبارة “أنت ما تأكله”. وإحدى أفضل الطرق لكي تبدئي حياة أفضل غذائياً لطفلك هي أن تتخلصي من المواد الغذائية “الضارة”. قومي بعملية تطهير جيدة للمطبخ، وخزانة الطعام، والثلاجة، للتخلص من الأطعمة الضارة وغير الضرورية التي يحتويها النظام الغذائي لطفلك، مثل الأطعمة المكررة، والسكر المكرر، والملح، والكافيين، والأطعمة المحتوية على مواد إضافية، والأطعمة الرديئة قليلة القيمة الغذائية junk food.

الأطعمة المعالجة المكررة

قللي أو أوقفي استهلاك طفلك لمنتجات الحبوب المكررة المعالجة بإفراط، مثل الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والمعجنات، والكعك، والمكرونة البيضاء، وعجينة البيتزا البيضاء، وما شابه ذلك. وتلك أطعمة عالية السعرات عديمة القيمة؛ بمعنى أنها خاوية من العناصر الغذائية. وفوق ذلك، فإن منتجات الحبوب المكررة تستنزف العناصر الغذائية المهمة من الجسم لكي يتم تحليلها، كما تعطل الهضم، وتخل بتوازن السكر في الدم.

السكر

يعتبر السكر المكرر سبباً رئيسياً للمشكلات الصحية والسلوكية التي يعاني منها الأطفال. وتظهر الأبحاث أن السكر يمكن أن يتسبب في زيادة سريعة لنزق وهياج الأطفال وفرط النشاط لديهم. ويلعب السكر أيضاً دوراً كبيراً في ضعف المناعة، وزيادة الوزن، وإصابة الأطفال بالقلق والتوتر.

الملح

يمثل الملح الزائد مشكلة للأطفال، لأن كلى الأطفال لا تستطيع التعامل معه والتخلص منه بكفاءة. وليست هناك حاجة لإضافة الملح إلى طعام طفلك؛ فيمكنك استخدام أعشاب وتوابل أخرى. جربي الطهو بدون ملح، أو اقتصري على استخدام كميات قليلة جداً من ملح البحر. ومن المهم أيضاً اجتناب الأطعمة المملحة التي تباع تجارياً، مثل الأطعمة الرديئة قليلة القيمة الغذائية، ورقائق البطاطس، وغير ذلك الكثير من الوجبات الخفيفة snacks التي تشترى من المتجر (بل إن بعض أصناف الحلوى تحتوي على الملح!).

الدهون المشبعة والمتحولة والمهدرجة

الدهون المشبعة

تأتي الدهون المشبعة في الغالب من مصادر حيوانية مثل منتجات الألبان، واللحوم، والبيض، ولكن يمكن أن توجد أيضاً في مصادر نباتية مثل زيت جوز الهند. ويحتاج الجسم قدراً ضئيلاً من الدهون المشبعة لتخزين عناصر غذائية معينة وكمخزون للطاقة. ولكننا نجد الأطفال اليوم يستهلكون عادة كميات ضخمة من الدهون المشبعة. وهذه الدهون تعوق امتصاص الدهون الأساسية، الضرورية لنمو أنسجة المخ والأنسجة العصبية، وكذلك لإنتاج الهرمونات. والإفراط في استهلاك الدهون المشبعة يشكل ضغطاً على الجسم والمخ، ويمكن أن يسهم في حدوث مشكلات صحية كبيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والبدانة. ويسهم هذا النوع من الدهون، عن طريق تعزيز الالتهابات، في حدوث مشكلات مثل التهاب المفاصل، والربو، والإكزيما.

الدهون المتحولة

حينما تتعرض الدهون أو الزيوت لدرجة حرارة مرتفعة (كما يحدث عند الطهو، لاسيما القلي)، فإن تركيبها الكيميائي يتغير إلى ما يسمى “الدهون المتحولة”، التي تعتبر خطيرة على الجسم وسامة للمخ. وتحتوي الأطعمة المقلية على الكثير من الدهون المتحولة، خاصة في المطاعم حيث يتم استعمال نفس كميات الزيت المهدرج جزئياً مراراً وتكراراً. كما أن القلي في المنزل باستعمال زيت زهرة دوار الشمس ينتج دهوناً مؤكسدة، وهذه أيضاً غير صحية ومن الأفضل تجنبها.

