إن علماء فصائل النباتات الذين يفحصون الخواص الصحية في النباتات يعتقدون أن بعض التوابل تجعل مذاق الأطعمة أفضل ولكنها أيضاً يمكنها تحسين الحالة الصحية وهذا بسبب خواصها المضادة للبكتيريا، والميكروبات، والتي تكون مفيدة خاصة في البلاد الحارة، ولكن للتوابل أيضاً فوائد أعمق من ذلك. إن الكثير من التوابل ذات فائدة للصحة، ولكن عدداً قليلاً منها له أهمية خاصة.
إن أفضل المضادات البكتيرية الشاملة هي المردقوش البري، والبصل، والثوم، لأنها تقتل الأغلبية الساحقة من الكائنات العضوية المجهرية (الدقيقة جداً) التي توجد في اللحم. ويتسم السعتر، والقرفة، والطرخون، والفلفل الأحمر بالفاعلية في هذا المجال إلى درجة ما.
ويعتبر الثوم من النباتات ذات القيمة، لأنه يحتوي على مادة الأليسين Allicin وهو عامل قوى مضاد للسرطان، بالإضافة إلى أنه يساعد على خفض ضغط الدم وتقليل الكولسترول. وليس مستغرباً أنه يمنع انتقال حمى الغدد glandular fever والتي تسمى أحياناً مرض القبلات kissing disease.
ويحتوي الكمون على عناصر مضادة للسرطان وهي: كيرفول، وليمونين، والتي قد توفر الوقاية ضد سرطان البروستاتا، وكذلك نبات المريمية فهو غني بمضادات الأكسدة المفيدة، كما يُستعمل في علاج السعال وأمراض البرد، ويحتوي البقدونس على كميات كبيرة من الهيستادين الذي يقال عنه إنه يمنع الأورام، ويساعد أيضاً على تخفيض ضغط الدم ويزيد من إدرار البول.
ويحتوي الفلفل الأحمر على مادة الكابسايسين Capsaicin، وهي مادة كيماوية كبيرة النفع في علاج التهاب المفاصل والألم بشكل عام، وهو متوافر كثيراً لدرجة أن المستخلص منه شائع الآن على الوصفات الطبية في المملكة المتحدة. والكركم (نبات من الفصيلة الزنجبيلية) ذو فائدة مماثلة بالإضافة إلى أن له خواص مضادة للالتهابات. ونبات الزعتر الذي يتوافر في صورة مستخلص موجود في كل أدوية السعال، وأمراض البرد مثل زيت الثيمول الذي تم استخدامه كقاتل للجراثيم منذ أوائل القرن العشرين.
لقد كنت أنصح مرضاي بتناول الزنجبيل كعلاج مفيد للقىء الناتج عن السفر، والذي يحتوي أيضاً على مواد مضادة للأكسدة مثل (جنجرول Gingerol، زينجرون zingerone). والنوع الأخير يتفاعل مع الجذور الحرة ويساعد في منع أي تلف تسببه الجذور الحرة لخلايا الأنسجة.
وتطول القائمة وتتنوع، ولكن المقدمة المنطقية هي نفسها، وهي أن التوابل مفيدة لك أكثر مما تتصور. أما نحن في الغرب فكثيراً ما ننحاز لوجهة النظر التي تقول إن الكاري الحار هو وسيلة تناول التوابل، ولكن زملائي من الهنود يتناولون البهارات بطريقة أكثر دقة، وأكثر صحة، وأنا أُفضل أن أتخذهم كمثال يحتذى به.
للتوابل فوائد صحية أكثر مما نتصور، ونحن لسنا بحاجة لتناولها مع كل وجبة، ولكن تناول القليل منها وباستمرار مفيد لنا.