التوتر ليس مشكلة تخص الكبار وحدهم؛ فالأطفال يمكن أن يشعروا بالقلق والاكتئاب أيضاً. وتتفاوت مصادر الضغوط كثيراً، وهي تتغير مع مراحل الحياة المختلفة، إلا أن تأثيرات الضغوط على الجسم تبقى كما هي. ولحسن الحظ أن هناك عدداً من الوسائل العملية التي يمكن أن يستخدمها الآباء لتحسين تأثيرات الضغوط على أطفالهم.
مصادر الضغوط لدى الأطفال
خارجية
• ضغوط الأبوين
• التوقعات الاجتماعية
• ضغوط التعليم
• كثرة الواجبات المنزلية وطول ساعات الدراسة بالمدرسة
• كثرة الأنشطة بعد المدرسة
• ضغط النظراء
• التنمر
• سوء المعاملة أو الإهمال
• المشكلات العائلية أو وفاة أحد أفراد العائلة
داخلية
• مشكلات تقدير الذات
• الخوف
• الأمراض والأدوية
• حالات الاستهداف أو الحساسية للطعام
• النظام الغذائي غير الصحي أو حالات نقص التغذية
• الاكتئاب
• مشكلات النوم
ما يمكنك فعله
• اجعلي طفلك يسر وفق نظام غذائي صحي لإعداد جسمه للتعامل مع الضغوط، واجعلي هذا النظام يتضمن أطعمة مثل الخضراوات الخضراء الداكنة، والفواكه زاهية الألوان التي تعطي وفرة من فيتامين ج وفيتامينات ب الضرورية للتعافي بعد التعرض للضغوط.
• تأكدي من عدم وجود أي حالة استهداف أو حساسية للطعام، أو اختلال في توازن سكر الدم قد تكون مسببة للضغط.
• اجعلي طفلك يشارك في ممارسة لعبة أو نشاط رياضي. ففي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي انضمام طفلك لمجموعة مثل فريق رياضي، أو دروس في السباحة، أو فريق للتمثيل إلى زيادة شعوره بالانتماء، مما قد يحسن تقديره لذاته ويخفف الضغط والتوتر.
• هوني عليه الأمر فيما يختص باحتياجات المدرسة. فعلى الرغم من أن المدرسة تعد جانباً مهماً من الحياة، إلا أنها تعد أيضاً مصدراً رئيسياً من مصادر الضغط للأطفال في جميع الأعمار. أعطي طفلك المزيد من المديح والدعم فيما يتعلق بالأوجه الأخرى لحياته (مثل الألعاب الرياضية، والفنون، والهوايات، وغير ذلك من الأنشطة أو المواهب).
• تحدثي إلى طفلك عن مخاوفه وهواجسه. اكتشفي كيفية نظره للعالم. فبسبب الانشغال المتزايد وسرعة إيقاع الحياة، نجد أن كثيراً من الآباء يقصرون تحاورهم مع أبنائهم على ما يختص بالأنشطة والمدرسة، ولكنهم يتجاهلون مشاعرهم ومخاوفهم. عندما يتحدث طفلك، فأعيريه انتباهك ودعيه يعرف أنك تنصتين إليه حقاً.
• خصصي وقتاً للعب خارج المنزل. كثير من الآباء يتخذون دور الموجه أو الرئيس بشكل حصري، وينسون أن بإمكانهم أن يلعبوا دور شركاء اللعب أيضاً. خصصي وقتاً لأنشطة التسلية والترفيه وشاركيهم فيها.
• خصصي بعض الأمسيات التي لا يكون لدى طفلك فيها أي شيء يفعله. لا تفترضي أن طفلك سيشعر بالملل إذا بقي في المنزل لفترة ما دون ممارسة نشاط محدد؛ كثير من الأطفال في الواقع يمكن أن يشعروا بالضغط والعجز من كثرة الأنشطة التي يجب عليهم القيام بها.
• اعملي على تحديث قواعدك. أحياناً لا ندرك أن الوقت قد حان لتحديث أو تغيير القواعد التي ننظم بها شئون أطفالنا مع استمرارهم في النمو والتطور. فعلى سبيل المثال، إذا كنت أنت وطفلك تتجادلان كل ليلة بخصوص موعد نومه، فربما أمكنك أن تحددي ضمن جدول مواعيده يوماً أو اثنين في الشهر يمكنه فيهما أن يسهر لوقت أطول من المعتاد. تعديل القواعد يمكن أن يكون له تأثير رائع في رفع معنويات الأطفال.
هل تعلمين؟
اكتشف بحث أجري مؤخراً في الولايات المتحدة أنه خلال الأعوام من 1995 إلى 2002 وصل عدد الزيارات التي قام بها الأطفال المكتئبون الذين تتراوح أعمارهم من 7 إلى 17 عاماً للأطباء إلى أكثر من الضعف. وعلاوة على هذا، ففي خلال نفس الفترة، تضاعف عدد الوصفات الطبية التي تتضمن أدوية مضادة للاكتئاب والمقدمة لنفس الفئة العمرية ثلاث مرات تقريباً!
ومع الأسف، فإن الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين قد لا يكون ملحوظاً للكبار أو يتم تجاهله باعتباره مجرد “مرحلة”. وتشمل أعراض وعلامات الاكتئاب كثرة النوم، وانخفاض الأداء المدرسي، وتغير الشهية، وفقد الاهتمام بالأصدقاء أو الهوايات، والتحول إلى حالة لا مبالاة وقلة كلام، أو نوبات الصداع، أو حتى نوبات القيء.
فإذا لاحظت أياً من هذه الأعراض على طفلك، فاستشيري طبيب الأطفال لتعرفي رأيه، أو زوري أخصائي التغذية ليخطط لطفلك نظاماً غذائياً وليراجع أسلوب حياته، مما يمكن أن يحسن بشكل ملحوظ صحته النفسية وحالته المزاجية.