الدهون المهدرجة والمهدرجة جزئياً

هذه الدهون التي توجد في كثير من الأطعمة المعالجة هي ألد أعداء صحة الأطفال. والهدرجة عملية صناعية تتم للزيوت السائلة لكي تصبح صلبة في درجة حرارة الغرفة. وهذه العملية تقضي على جميع الفوائد الغذائية لهذه الزيوت وتضيف الكثير من الآثار الجانبية غير المرغوبة. ويعمد المصنعون إلى استخدام زيوت مهدرجة رخيصة الثمن لتصنيع منتجات لها فترة صلاحية أطول، مما يدر مزيداً من الأرباح. والدهون المهدرجة جزئياً ضارة بنفس قدر ضرر الدهون المهدرجة كلياً؛ وكلتاهما تحتوي أيضاً على الدهون المتحولة المذكورة أعلاه.

يمكنك أن تجدي الدهون المهدرجة والمهدرجة جزئياً في بعض الوجبات الخفيفة التي يفضلها أطفالك: مثل البسكويت، والكيك المحشو، فضلاً عن بعض أصناف المارجرين، وحتى بعض توابل السلطة المجففة والحساء سريع التحضير.

ليست كل الدهون ضارة

بعض الدهون، التي تسمى الدهون الأساسية، تعتبر ضرورية لعمل المخ، والعينين، والجهاز الهضمي، وأجهزة أخرى كثيرة بالجسم؛ وهذه الدهون لا يجب استبعادها من غذاء الطفل ولا حتى تقليلها. لذا، فإنني لا أنصح بإخضاع الطفل لنظام غذائي خالٍ من الدهون؛ ولكن احرصي فقط على أن تكون الدهون التي يتناولها الطفل من مصادر للدهن الأساسي، مثل المكسرات، والبذور، والأسماك، بدلاً من الأطعمة الرديئة قليلة القيمة الغذائية، وأصناف البسكويت والمقرمشات.

الدهون التي يجب تقليلها

•    الدهون المشبعة: توجد في اللحوم، ومنتجات الألبان، والبيض، وزيت جوز الهند

•    الدهون المتحولة: توجد في الأطعمة المقلية، والأطعمة السريعة

•    الدهون المهدرجة والمهدرجة جزئياً: توجد في الأطعمة المعالجة وبعض أصناف المارجرين

الدهون التي يجب زيادتها

الدهون الأحادية أو المتعددة غير المشبعة (أوميجا-3، 6، 9): توجد في زيت الزيتون، والمكسرات، والبذور، وزيوت المكسرات/البذور، والأسماك الزيتية، وزيوت الأسماك.

الأطعمة الرديئة

يمكن تصنيف الأطعمة الرديئة (أي التافهة، قليلة القيمة الغذائية) على أنها أي أطعمة تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية بينما تكون قيمتها الغذائية منخفضة جداً. ومن أمثلة الأطعمة الرديئة:

•    الأطعمة السريعة مثل أصناف البرجر، والهوت دوج، والناجيتس، والمقليات.
•    الأطعمة الشحمية المقلية، مثل شرائح البطاطس، والمقرمشات، والسمبوسك.
•    الأطعمة السكرية مثل أصناف الشيكولاتة، والحلوى، وأطباق التحلية.

ولقد صارت الأطعمة الرديئة اليوم قاعدة أكثر منها استثناءً، فهي رخيصة وسريعة ولذيذة الطعم، مما جعل الكثير من الآباء يفكرون بأسلوب: “ولمَ لا نولع بها؟”.

فإذا اعتاد أطفالك التهام هذه الأطعمة، فسيكونون عرضة لقضاء حياتهم في مشكلات صحية مستمرة. ويعتقد كثير من الآباء أنه إذا لم يكن أطفالهم زائدي الوزن، فلا بأس بتناولهم الأطعمة الرديئة. ولكن المشكلة أن الآثار السلبية لتلك الأطعمة تتجاوز كثيراً أي زيادة ملحوظة في الوزن.

فرغم أن جيل مستهلكي الأطعمة الرديئة يزيدون طولاً وحجماً، فإنهم لا يزيدون صحة. فوجبات الأطعمة الرديئة تعطي وفرة من السعرات الحرارية مع قليل جداً من العناصر الغذائية. فإذا كان ابنك زبوناً دائماً لدى مطاعم المأكولات السريعة، فربما عليك أن تعرف شيئاً عن نوعية الطعام الذي تقدمه تلك المطاعم. فعلى سبيل المثال، وجبة المأكولات السريعة النمطية قد تعطي سعرات كثيرة وكميات أكبر مما تتصور من السكريات، والدهون، والملح.

وجبة معتادة في متجر شهير للمأكولات السريعة

تتضمن الوجبة المعتادة من الأطعمة الرديئة أطعمة مقلية (دهون مشبعة/دهون متحولة)، وكثيراً من الملح، ووفرة من المواد الحافظة والنكهات الصناعية. وكذلك فإن أغلب وجبات الأطعمة الرديئة تكون مصحوبة بمشروب غازي يحتوي على الكثير من السكر والكافيين وغير ذلك من المحليات والكيميائيات الضارة.

وجبة كومبو سعرات حرارية سكر (جم) إجمالي الدهون (جم) ملح (مجم)
1 شطيرة كبيرة برجر بالجبن 590 8 34 107
قدر متوسط من البطاطس المقلية 453 لا يوجد 22 290
1 مشروب غازي متوسط الحجم 210 58 لا يوجد 21
1 آيس كريم/حلوى البسكويت 568 69 20 291
الإجمالي *1821 135 76 709

* هذا العدد من السعرات الحرارية (1821) يكاد يعادل احتياجات شخص بالغ من السعرات طوال يوم كامل!

وفوق هذا، فإن الطفل الذي يتناول هذه الوجبة يكون قد تناول أيضاً 135 جراماً من السكر وهو ما يعادل تقريباً 27 ملعقة صغيرة من السكر، بالإضافة إلى 76 جراماً من الدهون (السيئة الضارة)، و 709 ملليجرام من الملح، بالإضافة إلى تشكيلة من الإضافات، والهرمونات، ومحسنات المذاق (لاحظي أن طبق الحلو قد يحتوي على ملح أكثر مما تحتويه المقليات!).

وكل هذا تحتوي عليه وجبة سريعة واحدة فحسب. أضيفي إلى هذا جميع الوجبات والوجبات الخفيفة غير الصحية الأخرى التي يتناولها الأطفال على مدار اليوم، وستجدين لديك قنبلة موقوتة توشك على الانفجار!

ما أهمية هذا؟

على الرغم من أن بعض الآباء يزعمون أن الأطعمة الرديئة قليلة القيمة الغذائية لا تضر بأطفالهم، فمن المهم أن ندرك أن تلك الأضرار لا تكون واضحة في كل الحالات. إن تناول الأطعمة الرديئة يمكن أن يوقع طفلك في حالة تعود على تلك الأطعمة كمراهق وكشخص بالغ. وتلك الأطعمة عند تناولها بانتظام تسهم في حدوث العديد من العلل والأمراض:

•    مشكلات الوزن
•    إدمان الأطعمة الرديئة (بسبب ما يضاف إليها من ملح ونكهات تؤدي إلى الإدمان)
•    مشكلات سلوكية (القلق، وفرط النشاط، والتقلبات المزاجية، والهياج)
•    حالات نقص العناصر الغذائية (مثل الحديد، والكالسيوم، والمغنسيوم، والزنك)
•    ضعف المناعة (مما يؤدي لتكرار نزلات البرد وغيرها من حالات العدوى)
•    نقص الطاقة وقلة الاهتمام بالنشاط البدني
•    شحوب الجلد وضعف الشعر
•    نوبات الصداع
•    مشكلات الأسنان

الوجبات الخفيفة الشائعة وبدائلها الصحية

إذا كانوا يأكلون… فأعطيهم بدلاً منها…
المقرمشات أو رقائق الجبن أصابع الخبز، أو خبز البيتا المحمص، أو أصابع الخضر مع الغموس
البسكويت والرقائق المعالجة المصنوعة من الدقيق المنقى والمحتوية على
دهون، وملح، وسكر
كعك الأرز، أو مقرمشات الشوفان، أو كعك الشوفان والزبيب المصنوع
بالمنزل
الآيس كريم والمصاصات المثلجة المليئة بالسكر، والدهون، والألوان
الصناعية
المصاصات المصنوعة بالمنزل من الفاكهة الطازجة الممزوجة
قوالب الحبوب المليئة بالسكر والدهون المهدرجة قوالب الفاكهة والمكسرات المحلاة بعصير الفاكهة الطبيعية، أو شراب
البلح، أو عسل النحل، أو العسل الأسود، أو قوالب الفاكهة النقية (التي
تباع لدى أغلب محال الأطعمة الصحية)
أصناف الشيكولاتة المليئة بالسكر والدهون الزبيب أو البلح أو الفاكهة الطازجة أو حتى شطيرة مربى لإشباع التوق
لتناول الحلوى

نصيحة من خبير: كيف تخلصت من الأطعمة الرديئة في وجباتنا

إنني أعتقد أن المنع أو التجنب التام للمأكولات السريعة وأماكن تقديم المأكولات السريعة يؤدي، على المدى البعيد، إلى شعور الأطفال بالفضول. وقد يؤدي هذا إلى إفراط الانغماس في تناول الأنواع الضارة من الأطعمة كلما واتتهم الفرصة. إنني أعرف أماً تمنع أبناءها من تناول أصناف المقرمشات والشيكولاتة والحلوى، وأتذكر بوضوح تعليماتها، في إحدى حفلات الميلاد، بعدم إعطاء أبنائها أي قطعة من الكعك؛ بحجة أنهم حقاً لا يحبون هذا الكعك. وتم الإذعان لتلك التعليمات دون مناقشة. ولكنها بعد ذلك ضبطتهم مختبئين أسفل إحدى الموائد وهم يتناولون كعكة التقطوها من على الأرض. وبرغم التعليق الذي قالته أمهم عن عدم حبهم للكعك، فإنهم بدوا مستمتعين تماماً به!

ولذا فإنني في بعض الأحيان، حينما أخرج من البيت مع أطفالي، أدعهم يأكلون السمك وشرائح البطاطس، وربما البيتزا، بشرط أن يكون ذلك في أماكن أثق أن نوعية الطعام فيها أفضل، وأحرص على أن يدرك أطفالي أن تلك مجرد مكافأة عرضية.

وكذلك فإنني أقوم بالالتفاف حول الموضوع عن طريق السماح لأطفالي بأن يتناولوا “أطعمة رديئة صحية” في المنزل على فترات. وهناك حيلة ألجأ إليها ويبدو أنها تنجح بشكل جيد مع أطفالي وأصحابهم، وهي استخدام أسماء أطعمة رديئة شهيرة للوجبات الصحية التي أقدمها لهم. ولكن الحقيقة أن الطعام الذي أطهوه بالمنزل يختلف عن المأكولات السريعة التجارية كاختلاف الجبن عن الطباشير!

فمثلاً، إذا صنعت فطيرة بيتزا، فإنني دائماً ما أقوم بإعداد كمية من صلصة الطماطم التي تحتوي على تشكيلة من الخضراوات الأخرى، ثم أقوم بإعداد عجينة البيتزا الخاصة بي (وقد اكتشفت أن جهاز إعداد الخبز هو أهم أجهزة المطبخ وهو يساوي وزنه ذهباً، إذا استخدم لإعداد عجينة الخبز أو البيتزا الطازجة من دقيق الحبوب العضوية الصحية).

وكذلك فإن قطع الدجاج التي أقوم بإعدادها هي في الحقيقة شرائح دجاج عضوي مغموسة في زيت الزيتون وفتات الخبز العضوي ثم تم خبزها في الفرن؛ كما أنني أعد “أصابع السمك” بنفس الطريقة تقريباً. وأما شرائح البطاطس فمن البطاطس العضوية الجديدة التي تم خبزها في الفرن. وعندي تشكيلة متنوعة من أنواع البطاطس المقلية، التي يمكن أن تشمل خضراوات أخرى كما يمكن تجميدها بالفريزر، مما يتيح لي بديلاً رائعاً عن بعض منتجات البطاطس التجارية المجمدة.

وسلاحي الأخير ضد عمالقة الأطعمة الرديئة هو ذكاء الأطفال الفطري وقدرتهم على إدراك أن الأطعمة الرديئة التافهة، خاصة التي تباع في منافذ معينة لبيع المأكولات السريعة، تضرهم بالفعل. إن الأطفال يتعلمون الكثير من آبائهم ومن بيئتهم التي يعيشون فيها. وتوجد اليوم مراجع متزايدة عن التغذية الصحية في برامج الأطفال بالتليفزيون. وبعض المدارس تروج الآن لاختيارات غذائية أصح، ولوجبات مدرسية أفضل، وتضيف مأكولات سريعة صحية مثل الفاكهة للأطفال الصغار.

كما أن ضغط النظراء له فعالية كبيرة أيضاً. فإذا كان أصدقاء أطفالك يأكلون بطريقة صحية، فهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على مفاهيم أطفالك. فضغط النظراء أقنع ابني أخيراً بأن يأكل التفاح، بعد أن كان يرفضه بإصرار قبل ذلك، حتى عندما كنت أقدمه له مهروساً عندما كان رضيعاً. ونأمل أن نجد قريباً أنه من الرائع أن يأكل الأطفال بطريقة صحية وأن يتباهوا بالأكل في منافذ الأطعمة الصحية بدلاً من مطاعم المأكولات السريعة.

جوانا جونسون،

أخصائية تغذية، المملكة المتحدة

الإضافات الغذائية

حينما تم استخدام الإضافات الغذائية لأول مرة، كان هناك اعتقاد بأنها أفضل شيء حدث للطعام على الإطلاق؛ إذ تحول الإضافات مشروبات الفاكهة باهتة اللون إلى اللون البرتقالي الزاهي مثلاًٍ، أو تحول طبقاً ذا مذاق مائع إلى طبق لذيذ. ولكن لم يلبث أن ثبت خطأ هذا الظن؛ إذ تبين أن هذه المواد هي كيميائيات يمكن أن تسبب الكثير من الأخطار لصحة البشر إذا تم استهلاكها بصفة منتظمة وبكميات كبيرة.

لقد ولت تلك الأيام التي كان الناس فيها يثقون ثقة عمياء بمصنعي الأطعمة. إن المصنعين الآن يضيفون أشياء عديدة إلى الأطعمة لا ترغبين حقاً في أن يتناولها أطفالك. وتشمل الإضافات: المواد الحافظة، والألوان الصناعية، والنكهات، والمحليات، ومضادات الأكسدة الصناعية، وغيرها كثير. وهي تضاف في الغالب لتحسين نكهة الأطعمة المعبأة، أو مظهرها، أو لإطالة فترة صلاحيتها.

نصيحة من خبير: الإضافات الغذائية وطفلك

تخيلي هذا المشهد: بعد ظهيرة أحد الأيام المزدحمة. تقفين في طابور بطيء الحركة في سوبر ماركت مزدحم؛ وصغيرك “علي” قد أصبح كثير المطالب وشديد الإلحاح في تلك اللحظة، وبدأ صبرك ينفد. ولكي تهدئي ابنك المستمر في الإزعاج، تعمدين إلى شراء عبوة من الحلوى الحمراء المفضلة لديه.

يا له من خطأ! فمع الأسف، إن نفس الشيء الذي كنت تودين أن يهدئ ابنك يمكن أن يجعل سلوكه أسوأ بعد ذلك. إن أغلب أصناف الحلوى، والمشروبات الغازية، والكيك، والآيس كريم، وغير ذلك من أصناف الحلوى الشهيرة للأطفال عادة ما تحتوي على إضافات صناعية من ألوان ونكهات وغير ذلك مما يمكن أن تكون له آثار عكسية عديدة. واستهلاك هذه الإضافات يمكن أن يؤدي إلى فرط النشاط، ونوبات الغضب، والقلق، واضطراب النوم، وصعوبات التعلم، وغير ذلك كثير من المشكلات الصحية.

الأطفال شديدو الحساسية للإضافات الصناعية إذا كانت لديهم ميول تحسسية أو تاريخ عائلي من حالات الحساسية للعوامل الخارجية، مثل الربو، والإكزيما، وحمى القش. فعلى سبيل المثال، في دراسة أجريت على أطفال يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، تبين أنه حينما تم استبعاد الإضافات الصناعية من أغذيتهم، استجاب الأطفال جيداً وتحسن سلوكهم بشكل ملحوظ.

وفي دراسة أخرى على أطفال مصابين بفرط النشاط المرضي، أدى تناول مادة التارترازين (وهي من الألوان الصناعية الشائعة) لتغيرات سلوكية، مثل الهياج، والقلق، واضطراب النوم. وهذه ليست الفئة الوحيدة من الأطفال المعرضة للضرر بسبب إضافات الأطعمة. فكثير من الأطفال يستهلكون تلك الإضافات في أغذيتهم وتتفاعل أجسادهم معها بصفة يومية.

والإضافات التي يسهل جداً التعرف عليها هي إضافات رقم E، وهي أسماء مختصرة لكيميائيات معينة توجد ضمن قوائم المكونات في كثير من المأكولات المعبأة. وبعض هذه الإضافات تكون ضرورية كمواد حافظة تضمن أن يبقى الطعام آمناً ولا يفسد سريعاً. إلا أن كثيراً من تلك الإضافات المرقمة يكون غير ضروري بالتأكيد مثل التي تضاف لمجرد جعل الطعام يبدو بمظهر أفضل أو يكون طعمه ألذ؛ وهذه الكيميائيات يجب تجنبها قدر المستطاع.

سيمون لويس،
أخصائي تغذية، المملكة المتحدة

الإضافات الغذائية الشائعة التي يجب الحذر منها وتجنبها

رقم E الاسم أين توجد ما يمكن أن تسببه
الألوان الصناعية
E102 تارترازين (أصفر) المشروبات الغازية، الحلوى، الآيس كريم، العلك، البودنج، المربى، الصلصات المعبأة، سمك الحدوق المدخن فرط النشاط، نوبات الصداع النصفي، نوبات الربو، الطفح الجلدي، حكة الجلد، رشح الأنف، اضطراب النوم
E110 صن ست ييلو (أصفر صن ست) مزيج الشيكولاتة الساخنة، الحلوى، أصناف الحساء المعبأة، المشروبات الغازية برتقالية اللون، المربى، السويسرول، الآيس كريم، كعك التريفل، الزبادي الطفح الجلدي/الأورام، فرط النشاط، اضطرابات المعدة، القيء
E120 و E124 كوكينيل، بونسيو (أحمر) الحلوى، أطباق التحلية، الصلصات، المشروبات الغازية، الحساء، كريمات البسكويت، الفواكه المعلبة فرط النشاط، نوبات الربو
E150 كراميل النشادر الشيكولاتة، المقرمشات، المشروبات الغازية، الخل، مواد تزيين التورتات، البسكويت، الكعك، أطباق التحلية المثلجة مشكلات الهضم، الإسهال
E151 بريليانت بلاك BN مزيج كعك الجبن بالكشمش الأسود، الصلصات البنية، سوس الشيكولاتة فرط النشاط
E160 (b) أناتو أصناف المارجرين، الجبن، المقرمشات، الآيس كريم، الكسترد، زينة الكعك، الكيك الإسفنجي، المشروبات الغازية، أصابع السمك، الكفتة فرط النشاط، الاستجابات التحسسية
E173 ألومنيوم المواد السكرية المستخدمة في تزيين الكعك والفطائر يمكن أن يكون ساماً لخلايا المخ؛ يمكن أن يسبب مرض ألزهايمر ومشكلات العظام
المواد الحافظة
E210 حمض البنزويك المربى، الشربات، كريمات السلطة، مطيبات السلطة، عصائر الفاكهة، المارجرين، المشروبات الغازية نوبات الربو، الطفح الجلدي، تهيج المعدة
E220 ثاني أكسيد الكبريت عصائر الفاكهة، سلطات الفاكهة، الفواكه المجففة، المربى، جوز الهند المجفف، السجق، المشروبات الغازية نوبات الربو، فرط النشاط، تهيج المعدة
E227 كبريتيت الهيدروجين والكالسيوم أصناف المربى، الجيلي نوبات الربو، فرط النشاط، استجابات الجلد التحسسية، تهيج المعدة
E250 و E251 نيتريت الصوديوم، نترات الصوديوم اللحوم المقددة، اللحوم المعلبة، السجق، الهامبرجر، فطائر البيتزا المجمدة الدوار، نوبات الصداع، صعوبات التنفس، فرط النشاط
E282 بروبيونات الكالسيوم أصناف الخبز، الجبن المعالج، فطائر البيتزا المجمدة نوبات الصداع، تهيج الجلد، القلق، الهياج
مواد أخرى (محليات، مضادات أكسدة، مثبتات، وما إلى ذلك)
E310 جالات البروبيل (مضاد للأكسدة) الزيوت النباتية، المارجرين، حبوب الإفطار، أطعمة الوجبات الخفيفة، البطاطس الجاهزة، العلك تهيج الجلد، تهيج المعدة، فرط النشاط
E320 هيدروكسي أنيسول البيوتيلي (BHA): مضاد للأكسدة أصناف البسكويت، الحلوى، الزبيب، فطائر الفاكهة، المشروبات الغازية، المقرمشات، مكعبات الحساء، خلائط الأرز المنكهة فرط النشاط
E420 و E421 السوربيتول، المانيتول أصناف الشيكولاتة، الحلوى، المعجنات، الآيس كريم، الزبيب، الكيك المعلب، العلك تطبل البطن، الانتفاخ، الإسهال، الغثيان
E621 جلوتامات أحادية الصوديوم (MSG) محسن للنكهة الوجبات الخفيفة المعبأة، السجق، الحساء المعبأ، البقول المعلبة، الجبن المطبوخ، المكرونة الشريطية المنكهة، اللحوم المقددة المطهوة، مكعبات الحساء المستخدمة للطهو، أنواع مشهورة كثيرة من شرائح الشيبسي ومطيبات السلطة قد تسبب للأشخاص الحساسين نوبات من الخفقان، الدوار، الإغماء، العطش، الغثيان، الصداع، العرق البارد على الوجه/الإبطين

سيمون لويس، أخصائي تغذية، المملكة المتحدة

هل تعلمين؟

الكافيين مادة منبهة وسامة في الوقت نفسه. إنه يجعل القلب يخفق بسرعة أكبر، كما يسبب استثارة مفرطة للجهاز العصبي المركزي.

مصادر الكافيين هي المشروبات الغازية، وأصناف الشيكولاتة، ومشروبات الكاكاو، والشاي، والقهوة.

زيادة كمية الكافيين في أغذية الأطفال يمكن أن تؤدي إلى فرط النشاط غير الطبيعي، والهياج، وقلة التركيز، والتقلبات المزاجية، واختلال توازن سكر الدم، والأرق، وزيادة السموم في الجسم.

هل تعلمين؟

مضغ العلك لا يمنح الأطفال أي فائدة. فالعلك خالٍ من العناصر الغذائية، وغالباً ما يكون مليئاً بالسكر والنكهات والألوان الصناعية وغير ذلك من المواد الكيميائية. وبعض أنواع العلك، مثل النوع الخالي من السكر والمحتوي على مادة الزيليتول (المعروفة بأنها تقي الأسنان من التسوس)، تعتبر أفضل من الأنواع الأخرى العادية، إلا أنني مازلت لا أنصح بها للأطفال.

زيادة مادة الزيليتول يمكن أن تتسبب في الاضطرابات الهضمية والغازات. وفوق ذلك، فإن مضغ العلك عادة غير مستحسنة للأطفال. إن مضغ العلك لا يعطيهم مظهراً سيئاً فحسب، بل يمكن أيضاً أن يسبب الاضطراب بالجهاز الهضمي، لأنه رغم أن الفم يكون مستمراً في المضغ فلا شيء من الطعام ينزل إلى المعدة. وبمرور الوقت، يمكن أن يعوق مضغ العلك قدرة المرء على فهم إشارات الجوع.